إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثاني الإصدارات الأمير السعيد محمد عبد الكريم ضمن سلسلة أعلام الناشئة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثاني الإصدارات الأمير السعيد محمد عبد الكريم ضمن سلسلة أعلام الناشئة

    الأمير السعيد محمد عبد الكريم
    ثاني إصدارات سلسلة أعلام الناشئة

    دمشق - سانا
    يمتاز كتاب الأمير السعيد محمد عبد الكريم الذي حققه الكاتب محمد بري العواني بقدرته على استعارة أنا أمير البزق والسرد بلسانه الشخصي ليكون القارئ أمام حكاية تفاصيلها غنية تغوص في المعالم الأساسية لحياة عازف البزق محمد عبد الكريم بكل تفرعاتها منذ ميلاده في حمص عام 1911 مروراً بأسفاره وحتى وفاته في دمشق في الثلاثين من كانون الثاني عام 1989.
    وتبدأ الرواية من حي الخضر القريب من قلعة حمص يوم ولادة عبد الكريم المرعي الذي استطاع فيما بعد أن يملك عقول الناس وأرواحهم بمعزوفاته الجميلة وموهبته العظيمة التي جعلته يتجاوز صغر حجمه ويكبر في عيون العارفين بالموسيقا وأعرافها لدرجة أن أطلق عليه لقب بغانيني العرب لشدة مهارته في العزف على البزق الآلة التي لم تستطع في بدايتها أن تلبي طموحاته في العزف وصخب أفكاره الموسيقية فقام بتطويرها وأضاف عليها أوتاراً ودستانات وظل أمير البزق مؤمناً بأن الموسيقا ليست مجرد أصوات وحسب وإنما هي أفكار علينا أن نصوغها في جمل لحنية وإيقاعية متآلفة ومنسجمة جمالياً وهذا ما سحر سامعيه منذ بداياته في قهوة الجنينة بحمص التي تقع بجانب سوق الحشيش مروراً بتعرفه إلى المطرب المصري النابغ محمد بخيت الذي كان يبادله التطريب ثم مشاركته بنادي دوحة الميماس ثم عزفه في مقهى النوفرة الدمشقي.
    وإضافة إلى عزفه وما سمي شيطناته على البزق كان عبد الكريم صاحب صوت جميل وشجي إذ غنى ولحن لكبار شعراء الفصحى أمثال أبو سلمى، فخري البارودي، فدوى طوقان،عمر أبوريشة، ولكبار شعراء العامية أمثال جلال زريق، محمد التابعي، عمر حلبي، عمر الزعني وغيرهم.
    ويتطرق الكتاب إلى هاجس الترحال الذي ظل ملازماً لأمير البزق والذي بدأ برحلة استشفائية إلى ألمانيا عام 1928 ليتحول إلى مجموعة من الحفلات وتسجيل خمس أسطوانات تضمنت العديد من الارتجالات الموسيقية ضمن شركة أوديون ذائعة الصيت آنذاك ليسافر بعدها إلى فرنسا ومنها إلى إيطاليا حيث أطلق عليه لقب بغانيني العرب.
    وكما احتضنته عواصم العالم كان للعواصم العربية حصتها منه ففي بيروت فتحت له أبواب السعد كما يقول إذ لحن كثيراً من الأغنيات لمطربين ومطربات أمثال ماري جبران، أسمهان، صالح عبد الحي، محمد عبد المطلب، سعاد محمد، نجاح سلام، صباح فخري، وفي القاهرة فتحت له أبواب شركات الأسطوانات فضلاً عن الامتحان الذي اجتازه بنجاح أمام عميد المسرح العربي يوسف وهبي وكبير أدباء مصر فكري أباظة حين استطاع أن يبني على نغمة نشاز أفكارا موسيقية تشبهها بعدما انداحت من أصابع كفه اليسرى شيطنات مدهشة سريعة ومبهرة.
    ويبين كتاب الأمير السعيد كيف حصل عبد الكريم على إمارته في باريس بعد أن أطرب الملك فيصل بعزفه ونغماته وألحانه الارتجالية فما كان من الأخير إلا أن أصدر كتاباً ممهورا بخاتمه يتوج به هذا الحمصي أميراً للبزق.
    ويسرد محمد بري العواني كيف اشتغل عبد الكريم في إذاعة القدس لينتقل منها إلى إذاعة جنين حيث بدأ كرئيس للقسم الموسيقي فيها باستقدام عمالقة الفن العربي للعمل معه أمثال نجيب الريحاني وإحسان الفاخوري وحليم الرومي وماري عكاوي والشعراء عمر الزعني وعبد الله المدرس وبشارة واكيم وغيرهم وصعدت هذه الإذاعة سلم النجاح أكثر بعد أن ضمت المطربين محمد عبد المطلب ورياض البندك فضلاً عن فنان المونولوج الساخر محمد شكوكو والممثل الكوميدي اسماعيل ياسين.
    وعن المنافسات الكثيرة التي خاضها الأمير جاء في الكتاب.. تباريت مع الكبار من العازفين فما خسر أحد منا وإن اعترفوا بتفوقي من أمثال عازف القانون التركي الشهير اسماعيل شنشيلر والدكتور فالين السويدي المختص بالموسيقا وعازفي فرقة فيينا السيمفونية الذي أبهرتهم فحملوني على أكتافهم تكريما لي وخاصة بعد أن سمعوا مني رقصة الشيطان ورقصة الساحرة والمعركة الموسيقية فضلاً عن لونغاتي وبولكاتي.
    ويقول أمير البزق في فصل الأحضان الدافئة لست نادماً على شيء لأنني تركت للناس لحني الجميل/رقة حسنك ودلالك/الذي غنته باقتدار نجاح سلام وتركت أغنيةيا جارتي ليلى التي غنتها ببراعة ماري عكاوي و تانجو آلام الطيرالذي أبدعت فيه أسمهان وغير ذلك الكثير.
    ويضيف أشهد أنني عشت حياتي وتمتعت بلذة العزف وسماع الموسيقا وإبداعها وأشهد أنني الآن أرقد فوق سريري أنتظر فراق روحي لجسدي كي أتحرر من الآلام التي سببها صراعي المرير مع سرطاني الخبيث.
يعمل...
X