إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر السوري (( عبد الكريم الناعم ))..يكتب في نوافذ 20

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر السوري (( عبد الكريم الناعم ))..يكتب في نوافذ 20


    عبد الكريم الناعم





    نوافذ 20
    1
    الطّبيعة في أوْج تفتّحها، وفي رفول زينتها، وفي داخل كلّ منّا، نحن رفاق هذه الرحلة التي أردنا منها أن تكون واجباً لزيارة صديق قديم أخذتْه السنون إلى حيث يُقيم في المرض،.. في داخله أناه الخاصّة،
    أعماقنا ليست واحدة، ولكنّنا مشدودون بطريقة ليست غامضة، ولكنّها ربّما احتاجتْ إلى شرح يطول،.. مانحن واثقون منه أنّنا ننتمي لهذه الأرض، ويجذبنا كلّ ماهو خير في هذا العالم، وهذه الحدود ليست كافية فقط، بل وهي ضروريّة لاجتماع رؤية البصر والبصيرة،
    كان الفصل الرّبيعيّ مُدهشا بتجلّيات الإبداع الإلهيّ في الطبيعة،.. الطبيعة التي عدّها بعض الصوفيًين (الكتاب التّكوينيّ)، بموزات (الكتاب التّدوينيّ)، ولقد احتفل إنسان هذه الأرض القديم بهذا الفصل احتفالات دينيّة ودنيويّة، فأين هذا الربيع من ربيع ( الأعراب المتصهينين)؟!!
    عالم من الفتنة وباذخِِ الفيض في العطاء،.. عالم يحتاج إلى مزيد من السّفر والتأمّل في الداخل والخارج،
    الصّمتُ الجليل كان سيّد الموقف، والبهاء يشعّ في الرّحابات الممزوجة بحزن الدّماء، والأمل والتوجّه وحدهما السّمت في مثل مانحن فيه،
    شاركنا الجلسة قادم جديد، انكمشتْ إلى حدّما تلك الفيوضات، فالغارق في غواسق المادّة يحمل معه، من غير أن يدري، شيئاً من قتامات محمولاته، وعبّر عن حضوره بضوضاء كثيفة، وانطلقتْ من فمه كلمة ( داعرة) ففرّت جميع طيور الفتنة، والبهاء، والشفافية، وكان خيار ذلك القائم في الأعماق أن يُعلن الإنفضاض...
    2
    حين القصف والتّدمير، والقتل هي العناوين اليوميّة يصعب عليك أن تستحضر لحظة من لحظات الهدوء، وأنت بحاجة إليها حاجة المريض للدّواء،
    ليس مدهشاً تيقّنك من أنّ الطرف الشيطانيّ، الدّاعشيّ، بكلّ تفصيلاته، وتلويناته، يُدرك مايفعله، لأنّ المجنون وحده، والسّكران لايعي مايقوم به، وهؤلاء ليسوا أحد هذين الإثنين، بل هما موغلان في الخيار، تماماً كما اختار الشيطان الرّجيم أن لايستجيب للأمر الصّادر من صاحب العزّة والخلق، وما يؤكّد هذه الحقيقة أنّهم، في وسائل إعلامهم يبسطون من الرؤى والأفكار والمُختَلقات مايدلّ على عمق الدهاء الخبيث المجبولة به نفوسهم، ونوازعهم الإبليسيّة،
    ماهم عليه آنفاً يذكّرني بوصيّة أمير المؤمنين والبلاغة عليّ ( ع) حين أوصى ولديه الحسن والحسين (ع)، وكان ممّا قاله:
    " لاتقاتلوا الخوارج بعدي، فليس مَن طلب الحقّّ فأخْطأه كمن طلب الباطل فأصابه"،
    إنّها نقطة الفصل، والميزان العدْل، وهؤلاء يطلبون الباطل كلّ الباطل، لأنّ الحقّ عندهم ليس مايُقرّه العقل، وجاءت به الشرائع، بل أن تظلّ لهم عروشهم وكروشهم، ولو عبر التعاون مع إسرائيل، وحماتها، وأدواتها...
    نشر في صحيفة البعث، زاوية" على ورق الورد" في
    29/7/2015
    [email protected]
يعمل...
X