Tweet
جراحة دون ِجراح
طب
الأثنين 12-4-2010م
الدكتور محمد منير أبو شعر
استطاع الطب وبنجاح استثمار التقنيات الحديثة وتوظيفها في خدمة البشرية.. وما العمليات البديلة إلا خير دليل على هذا التقدم العلمي المذهل.
بدأت العمليات البديلة تنمو بقوة في العالم وأصبحت حديث الناس، وأقبل عليها الأطباء والمرضى، وما ذلك إلا لأنها تعالج مالا تقدر عليه الجراحات التقليدية حيث لا يحتاج الطبيب الى فتح قلب المريض أو معدته أو دماغه إنها جراحة تتم بلا جراح.
ويقول الاطباء المتحمسون لهذه الطريقة أنها تستخدم في تدمير الأورام السرطانية التي يصعب الوصول اليها لوجودها في أماكن حساسة بالجسم مثل العمود الفقري أو الدماغ أو الرئتين الى جانب استخدامها في علاج كسور العظام وعلاج سرطان الثدي، وتعتمد العمليات البديلة على فتح ثقب دقيق جداً في الجسم وصولاً الى مكان الجراحة المنشور كل ذلك من دون الحاجة الى مخدر، فالمريض لايشعر بالألم ولا تنزف منه قطرة دم واحدة.
ويطلق على هذا النوع من العمليات اسم ( السكين الالكترونية) وهي في الأصل عبارة عن مسدس آلي يطلق أشعة (x) بنسب صغيرة من الاشعاع باتجاه الأورام.
ويقوم هذا المسدس باطلاق الاشعاعات باتجاه النسيج المصاب من دون تعريض أجزاء أخرى في جسم الانسان لها، والمعروف أن استخدام الاشعاع لتدمير النسيج تقنية ليست حديثة ولكن التطوير الرئيسي الذي تقدمه السكين الالكترونية هو استخدام الذراع الآلية في تصويب حزمة اشعاعية على الورم مع تعديل هدفها كرد فعل لحركات الجسم بعد كل اطلاق اشعاعي.
ولذلك فإن هذه التقنية لا تضطر الطبيب الى استخدام الاطار الاهليجي المعدني الذي كان يستخدم في الماضي لتثبيت الرأس ومنعه من الحركة.
وللاحتفاظ باتجاه الاشعاع مصوباً على الهدف تستخدم السكين الالكترونية صوراً يولدها جهاز كومبيوتر، وهذه الصور تحاكي الصور الحية الحقيقية.
وعبر هذه العمليات البديلة يستطيع المريض مغادرة المشفى في اليوم ذاته ودون حدوث أعراض جانبية.
وختاماً: يتوقع العلماء بعد هذا الفتح الجديد في الطب أن تصبح الجراحات التقليدية والتي يستخدم فيها المشرط والخياطة من مخلفات الماضي... ولن يطول بنا الزمن حتى نرى عهد فتح الجسم لإجراء عمليات جراحية قد ولى إلى غير رجعة.