إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصير شاهر الحمود -التفاف القمر حول الكعبة .. استثارة للعاطفة وتحييد للعقل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصير شاهر الحمود -التفاف القمر حول الكعبة .. استثارة للعاطفة وتحييد للعقل

    Rama Jamoukha‎‏ بمشاركة ‏صورة‏ ‏نصير شاهر الحمود‏.







    نصير شاهر الحمود

    التفاف القمر حول الكعبة .. استثارة للعاطفة وتحييد للعقل
    كانت سماء مكة المكرمة قد شهدت الجمعة الماضية التعامد الثالث للقمر على الكعبة المشرفة في العام الهجري الحالي، وبحسب الجمعية الفلكية في جدة، فإنه يستفاد من هذه الظاهرة في تحديد وتصحيح اتجاه القبلة.
    وأشرق القمر حينها في أفق مكة عند الساعة 12:51 بعد الظهر، ووصل إلى نقطة التعامد عند الساعة 7:40:39 مساء، أي قبل أذان صلاة العشاء حسب التوقيت المحلي للمسجد الحرام بـ 16 دقيقة، وكان القمر فوق الكعبة، ووجهه مضاء بنسبة 65.8 %، وعلى مسافة 394542.3 كيلومتر من الكعبة.
    ولكن الذي ظهر، مؤخرا، وما تناقله البعض عبر رسائل نصية وهاتفية وإلكترونية من «التفاف» القمر حول الكعبة وتحول لون السماء إلى البحري، دحضه المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، حيث اعتبرتها أمين سر المشروع بسمة ذياب أنها «أفكار مغلوطة»، لافتة إلى أن الرسالة مزجت من حيث الشكل ما بين الخبر الفلكي والمنحى الديني متعمدة استثارة العاطفة وتحييد العقل.
    أمر منكر
    وطالبت تلك الرسائل النصية الناس بالدعاء في تلك اللحظة بزعم أنها من أوقات استجابة الدعاء، لكن الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الفقه في قسم الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أكد أن استغلال الناس بمثل هذه الظواهر الكونية وطلب الدعاء والصدقة وغير ذلك مما لم يثبت شرعا أمر يعتبر منكرا على قائله والداعي إليه، حيث أن الظواهر الكونية لا حصر لها وهي كثيرة.
    وأضاف السدلان قائلا: «نحن نقتصر على ما جاء به النص من الظواهر الكونية كالخسوف والكسوف ونحو ذلك، كما أن الزلازل أشد خطرا، ومع هذا لا يصلى من أجلها لحصول الزلازل في الأرض في مواقع كثيرة، كما لا يصلى عند حصول أشياء ضوئية أو غيرها لعدم ثبوت دليل بذلك، وإنما يقتصر على ما جاء به الدليل».
    الشائعات تنتشر
    وعند التطرق للنواحي النفسية لدى البعض عند وصول تلك الرسائل لهم، أوضح استشاري الطب النفسي الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء النفسيين العرب البروفيسور طارق الحبيب أن الشائعات تنتشر بين الناس عموما، لافتا إلى أن سرعة انتشارها بين الناس يكون على مدى الفكر المدني لتلك المجموعة من الناس، وكلما ازداد ذلك المجتمع ثقافة ووعيا كانت سرعة الشائعة أقل، وكلما كان المجتمع أقل انشغالا انتشرت الشائعة بشكل أسرع، ومثله الأفكار الغريبة والطارئة الجديدة، «لذلك لا حل لمثل هذا إلا بتنمية المستوى القيمي لدى الأجيال الجديدة، وفتح ذلك المجتمع على المجتمعات المختلفة، حتى يستطيع أن يتبادل مزاياه مع غيره ويتخلص من عيوبه مستفيدا من رؤية مثلها عند غيره». ورأى الدكتور الحبيب أن وسائل التواصل جانب إيجابي؛ لأن انتشار الشائعة قديما كان بطيئا فكان أثرها بطيئا ووقعها قويا، أما الآن مع سرعتها وتكرارها أصبحت الشائعات يقل قبولها عند الناس. وأضاف بقوله: أصبح الناس الآن أكثر تمحيصا من الماضي وأكثر رفضا للشائعات، ولذلك صار المجتمع يتقبلها بلون من السخرية أحيانا أو التسلية حتى لو اظهر المجتمع التفاعل معها أحيانا. وزاد «بالنسبة للنضج الديني، فإني أرى أن المجتمع السعودي يمر في أعلى حالات نضجه في العصر الحديث بغض النظر عن مستوى التدين، ولذلك سيكون هذا المجتمع مؤهلا للاستمرار في حمل رسالة هذا الدين ربما بدرجة أكبر من الماضي على عكس ما يظن بعض الناس».
    لا معنى للمصطلح
    وعند العودة إلى أمين سر المشروع الإسلامي لرصد الأهلة بسمة ذياب، فإنها تؤكد أنه لا معنى لمصطلح «التفاف القمر حول الكعبة» الذي يوحي بدوران القمر في دائرة مركزها الكعبة، حيث حركة القمر ومساره معروفان، وهو يتحرك في السماء من الأفق الشرقي، ومن ثم مرتفعا ويعود ليغرب في الغرب، متخذا مسارا على هيئة قوس في السماء، كما أن القمر لا يتعامد فوق نقطة أو موقع ما على الأرض إلا في أوقات معلومة، وليست الكعبة منفردة في هذا، بل إن هذا ينطبق على مسار دائري حول الكرة الأرضية.
    وبينت ذياب أنه لا معنى لوصف السماء باللون البحري، إذ أن سماء الفجر تكون سوداء غالبا، ودرجة لونها في أي وقت نهارا تعتمد على طبيعة المواد والعوالق في الغلاف الجوي.
    وأضافت: مع فساد مقدمة الخبر، فإن ما يزيده فسادا هو الادعاء بأن حركة القمر هذه تتكرر مرة كل مئة ألف سنة!! وهو رقم كانت الغاية منه إطلاق الإبهار في نفوس السامعين بشكل درامي دون سند منطقي، فحركة القمر الدورانية حول الأرض معلومة فلكيا وهي تتم كل شهر.
    وأشارت إلى أن انتشار مثل هذه الأخبار يدق ناقوس الخطر ويستدعي المختصين والمعلمين ووسائل الإعلام إلى البحث في السلوك الجمعي للجمهور، وإقامة مجتمع علمي واعٍ محصن ضد الجهل والانسياق الأعمى وأسباب التخلف
    صحيفة عكاظ
يعمل...
X