Announcement

Collapse
No announcement yet.

الروائي الأفغاني خالد الحسيني

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الروائي الأفغاني خالد الحسيني


    الروائي الأفغاني خالد الحسيني:«عدّاء الطائرة الورقية» سيرة متخيّلة


    منقول

    منذ صدور روايته «عدّاء الطائرة الورقية»، احتل الكاتب الأفغاني خالد الحسيني مكانة مرموقة في المشهد الأدبي العالمي، وهو بذلك يقف إلى جانب مواطنه عتيق رحيمي في تصدير الرواية الأفغانية إلى المكتبة العالمية.
    خالد حسيني روائي أميركي أفغاني الأصل يعيش في كاليفورنيا ويعمل طبيباً، قرر وهو في سن الخامسة والثلاثين أن يكتب أولى رواياته التي تتحدث عن مسقط رأسه أفغانستان فخرج بروايته هذه التي تدور أحداثها حول علاقة صداقة تجمع بين أمير وحسن اللذين ترعرعا وكبرا مع بعضهما في كابول مطلع السبعينات عندما كانت كابول مدينة مزدهرة وتبشر بأن تكون أحد أجمل العواصم في منطقة شرق أسيا، والثيمة الأساسية في الرواية هي لعبة مطاردة الطائرات الورقية التي انتشرت في كابول والتي يمارسها الأطفال في بداية الشتاء. تستمر الأحداث إلى أن تقوم الحرب الأولى بعد اجتياح الجيش الروسي للأراضي الأفغانية والحالة البائسة التي تتحول إليها البلاد والتي تنعكس بشكل بشع على الطبيعة الجميلة والبشر البسطاء، ثم نتابع أحداث الفتى أمير وهو يصل إلى أميركا مع والده للحصول على اللجوء وبناء حياة جديدة في مجتمع صغير في شمال كالفورنيا يضم عوائل النازحين من الجنون الأفغاني، حتى نصل إلى العام 2001 قبيل الاحتلال الأميركي لأفغانستان. رواية تعج بالصور الرومانسية السوداء وقد تحولّت أخيراً إلى فيلم سينمائي بالعنوان نفسه. ‏

    في «عداء الطائرة الورقية» يحاول المخرج (مارك فورستر) أن يقدم شخصيات واقعية، إلا أن هناك بعض المشاهد غير المقنعة في بنية وتحول شخصية أمير؛ الشخصية الرئيسية في الفيلم. فوالد أمير (صاحب خان) الرجل الأفغاني ذو العقلية المتفتحة، الذي لا يضع اعتبارا للفروق الطبقية رغم ثرائه، يحتفظ بعلاقة صداقة مع (علي) خادم الأسرة منذ أيام الطفولة، وبالمثل تنتقل هذه الصداقة إلى طفليهما: أمير وحسن، ويطمح صاحب خان(هومايون ارشادي) أن تكون شخصية ابنه الوحيد أمير قوية كفاية كي يواجه الحياة عندما يكبر، لكن أمير الذي يجبن ولا يقوى على الدفاع عن نفسه، يخيب آمال والده، ما يولد لديه عقدة نقص. وفي حادث كان حاسما يتصدى حسن لفتيان الحي ويدافع عن أمير، بينما أمير يكتفي بأن يبقى شاهدا من خلف الجدار على التنكيل بصديقه حسن، ما جعله يشعر بالإثم والخجل من نفسه، وضاعف ذلك شعوره بالعجز، ومادام لا يقوى على المواجهة أو تغيير ذاته، فاتهام حسن بالسرقة وإبعاده عن حياته يغدو الحل الأمثل لكيلا يذكره بضعفه، ما دفع عليا أن يغادر وابنه حسن المنزل، وهكذا يفترق الصديقان إلى الأبد (بعد فترة وجيزة يغادر أمير ووالده إلى الولايات المتحدة هروبا من الاجتياح السوفييتي)، إذن هذه الحادثة تحدد بوضوح ملامح أمير الذي فضل منذ الطفولة الهروب على الصدام والمواجهة، ما جعله يحمل في ذاكرته شعورا ثقيلا بالذنب تجاه رفيق الطفولة حسن. وهذه هي الحادثة التي يلمح إليها رحيم على الهاتف عندما طلب من أمير أن يكفر عنها، فيستجيب الأخير ويعود إلى باكستان حيث يقيم رحيم، فيعلم منه حينها أن حسن قد قتل على يد طالبان وهو يدافع عن منزل أمير، فلا تغير هذه المعرفة فيه شيئا ولا تدفعه للبحث عن الطفل زهراب- ابن صديقه حسن- لإنقاذه من ملاجئ أفغانستان ضمن الوضع السيئ الذي يسودها، كانت هذه المعرفة ستكون دافعا مناسبا لتحول الشخصية كي تتجاوز شعورها بالإثم، فتُكفر عن خيانتها الماضية، وترد الجميل لحسن الذي لم يتوان لحظة للدفاع عن الصداقة وكل ما يخص شخص أمير، كذلك فرصة لأمير كي يتجاوز ضعفه. ألم تكن دعوة رحيم لأمير من اجل أن يكون إنسانا جيدا من جديد؟ لكن المخرج يؤثر أن يتشكل الدافع في تحول شخصية أمير من معرفة أخرى، فإزاء برود أمير يلجأ رحيم لإخباره بسر يتمثل بكون حسن أخيه من علاقة غير شرعية أقامها والده مع زوجة مخدومه وصديقه علي، ليشكل هذا الخبر صدمة كبيرة لأمير تدفعه للذهاب إلى أفغانستان والبحث عن ابن أخيه زهراب مهما كلف الأمر. إذن أراد المخرج أن تكون رابطة الدم هي القيمة المحركة والدافعة للشخصية وليس الصداقة والإخلاص والوفاء، ولم يكن إنقاذ زهراب من أيدي طالبان تكفيرا عن خيانة أمير لحسن، إنما إنقاذ لمن تبقى من العائلة، فيتصارع أمير مع احد رجال طالبان الذي يحتجز زهراب، ثم يهرب مع زهراب إلى أميركا بعيدا عن هذا الجحيم. ‏

    في هذا الحوار الذي نشره موقع «نيوز لاين»، نتعرّف على وجهة نظر خالد حسيني في روايته وجانباً من سيرته الشخصية. ‏
    هل الشخصيات و الأحداث في «عدّاء الطائرة الورقية» ترتكز على ذكريات شخصية أو أن القصة خيالية بحتة ؟ ‏
    إلى حد كبير القصّة خياليّة.. الشخصيات مُختلقة والحبكة مُتخيلة ولكن بعض عناصر السّيرة الذاتيّة منسوجة على نحوٍ ما داخل السّرد. ‏

    ولا سيّما الفصول التي تتناول حياة أمير و بابا في محاولتهما لبناء حياة جديدة في الولايات المُتحدة. ‏
    أنا أيضاً قدمت إلى الولايات المتحدة كمهاجر و أذكر بوضوح سنواتي الأولى في كاليفورنيا.. الوقت القصير الذي قضيناه في الرّعاية الاجتماعيّة و صعوبة الاندماج في ثقافة جديدة .

    أبي و أنا اشتغلنا لفترة في سوق البرغوث حيث يعمل عدد كبير من الأفغان الذين ننتمي إليهم.

    لقد وددتُ أن أكتب عن أفغانستان قبل الحرب الرُّوسية لأنها إلى حد كبير فترة منسية في تاريخ أفغانستان الحديث. ‏

    بالنسبة للكثير من النّاس في الغرب، أفغانستان هي مرادف للحرب بين الرّوس و الطالبان.

    أردت أن أذكّر الناس أنّ أفغانستان تدبّرت العيش بسلام لعقود, فتاريخيّاً القرن العشرون كان هادئاً و مُنسجماً إلى حدٍّ كبير.

    ما هي ذكرياتك بالنسبة للأيام الأخيرة للحكم الملكي, و ما نتائج احتلال القوات الرّوسية؟ ‏
    كابول كانت مدينة عالمية مزدهرة بفنونها النّابضة, وحياتها الفكرية والثقافية, إذ كان هناك شعراء وموسيقيون وكتابٌ وتدّفق كبير للثقافة الغربية والفنون والآداب في الستينيّات و السبعينيّات. ‏
    تركَت عائلتي أفغانستان عام 1976 قبل الانقلاب الشيوعي و الاحتلال السوفييتي.. بالتأكيد اعتقدنا أننا سنعود إلى أفغانستان, ولكن عندما رأينا الدّبابات الرّوسية تزحف إلى أفغانستان.. بدت العودة المحتملة ضئيلة. عليَّ القول إن القليل منّا تصوّر أن ربع قرن من إراقة الدّماء سيحل.

    هل فترة شباب أمير مشابهة لمراهقتك؟ ‏
    أنا و أخي اختبرنا كابول كما حسن و أمير. أيام الدّراسة الطويلة في الصيف, تطيير الطائرات الورقية في الشتاء, السينما الغربية و جون واين في سينما الحديقة العامة, الحفلات الكبيرة في منزلنا في وزير أكبر خان. النزهات في باغمان. أنا مولع بذكرياتي في أفغانستان إلى حد كبير لأنّها ليست كذكريات الجيل الحالي, فهي غير ملوثة بشبح الألغام الأرضية و المجاعة.

    روايتك لامست الصّراع الدّاخلي قبل وخلال حكم الطالبان ولكنها تفتقد لتركيز أكبر على المرأة؟ ‏
    أنا ليبرالي إلى حد كبير لذا ليس من طبيعتي ولا من نشأتي إغفال دور المرأة. «عدّاء الطائرة الورقيّة» هي قصة أب وولدين وحب يجمعهما و هكذا مجمل العلاقات في الرّواية هي بين الرّجال وهذا لا يُشكل تحاملاً أو إحساساً بعدم الرّاحة لما يخصّ المرأة, ولكن على الأغلب هذا ما تَطلَّبه السّرد. ‏

    ما حدث للنساء في أفغانستان مهم جداً, و يشكل أرضاً خصبة لرواية.

    لقد بدأت رواية ثانية, و إلى حد بعيد الشخصيات الرّئيسيّة هي لنساء. ‏

    نظراً للحالة السّياسيّة الرّاهنة و الأجندة الأميركيّة في المنطقة كيف تنظر إلى تاريخ أفغانستان؟ ‏
    عدت إلى كابول بعد 27 سنة غياب.. عدت ببعض التفاؤل ولكن ليس كما كنت آمل. المسألتان الرئيسيتان في أفغانستان هما فقدان الأمن خارج كابول خاصة في الجنوب والشرق، وحكم أمراء الحرب القوي للمحافظات مع قليل من الولاء للحكومة المركزيّة ..القلق الآخر المُتزايد هو تجارة المخدرات التي إذا لم تُعالج ستحوِّل أفغانستان إلى بوليفيا أو كولومبيا و وبالقدر نفسه من الأهميّة هو فقدان الأرض الصّالحة للزراعة.

    هناك الكثير ليُنجز في أفغانستان، وهيئة المحلّفين على الحياد إذ عليها أن تصبر على التزامات المجتمع الدّولي لإعادة البناء. ‏
    لماذا عدت بعد27 سنة؟ ‏
    عدت لرغبة عميقة داخلي لأرى كيف يعيش الأفغان و ما مدى تفاؤلهم بخصوص مستقبل بلادهم.. لقد غُمِرتُ بلطف النّاس، و وجدت أنّهم قد تدّبروا أمر الحفاظ على كرامتهم وعزّتهم و حسن الضّيافة في ظل ظروف لا يمكن وصفها.

    شاهدت الكثير مما يُذكرني بطفولتي، تعرّفت على جيراني و سرت في الشوارع التي لعبت فيها مع أخي و أبناء عمومتي مثل أمير تماماً و زرت مدرستي و بيت أبي القديم في «خان الوزير». ‏

    أخيراً ما ردة فعل الأفغان بعد قراءة روايتك؟ ‏
    يومياً أحصل على إيميلات من الأفغان يشكرونني لكتابة هذا الكتاب إذ يشعرون أنَّ شيئاً من قصصهم الخاصة قد دونت فيه. ‏

    لقد غُمِرت باللطف من أبناء شعبي. ‏

    البعض عارض لأنّه اعتبر أن الرّواية قد أثارت قضايا التمييز العنصري و عدم المساواة العرقية.

    إذا ما أثار كتابي أي نوع من الجدل بين الأفغانيين عندها أعتقد أنّه قد قدّم خدمة للمجتمع.‏

Working...
X