الانترنت والناس
ثورة الاتصالات والانترنت
مع عقد التسعينيات من القرن الذي مضى والعقد الأول من الألفية الثانية ، شهد العالم تطوراً كبيراً غيّر وجهة العالم إلى قرية صغيرة يلتقي العالم فيه ، تذوب فيه اللغات وتندمج فيه اللغات والثقافات وتختصر فيه المسافات.
لم يعد بوسع العالم أن يرجع للوراء مع هذه الثورة الانقلابية في مفهوم التواصل بين الشعوب والتقاءها الدائم وحوارها المستمر وتبادل الآراء وانتقال المفاهيم والاجتماعيات من مكان لآخر .
ولم يعد بالمقدور السيطرة على هذه الثورة فكل يدلوا بدلوه فيها وينقل فكره ويجند جنده ويمارس تجارته ، نفوذاً قوياً يستخدمه الفقير والغني والقوي مع الضعيف القوى الكبرى مع الصغرى إضافة للشعوب المستهلكة والمهترئة مع الغنية منها كلٌ يجد ضالته في هذه الثورة ويجد فيها مرتعاً خصباً لكل ممارساته الصائبة أو الخاطئة على حد سواء مع تفاوت بنسب استخدام هذه التكنولوجيا بين هذه الفئات حسب البيئة والإمكانية وشدة حاجتها لها .
مع عقدنا الذي نحن فيه والذي يوشك على أطرافه للعقد الثاني من ألفية الميلاد الثانية ، تتبدد فيه كل وسائل الجهل لتنير الطرق للمعرفة والتنوير والاطّلاع والبحث والنمو والازدهار والتنمية البشرية وليفرض العلم نفسه أداة مسيطرة على العقل البشري لتجبره على الإبداع في مجاله حتى وصل الأمر بحال البشرية إلى سيطرة التكنولوجيا على سلوكها العام وعاداتها وقيمها ، ونقلها إلى متغيرات تجسد نفسها على أنها القوت اليومي للتنمية الذهنية والتحضّر وركب مركب المعرفة ضمن شخصية العولمة التي فرضت نفسها هيكلاً على نمطية السلوك العام للبشرية حينما سيطرت على عقول البشرية بهذه الثورة الهائلة من المعلوماتية التي أصبحت الأداة الأولى والهامة لعولمة العالم ضمن منظومة الاستهلاك البشري لهذه التكنولوجية سر بقاءها واستمرارية ماديتها المسيطرة ورأسمالها القوة المسيطرة على قدرات الشعوب والأفراد والهيئات والدول مجتمعة .
Comment