Announcement

Collapse
No announcement yet.

بانوراما الفعاليات الثقافية الكبرى التي جرت في سورية خلال عام 2010 م

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بانوراما الفعاليات الثقافية الكبرى التي جرت في سورية خلال عام 2010 م

    الثقافة السورية في 2010
    إقامة الحوار بين الثقافات والحضارات والفنون
    تعزيز رؤية شاملة للتراث الثقافي بكل أبعاده ومضامينه العالمية



    دمشق - سانا
    تركزت الفعاليات الثقافية الكبرى التي جرت في سورية خلال عام 2010 حول أهمية إقامة الحوار بين الثقافات والحضارات والفنون العالمية وخلق مبادرات متعددة لتعميق المعرفة بالآخر فضلاً عن مضاعفة عدد الفرص المتاحة واللقاءات بين الفنانين ضمن سورية وخارجها إضافة إلى زيادة عدد الأماكن التي تتيح ممارسة الوساطة بين الثقافات المتعددة وتعزيز رؤية شاملة للتراث الثقافي بكل أبعاده ومضامينه العالمية.
    وجاء ذلك انعكاساً لما أقرته منظمة اليونيسكو في مؤتمرها العام الذي عقد في باريس بين 6 و23 تشرين الأول 2009 والذي أعلنت من خلاله عام 2010 سنة دولية للتقارب بين الثقافات.
    وسجلت سورية في إطار الاحتفاء بهذه السنة الدولية ستة أماكن في التراث العالمي منها قلعة الحصن.. صلاح الدين.. قلعة سمعان وبعد إتمام سورية للمجموعة الدولية للحفاظ على الثقافة اللامادية قدمت دعماً للإمارات وبعض الدول العربية وعملت على تسجيل رقصة السماح بالتراث العالمي إرثاً حلبياً بامتياز كما تعمل عل تسجيل الدبكة لأن لها جذوراً في أساطير أوغاريت.
    أما على صعيد التشكيل فقد احتضنت سورية مجموعة من الملتقيات النحتية المتتالية مثل ملتقى النحت الواقعي وملتقى دمشق للنحت العالمي و حوار بين جيلين وملتقى النحت الدولي للخشب ما جسد تعبيراً عن نهضة تشكيلية حضارية أتاحت مساحة واسعة لتذوق أعمال فنية تعكس ثقافات وحضارات الفنانين المشاركين في هذه الملتقيات.
    ولعل موقع سورية الجغرافي على محور تقاطع الحضارات الشرقية والغربية جعلها مكاناً جيداً لإقامة تلك الملتقيات وفسح المجال لتجربة ثقافية وفنية بلقاء فنانين عرب وأجانب يحملون خلاصة تجاربهم الثقافية للعمل معاً في سورية فيستوحون منها ومن جماليات آثارها وطبيعتها ومن العلاقات الإنسانية التي يتميز بها الشعب السوري ضمن إطار يسمح بفتح الرغبة للإبداع وتبادل التجارب والخبرات.
    كما ساهم توزيع نتاج تلك الملتقيات في الساحات وأطراف الشوارع والحدائق العامة بتقريب هذا الفن من الجمهور ووفرت له فرصة ليتعرف على المنحوتات ويعاينها عن قرب ويبحث في دلالاتها واتجاهاتها الفنية فضلاً عن أن تلك الملتقيات شكلت الحل الأنجع لكسب أكبر عدد ممكن من الأعمال النحتية بتكلفة قليلة جدا بالنظر إلى تكلفة العمل الفردي الواحد.
    وعلى صعيد الفن السابع شكل مهرجان دمشق السينمائي بدورته الثامنة عشرة تجربة فريدة في الاطلاع على ثقافة الآخر سواء على المستوى العربي أو على المستوى العالمي حيث أتاح هذا المهرجان للجمهور السوري 222 فيلماً روائياً طويلاً إضافة إلى 92 فيلماً قصيراً وذلك بحضور أكثر من 160 ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً سينمائياً من 46 دولة عربية وأجنبية.
    كما أسهمت السينما السورية عبر أفلامها حراس الصمت لسمير ذكرى ومطر أيلول لعبد اللطيف عبد الحميد وروداج لنضال الدبس بتقديم صورة عن الكثير من تفاصيل الحياة في سورية وعلاقة أبطال تلك الأفلام بالأماكن ما جعل تلك الأفلام بمثابة سفراء بالصوت والصورة عن سورية.
    كما شهد مهرجان دمشق للفنون المسرحية بدورته الخامسة عشرة بمشاركة عشرين دولة عربية وأجنبية و31 عرضاً مسرحياً قدمت على مدار ثمانية أيام على مسارح وزارة الثقافة بدمشق وتنوعت الأساليب الفنية لتلك العروض والرؤى الفكرية التي تقف خلفها ما جعلها مخبراً مسرحياً يقدم فيه كل مخرج الكيفية التي يريدها على صعيد الحركة على الخشبة والسينوغرافيا ما جعل أبو الفنون يقوم بمقايضة ثقافية حيث أن مسرحيينا يأخذون من مختلف ثقافات العالم ليضيفوا شيئاً منها لثقافتنا وبالمقابل نرتقي بمهاراتنا ونقدم لهم رؤيتنا لهذا الفن.
    وتميز هذا المهرجان بأنه تضمن معالجة هامة للكثير من القضايا فضلاً عن الجرأة والمصداقية العالية في تعاطيه مع مواضيع إنسانية عامة كالهوية والتشظي والقلق الوجودي والعوالم الداخلية للإنسان كالحب والغيرة إلى ما هنالك بمعنى أن المسرح السوري هب دفاعاً عن هويته القومية في عصر العولمة مع انفتاحه على ثقافات العالم متلقفا إياها بتسامح وحوار مع الآخر.
    كما احتفى مهرجان دمشق المسرحي بالنصوص العربية المتميزة محققاً تعددية وتنوعاً يجعلان من المشهد المسرحي المعاصر كلوحة فسيفساء تتداخل فيها الأساليب الفنية على مستوى العالم كله.
    ولعل من أهم أسس تقارب الثقافات والتفاهم والتعاون من أجل السلام هي الترجمة التي تكاد تكون الظاهرة الأهم على مستوى العالم في تحقيق فعل التقارب الثقافي عموماً بين الحضارات المختلفة ولاسيما في ظل دورها الكبير في إزالة التصورات الخاطئة عن الآخر.
    وفي هذا السياق قامت وزارة الثقافة مؤخراً بخطوة هامة تعكس مدى الاهتمام الخاص الذي توليه للكتاب وعملية نشره وتوزيعه حيث اتفقت الهيئة العامة السورية للكتاب مع ورثة المترجمين الكبيرين الدكتور سامي الدروبي والأستاذ صياح الجهيم من أجل إعادة إصدار المؤلفات الكاملة للروائي الروسي الكبير ليف تولستوي.
    كما أن هناك كتبا عديدة أخرى يتم الآن الاتفاق على نشرها مع مالكي حقوقها هذا إضافة إلى حركة الترجمة التي تشكل رافداً مهماً ونسبة عالية من حركة الإصدارات في سورية التي تقارب مئتي كتاب وعشر مجلات دورية بين شهرية ونصف شهرية وفصلية وتغطي إصداراتها من كتب ومجلات طيفاً واسعاً من اهتمام الجمهور القارئ.
Working...
X