Announcement

Collapse
No announcement yet.

بالإرادة نستطيع

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بالإرادة نستطيع

    بالإرادة نستطيع

    يستطيع الإنسان أن يحقق أهدافه ، إذا اقترن ذلك بإرادة تتجاوز الواقع ولا تنصاع له، وينطبق ذلك على الإنسان الفرد، كما ينطبق على الشعوب والأمم.
    نتذكر جميعاً كيف استطاع الصحفي العراقي «منتظر الزيدي» أن يرمي الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه، ونستطيع أن نتذكر الصفعة المؤلمة التي وجهتها يد المقاومة اللبنانية لجيش الاحتلال المجهز بأحدث عتاد حربي في 2006 ، وقبله عام 2000 ، وكذلك نستطيع أن نعود بذاكرتنا إلى يد أطفال فلسطين المحتلة، وكيف استطاعوا مع رجال ونساء بلدهم أن يرسموا خط مقاومتهم بانتفاضتهم الأولى عام /1987/، وانتفاضتهم الثانية، انتفاضة الأقصى عام /2000/، وهذا ما فعلته يد المقاومة الوطنية الفلسطينية عندما تصدت لعدوان غزة وعملية الرصاص المسكوب عام 2009.
    إنه« العار لإسرائيل».. هذه العبارة ليست لكاتب عربي أو ليست تعليقاً منشوراً في إحدى الصحف العربية، بل هي لكاتب إسرائيلي هو جدعون ليفي، أكد في إحدى مقالاته في جريدة «هآرتس» في عددها الصادر يوم 27-12-2009 بأن إسرائيل تفشل دائماً أمام صمود المقاومة وذراعها الصلب، مشيراً إلى أن «غيوم الكبريت» لم تنجح حتى في استرداد الجندي شاليط.
    هذه الرؤية وهذه الاستنتاجات لم تلق آذاناً صاغية عند قادة هذا الكيان الإرهابي، ولا سيما رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي لم يكتف بتدمير الآثار الإسلامية في مدينة القدس، ولم يكتف ببناء كنيس الخراب قرب المسجد الأقصى، ولم يكتفِ بإعلان مخططه الإرهابي ببناء وحدات استيطانية جديدة، بل طالت أجندته الصهيونية أكثر من /70/ ألف فلسطيني من سكان الضفة الغربية باتوا مهددين بالطرد في أية لحظة، بعد أن اعتبرهم القرار الإسرائيلي بمثابة متسللين إلى الضفة، وذلك في محاولة جديدة ترمي إلى تفريغ الضفة الغربية من الفلسطينيين عبر إحياء سياسة التهجير القسري ، وسياسة الاقتلاع والترحيل، لاستقدام آلاف المستوطنين الجدد لتسمين المستوطنات، تمهيداً لضمها إلى الكيان الصهيوني بتجاهل لحق الفلسطيني في الإقامة في أي مكان من الأرض الفلسطينية، أرضه وأرض أجداده ، وهذا ليس جديداً على الفكر الصهيوني، ففكر الاقتلاع والترحيل يعود إلى عام 1895، عندما أعلن هرتزل ضرورة «طرد المعدمين العرب خارج الحدود الفلسطينية، وتدبير العمل لهم خارج اسرائيل، ومنعهم من العمل داخل فلسطين».
    وقد استمر هذا الفكر مع إعلان إسرائيل «زانغويل»، وهو أحد اقطاب الصهيونية عام 1905 بأنه «يجب أن يستعد اليهود لطرد هذه القبائل العربية حتى ولو بالسيف».
    ونذكر هنا أنه في أعقاب الحرب العالمية الأولى قدّم «وايزمان» و«ارونسون» اقتراحاً إلى مؤتمر السلام بتحويل فلسطين إلى «دولة يهودية» بعد أن يتم طرد العرب منها بالقوة، هذا الاقتراح الذي أفضى إلى إعلان مخطط تفريغ الأرض الفلسطينية تحت شعار «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». هذا الشعار الذي تبنته بريطانيا ما دفع «بن غوريون» إلى التحدث ولأول مرّة عن فكرة ترحيل العرب في خطاب ألقاه في 29/تموز/1937 أمام المؤتمر الصهيوني العشرين الذي عقد في /زيوريخ/ حيث قال: «من خلال اقتراح ترحيل السكان العرب عن أراضي الدولة اليهودية طوعاً إذا أمكن، وقسراً إذا استحال ذلك ، يصبح بالإمكان توسيع رقعة الاستيطان اليهودية ».
    وقد شجع هذا الكلام الإرهابي « يوسف فايس» رئيس أول لجنة للترانسفير بأن يقول :« نريد فلسطين دون عرب».. هكذا أراد زعماء عصابات الكيان الإرهابي كتابة تاريخهم الدموي وطبعاً مع تسجيلهم لفشلهم، فالمشروع الصهيوني، على الرغم من كل الامكانات التي قدمت، ولا تزال، لاستمراره، دخل مرحلة الفشل والأزمة، وأصبحت إسرائيل تقترب من نهايتها، حسب تعبير السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، وحسب آخر تقرير استراتيجي إسرائيلي ساهم في إعداده كل من رئيس مجلس الأمن القومي السابق الجنرال غيورا آيلند، ورئيس شعبة الأبحاث في جهاز الموساد الجنرال يوسي كوبرفاسر، ذلك أن إسرائيل لم تعد قادرة على تحقيق أي نصر في حرب قادمة، ووصول المشروع الصهيوني إلى مرحلة الإفلاس، سببه مقاومة شعب فلسطين وإصراره على تمسكه بأرضه وهويته.
    لقد استطاعت اليد العربية المقاومة أن تحقق الكثير، أمام من حرموا أطفال العرب من الدواء وحليب الأطفال، وأمام من حرموا حشائش الأرض في فلسطين وأشجارها من أن تتنفس، وأمام من يحاولون توسيع الفجوة بين رحم الأرض وحنين الإنسان، فاليد العربية المقاومة قادرة على تحقيق النصر.

Working...
X