الثـُريّا تُحاكي الثـَرى


مابين مقلتيك المقدستين
تغرّبت عيناي وتاهت ألحاظي
في كونٍ ضم الكون
وعالمٌ هو رحم العالم
ونهارٌ هو مرج العذوبة
ومواطن الرِقّة
في هذا العمق أبدع
بيكاسو لوحاته الخالدة
وفي مبتداه تدفقت أكاسير الحياة
وفي ساقتيه ارتوت غابات الأرز
فغرّدت فيها العناقيد
ولثمت الأرزات الصنوبر
وبدأ بين المجرّات يشدو شعاع الوله
ألق العنفوان بريق المواعيد
كل شيء ولا شيء لا البداية أو
النهاية... أو المنتصف
إنه التحاماً وانصهاراً يُذيب المسافات
يريق الماء.. يصهر المنازل
يطلق صرخات الجنون والهلع
ويعلن الأمان ليطفئ الغابات
المشتعلة
ليشعل النهر العظيم
وتبدأ الحكاية من المهد إلى اللحد
مع الأعاصير وغيوم الصيف
وتتكرر التداخلات كأزهارٍ تتعانق مع
العصافير في
الغابات.... وشهادة القمر
على الحبّ وسكرة الفناء
والثـُُّريا تحاكي الثـَرى على أنغام
قيثارة الماء
ورَجعِ صدى الوديان......!!