إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الناقدة:نبيلة أحمد علي... توظيف البيئة في المنتج الأدبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الناقدة:نبيلة أحمد علي... توظيف البيئة في المنتج الأدبي


    الكاتبة "نبيلة علي"


    "نبيلة علي"... توظيف البيئة في المنتج الأدبي

    نورس علي

    شجعتها والدتها على القراءة منذ الصغر ما شكل لديها دافعاً قوياً للقراءة والكتابة بشكل مستمر، فكتبت القصة والخاطرة ثم تخصصت بالنقد الأدبي الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه اليوم.
    مدونة وطن eSyria التقت الأديبة "نبيلة أحمد علي" بتاريخ 17/7/2013 وأجرت معها الحوار التالي:

    * كيف كانت البداية الأدبية وما دور البيئة في ذلك؟

    ** كانت والدتي سيدة طموحة جداً ومثقفة رغم أنها لم تكن متعلمة، وكانت دائماً تشجعني على القراءة وتوصلني بيدها إلى المركز الثقافي للحصول على الكتب لقراءتها، وهذا أعطاني مخزوناً فكرياً أدبياً ترجم بكتابة الشعر في سن مبكرة، إضافة إلى الجو الأسري التحرري الذي ساوى بين الذكر والأنثى.

    * ما هو هاجسك في الكتابة الأدبية الفكرية؟


    ** كتبت القصة القصيرة والخواطر
    في عمر مبكر، ولكنها لم تصبح ناضجة إلا في المرحلة الجامعية، حيث كان هاجسنا في نهاية الثمانينيات ذاك الحراك السياسي والأحزاب المتعددة بنقاشاتها وحواراتها الغنية، وهو ما كوّن لدي مادة غنية للكتابة، خاصة أني أعيش في البيئة الساحلية حيث لعب البحر دوره الجميل في التداعيات الفكرية والأدبية عندي وأثراها، ونتج عن هذه المرحلة أول قصة قصيرة لي وكانت بعنوان "قيدت ضد مجهول" ونشرت في عام /1995/.

    * ما هي خطوات انتقالك السريع من كتابة القصة إلى الكتابات النقدية الأدبية والفكرية؟

    ** أخذتني الحياة الزوجية فترة من الكتابة والأدب بعد المرحلة الجامعية، ولكن بعد فترة شعرت بامتلاك أدوات الكتابة النقدية نتيجة عودتي إلى المطالعة والقراءة المعمقة لجميع أنواع الكتب والإصدارات، وهنا بدأت بقراءة الكتب النقدية القديم منها والحديث والنظريات النقدية العربية والعالمية، فكتبت المقالات النقدية في بيئة خليجية في دولة "الإمارات العربية المتحدة"، وحصلت في عام /2004/ على جائزة في النقد على مستوى "الوطن العربي" بعنوان "حمد بن راشد للنقد".

    * مصطلح النقد النسوي، مصطلح شيق للخوض في مكنوناته واهتماماته، فهلا حدثتنا عنه؟


    ** بشكل عام النقد النسوي هو كيف أنظر إلى الرواية أو القصة التي تكتبها المرأة وأيضاً كيف أنظر إليهما عندما يكتبهما الرجل بشخوص أنثوية، وكيف يعالج هذه الشخوص، وكيف يراها، وكيف يقدم لها الفكر والسلوك النسوي ليصل إلى خاتمة جيدة.

    وبالنسبة للمرأة يوجد مصطلحات نسميها بالمفهوم النسوي مصطلحات جندرية بمعنى أن أقول إن المرأة ثرثارة كقول عام، إضافة إلى الصورة النمطية لها في الأدب كالجميلة والواسعة العينين وغيرها من صفات عرفت بها بشكل عام، والسؤال: هل استطاعت المرأة الكاتبة أن تغير هذه الصورة علماً أنها لم تعد نمطية من حيث تطور حياة المرأة التي أصبحت قيدت ضد مجهول العاملة والمدرسة والمثقفة والرائدة الفضائية؟، وهل استطعنا نحن الكتّاب أن ندخل تلك المتغيرات إلى شخوص الرواية أو القصة إن كانت من الرجل أو المرأة؟.

    * ما الفرق بين الرواية النسوية والرواية الأنثوية؟

    ** أن تكتب المرأة رواية عن المرأة وفق الصورة النمطية المعروفة فهذه رواية أنثوية، أما أن تكتب المرأة رواية بمصطلحات جديدة ومتجددة، تأنيثيه غير ذكورية اعتماداً على التاريخ والتراث المتجذر لها في بيئتها، فهذه رواية نسوية.

    وهذا كان هماً بالنسبة لي لإعادة ما تم كتابته من نقد ولكن بطريقة نسوية، أي تصحيح تلك الجملة وهذا المفهوم أو ذاك المصطلح الذكوري الذي لا يقع في مصلحة المرأة وإنما ضدها، حتى ولو كان منمقاً وجميلاً ويعطي للمرأة النمطية المعتادة.

    * هل لك أن تحدثينا عن مجموعتك القصصية "قيدت ضد مجهول"؟


    ** بشكل عام هي مجموعة قصص متوسطة تحمل الكثير من اللغة الشعرية وتظهر فيها القصص الاجتماعية منها الواقعية جداً ومنها الرومنسية والخيالية والحالمة. وبشكل خاص هي من النوع القصصي الذي يعتمد على تداعيات الفتاة في مقتبل العمر وبحثها عن المستقبل بمختلف جوانبه وما القيود التي تواجهها وكيف يمكنها كسر تلك القيود بشكل ومضي سريع، وهذا دون الدخول في عمق التغيير أو المصطلح النسوي فيها، لأن المفهوم النسوي في تلك الفترة لم يكن ناضجاً بعد.

    * كيف كانت العناية بهذا المنتج الأدبي وهو يحمل ذات الهم لك؟

    ** أولاً من حيث المفردات كانت نوعية وخاصة بالمرأة كما في قصة "ثلاث فتيات" حيث تقول إحدى شخوص القصة إنها لا تريد أن تسمي ابنها المستقبلي "أحمد" لأن والد خطيبها يحمل نفس الاسم، وهذا هم صغير وواقعي يشغل فكر الفتاة، وهذه رغبة جريئة من الفتاة بالحصول على الحد الأدنى من حقوقها. الحلم الأسود أما من حيث الموسيقا والألفاظ التي اعتمدت فيها على البحر فقد كانت أشبه بموسيقا أمواج هذا البحر، حتى إن بعض الأصدقاء المهتمين قالوا لي لماذا لا تسمي المجموعة "ليال بحرية" بدلاً من "قيدت ضد مجهول"؟.

    * أين هي المجموعة القصصية من العنوان العريض لها؟


    ** ضمن المجموعة توجد قصة تحمل هذا العنوان، وهي قصة مقربة مني كثيراً، ولها عندي مشاعر خاصة، فقد أخذت مني غفوة ليلة وأيقظتني في منتصف تلك الليل لتتناثر على أوراقي، لذلك أطلقت عنوان هذه القصة على المجموعة بكليتها.

    * "الحلم الأسود" هو قراءة للشخصية النسوية في آثار كاتبات القصة القصيرة الإماراتيات، حدثينا عن هذا الحلم؟


    ** "الحلم الأسود" هو كتاب نقدي للقصة النسوية في دولة "الإمارات"، وكتبته من منطلق حاجة المرأة للكتابة والتعبير عما يجول في مخيلتها بكل جرأة، حيث كانت هي كذلك في الإمارات خلال تلك الفترة، وكان منها المرأة الأولى والقاصة الأولى كسباقة للرجل، ومن هنا كان مدخلي للكتابة النقدية النسوية "الحلم الأسود".

    * تتحدثين عن جرأة المرأة، فهل تمكنت أنت كامرأة من تحقيق هذا على الصعيد الشخصي؟

    ** من المؤكد أني لم أتمكن من كل هذا في حياتي الشخصية الاجتماعية، وذلك لعدة أسباب أهمها أني سأنبذ من المجتمع.

    وفي لقاء مع السيدة "ندى علي" صاحبة دار "الشموس" للنشر قالت: «مجموعتها القصصية "قيدت ضد مجهول" تجربة الأديبة "نبيلة" الأولى ومن المجحف بحقها تقييمها بالمستوى النقدي العالي، ولكن المهم في إنتاجها الأدبي "الحلم الأسود" الجهد المبذول فيه، فقد تمكنت رغم غرابة البيئة الاجتماعية المستهدفة فيه من الاطلاع ورصد مختلف التطورات التاريخية والاجتماعية التي جعلت من هذه البيئة بيئة منتجة أدبياً كماً ونوعاً بكل جرأة وتميز وخاصة على المستوى الأنثوي الذي قدم أدباً

    نسوياً ذا لغة جيدة ومفردات سلسة، فكانت البيئة خصبة للنقاد».

    يشار إلى أن الأديبة الكاتبة "نبيلة أحمد علي" من مواليد قرية "حمين" عام /1967/.
يعمل...
X