Announcement

Collapse
No announcement yet.

تفجيرات دموية تهز الديمقراطية العراقية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تفجيرات دموية تهز الديمقراطية العراقية

    تفجيرات دموية تهز الديمقراطية العراقية

    رأي القدس



    بعد أيام معدودة من اعلان السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق عن قتل ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري ابرز قياديي تنظيم 'القاعدة' في العراق، شهدت البلاد يوم امس سلسلة من الهجمات الدموية ادت الى مقتل خمسين شخصاً على الاقل واصابة المئات.
    من المفترض ان تؤدي عملية مداهمة وقتل قائدي 'القاعدة' في العراق الى اضعاف التنظيم، وشل قدرته العملياتية كلياً، ولكن ما نراه حالياً هو العكس تماماً، مما يؤكد احد امرين، اولهما اما ان هذا التنظيم لا يقف خلف التفجيرات الدموية هذه، أو انه يقف فعلاً خلفها، وان مقتل أبرز قائدين فيه لم يؤثر عليه وقدراته وخلاياه، بدليل حدوث هذه التفجيرات، وتنفيذها بسرعة ويسر.
    'العراق الجديد' ما زال بعيداً عن الاستقرار والأمان، رغم مرور سبع سنوات على غزوه واحتلاله، ووجود مئة الف جندي امريكي مدججين بأحدث الاسلحة والمعدات على ارضه، وتنظيم انتخابات ديمقراطية شفافه ونزيهة شاركت فيها نسبة كبيرة من العراقيين من مختلف الطوائف والأعراق ولم تقاطعها الا فئة محدودة.
    وجود القوات الامريكية ومضاعفة اعداد قوات الامن والجيش العراقي ليسا ضمانة لتحقيق الامن، كما ان الذهاب الى صناديق الاقتراع وانتخاب برلمان جديد ليس شرطاً لتعافي البلاد ووضعها على طريق الازدهار والاستقرار السياسي، المسألة اعقد من ذلك بكثير.
    ان العيب الاساسي هو في الاحتلال وافرازاته والعملية السياسية المنبثقة من رحمه، والاخطاء الكارثية التي ارتكبت من خلال تفكيك الدولة العراقية واعادة بنائها على اسس المحاصصة الطائفية، وتوسع دائرة التدخلات الخارجية، عربية او غير عربية، في شؤون البلاد.
    الأزمة العراقية تتجه بشكل متسارع نحو التعقيد، والمزيد منه، وليس نحو الانفراج مثلما توقع الكثيرون، ونحن لسنا من بينهم، فالمشهد العراقي الحالي بعد الانتخابات الاخيرة يجسد هذه المقولة بكل وضوح.
    القوى العراقية الأبرز التي انتقدت دائما الديكتاتورية وكوارثها، ووعدت الشعب العراقي بتقديم نموذج عصري افضل في التعايش واحترام حقوق الانسان والديمقراطية الحقة، ترفض الاحتكام الى الدستور وصناديق الاقتراع، الأمر الذي يهدد بحدوث احد امرين: الاول العودة الى الديكتاتورية ولكن بلباس طائفي هذه المرة، او الانزلاق الى اتون الحرب الاهلية.
    الرئيس باراك اوباما الذي يتابع حاليا الانفجارات الدموية الاخيرة عن كثب مثلما قال مساعدوه بالأمس، اكد ان خططه لسحب جميع القوات الامريكية من العراق مع نهاية العام القادم ستستمر دون اي تغيير، ولن تتأثر بتدهور الاوضاع الداخلية.
    هذا يعني وببساطة شديدة، ان استراتيجية الهروب الامريكية هي الثابت الوحيد في 'العراق الجديد' وان كل الاحتمالات المرعبة الاخرى ما زالت واردة، بما في ذلك استمرار العنف والارهاب والفساد وربما الحرب الاهلية الطائفية ايضا، وهي صورة مؤلمة ومؤسفة في الوقت نفسه.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
Working...
X