اعذريني أمتي

لا تحاول..
ماعدت ألقى في السر إذعاني..
وخديجة الثكلى
وطن بلا عنوان..
ألفيتها أمس
والريح جارَين
إن واعدتني فأكتب..
"شعب بلا عنون"
لا تعاتبني..
إذا ما حال جسمي
جِيداً يمتطيه العاكفون..
نهراً يسقيه العابدون..
راحلون..راحلون
كلكم سترحلون..
لكني وحدي أغيب
دون ذكرى
دون أحزان وعبرة
إن أنا قصّرت
أو أنسيت نفسي من تكون..
لكن بربك قل لي ـ لا تراوغ ـ
كيف ينسى..
كائناً ..
ينظر إلى سُمر الرغيف
وكيف ضاع العيد..
يوماً لجارتنا
واعدتها.. و لقيتها
لكنني ألفيتها
تبكي صباح العيد..
عانقتها
كي تكتفي..
لكنني آنستها تمسح
عني دموعاً..
يا صاحبي..
فتشت كل اليوم عن قيثارة
كي نعزف الكلمات
فرحاً بانتصار الشعب..
ولنجتبي البسمات حيرى
من رفاق الدرب..
كي نرتمي شوقاً
على مقابض الأبواب
نعانق الأرض السعيدة
والصوان والأحباب..
ونقبّل الراح التي
نزفت طوال الحرب..
كي نشتري الأزهار
نجنيها طوال الدرب..
ونبشر الأم التي
باتت تعاني الكرب..
سلم على أمي..
سلم عليها حين يمسي الرق
ذكرى للعبيد..
سلم عليها حين يضحي الطفل
ليثاً من حديد..
وأحمل لها إذا صادفتها
شجناً
من مبسم ما عاد يلقى
في الجديد جديداً..
سلمتك أيها الليل سيفاً للجهاد..
ووقفت صوب الحد..
حرساًً للبلاد..
سخرت فيك الماضي..
وكل ما هو آت..
قلدتك القرآن يدفع عنك
شر ما هو باد..
كي أنتهي في الليلة الستين
من فتن العتاد..
قم أيها الموت
فجر في آناء الليل بركاني..
حمماً
تزلزل من أودى بخلاني..
حمما
تصوغ الفجر آيات لإيماني..
عادت بياتاً
لتعلم أني خنت إذعاني..
اعذريني أمتي
في هذه المرة..
اعذريني إن أنا أخطأت
أو عاودتها الكرة
ـ موسم الآمال ـ
طوقيني ـ إن أردت ـ
بالأغلال
وانحريني يوم العيد
ـ موسم الآمال ـ
قسمي لحمي على الجوعى
ليشبع الأطفال
واجعلي فتات العظم
إسمنتاً
يرمم الديار..
حولي البارود في جسدي
انفجاراً
لكن ..لا تتسني يا أمة
لا يرى في الليل إلا
قهراً وانتصارا.