Announcement

Collapse
No announcement yet.

القطار /نص لرياض بن عمار

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • القطار /نص لرياض بن عمار

    القطــار

    عندما يكون عمرك ستين عاما، تكون قد قضيت عشرين سنة في فراش النوم،
    وتسع سنوات أمام طاولة الأكل،
    وثلاث سنين في دورة المياه،
    وعشر سنوات في ملاطفة زوجتك،
    وعامين في لعب الورق،
    وثلاثة أشهر في إحدى المستشفيات الحكومية.
    لا أعرف، تماما، أين قرأت ملخصا لهذا البحث الطريف، الذي قام به عالم إجتماع أمريكي، على عيّنة من الرجال الستينيين، في مدينة نيويورك.
    لو أجري هذا البحث في بلادنا، لكانت إحدى النتائج البارزة،
    أن التونسي، الذي لا يملك سيارة خاصة...
    أو دراجة نارية مشتركة،
    يقضي سبع سنوات في إنتظار القطار!!
    وسبع سنوات ليست، بالتأكيد، سبع دقائق، أو سبعة أيّام، حتى نعتبر الموضوع تافها، وغير جدير بالمناقشة،
    إنها تؤهّل أي مولود جديد لأن يكون في الصف الأول من التعليم الإبتدائي.
    وما دامت سبع سنوات تعني سبع سنوات،
    وتعادل خمسة وخمسين وأربعمائة وألفي يوما،،
    وجب أن يكون تأخّر القطار علامة في تاريخ تونس المعاصرة.
    وهنا أقترح على "الشركة القومية للسكك الحديدية" أن تبدل جميع قطاراتها:
    السريعة،
    والبطيئة،
    بنوق وجمال تونسية، لحما ودما.
    وهكذا تتوفر لها مواصفات الشركة أولا.
    وملامح «القومية» ثانيا.
    وما يجعل العودة إلى الجمال ضرورة وطنية، هو أن القطار، طيلة معاشرتنا له، (خمس سنوات فيما يخصني)، لم يبرهن على أنه أسرع من الجمل، رغم إمتيازه بمحركات بخارية صاخبة.
    ثم أن الجمال تتناسل.
    فيما القطارات لا تمارس الجنس أصلا،،
    وهذا يساعد المجموعة الوطنية على توفير العملة الصعبة للمشاريع الإقتصادية التي تنتظر الإنجاز.
    إضافة إلى أن الجمل يحتاج إلى عامل واحد..
    (ويسمّى بالعربية الفصحى: الحادي).
    في حين أن القطار يتطلّب رئيسا مديرا عاما،
    وموظفين،
    وعمّالا،
    ومجلس تأديب،
    ولجنة متناصفة،
    ونقابة،
    وهذا رأي متواضع، أسوقه بكلّ أدب، وسأسلمه إلى السيد مدير القطار، بصفة شخصية.
    بعد سبع سنوات...
    طبعا
    وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
    وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

  • #2
    رد: القطار /نص لرياض بن عمار

    صديقي توفيق

    ما القطار إلا علامة من علامات التخلف التي نعيشها و التي تجعلنا نهدر عمرنا

    في الإنتظار سواء انتظار وسائل النقل على اختلافها أو أنتظار الطبيب أو القاضي

    أو أي موظف في أي مؤسسة حكومية و هذا كله راجع إلى تدني مستوى الخدمات

    المقدمة للمواطن خاصة في المؤسسات العمومية باعتبار قلة انتداب اليد العاملة

    و حب الربح دون بحث عن تجويد الخدمات المقدمة للمواطن و هذه تعتبر من أكبر

    الجرائم التي ترتكب في حق البشرية .

    تحياتي العطرة
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    Comment

    Working...
    X