Announcement

Collapse
No announcement yet.

لوحة ( الليل – الفدائي – الفجر ) - بقلم فيروز نصر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • لوحة ( الليل – الفدائي – الفجر ) - بقلم فيروز نصر

    لوحة ( الليل – الفدائي – الفجر )
    بقلم فيروز نصر



    صوت من خلف شبكة الأحداث يقول :
    يا فلسطين أين مكانك من عروبتي اشتعلي في مكانك وتدمري
    فسنحييك من بعد موتك و نمحوا عار حكمك الأسود

    أطفئت الأنوار .... ساد القاعة الصمت ..... رفعت الستارة .
    ( امرأة تتوجع .. فقد حان أوان ولادتها ) طال انتظار المولود ... و أزداد توجع الأم , كان الليل يلف نفسه بعباءة سوداء ... إنه خائف ... لكنه يوهم نفسه بالقوة فيحاول خنق الصوت و غطاء الأحداث
    الصمت يخيم على الأرض ... و كأن الليل يفكر في عملية الإجرام ... و يسرق خطواته خلسة ً مرتجفاً و لكنه مصمم على اختطاف المولود ... و لكن ..
    تشققت جدران الصمت .... و انبثق الصوت كجمرة من لهب ... أحرقت عباءة الليل .... حيث كانت خيوط الفجر تنسل من أيدي عصابة الليل .... .. و كانت هناك حروفاً تصيح بكلمة واحدة
    ...... أماه ........ الأرض ....... ابناه.......
    و صرخت .. و وضعته على فراش الفجر .. و انحنت و أعطته ثديها ..
    وقالت : يا صغيري لا تخف إن طفحت بالنار أشلاء الظلام ... فهذه نبرات الشعاع فلا تخف

    و تدرب صغيرنا على أغنية الفجر .. فكان مطلعها .. شمس .. شمس .. و نهايتها .. شمس .. شمس .. لكن طريقها بحر ُ دموي ... تعلم فن العوم وكبر ...
    لكنه أراد أن يعيش ليله فجر ... و أن يجعل ضحكته فجر ... تعلى فتكسر عظمة الليل
    ها هو يرسم مخطط لسيره ... و مشى عليه ...
    لكن الدجى كهف .... و المنايا تترصد
    و تلتوي في قبضة الريح ... خيام اللاجئين
    و أين الفجر ... لاإلى موعده الليلي ... تسعى قدماه
    شبحاً ترتعد الظلمة ... من هجس خطاه ...
    تحمل الميلاد والموت يداها
    و تدوي أذناه ...
    بهدير الريح .... و الآفاق و الأرض
    توغل ... ولكن رؤى محموقة ... تغلف قوم الناجين
    يوم اتوا في ليل قاتم ...
    و اغتصبوا جيدها الطاهر .... و شربوا خمرهم على صدرها الذكي .... و توغلوا في بطنها المثمر ....
    أرادوا أن يأكلوا كل شيء .... حتى قالت أنني أكره الرجال
    -توغل ... و لكن الفانوس في ليل خيام اللاجئين
    -توغل ... انهم في أرضنا الآن ... و أشجار البرتقال ... حاملة بالثمر
    -توغل ... انهم في بيوتنا الآن ... ينامون على أعشابنا ... و مروجنا ... يتصدعون في أحلامنا .. و أغانينا
    -توغل ... انهم في كنائسنا ... يعربدون في شوارعنا .... يخرقون القداسة
    -توغل ... ها هي مريم تبكي ... لا تريد أيادي أن تدنس صورة القداسة ...
    (( أصوات كانت تشع من خلف أغصان الأرض ... و فتيفيتات التراب . وكانت صدا أصوات نسجت أمامه صورة يجد فيها تجاعيد وجه أمه و بريق عيونها ... و ضحكة أخيه ,,, و حلم كرمه ... و ابتسامة أبيه ))
    انطلق صوته ... و أشعل ناره ...
    اصحي يا بيوت ... افرحي يا طقوس ...
    دقي ... دقي

    لقد آن أوان الترتيل ...
    جئتك غير مخلفاً بالعهود ..
    بل أقسم بأن أفي كل النذور
    لقد آن الأوان ... لكي تطل الشمس بدون أكفان ...
    بدون قيود ... عندكم هنا حتى على الجمود ...
    فيذوب ناراً ... تحرق المذنبين ...
    أبتاه يسوع ... جئتك بدون دموع ...
    من أجل أطفالنا ... هم بدون دور ... مشردون
    من أجل أن يظل قمركم أب ْ لشموع
    و لأكن أنا الولد الأول من هذه الشموع ...
    فلا هم لي ... إن ذبت ... بل أحقق شيء اسمه النور ...
    ففي عروقي نغمة الأحياء الموتى ... و حقها المهدور ... و صوت الطيور ... لا هم لي إن حدث ... هذا
    فليكن لي حدثاً ... و الشمس وعدتني إنها ستزورني ... و تمدني بالضوء ... و وعدتني الطيور ... بأنها ستزرع الورود ... ووعدني المطر ... بأنه سيسقي كل البشر
    صمت لحظة ... و اندفع ... مسرعاً لكي يثأر


    ***********
    انتهى العرض يا سادة ... الكل يصفقون ...
    كان العرض سيستمر ... و ها هم المتفرجون ... في قوافل مفردة ... حاملين معهم شعاع الراية ...
    لكن ... كفاكم تصفيقاً بالأيدي ...
    دعوها تنسج حلم الأرض المغتصبة
    دعوها تنسج حلم العودة ... و النصر ...
    دعوها تكتب كلمة ... أننا عائدون .. عائدون ..
    يا حروف الجنين ... و ثأر غدر السنين ..
    ها هي تنشبك مع بعضها البعض ... لتؤلف جسراً ... لتعبره أولاد الفجر
    ـــــــــــــــــــــــــ
    لوحة ( الليل – الفدائي – الفجر ) - بقلم فيروز نصر

  • #2
    رد: لوحة ( الليل – الفدائي – الفجر ) - بقلم فيروز نصر

    تسلم الايادي اكثر من رائعة ...تحية مودة واكبار .

    Comment

    Working...
    X