Announcement

Collapse
No announcement yet.

الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة

    الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة


    نكتب كثيرا ، و في مواضيع مختلفة و متناقضة منها ما هو فلسفيّ

    و منها ما هو أدبيّ أو إجتماعي أو سياسي ....و لكننا في مختلف

    كتاباتنا نطبق مناهج متعددة و نخضع أفكارنا لضوابط نحاول قدر الإمكان

    عدم الخروج عنها ، فإذا كنّا من أنصار الفلسفة الليبيرالية فإننا نحلل

    طبيعة مجتمعاتنا وفقا لهذه الفلسفة ، أمّا إذا كنّا من أتباع الفلسفة

    الإشتراكية فإننا نحلل المجتمع وفق هذه الفلسفة أيضا ، و هكذا

    يكون الأمر مع الفكر القومي و الفكر الإسلامي ... و تنعكس هذه

    المناهج التي نتعلمها في المدارس و الجامعات على تحليلنا لمختلف

    النصوص و الخطابات . ففي مجال الأدب قد نحلل النصّ بمنهج العلوم

    الإجتماعية و قد نحلله تحليلا نفسيا أو تاريخيّا أو بنيويا . و هذه

    المناهج تؤثر بحكم تعوّدنا على استخدامها و التعامل معها على

    سلوكنا و على تعاملنا مع محيطنا الإجتماعي . و يضاف إلى هذه

    المناهج جملة المبادئ و القيم و السلوك الذي يطبع شخصيتنا

    بحكم التربية و التعليم و بحكم ما تلقيناه من المجتمع أثناء إحتكاكنا به

    و تعاملنا معه . و بهذا فإننا لا نكتب ما نريد كتابته فعلا و لا نعبر عن

    حقيقة مشاعرنا ، و لكننا نعبّر عن وجهة نظر المجتمع بصورة غير مباشرة ،

    و نخضع أنفسنا لضوابط في حين أننا نتوهم أننا أحرار و أننا نقول ما

    نريد قوله . لكننا إذا نظرنا إلى المسألة من زاوية أخرى نرى أننا لا يمكن

    عند الكتابة أو التعبير عموما أن ننطلق من فراغ ، فالموضوع يحكمنا

    و يفرض علينا التقيد به ، و لتحليله ينبغي أن نسلك منهجا و خطة

    نستطيع من خلالها إبراز آرائنا للآخرين ، و لو تخلينا عن هذا التخطيط

    و هذا المنهج لكان كلامنا عبثيا و غير مفهوم . و إذا كان كلامنا غير مفهوم

    و لا يخضع للمناهج و الضوابط التي اعتاد الناس استعمالها في خطاباتهم

    سواء المكتوبة أو المنطوقة فمن المستحسن أن نصمت و إلا فإننا

    سنتهم بالجنون و العبثية أو سنتهم بالتعالي على لغة الخطاب اليومي

    إبرازا للذات و حبّا للتميّز .

    إنّ للمجتمع قانونه و سلطته التي تخضع الأفراد لمشيئته ، و بالتالي فإنّ

    حظ الإبداع يقلّ نتيجة البحث عن النمطية في أشكال التعبير و مضامين القول .

    فهل نعبّر عن آرائنا و مشاعرنا و رؤانا حسب الطريقة التي توافق المجتمع

    و بالتالي نفكر أثناء الكتابة في المتقبل و مدى فهمه لطبيعة الخطاب ؟

    أم أننا نكتب للتعبير عن ذواتنا سواء فهم المتقبل خطابنا أو لم يفهمه ؟

    و هل نحدد لأنفسنا منهجا و تخطيطا لتحليل المواضيع التي نريد التعبير عنها ؟

    أم أننا نترك العنان لقلمنا ليخطّ بحرية ما يشعر به و نفسح المجال لفكرنا ليعبر

    عن ذاته كما يريد لا كما يريد الآخرون ؟ . و هل الإبداع في الكتابة مشروط

    بعدم إتباع المناهج المعمول بها و التي يفرزها المجتمع حسب مراحل تطوره ؟

    أم أنّ الإبداع شهادة يمنحها المجتمع للذين يتبعون نواميسه و يسيرون

    وفق ضوابطه ؟




    الهادي الزغيدي

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

  • #2
    رد: الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة


    [gdwl]أنّ الإبداع شهادة يمنحها المجتمع للذين يتبعون نواميسه و يسيرون

    وفق ضوابطه ؟

    [/gdwl]



    أخي الهادي



    تحية على لك على موضوع غاية الأهمية يغيب عن عقول معظم التربويين والأدباء والكتّاب اليوم .



    الكتابة بين الحريّة والنمطية فهي متأرجحة وغير ثابتة لأنّ النمطية هنا هي الحريّة وبما أنّ الحريّة غائبة يغيّب الإبداع المتقدم وبالتالي أصبحت الكتابة متاخرّة وغير معبّرة عن المضامين التي تصقل وجه الأمة بشكل يعبر عن ممارسة حقيقية لإبداعات الإنسان المؤثرة في السلوك العام إلى مجتمع حضاري في عالم اليوم يميل إلى التحضّر قياسه هنا الإنسان .



    والإبداع شهادة يمنحها المجتمع عندما يكون هو الإنسان المبدع وأعتقد مجتمعنا متخلف عن ذلك تخلف الإنسان بإبداعه وحتى تكوينه الفكري .



    لابد من تكوين فكري نمطي للإنسان عامل الإبداع الأول وعامل التلقي إلى مجتمع يمنح شهادة الإبداع لكل مبدع .



    دمت أخي

    Comment


    • #3
      رد: الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة

      الأخ العزيز المعتز بالله

      أولا : أشكرك على الإهتمام بهذا الموضوع .

      ثانيا : إن النمطية تعني اتباع الأنماط الجاهزة سواء القديمة أو الحديثة و الغربية

      أو الشرقية و هذا الإتباع من شأنه أن يخصي العقل و أن يجمد الخيال و يعيقه عن

      البحث عن القوالب و المضامين الجديدة التي تؤسس للغد و تجعلنا نحلم بالإرتقاء

      للمثال الأفضل . و للأسف فإن النطية هي التي تهيمن على كتاباتنا بشقيها المحافظ

      و المجدد في مختلف أنماط الكتابة فالتيار المحافظ يعتبر القديم قدوة و مثالا راقيا

      لا بدّ من إحيائه و إعادته و التيار الحداثي يرى أن ما ينتجه الغرب من أشكال

      و قوالب و مضامين أقرب للواقع و لا بدّ للمبدع أن يحذو حذوها . و بين هذا

      و ذاك ضاعت الذات في رحلة البحث هائمة لا تجد لنفسها مستقرا خاصة و أن

      الأنظمة السائدة تبحذث عن تكريس النمطية و بالتالي تجميد العقل العربي ,


      و لا شك أن السبيل إلى الحرية يتطلب تضحيات كبيرة و تطورا في بنية المجتمع

      و عقليته في ارتباط بالواقع المعيش و في بحث حقيقي عمّا يناسبه من أنماط القول

      و من مواضيعه و مضامينها . فالبحث عن الحرية لا يعني تخليا عن الموروث

      و لا يعني أيضا انغلاقا على الذات و عدم اكتشاف منتجات الآخر و لكنه يعني أن

      ننظر إلى هذا و ذلك بعين الحداثة و بما يتلاءم مع تطورات الواقع الذي نعيشه

      و آفاقه التي نصبو إليه و نروم تحقيقها . لهذا فإن الكتابة تتحول من مجرد عملية

      إبداعية أو من مجرد تبليغ للمضامين إلى عملية نضالية و هادفة ترتقي بالذات

      و بالتالي بالمجتمع المعيش .

      تحياتي و ودّي
      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      Comment

      Working...
      X