إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأمريكية « ديبورا ديجيس ».. شاعرة تقرأ قصائدها وهي حافية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأمريكية « ديبورا ديجيس ».. شاعرة تقرأ قصائدها وهي حافية

    المرأة إذا تكلمت كثيراً تفقد نصف جمالها
    ديبورا .. شاعرة تقرأ قصائدها وهي حافية















    القاهرة - جورج ضرغام:


    صمت بليغ، وابتسامة خجول، يزورها الحزن كثيراً، صوت حين يلقي الشعر تنام مدينة على كتفها لتحلم، وصمت آخر يبكي في صمته كي لا يزعج أحداً، هكذا يبدو جمال النساء، فالمرأة لو تكلمت كثيراً فقدت نصف جمالها، ولو بكت من أجل حب تكحلت عيناها بالنقاء فازدادت جمالاً.
    هكذا بدت الشاعرة الأمريكية «ديبورا ديجيس» مغتربة في حياتها التي عنونتها في إحدى قصائدها «نداء الحياة» بقولها: «حياتي نار جاهزة» وفي قصيدة أخرى تكتب: «طوبى للكلمة المحترقة تحت الحطب».
    59 عاماً عمر ديبورا حين انتحرت، ألقت بنفسها من أعلى مدرجات ساحة «إم سي جيرك» داخل جامعة ماساتشوستس أمهرست أثناء عملها أستاذاً للغة، معارضة لقولها في إحدى قصائدها: «تكمن النساء في الانتظار نظيفة».
    ولدت ديبورا في «جيفرسون سيتي» عاصمة ولاية ميزوري في عام 1950 من أبوين ذوي أصول هولندية، أبوها طبيب متخصص في علاج السرطان، كانت تساعده في رعاية مرضاه، فهي شاهدة عيان على مغادرة الأرواح الطيبة، كتبت: «نتخلى عن بعضنا بطريقة سهلة، نقول وداعاً دون خوف، هذه علامة القلب: نفشل.. ويبقى الهواء وحده على قيد الحياة».
    تزوجت ديبورا ثلاث مرات، الأولى من الشاعر تشارلز ديجيس، والأخيرة عام 2000 من زميلها فرانكلين لوف عميد كلية الطب البيطري في جامعة تافتس، توفي لوف أثر إصابته بمرض السرطان بعد ثلاث سنوات من الزواج، تأثرت بموته وكتبت له ديوانها «ترابيز»، تتذكر وهي تفتح دولاب ملابسه بعد رحيله فتقول: «قمصانه أشرعة، والسفن شبح لحذائه».
    أخلصت ديبورا لفنها فقدست الشعر، وكان من شعائرها أن تخلع حذاءها حين تلقي قصائدها فتقف حافية القدمين في خشوع وكأنها تصلي.
    صدر لها أربع مجموعات شعرية، والخامسة بعد انتحارها، وهي بالترتيب: العصافير نجمة المساء 1986، في وقت متأخر من الألفية 1989، الموسيقى الخشنة 1997، ترابيز 2005، تمر الرياح من أبواب قلبي، وصدر بعد وفاتها في عام 2010 وكانت قصائدها تنشر بانتظام في مجلة «نيويوركر».
    اتسم شعر ديبورا بمحاكاة الطبيعة، وبعض التفسيرات الميتافيزيقية للكون فقد رسمت «الكون بيضة خرجت منها الطيور بلا عناوين»، كما في قصيدتها «طيور داروين» وكذلك لا يخلو من التجريب والمحاكاة الساخرة كما في قصيدتها الطويلة«صخرة وورقة ومقص»، وهي محاورة خيالية بين الثلاثي: داروين وفرويد وكارل ماركس، من منهم له التأثير الأكبر على العالم.
    راودت ديبورا فكرة الانتحار منذ أن قرأت لسيلفيا بلاث فكتبت قصيدتها: «من أجل سيلفيا بلاث»، وطاردها الهاجس في الخلاص من الحياة، طالما أصبحت هادئة بلا ضجيج، فقد فقدت زوجها إثر وفاته بمرض السرطان، فظلت تكتب متأثرة بأحزانها أجمل قصائدها، ففي قصيدة»نثر التبن»تقول مخاطبة زوجها الراحل: «كنت سأموت كي أجدك ثوبا منسوجا من العشب»، وفي قصيدة «موظف استقبال الأرواح» تقول: «حين ترى الضوء يشرب العالم، أمر اختلاساً كالموسيقى من الأبواب، ذاكرة من ماء، هنا الأشجار أيضاً أكثر جمالاً من نفوسهم، أرواح الذين عبروا من هنا متعبين ومشرقين». وفي قصيدة أخرى: «اعتقدت أنه يمكننا أن نشيخ معاً، في هذه الغرفة سوف يكون لكل منا شبح طيب».







يعمل...
X