إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسرح بقلم / حسن سعد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسرح بقلم / حسن سعد

    المسرح
    يقدمها: حسن سعد
    المسرح الغنائي "مصري الجنسية".. عودته مرهونة بصناعه
    ليس هناك ما يمنع في أن نكرر طرح قضية المسرح الغنائي في مصر وليس هناك ما يمنع أيضاً أن نؤكد علي أن المسرح في أزمة حقيقية. بل هو غير موجود علي الاطلاق. وليس هناك مايمنع أن نفتخر علي استحياء في القول إن المسرح الغنائي مصري الجنسية وأن عودته مرهونة بصناعه. وهنا السؤال هل توجد جهات انتاجية لهذا المسرح سواء كانت حكومية أو من الانتاج الخاص؟..
    علي المستوي الحكومي يوجد جهات عدة علي رأسها البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية من خلال فرقتها واسمها تحديداً "الفرقة الغنائية الاستعراضية" وكان اسمها الحقيقي قبل هذا التحريف الجائر "فرقة المسرح الغنائي" وظني أن دار الأوبرا المصرية أيضاً معنية في الأساس بتقديم وانتاج المسرح الغنائي وفن الأوبريت بعد أن فشلت في تعريب الأوبرات العالمية وهذا شيء مرغوب فيه فنحن بحاجة لفن مصري وعربي أصيل وليس فناً أجنبياً مترجماً إلي اللغة العربية أو حتي تمصيرها. كما يحدث في بعض الأوبرات وتقدمها الأوبرا. هناك أيضاً جهات معنية بانتاج المسرح الغنائي مثل الثقافة الجماهيرية وتحديداً في المسرح الغنائي الشعبي الذي يعتمد في المقام الأول علي الموروث الشعبي لتراث الأمة المكتوب والمحفوظ والمنقول والعادات والتقاليد وما ترصده المراكز البحثية الغارقة في النوم العميق والإهمال المتواصل في عمليات الجمع والتوثيق والأبحاث والجمع الميداني. هناك أيضاً جهات أخري منوط بها انتاج المسرح الغنائي أما التليفزيون الفارق في الفيديو كليبات وعروض العري وحتي وقت أن كان هناك مسرح التليفزيون فشل فشلاً مروعاً في انتاج عروض تنتمي للمسرح الغنائي. هذا إلي جانب فشل القطاع الخاص الآن في تقديم المسرح الغنائي الحقيقي باستثناء عروضه "كتشر" فيه الأغاني بهدف الامتاع والتسلية ومداعبة الغرائز وهكذا يمكن أن نؤكد علي "موت المسرح الغنائي" إلي غير رجعة!!..
    [color="rgb(160, 82, 45)"]السؤال الآن هل يوجد مسرح غنائي في مصر؟![/color]! بطبيعة الواقع لا يوجد والسؤال الآخر هل توجد عروض تنتمي لفن الأوبريت؟!! أيضاً نؤكد أن هذا قد مات إلي الأبد حتي قبالة قيام ثورة يوليو وباستثناء اعادة انتاج بعض الأوبريتات مثل أوبريت "يا ليل يا عين" وبعض تجارب مسرحية تحتوي علي بعض الأغاني!!.. بعد مرور أكثر من ثمانية وخمسين عاماً وتحديداً قبل قيام الثورة مباشرة والمسرح الغنائي يعاني "الفقر" ويعاني "الجفاف" إلي أن وصل قبل عشرين عاماً "للموت" الحقيقي. فقبل قيام الثورة كان هناك مسرح غنائي حقيقي والذي بدأ في مصر كما أكدنا مراراً من خلال الفرق الخاصة قبل وبعد عامي 1916. حيث انتشرت الفرق الاستعراضية والتي اعتمدت أولاً علي النصوص المسرحية العالمية الراسخة وقدمت معربة ثم ممصرة إلي أن أصبح هناك المؤلف المصري لهذا الفن يكتب النص ويكتب أغانيه النابعة من "صلب" العمل درامياً ولم تكن حين ذاك للزينة أو التسلية. فقد كان الغناء هو الجزء الأساسي في بنية العمل المسرحي درامياً. ظل الوضع علي هذا الحال وكان ثمة تنافس بين الفرق المسرحية لاجتذاب صناع المسرح الغنائي. ثم اجتذاب الجمهور وأصبح لهذا الفن نجومه وجمهوره من كل الطبقات الاجتماعية وأسعار تذاكر تلائم دخول هذه المسارح وارتيادها من العامة ومن الصفوة. ولأن هذا الفن كان أصيلاً في المجتمع المصري ولأنه صاحب الجاذبية للجمهور ولأنه أيضاً فن مصري أصيل كان حياً ونابضاً ويقدم بلا توقف العرض تلو الآخر بحيث تقدم كل فرقة هذه العروض أكثر من مرة في الشهر الواحد. باستثناء فرقة رمسيس التي كانت تقدم مسرحية جديدة كل يوم اثنين. أي تقدم أربعة مسرحيات في الشهر. وخلق هذا التنافس توفير زخم رائع وهائل من ريبورتوار المسرح المصري وبخاصة ريبورتوار المسرح الغنائي قبل الثورة. التي تسلمت زخماً رائعاً ووفيراً من المسرح الغنائي الذي كانت له الغلبة في التواجد والحضور والانتاج مما جعلها تنشئ البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية فرقته المسرحية الغنائية. وللانصاف كانت هذه الفرقة عند ميلادها قوية جداً وتقدم هذه النوعية بصورة متقدمة وحقيقية ويوجد بها زخم عريض وواسع من الريبورتوار ومنذ نشأتها في الستينيات من القرن الماضي تقدم روائع المسرح الغنائي ومع المنتصف الأخير من زمن السبعينيات بدأت أحوالها تتدهور وتصاب بالعطب وتتخبط إدارياً وفنياً حتي ضاق بها الوضع وفشلت في مواصلة تقديم عروض المسرح الغنائي باستثناء بعض التجارب التي ينجح فيها صناعها. ومع تعاقب الإدارات والأزمنة يمكن القول إن الفرقة ماتت تماماً فلا يوجد بها أوركسترا ولا كورال ولا مخرجون ولا ممثلون سوي مجموعة من الدخلاء الذين قضوا عليها تماماً ولم يعد لها قوام ولا يوجد بها هيكلة واكتفت بتقديم بعض العروض التي تسمي غنائية علي استحياء وعلي فترات ومشكلتها إدارية في المقام الأول والأخير "إدارة عقيمة" و"فرقة بلا هيكلة" وهي في الواقع تحتاج تدخل الفنان فاروق حسني وزير الثقافة. تدخلاً عاجلاً. اللهم إلا إذا كان هو يريدها كذلك!!..
    أهملت الدولة المسرح بشكل عام وأهملت المسرح الغنائي بشكل خاص وتميزت في هذا الإهمال تميزاً لاتحسد عليه فلا أتصور فرقة معنية بالمسرح الغنائي وتقدم الحانها مسجلة فما جدوي وجود حضرة الأوركسترا اذن بالمسرح والمسرح الغنائي الحقيقي يقدم ألحانه بصورة حية ووجود قائد للأوركسترا. أما الفرقة بصورتها الحالية فهي بلا قوام حقيقي. لا يوجد بها شيء علي الاطلاق وأتحدي من يثبت عكس ذلك. مع هذا الإهمال الواضح للأعمي والمبصر كان القطاع الخاص قد تخلي تماماً عن انتاج المسرح الغنائي وتحديداً بعد قيام الثورة.
    السؤال الآن كيف يمكن احياء المسرح الغنائي من جديد؟.. الاجابة قد تبدو عسيرة جداً. خاصة وقد وصلنا لمرحلة الانهيار التام والموت الزؤام. المسرح الغنائي "مات يقيناً" فما الحل اذن؟!!
    الاحياء يحتاج تدخل الدولة أولاً لابد من تخصيص ميزانية خاصة وكبري للفرقة الغنائية وتفعيلها واحلالها وتجديدها وهيكلتها بوجود أوركسترا وكورال ولا يقل عن خمسين راقصاً وراقصة واعادة تربية الكوادر من خلال الفنان الشامل الذي يمثل ويرقص ويغني ومهندس المناظر المدرك لأهمية التنوع والابهار والماهية الموضوعية لطبيعة النص الغنائي ومهندس الأزياء لتدارك هذه الإشكالية من حيث الطراز واللون والتناغم بين كل عناصر العملية المسرحية وكذلك المخرج المنوط به فهم طبيعة هذا المسرح والأهم من هذا كله "المؤلف" والسؤال هل يوجد المؤلف المسرحي القادر علي كتابة النص الدرامي الغنائي؟.. علي مسئوليتي لا يوجد "!!"..
    الاشكالية الحقيقية لإنعدام القدرة علي انتاج مسرحية غنائية حقيقية تنحصر في عدة عوامل أولها الإدارة فلا توجد ادارة تعني ماهية الانتاج الغني والثري للمسرحية الغنائية وفن الأوبريت. كذلك انعدام وجود الكوادر كما أكدنا في سياق المقال فماذا نفعل اذن لإحياء المسرح الغنائي؟.. تأكدنا انه لا يوجد صناع للمسرحية الغنائية وعودته تحتاج لهذه الكوادر. خاصة أن معاهد أكاديمية الفنون وبخاصة المعهد العالي للفنون المسرحية لا تقوم بتدريس "مادة الدراما الغنائية" وكذلك معهد الباليه لا يقوم بتدريس "الرقص" المعني بهذا المسرح.
    كذلك معهدا الكونسرفتوار والموسيقي العربية لا يقومان بتدريس "الدراما الموسيقية" أو "الموسيقي الدرامية" الخلاصة أن جميع معاهد أكاديمية الفنون منوط بها تدريس المسرح الغنائي وفن الأوبريت كل فيما يخصه. كذلك المراكز البحثية والتراثية لا تهتم بهذا الفن كالمعهد العالي للفنون الشعبية ومايتبعه وغيره من مراكز البحث "النائمة".. هناك "تربص بتراث مصر وضياعه وإهماله".. ونعود للسؤال ماذا نفعل سريعاً لأحياء المسرح الغنائي وفن الأوبريت؟!!.. لكي نضع كوادر بكل فئاتها المؤلف والمخرج والممثل والمغني والمطرب والراقص ومهندس المناظر والملابس لابد من البحث عن "النموذج" وهذا النموذج لايتحقق إلا بالعودة "للريبورتوار" سواء الحكومي أو الموروث مما كان يقدم في القرن الماضي بالفرق الخاصة وهو زاخر وعامر وكثير ويحتاج للبحث والتنقيب والاختيار وعلي الأقل تراث الفرقة الغنائية الاستعراضية وفي مقالات سابقة طرحنا أسماء عشرات العروض والنصوص وبخاصة إبان قيام الفرقة في سنواتها الأولي .. المسرح الغنائي أصبح قضية قومية من شأنها القدرة علي التفاف الجمهور حولها لأنه فن جاذب ومن خلاله نتعانق مع الموروث لكي نخلق أجيالاً جديدة قادرة علي العطاء والاحتماء بالانتماء لهذا الوطن "مصر"!!
    زوايا المنظور
    ** "عودة المسرح الغنائي" قضية الجميع والمسرح القومي عند نشأته كان مهتماً بهذا الفن!!..
    ** لن يعود فن الأوبريت والمسرح الغنائي إلا بمبادرة من فاروق حسني وزير الثقافة!!..
    ** هل هذه القضية مدرجة ضمن أجندة لجنة المسرح؟!!..
    ** المسرح المصري والعربي والغنائي مهمل تماماً في مناهج معاهد أكاديمية الفنون!!..
    ** القيادات الدائمة في المسرح والفنون الشعبية تحتاج نظرة من الوزير!!..
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com

  • #2
    رد: المسرح بقلم / حسن سعد

    تسلم ايدك يا أستاذ عالموضوع الهام....

    مصر أم الدنيا....

    و الفنانين ما بيعتبرو نفسهم فنانين اذا ما انطلقوا أصلا من مصر....

    الحب كل الحب لمصر و فنانيها مع التمنيات الدائمة بأفضل الفن...

    تعليق


    • #3
      رد: المسرح بقلم / حسن سعد

      نتمنى للمسرح الغنائي العربي
      العودة إلى القمة
      كما نتمنى من المسؤولين في وزارة الثقافة الأهتمام بالأمر
      نحن أبناء وطن فيه مبدعين من كافة المجالات
      ويجب أن يفسح لهم المجال كي يمارسوا إبداعاتهم
      وهذا لرفع المستوى الثقافي والفكري .
      شكراً سيدي المحترم على الموضوع المهم والنبيل
      دمت ودام حضورك متألق .
      أضعف فأناديك ..
      فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

      تعليق


      • #4
        رد: المسرح بقلم / حسن سعد

        موضوع مهمٌ جداً.و تحليل موفقٌ للمشهد المسرحي في مصر ممثلا في الدراما الغنائية.

        شكرا و الف شكر سيد سامي النجار المحترم.

        تعليق


        • #5
          رد: المسرح بقلم / حسن سعد

          شكرا للمروركم أصدقائى الاعزاء
          وعلى ثنائكم الرائع
          تحياتى لكم
          http://samypress.blogspot.com
          http://samypress.yoo7.com

          تعليق

          يعمل...
          X