إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل حقاً أضرارها بيئية وصحية..البيوت البلاسـتيكية .. حضور الشك..وغياب البحث العلمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل حقاً أضرارها بيئية وصحية..البيوت البلاسـتيكية .. حضور الشك..وغياب البحث العلمي

    هل حقاً أضرارها بيئية وصحية..البيوت البلاسـتيكية ..
    حضور الشك..
    وغياب البحث العلمي

    في الحقيقة ليس هناك بحث علمي في سورية حتى تاريخه يبين ما إذا كانت الزراعات المحمية تضر بالبيئة والإنسان ولكن المعروف أن الخلل في التعامل مع الزراعات واضافة مواد هرمونية تؤدي إلى أضرار على صحة الإنسان ولو على المدى البعيد..‏‏‏
    ‏‏ كانت السماء ملبدة بغمام كثيف، حين اتصلت هاتفياً بمدير زراعة طرطوس لأسأله عن موضوع يتعلق بهذا التحقيق، وقد سألته بداية كيف يرى الجوّ فقال إنه لا يخشى المطر، لكنه أردف قائلاً: إن الناس تريد أن تأكل!‏‏‏
    هذه العبارة يؤيدها أحد التجار الكبار ولكن بعد تعديل، إذ لا بد من إضافة كلمة إلى نهايتها لتصبح على الشكل التالي: إن الناس تريد أن تأكل الجيد، متسائلاً لماذا يسمح‏‏‏ باستيراد الخضروات والفواكه من الدول المجاورة مع أنها فضلة مشاغلهم، ولا يتم إيجاد‏‏‏أسواق خارجية لتصدير الفائض من إنتاجنا المحلي النظيف؟!‏‏‏
    وقبل الدخول في تفاصيل هذا الموضوع الذي يتعلق بالزراعات (المحمية) في الساحل السوري وبشكل خاص في طرطوس، نقول أولاً لا بديل حتى الآن عن هذه الزراعة في ساحلنا ، وذلك بحسب مديرية طرطوس، وبالتالي فإن البحث سيتركز في كيفية تحسينها وإزالة المعوقات عن طريق نجاحها وبعض الاقتراحات اللازمة لذلك حتى لا تتكرر أزمات تحدث في بعض احيان يرافقها جو شتائي لا يخلو من رعد وبرق.‏‏‏
    صالات في كل المناطق‏‏‏
    أدى تفتت الملكية في محافظة طرطوس وقلة رأس المال اللازم للاستثمار فيها بالإضافة إلى الطبيعة المناخية التي لا تساعد على الزراعة المكشوفة شتاءً وارتفاع معدلات البطالة إلى ظهور هذه الزراعة إلى أن غزت الصالات البلاستيكية كل مناطق المحافظة حتى الجبلية منها ويبدو أن تزايد هذه الصالات وانتشارها في مختلف المناطق في المحافظة يعود للوقع الايجابي الذي تتركه في نفوس المزارعين حيث تشكل مصدر دخل جيد لهؤلاء الذين يملكون حيازات صغيرة لا تتجاوز (1-2) دونم، كما ساهمت جزئياً في مكافحة البطالة في محافظة طرطوس إذ يعمل في هذا المجال أكثر من (30 ألف عائلية) حالياً بالإضافة إلى تأمين الخضروات على مدار العام وفيما يلي جدول يبين توزع البيوت البلاستيكية حسب المناطق:‏‏‏
    ‏‏‏ ولو نظرنا إلى التنوع النباتي في هذه الزراعة لوجدنا أنها تضم تنوعاً كبيراً من الخضار وأزهار الزينة والموز وغيره ونورد فيما يلي أهم المحاصيل في البيوت البلاستيكية وعدد البيوت وتقديرات إنتاجها في محافظة طرطوس للموسم (2008- 2009):‏‏‏
    هذه الزراعة من الخضروات تكفي حاجة القطر العربي السوري والفائض الكبير يمكن تصديره إلى البلدان الأخرى إذاً من الناحية الاقتصادية تلعب هذه الزراعة دوراً مهماً على مستوى الفرد والدولة من خلال دورها في تنشيط قطاع النقل الزراعي وخلق عمل ملائم للسكان وتنشيط الصناعات المكملة لها (معامل الرقائق والعبوات البلاستيكية ، والأدوية..) وخلق فائض للتصدير..‏‏‏
    مع الفلاحين في حقولهم‏‏‏
    في جولتنا على أراضي المزارعين في مناطق المحافظة المختلفة لاحظنا بعض الأضرار التي خلفها الصقيع على المزروعات داخل البيوت البلاستيكية وقد اشتكى المزارعون من عدم تعويض الدولة لهم أثناء حدوث أضرار كهذه كما أكدوا أن هناك مشكلات كثيرة يعانون منها كعدم فتح باب التصدير إلى الخارج فعلى سبيل المثال تقوم الدولة في بداية كل عامباستيراد مادة البندورة من الأردن علماً أن هذه السلعة يفيض بها الإنتاج المحلي هذا الأمر يؤثر سلباً على أسعار هذه المادة كما يأمل المزارعون أن تنحصر مستوردات المواد اللازمة للإنتاج عن طريق الدولة وتوزيعها بالسعر العادل على المنتجين ويعتبر هذا الإجراء المقترح بمثابة تعويض لمزارعي المحميات فيما تتعرض له زراعاتهم من أمواج الصقيع المفاجئ سنوياً الأمر الذي يؤدي إلى تلف المحصول كلياً أو جزئياً.‏‏‏
    كما لا بد من تخفيض أسعار البلاستيك والبذور لأن أغلب المزارعين لا يستطيعون شراء مزروعاتهم إلا سلفة، والدفع عند الإنتاج وهذا يرتب عليهم أسعاراً مضاعفة.‏‏‏
    وقد أكد لنا المزارعون الذين التقينا بهم أنهم يأكلون من إنتاجهم من الخضروات وتحدثوا عن مأساتهم أثناء العرض والطلب فترة بيع الإنتاج حيث يكون كيلو الإنتاج من البيوت البلاستيكية لا يقل عن 15 ل.س ويعرض الإنتاج في أسواق فتتذبذب الأسعار فيباع الكيلو بـ 12 ل.س مرة ومرة أخرى بـ 15 ل.س وثالثة بـ 17 ل.س وبالتالي يتعرضون للخسارة بسبب تذبذب الأسعار نتيجة دخول منتجات خارجية إلى السوق السورية.‏‏‏
    بضاعة مستوردة دون المواصفات!‏‏‏
    ونقلت الثورة عن السيد محمد حمود رئيس لجنة سوق الهال بطرطوس قوله بإنه أرسل مذكرة إلى اتحاد الغرف السورية للعمل لدى وزارة الاقتصاد والتجارة للعمل على الحد من دخول البضاعة المستوردة في أيام ذروة الإنتاج وجاء الرد منذ أيام بأن دخول الخضار والفواكه إلى القطر هي نظامية ومن ضمن اتفاقية السوق العربية الكبرى وطبعاً سورية موقعة على هذه الاتفاقية وتساءل حمود قائلاً: هل نستطيع نحن إدخال إنتاجنا من الحمضيات والبندورة إلى هذه الدول المذكورة بدون أن يجدوا لنا مئة عذر على الحدود؟ ولماذا لا نعاملهم بالمثل؟ لكن الحقيقة أن سورية هي دائماً التي تلتزم بكل الاتفاقيات وغيرها لا يبالي.‏‏‏
    هل يخفض سعر المازوت؟!‏‏‏
    السيد لؤي محمد رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس قال من جهته إننا نرى ضرورة بيع المازوت بسعر مدعوم لمزارعي البيوت البلاستيكية وخاصة في فصل الشتاء حيث الصقيع الذي يتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين، وهذا الأمر أي (بيع المازوت) يساهم بتخفيض مستلزمات الإنتاج ما يساهم في تخفيض تكلفة إنتاج المادة المنتجة من الأنفاق البلاستيكية مشيراً إلى أنه تمت المطالبة بهذا الموضوع من خلال المذكرات المقدمة من قبل الاتحاد وخاصة فيما يخص محركات الري والبرادات التي تقوم بنقل المواد المصدرة إلى خارج القطر ولا تزال المطالبة مستمرة.‏‏‏
    إنتاج غير مستقر‏‏‏ في مقارنة سريعة لإنتاج المحافظة من الخضار في الموسمين الحالي والسابق نلاحظ تفاوتاً كبيراً في مختلف المواد الزراعية المنتجة، وقد كان الفائض في معظم تلك المواد كبيراً في الموسم السابق:‏‏‏ وقد بلغ الفائض في الموسم السابق من البندورة /100/ ألف طن، ومن الخيار /15/ ألف طن، ومن الكوسا /5/ آلاف طن، ومن الباذنجان عشرة آلاف طن.‏‏‏
    أما في الموسم الحالي فربما يكون هناك حاجة لاستيراد بعض المواد الغذائية كالباذنجان مثلاً نظراً لتدني إنتاجه في المحافظة كما يبدو، ما لم يكن متوفراً في محافظات أخرى، وهنا يمكن أن نسأل : هل يمكن التحكم بحاجة السوق بالتعاون مع المزارعين وإنتاج كمية كافية للتصدير بحسب حاجة الأسواق الخارجية؟‏‏‏
    غش التجار.. سبب الأضرار‏‏‏
    برأي الخبير الزراعي عيسى سارة إن معظم الأضرار التي تلحق بالمزارعين سببها غش التجار معدداً أبرز المعوقات أمام نجاح الزراعة المحمية في طرطوس وأهمها: عدم وجود قانون ينظم العلاقة بين العامل الزراعي الذي يقوم بالعمل وصاحب الانفاق البلاستيكية (معرفة حقوق وواجبات كلا الطرفين ومرجعية حل الخلافات إن وقعت) ، وأيضاً ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة المحمية (بواري- أسمدة بأنواعها-بذار- مواد مكافحة-نايلون- عبوات- أجور نقل-كهرباء- محروقات..) وعدم المصداقية بنوعية وكفاءة هذه المستلزمات ، وعدم حصول المزارع في معظم الأحيان على أي هامش ربح، وتعرض المنشآت لأضرار كبيرة وبعض الأحيان لتدمير كامل جراء الأعاصير وموجات البرد والصقيع، وسوء المعاملة من قبل تجار سوق الهال والسماسرة مع المزارعين من حيث الغش بالوزن وتأجيل دفع قيمة المحصول، وتغيير السعر المتفق عليه علناً على الفاتورة، وعدم جدوى استعمال معظم المبيدات المستعملة وخاصة في تعقيم التربة وكذلك المستعملة في مكافحة معظم الآفات والأمراض ما يؤدي إلى استهلاك أكبر للمبيدات وبالتالي زيادة كلفة الإنتاج.‏‏‏
    البيئة.. تحذر‏‏‏
    السيد حسن مرجان مدير البيئة في طرطوس حذر من التصحر في بعض أراضي محافظة طرطوس نتيجة زراعة أكثر من موسم في العام. وبالتالي القضاء على خصوبة التربة بظهور الآفات الزراعية فيضطر الفلاحون إلى اللجوء إلى التعقيم أو استبدال التربة وبالتالي التصحر غير المعروف وخروج مساحات من الأراضي من الخدمة، وفي الحقيقة فإن عدم الانتباه إلى طريقة التعامل مع الأرض يؤدي إلى مشكلات بيئية وصحية ، فمثلاً أثر سلباً استخدام الأسمدة الكيماوية في أراضي سهل عكار على المياه الجوفية في الفترة الأخيرة، حتى طلبت مديرية المياه من مديرية الزراعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل هذه المشكلة.‏‏‏
    صندوق دعم لا يشمل الأضرار !‏‏‏
    بعد التعرف على أهم معوقات الإنتاج الزراعي من مشكلات تسويقية وبيئية، وتزايد الإنتاج وعدم تصريفه، وغلاء مستلزمات الإنتاج ..نسأل مديرية زراعة طرطوس عن الإجراءات المتخذة للحد من هذه المعوقات التي تضر بالإنتاج الزراعي وتؤثر سلباً على المزارع وعلى المجتمع.‏‏‏
    مدير الزراعة حمزة اسماعيل يقول: يتم التغلب على هذه المعوقات إلى حد ما عن طريق الإرشاد الزراعي وقد تركزت الجهود لإنتاج محصول خالٍ من أي أثر متبق عن طريق إرشاد المزارعين بطريقة الاستخدام الأمثل للأسمدة المعدنية وتوجيه المزارعين حالياً إلى استخدام العضوية والمركبات العضوية في تغذية النبات وإلى استخدام المبيدات الآمنة واستخدام النحل الطنان لتفعيل عملية إلقاح الأزهار لنباتات الزراعات المحمية حيث أنشئت مدارس المزارعين الهدف منها إنتاج خضار سليمة، وفي هذا العام تتم متابعة 6 مدارس وقد تم خلال هذا العام إحداث مديرية (صندوق دعم الإنتاج الزراعي) وإحداث فروع لها في المحافظات ، من مهامها دعم المحاصيل الاستراتيجية (الزيتون، الحمضيات، التفاحيات، والزراعات المحمية).‏‏‏
    أما بخصوص التعويض عن الأضرار التي تحصل على الزراعات المحمية من جراء الظروف الجوية غير المناسبة فلم يسبق أن تم التعويض لأي مزارع خلال السنوات السابقة، حيث ينحصر دور مديرية زراعة طرطوس بحصر الأضرار وتحديد أسبابها وإعلام المحافظة والوزارة بها، لتتم معالجتها من قبل الجهات المعنية.‏‏‏
    وترى مديرية زراعة طرطوس ضرورة التعويض للمزارعين في حال حصول أضرار بالمزروعات لكون الأسباب خارجة عن إرادتهم.‏‏‏
    أخيراً‏‏‏
    نختم بجملة اقتراحات لحماية الزراعات المحمية بعد أن تبين أن لا بديل منها حالياً ومن بينها: البحث عن أسواق خارجية ودعم المصدرين وتسهيل المعاملات المتعلقة بذلك وعدم السماح باستيراد منتجات مماثلة من دول أخرى، وخاصة أن هذه المحاصيل يشك بمصدرها ونظافتها وجودتها، وكذلك دعم المحروقات والكهرباء المستعملة في المجال الزراعي، وإعادة تفعيل دور المصرف الزراعي بتأمين معظم مستلزمات الإنتاج كما في محصول البطاطا والقمح واعتبار محصول الزراعة المحمية من المحاصيل الاستراتيجية ، كما لا بد من أن تتدخل الدولة في شراء الإنتاج في ذروته وخاصة في أشهر الصيف حيث يصل متوسط سعر الكيلو غرام الواحد من البندورة إلى أقل من 20 ? من كلفة إنتاجه، وتشجيع المزارعين لاتباع نظام الدورة الزراعية وتنويع المحاصيل المزروعة، والقيام بحملة توعية إعلامية وميدانية للتحول إلى زراعة نظيفة في الأنفاق البلاستيكية ودعم رواد هذه الزراعة لما تقدمه هذه الزراعة من غذاء صحي للمستهلك وذلك من خلال تخصيص وتقليل استخدام المبيدات السامة والأسمدة الكيماوية وبالتالي تخفيض كلفة خدمة المحصول وبالتالي زيادة هامش الربح
يعمل...
X