إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدكتور ( حسين مسلم جمعة ) باحث وناقد وأديب ومترجم أردني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدكتور ( حسين مسلم جمعة ) باحث وناقد وأديب ومترجم أردني

    حسين جمعة
    ولد الدكتور حسين مسلم جمعة في قرية حنا الفلسطينية في العشرين من نيسان لعام 1940، أنهي دراسته ما قبل الجامعية بمراحلها كأنه في مدرسة عقبة جبر الثانوية، ثم سافر شأن الكيرين من أبناء جيله إلى الاتحاد السوفيتي طلباً للعلم، وتخرج في جامعة موسكو الحكومية بدرجة الدكتوراه في الآداب، وهو يتقن بالإضافة للعربية اللغتين الروسية والإنجليزية.
    عمل حسين جمعة في وزارة الثقافة فترة طويلة وتنقل في دوائرها المختلفة ورأس تحرير بعض مجلاتها تارةً وكان عضواً في هيئات تحريرها تارة أخرى، كما درس مادة مهارات الاتصال في الجامعة الأردنية، وأخيراً سنقر به المقام بعد انتهاء عمله في الوظيفة الحكومية مديراً لدار الينابيع للنشر والتوزيع التي يملكها ويشرف عليها إشرافاً مباشراً.
    شارك حسين جمعة في عضوية العديد من الهيئات والروابط الثقافية، منها:
    رابطة الكتاب الأردنيين، جمعية النقاد الأردنيين، اتحاد الناشرين الأردنيين، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الأدبية وقدم من خلالها أوراق عمل وبحوث جادة، منها: مؤتمر الأدباء العرب العاشر، ملتقى عمان الثقافي (...) وغير ذلك كثير. نشر بعضاً من بحوثه ودراساته في المجلات والدوريات المحلية والعربين، منها: مجلة أفكار، الفيصل، العربي، نزوة، الطريف، نوافذ، المجلة العربية. وترجمت إحدى مقالاته الأدبية المنشورة في مجلة اللوتس إلى الإنجليزية ثم الفرنسية.

    مؤلفاته:
    • الدراسات الأدبية والنقدية:
    1. نظرات في مستقبل الرواية، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1981.
    2. قضايا الإبداع الفني، دار الآداب، بيروت، 1983.
    3. الصوت والصدى - قراءات في الرواية الأردنية، دار الينابيع، عمان، 2001.
    4. القوس والوتر -قراءات فيالقصة الأردنية، وزارة الثقافة، عمان، 2001.
    5. الحياة الفنية والادبية في الاردن في القرن العشرين، دار الينابيع، عمان 2004.
    • الترجمة:
    • الفيش (رواية) موسكو، 1969.
    • السن المكسورة (قصص مترجمة)، دار الينابيع، عمان، 1994

    المسافة ضرورية بين المثقف والسلطة
    د.حسين جمعة
    علاقة المثقف بالسلطة علاقة جدلية؛ فالمثقف بحاجة إلى السلطة لتمنحه الرفاه والعيش الرغد، واللسطة بحاجة ماسة للمثقف، الذي متلك الموهبة والمقدرة على تقديم الذرائع والحجج المقنعة، ويجد المبررات ويبحث عن المسوغات الضرورية لبقاء السلطة واستمرار تسلطها وهيمنتها، وتعميد ما تقوم به من إجراءات لجباية الأموال من الشعب واستغلال عرقه وامتصاص دمائه. المثقف والسلطة في هذه الحالة يعملان بجد ونشاط لاستغفال الجماهير الشعبية وتنويمها باليافطات العريضة حيناً وبالتزوير غالباً.. أي أن كل واحد منهما يعمل في سبيل نفسه ولصالح الآخر، ويتكاملان في مشوار البحث عن المصالح المشتركة، والهيمنة الاقتصادية والفكرية، والسيطرة على العقول لاستنامتها، مع وجود تمايز فردي بين مثقف وآخر من هذه الشريحة، حيث أن البعض يعلن صراحة موقفه إلى جانب السلطة ولا يخشى من صراحته وإعلانه، والبعض الآخر يتخفي في زي غير زيه، وهو يعمل بشكل موارب ومتواطئ، وهذا البعض أخطر كثيراً من الفئة الأولى. ولا يخرج على هذا الحلف المدنس سوى نفر محدود من المثقفين الحقيقيين، الذين وعدوا دورهم جيداً، فابتعدوا عن التزوير والنفاق، وارتضوا العيش الطفيف على الغدر بالآخر، وبلغوا مرتبة الوعي الشفيف المفضي إلى فاعيلة ظاهرة.. أي أن ثمة مثقفين يتعالون على متطلبات الذات، ولا يخضعون للابتزاز أو الترغيب والترهيب، أو الإغراءات المادية التافهة.
    هذا يعني أن التواصل ما بين السلطة والمثقف يضيق إلى حد الاندماج العضوي، ويتسع البون بنيهما إلى أن يصل مرتبة العداء الصريح في حالات التمذهب الفكري والأيدولوجي. وهذا من خصائص وطبيعة المرحلة التاريخية التي تجتازها المجتمعات الإنسانية في ظل تحكم طبقة بعينها بالطبقات الأخرى وحرمان معظم جماهير الشعب من الحياة الحرة الكريمة؛ مما يشير إلى أن المثقف الحقيقي هو الذي يقف إلى جانب البسطاء والمستضعفين، ويسعى إلى رفع الحيف الواقع على كواهلهم، وأن المثقف إما أن يكون مع مصالحه الفردية وملذاته الخاصة، فيقف إلى جانب السلطة، التي تمثل فئة محدودة من السكان، وإما أن يكون مع الناس فيقف في وجه الاعتداء الصارخ على لقمة عيش المهانين والمستضعفين في الأرض، والافتئات على حقوقهم المادية والمعنوية.
    احتوار المثقف بتم بأشكال مختلفة، منها: استرضاؤه عن طريق ترتيب وضعه الشخصي ومنحه جزءاً من الفوائد التي تجبيها السلطة من الجماهير الشعبية وإغداق شيء من فضلات خيرها عليه، أو بترهيبه ليركع أمام سطوة السلطة، وفي كلا الحالتين يشرع المثقف بالخداع والتزوير ليبرر ما فعله، بعد أن يكون مأمور السلطة قد استرضاه أو أرهبه، ومع ذلك يصاب بالهلع أمام الحقيقة المخاتلة المُرة، التي تحدق في قسماته ليل نهار، وتومئ إليه بأنه خان ضميره وشعبه.
    أما الاستقواء على المثقف فيجري أيضاً بأشكال متعددة، منها: حرمانه من تحقيق أهدافه في العيش بكرامة بمختلف الأساليب، أو إرهابه بأدوات القمع المنتشرة في كل مكان، وإذا ما استفحل الأمر وتجاوز صمود المثقف كل تصور، فإن الأمر قد يصل إلى التصفية الجسدية في العديد من الحالات.
    المثقف الحقيقي إذن هو العين القلقة الساهرة، ولا يجوز له أن يتخلى عن دوره هذا، كأن يلجأ إلى الأساليب الملتوية لتبرير تصرفات السلطة وجورها، فهو لا يحيد عن موقفه المبدئي، الذي يعيش في سبيله، ألا وهو الدفاع عن مصالح البسطاء من الناس،والارتقاء بوعيهم، وكشف المغالطات التي تجترحها السلطة للإبقاء على هيمنتها وسيطرتها عليهم. إن ترتيب الوضع الشخصي للمثقف على حساب الأكثرية الساحقة ومنحه فُتاتٍ من الفوائد والمكاسب التي تجنيها السلطة من جماهير الناس يعتبر خروجاً عن دوره التنويري، وهلاكاً لشخصيته وحضوره الفاعل في الساحة الثقافية والفكرية.
    السلطة لها أساليبها المضللة والمختلفة في احتواء المثقف وجذبه إلى بيت الطاعة، إلا أن المثقف العضوي المتمرس والمبدئي يأبى على نفسه وكرامته أن يبيع ضميره وإبداعه مقابل ثمن، مهما بدا هذا الثمن عالياً، فهو في نظره لا شيء أمام مسؤوليته كأديب ومفكر ومشتغل في الحقل الثقافي. المثقف الحقيقي الحصيف يترك مسافة بينه وبين السلطة، حتى ولوكانت منطلقاته الفكرية، وتصوراته الاجتماعية قريبة من ممارسات السلطة، لكي يتيح لنفسه إمكانية النقد البناء إذا ما خرجت عن الثوابت الوطنية والاجتماعية، ولعقله التكويني أن يظل نابهاً ومتيقظاً لأي حماقة يمكن أن تقترفها السلطة بحق الناس أو قمع الرأي الآخر.
يعمل...
X