إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعلم فن السرعة - إعداد المحامي :بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعلم فن السرعة - إعداد المحامي :بسام المعراوي

    تعلم فن السرعة
    إعداد المحامي :بسام المعراوي

    لا شك أن السرعة تختزل الوقت، و أنها بملازمة الإتقان مطلب حضاري، و عليه فلا عجب أن توجد مدارس متخصصة في تعليم فن القراءة السريعة . و بإمكان المرء تعلم هذا الفن بنفسه، فإذا كنت ممن يجيد القراءة السريعة – كأن تقرأ السطر الواحد بنظرة واحدة – فانك بذلك توفر أوقاتاً أخرى لأعمال أخرى، و السرعة و الإتقان لا ينحصران في القراءة فقط، بل أن أغلب مجالات الحياة و ميادينها بحاجة إلى عنصر السرعة، مضافاً إليها الإتقان . و بهما يتمكن المرء من استثمار أوقاته و أعماله .
    لا تثق بالزمان و لا تعتب عليه
    يخطئ قسم من الناس حينما يحمل الزمان مسؤولية كل شيء، و تحميله المسؤولية يكون نتيجة الثقة به، أي الثقة بالوقت، و بذلك يبتعد المرء عن تحملها، و يترك الحبل على الغارب .
    و تسأل : ما هي النتيجة التي يجنيها المرء م الثقة بالزمان ؟
    و الجواب : لا شيء سوى الخسران، حيث أن الزمان لا مسؤولية عليه، بل هو مجرد ظرف لها، و الزمان هو الثانية و الدقيقة و الساعة و اليوم و الشهر و السنة و . . . فهل كل من هذه الوحدات الزمنية مسؤولة،أم أنها ظرف لتحمل المرء المسؤولية؟
    لا ريب في أن الإنسان هو المسؤول، و إذ أن الأمر كذلك فأن عليه أن يسخر عامل الزمن في قضية تحمله المسؤولات، و أن لا يخاطر بإعطاء الثقة العمياء . و في هذا الصدد يقول الإمام علي عليه السلام :
    (( من وثق بالزمان صرع )) عيون أخبار الرضا (ج2، ص54 ) .
    أن الثقة بالزمان تفقد الإنسان الجدية و تزرع اللا أبالية في حياته، باللا أباليه لن يحصد إلا الفشل المؤكد، و هو ما عبر عنه الإمام علي عليه السلام بالانصراع . و كأن الثقة بالزمن تمثل التهاون في مبارزة الزمن و منازلته، الأمر الذي يؤدي بالمرء إلى الهزيمة و الفشل، و يقول ( ع) في كلمة أخرى :
    (( من أمن الزمان خانه و من أعظمه أهانه )) . ( غرر الحكم ) .
    و خيانة الزمن لمن يأمنه تعبير دقيق عن أن المسؤولية لا يتحملها الزمان، بل هي على عاتق الإنسان، و هل الزمن من يمتلك العقل و الإنسانية و البشرية لكي يكون مسؤولاً ؟! كلا !
    أن المسؤول هو الإنسان و ليس الزمان، و عليه فان من يثق بالزمان، و يضع كله عليه، سوف لن يلقى إلا الخسران، و حينها سيلوم الزمان و سيتحمل مسؤولية الخسارة، إلا أن لوم الإنسان يحب أن يوجه إلى نفسه لا إلى الزمان .
    يقول الإمام علي ( ع) :
    (( من عتب على الزمان طالت معتبته )) . ( عيون إبحار الرضا /ج5،ص54) .
    إذ ما الفائدة في إلقاء اللوم و التهمة على الزمان ؟ و هل الزمان سيستجيب للإنسان فيحقق له ما يريد ؟!
    إن العتاب على الزمان مهما طال و امتد، لن يجعله يعير آذاناً صاغية للإنسان، و عليه فلا نتيجة من طول العتب عليه .
    عن الريان بن صلت قال : أنشدني الإمام الرضا عليه السلام لعبد المطلب :
    يعيب الناس كلهم زماناً و ما لزماننا عيب سـوانا
    نعيب زماننا و العيب فينا و لو نطق الزمان بنا هجانا
    ( ميزان الحكمة /ج4،ص235)
    و هكذا فلكي تحسن استثمار وقتك، لا تثق بعامل الزمن و لا تحمله المسؤولية لأنه لم يخلق من أخل تحملها، بل أنت الذي تتحملها، و لا تكثر العتاب عليه، و إنما لتكن جادا في اغتنامه و استثماره .
يعمل...
X