Announcement

Collapse
No announcement yet.

انتحار الجنود الأمريكيين

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • انتحار الجنود الأمريكيين



    ظاهرة...أم ماذا....؟؟؟
    انتحار الجنود الأمريكيين



    الانتحار قضية مذمومة ومعروفة في كل المجتمعات وعبر العصور، ويلجأ إليها الفرد عندما يصل إلى حائط مسدود للاستمرار في الحياة نتيجة ضغط نفسي أو اجتماعي، لكن الانتحار في صفوف الجنود قضية مثيرة للاهتمام،
    وخاصة في الجيوش المحترفة مثل أوروبا والولايات المتحدة الأميركية بسبب الإعداد النفسي والروحي والمميزات الاجتماعية التي يتمتع بها أفراد القوات المسلحة، والأموال الطائلة التي تصرف من أجل ذلك، حيث يوضعون وأثناء الحروب أيضاً في جو ترفيهي يقربهم إلى الحياة المدنية الاعتيادية.‏
    ما يلفت الانتباه في هذا المجال هو أن يتحول الانتحار في الجيش الأميركي إلى ظاهرة بدأت تؤرق واضعي الاستراتيجيات في دوائر القرار الأميركي السياسية والعسكرية وحتى بين أجهزة الاستخبارات على مختلف أنواعها ومستوياتها.‏
    فقد أظهر تقرير رسمي أميركي مؤخراً أن عدد حالات الانتحار بين صفوف الجنود الأميركيين العام الماضي بشكل لافت وصلت إلى 160 حالة انتحار، معظمها بين أفراد القطعات التي تخدم خارج الولايات المتحدة. وفي الأعوام السابقة كانت ظاهرة الانتحار بين الجنود الأميركيين لا تقل كثيراً وخاصة في العراق وأفغانستان. ففي السنوات السابقة إبان إدارة جورج بوش الابن مع بداية الألفية الجديدة واندفاعته الحمقاء بإرسال جيوشه شرقاً وغطرسته واعتماده على ترسانة كبيرة في العديد والعتاد في جيوش الولايات المتحدة وبذرائع واهية أثبتت الأيام أنها بنيت على خداع وكذب ساندة في ذلك بعض القادة الأوروبيين الذين ساروا في ركب الجنون البوشي. إلا أن الجنود هم الذين يدفعون ثمن حماقات السياسيين، والإعداد الخاطئ لا بد أن يفضي إلى نتائج خاطئة وأحياناً مدمرة، فقد وعد الجنود الأميركيون بأن الشعب العراقي في انتظارهم وسيستقبلهم بالأرز والورد، وضخت وسائل الدعاية الإعلامية وخاصة التي تتعلق بالإعلام بين صفوف الجنود ملايين الرسائل والإعلانات التي تؤكد أن الجندي الأميركي هو المنقذ للشعوب الأخرى، وحرصت الإدارة السياسية وعلى رأسها جورج بوش الابن على تكثيف خطاباته الحماسية والمؤكدة لما تبثه الدعاية الإعلامية وغلفها بطابع ديني، فتارة حرب صليبية، وتارة أنه جاءه هاتف من السماء يطلب منه غزو العراق بعدما غامر بغزو أفغانستان، إلا أن الواقع بالنسبة للجنود الأميركيين كان على العكس تماماً، فالأرز والورد الذي وعد بها الجنود الأميركيون في العراق كان عبارة عن جهنم فتحت على المحتل وجنوده منذ اليوم الأول لدخول القوات الغازية أرض العراق، ولم تنفع الدعاية الكاذبة في إقامة مباراة كرة قدم مفبركة مع بعض الفتية العراقيين تحت تهديد السلاح وتوزيع الهدايا على الأطفال في محو الوحشية التي تعامل بها الجيش المحتل مع الأهالي من قتل بشع ومجازر بالعشرات والمئات من الشعب العراقي وفضائح سجن أبو غريب وغيره، إلا أن كل هذا لم يمنع الشعب العراقي من مضاعفة عدد الجنازات من الجنود الأميركيين الذاهبة إلى الولايات المتحدة وبشكل يومي. فوقع الجندي الأميركي بين فكي كماشة استبسال الشعب العراقي والكذب والخداع السياسي من إدارته، ومن يعد إلى مذكرات الجنود الأميركيين يتأكد من أن حياتهم تحولت إلى جحيم فبدأت إضافة لقوافل القتلى جراء ضربات المقاومة العراقية قوافل الجنود الأميركيين المنتحرين تزداد يوماً بعد يوم، وبدأ الشعب الأميركي يدرك فداحة الخسارة وفداحة القرار الشيطاني الذي اتخذته ادارته بشن الحرب، كذلك في أفغانستان وأماكن أخرى وحتى بين صفوف الجنود الأميركيين الذين يقع الخيار على وحداتهم في الذهاب إلى أماكن القتل البعيدة في العراق وأفغانستان وغيرهما.‏

    ومن المعلوم أن كل وسائل الترفيه يحصل عليها الجندي الأميركي، لكن كل هذا ما نفعه عندما يتأكد الجندي الأميركي من أنه يخوض حرباً عبثية وأنه سيخسر حياته في كل مهمة قتالية يكلف بها في أرض كل شيء فيها مجهول بالنسبة له حتى الحجر يخالها أشباحاً تلاحقه لتقتص منه على جرائمه التي وصلت في العراق إلى أكثر من مليون مواطن عراقي راحوا ضحية الهمجية العسكرية الأميركية.‏
    ولم يعد خوف الآخرين من محاربة الجيش الأميركي التي كان يتمترس وراءها الجندي الأميركي تنفعه في أرض المعركة، فإرادة القتال والهدف النبيل من أجله هي الأقوى مهما كان العدو يملك من ترسانات الأسلحة الفتاكة، لهذا ترتفع أعداد المنتحرين داخل صفوف الجيوش المحتلة نتيجة الهوة الواسعة بين الإعداد التعبوي المبني على الكذب والخداع وبين الحقيقة على أرض الواقع أضف إلى ذلك هناك أمور أخرى لا تقل خطورة عن حالات الانتحار وربما تفوقها من الناحية الإستراتيجية وهي حالات انفصام الشخصية والأمراض النفسية نتيجة الحرب وحبوب الهلوسة التي يتعاطاها عدد ليس بالقليل من الجنود الأميركيين حتى وصلت إلى أرقام مرعبة على قلة ما يترسب بهذا الشأن نتيجة التعتيم الإعلامي الذي تمارسه السلطات الرسمية حتى إنهم يضطرون لعقد جلسات سرية في لجان الكونغرس الأميركي عند مناقشة هذه الأمور وبمقارنة بسيطة في هذا الموضوع نجد أن التاريخ يعيد نفسه، وإطلاق تسمية الحرب في العراق بفيتنام أخرى
    .‏
Working...
X