Announcement

Collapse
No announcement yet.

انتهى كل شيء

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • انتهى كل شيء

    السلام عليكم ورحمة الله

    انتهى كل شيء


    بعد تعب استمر سنين، تخرجت زينب من الكلية بامتياز، كانت ترفل في سعادة كبيرة وتنظر إلى الغد بعين ملؤها الطموح وقلب مشرق ونفس مقبلة على المستقبل بفرح عارم.
    بعد التخرج مباشرة، بدأت زينب رحلة أخرى أشد قساوة من رحلتها الدراسية ألا وهي رحلة البحث عن عمل، كانت تخرج من الساعات الأولى للصباح وتعود عند المغيب بقلب منكسر وإحساس بالفشل يطغى عليها ويشل تفكيرها، انطفأت تلك الشعلة المتقدة داخلها بنور الأمل الذي كان يغذي روحها .
    في أحد الأيام رن جرس الهاتف وإذا بصوت رقيق ناعم يحدثها ويطلب منها الحضور على وجه السرعة لأن مدير المؤسسة يريد أن يراها فربما تنفك العقدة.
    فرحت وتوترت، لبست ملابسها بسرعة وهي تجري كالمجنون وتكلم نفسها، تتمتم ببعض الجمل التي ستبدأ بها حديثها مع سعادة المدير.
    خرجت مسرعة عبرت الطريق غير منتبهة لسيارة قادمة في اتجاهها، وفي لحظة سمع صوت فرامل سيارة ثم اصطدام قوي مزلزل.

    وغرقت زينب في نهر من الدم وانتهى حلمها الوردي قبل أن يبتدئ.



  • #2
    رد: انتهى كل شيء



    هي ماتت ولم يمت معها الحلم

    هي سعت واسرعت وحاولت ولم تيأس

    في القصة دافع قوي للأمل ولو كان

    الثمن الموت .

    في الموت عبرة بحد ذاته لكن يحمل من وراءه الذكرى والتاريخ والعظماء الذين تركوا وراءهم كنز المعرفة وكنز هو ناموس الحياة ، هم الذين يحملون البشرى في كل مايكدر النفس من يأس .

    الأمل هنا يتجسد في حلم فتاة حين لم تؤجل الموعد ولم تتوانى وتتخلف عن تحقيق الحلم الذي راودها

    مفارقة القدر المحتوم لا يعني أنها النهاية فبموتها أحييت قلوبنا

    دمت لهذا الإبداع فاتحة

    Comment


    • #3
      رد: انتهى كل شيء

      الأخت العزيزة فاتحة

      قرأت هذه الأقصوصة مرات و لي حولها ثلاث ملاحظات هي :

      - قدرة الساردة على الوصف الداخلي للشخصية بشكل يجعل القارئ يعيش معها

      اللحظة و يشاهد تفاصيل المشهد . و الوصف الداخلي لما تكتنزه الشخصية من

      مشاعر تميز كتاباتك و تجعلك متألقة و مؤثرة في القراء.

      - النهاية الفجائعية و المأساوية التي تميز أغلب كتاباتك القصصية و غالبا ما

      تكون هذه النهاية مخالفة لأفق انتظار القارئ الذي يتعاطف مع الشخصية و يتمنى

      لها تحقيق ما تصبو إليه من آمال و أحلام . و هذه النهايات الفجائعية التي تصدم

      القارئ لأنها تعيده إلى زمن الواقع المؤلم و تبعده عن التحليق بالخيال في عالم

      الأوهام .

      - ما يميز هذه القصة أيضا و يطبعها بطابع خاص هو ملامستها للحياة و تفاصيلها

      و قربها من ذواتنا و شخصياتنا فهي نماذج اجتماعية تختلف في المركز و الوظيفة

      و المكانة و لكنها تشترك في شيء واحد هو المأساة التي يفرضها علينا الواقع

      الذي يخصي أحلامنا و يقيد آمالنا بقيود من حديد كلما أزحنا بعضا منها إلا و التفت

      حول أعناقنا أخرى . و لعل كشف الواقع و تعريته عامل إيجابي في تكريس الوعي

      و دافع للإنسان للبحث عن الحلول الضرورية خاصة و أننا نعلم كما أشارت إلى

      ذلك القصة أن مشكلة أصحاب الشهائد العليا من المشاكل التي تعاني منها

      مجتمعاتنا و هي نتيجة لسوء التسيير و فساد الأنظمة السياسية و غياب التخطيط

      و التوزيع العادل للثروات و عدم البحث عن المشاريع التنموية التي تعود بالفائدة

      على كل طبقات المجتمع .

      دمت مبدعة
      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      Comment


      • #4
        رد: انتهى كل شيء

        [overline]السلام عليكم ورحمة الله[/overline]

        شكرا لك اخي على ردك القيم، والذي تناولت فيه جانبا أغفلته في هذه النهاية المأساوية وهي أن الإنسان يجب أن يتشبث بتحقيق حلمه مهما كانت الصعوبات والمعيقات وحتى آخر رمق.

        شكرا لأنك نظرت للقصة من زاوية مشرقة

        وشكرا على ردك الراقي

        Comment


        • #5
          رد: انتهى كل شيء

          السلام عليكم ورحمة الله
          شكرا لك يا صديقي، على تحليلك الأكثر من رائع لهذه السطور القليلة والتي تحمل فعلا هما أصبح ملازما لكل الشباب الذي عاش على التمنيات، إلا أن الرياح وخاصة في عالمنا العربي تجري بما لا يشتهي المواطن البسيط


          أنا أعتبر أن التحليل هو الإبداع الحقيقي وليس العمل الأصلي


          لذلك سأقول دمت مبدعا

          Comment


          • #6
            رد: انتهى كل شيء

            عندما تمسك فاتحة بقلمها وتخط به فوق اوراقها التى تشهد نوع خلاب من الابداع
            من كاتبة تُصر على التواضع الذى يستفزنى احيانا , فهى بقلمها تتجاوز البلدان
            والدويلات وتجمعنا بأدبها حول مشاكل نعايشها ,, فى كل لحظة ونتجرع منها العلقم
            والسُم الذى ماتت به زينب فى سبيل أمل ان تجد لنفسها طريق فى الحياه , لكن كان
            للقدر قرار آخر , كما قال اخى الهادى يا فاتحة النهاية المأساوية فى اعمالك
            تلطمنا على وجوهنا لنتحسس حولنا ونعرف ان واقعنا كثيرا يكون كما تكتبيه وتصفيه
            فأنا اجدك من نوعية الكتاب اصحاب المشرط , الذين يبحثون عن العلة وموضع الألم
            ويحاولون التشخيص بصراحة متناهية قد تفقد امل لدى المريض , وقد تضع يدها على
            العضال بدون لف او دوران لكن فى النهاية يبهرنى فكرك وقدرتك العالية فى الغوص
            والاختصار , وهذا من اصعب انواع الكتابة لكن فاتحة بمهوبتها التى تصر ان تنكرها
            تفتت الصعاب وتدهش القارئ , فسلمت الايادى على هذا الابداع
            اه يا دهر هات ما شئت و انظر عزمات الرجال كيف تكون
            ما تعسفت فى بلاءك الا هان بالصبر منه ما لا يهون






            sigpic

            Comment


            • #7
              رد: انتهى كل شيء

              السلام عليكم ورحمة الله

              الله عليك يا عزيزي يا أخي الصغير، أكل هذا المدح والثناء لي بصراحة سأصاب بالجنون ههههههه أقصد بالغرور.
              كما تعلم يا عزيزي أن كل البلدان العربية على شاكلة واحدة، نفس الحياة، نفس المعيشة، نفس المآسي، نفس المشاكل، وكأن كل بلداننا العربية رضعت من ثدي واحد.
              أتعرف يا كريم يا عزيزي، أنني مرارا أبدأ القصة وأضع صوب عيني نهاية مفرحة، لكن النهايات المأساوية تستفزني وتجعلني أتبحر أكثر وكأن لغة المآسي والأحزان هي اللغة الوحيدة التي تصلح لكتابة الواقع، واقع نعيشه أو نسمع عنه، فهذا هو واقعنا يا عزيزي، وعندما سيتغير فحتما سأضع نظارات وردية تبدل نظرتي للحياة.


              شكرا لك أخي الصغير، ولا تنس أنني ما زلت أنتظر وعدك لي

              Comment

              Working...
              X