Tweet
دعوة إلى الموسيقا.. مختبر إبداعي يلهم المنجز التشكيلي بتوليفات جمالية حديثة
اللاذقية-سوريا
يقدم معرض تكوين الذي اختتم فعالياته أمس في المتحف الوطني باللاذقية تجربة فنية لافتة تتجلى ملامحها من خلال عشرين لوحة فنية أنجزها ثلاثة عشر فناناً وفنانة من المبدعين الشباب في ختام ورشة عمل متخصصة أقامها البيت العربي للرسم والموسيقا بالتعاون مع الغرفة الفتية الدولية في المحافظة وحملت عنوان دعوة إلى الموسيقا.
واستمدت الورشة التي أقيمت في إطار فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي السادس وأشرف عليها الفنان علي مقوص فكرتها الأساسية من وحي الموسيقا كأحد الفنون السمعية القادرة من خلال مفرداتها المتنوعة على إثراء المتن الجمالي في المنجز التشكيلي ومنحه بعداً فنياً أكثر عمقاً واتساعاً.
وأشار الفنان مقوص في حديث لسانا إلى أن الهدف الأساسي من الورشة التي استمرت أربعة أيام كان تعزيز المناخ الفني العام الذي وسم أجواء المهرجان عامة وتكريس روح العمل الجماعي في طقس تتفاعل فيه الأفكار المبدعة والرؤى الخلاقة ضمن حلقات من العمل والحوار الذي استمر على مدى أربعة أيام.
وأضاف مقوص أن محور العمل يركز على توظيف المفردات الموسيقية المختلفة في العمل الفني من خلال تصوير فضاءات رمزية تستلهم في خطوطها وألوانها المناخ الذي تنتجه أصوات الآلات الموسيقية في إيقاعاتها المتنوعة لإنجاز تكوينات تشكيلية عبر عدة مراحل تقنية.
وتم خلال اليوم الأول من الورشة كما أوضح التركيز على منهجية تنفيذ اللوحة الفنية بدءاً من مرحلة التأسيس التي تخالف في تقنياتها طريقة التحضير الأكاديمية التقليدية حيث يتطلب العمل في هذا الجانب توظيف الأساس كعنصر رئيسي من عناصر التكوين التشكيلي من حيث الكثافة و الألوان و التأثيرات المطبقة عليه للخروج بتوليفة تتداخل فيها الرؤى البصرية والسمعية في نسق جمالي خاص.
ولفت إلى أن مختبراً من هذا النوع من شأنه أن يرتقي بتجربة الفنانين الشباب ويفعل آليات تفكيرهم للخروج بتصورات جديدة مغايرة لما هو سائد على الساحة الفنية مؤكداً أن ورشات العمل حول العالم هي اليوم ورشات يجري فيها دمج الأفكار والطروحات للخروج بمشاريع جديدة من نوعها إذ تضيق المساحة حديثاً وتتراجع أمام البطولات الفردية في المشهد التشكيلي العام.
واختتم بأن محصلة الورشة من الأعمال المعلقة في المعرض تبرهن على النقلة النوعية في نتاج الفنانين الشباب و الذين استطاعوا من خلال هذه المغامرة الفنية أن ينهضوا خارج حدود الثقافة التقليدية لتجسيد مقولات بصرية تستعرض في عمقها الفني سيرة موسيقية ثرة تشاهد في صيغتها الجديدة للمرة الأولى من قبل الجمهور.
في هذا الإطار أوضحت الفنانة الشابة بشرى معروف إحدى المشاركات أن محور الورشة جاء مفاجئا بالنسبة لكافة الفنانين الهواة نظراً لحداثة الفكرة من جهة و التقنيات الفنية المستخدمة لتنفيذها من جهة أخرى لا سيما و أن المشاركين في هذا البحث التشكيلي لم يعتادوا سابقاً على الطرائق الفنية التي طرحتها الورشة رغم تخرج غالبيتهم من مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية.
وأضافت معروف أنها اعتمدت في إنجاز أعمالها الخاصة بموضوع الورشة على عنصر اللون الذي ساعدها بعد تطبيق التقنيات المدروسة على نقل إحساسها الخاص بإيقاع آلتي البزق والقيثارة في مناخ تجريدي تسوده مفردات موسيقية دالة.
من ناحيتها أشارت الفنانة ابتهال مصطفى إلى أن الروح الجماعية التي غلفت العمل في هذا المشروع كانت ملهمة للمجموعة بصورة مدهشة و هو الأمر الذي تبدى لاحقا عبر النتاج الفني للورشة حيث تعددت حلقات النقاش وموضوعات الحوار أثناء العمل الأمر الذي يساعد على تجديد الذات الإبداعية لدى الفنانين المشاركين وتحفيز كل منهم على مزيد من التجريب و الاختبار.
وحول الجانب التقني من الاشتغال على هذه الأفكار ذكرت أنه كان من اللافت جداً إدراك المزيد من العناصر المؤثرة في الشكل النهائي للعمل الفني والتعرف على أساليب جديدة لتسخير الفكرة المجردة في خيال الفنان بدءاً من عملية تأسيس الجسد التشكيلي مروراً بتنفيذه و إخراجه في قالب له الكثير من الخصوصية.
إلى ذلك أوضح الفنان شادي نصير أن المشهد التشكيلي في اللاذقية يفتقد إلى الكثير من الأنشطة المماثلة التي ترفد الدراسة النظرية و تمنح الشباب الهواة فرصة للاختبار العملي و قدرة على تطوير الأدوات الإبداعية لكل منهم خاصة عندما تكون تحت إشراف وتوجيه مباشرين من قبل مبدعي هذه التجارب و الفنانين أنفسهم.
واختتم بالإشارة إلى أهمية الدور الذي قامت به الورشة والمعرض الخاص بها في إغناء أجواء مهرجان المونودراما وتنويع فعالياته في إطار استثمار هذه التظاهرة وتحويلها إلى محترف إبداعي متنوع الفنون والاتجاهات من شأنه إرضاء الذائقة الثقافية في المحافظة على اتساعها و اختلاف مشاربها.