Announcement

Collapse
No announcement yet.

أدب الطفل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • #31
    رد: أدب الطفل

    قلــــب واحــــد
    وقف المعلّمُ، أمامَ تلاميذه، ينظر إليهم، قبل أنْ يبدأَ قصته، فوجد عيونهم معلَّقةً به، وآذانهم مصغيةً إليه..‏
    قال المعلِّمُ:‏
    كان بضعةُ أطفالٍِ، يلعبون بطائراتهم الورقية، فوق رَبْوةٍ خضراء، في جنوب لبنان.. كانوا يتراكضون فرحين، وطائراتهم الملوّنة، ترقص فوق رؤوسهم، مثلَ فراشاتِ الربيع، تارةً تجذبهم وترتفع، وتارة يجذبونها ويهتفون:‏

    نحن العصافير‏
    نجري ونطير‏
    نحن العصافير‏
    ظلّ الأطفالُ، يركضون ويمرحون، والفرحُ يركض معهم، حيثما يركضون، ويقف معهم، حيثما يقفون.. فرحَتِ الربوةُ لفرحهم، وفتحَتْ لهم صدرها الأخضر. وفرح الهواءُ لفرحهم، فطفق يلعب معهم يجاذبهم طائراتهم، ويداعبُ لهم وجناتهم. وفرحتِ السماءُ لفرحهم، فأشرق وجهها، صفاءً ونقاء.‏
    ومرَّتْ بهم، عجوزٌ كبيرة، فرفعَتْ ظهرها وبصرها، ترنو إليهم مسرورة، وتقول:‏
    -ما أجملَ الأطفالَ، وهم يفرحون!‏
    وصمتَ المعلّمُ قليلاً، ينظر إلى تلاميذه، فوجدهم كلّهم فرحين، كأنّ لهم قلباً واحداً!‏
    وتابع المعلّمُ قصته، فقال:‏
    وفجأة..‏
    سمع الأطفالُ، هديراً مخيفاً، يمرُّ فوقهم، ويبتلعُ ضحكاتهم..‏
    جمدوا في أماكنهم، ورفعوا رؤوسهم إلى السماء، فشاهدوا طائراتٍ كبيرةً، ليسَتْ كطائراتهم، و.. صاحتِ العجوز محذَّرةً:‏
    -انبطحوا يا أبنائي على الأرض.‏
    انبطح الأطفالُ مذعورين، وقد طارتْ قلوبهم، وطارت أفراحهم..‏
    أرهفوا آذانهم منصتين.. سمعوا انفجاراتٍ مرعبة، ترجُّ الأرضَ، وتصمُّ الأسماع.. وعادتِ الطائراتُ الإسرائيلية، وهي تفاخرُ بوحشيّتها، بعد أنْ قصفَتْ قريتهم، وألقَتْ عليها، حقدها وحممها..‏
    وقفتِ العجوزُ محزونة، وقالت:‏
    -انهضوا يا أبنائي، وأسرعوا إلى بيوتكم.‏
    نهض الأطفالُ، وهم يتلفَّتون.. شاهدوا سحباً سوداً، تتصاعدُ من قريتهم الوادعة، وتهاجمُ سماءهم الزرقاء، فتلوِّثُ نقاءها، وتعكِّرُ صفاءها.. وصمتَ المعلّمُ قليلاً، ينظر إلى تلاميذه، فوجدهم كلّهم محزونين، كأنَّ لهم قلباً واحداً!‏
    وتابع المعلّم قصته، فقال:‏
    وهرع الأطفال إلى قريتهم، فسمعوا صراخ نساء، وبكاء أطفال، وأبصروا بيوتاً مهدومة، وأمّهاتٍ والهاتٍ، وشاهدوا رجالاً غضاباً، ينقلون قتلى، ويسعفون جرحى، و.. التهب الأطفال غضباً، فنظر بعضهم إلى بعض، وأخذوا يمزّقون طائراتهم، ويهتفون غاضبين:‏
    لا نريدُ أن نكون عصافير‏
    نريد أن نكون نسوراً‏
    لا نريد طائراتٍ ورقيّة‏
    نريد طائرات حقيقيّة‏
    وانطلق الأطفالُ، نسوراً صغاراً، يساعدون المنكوبين، ورؤوسهم مرفوعة، وأقدامهم ثابتة..‏
    قال أحد التلاميذ:‏
    -ما أعظم هؤلاء الأطفال الأبطال!‏
    وقال المعلّم:‏
    -وما أعظمكم أنتم يا أبنائي!‏
    -لماذا؟!‏
    -لأنكم كثيرون. وقلبكم واحد .‏
    قال التلاميذ مدهوشين:‏
    -كيف؟!‏
    قال المعلّم:‏
    -عند الفرح.. فرحتم جميعاً‏
    وعند الحزن.. حزنتم جميعاً.‏
    وعند الغضب.. غضبتم جميعاً.‏
    و..‏
    أطرق المعلّم قليلاً، ثم رفع رأسه، وقال:‏
    -ما أجمل أنْ يكون العربُ مثلكم، يجمعُ كَثْرتَهم، قلبٌ واحدٌ كبير!‏

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    Comment


    • #32
      رد: أدب الطفل

      انكـــــيدو

      - تأليف: طلال حسن -

      مسرحية للفتيان - من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1999


      الفصل الأول المشهد الأول:
      المشــهد الثانــي
      الفصل الثاني المشهد الأول
      المشهد الثاني
      الفصل الثالث المشهد الأول
      المشــــــهد الثانــــي

      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      Comment


      • #33
        رد: أدب الطفل

        الفصل الأول المشهد الأول:
        ظلام، قرع طبول، يضاء جلجامش، لغط‏
        صوت رجل : جلجامش‏
        صوت امرأة : جلجامش! بنيتي، تعالي، جلجامش‏
        صوت فتاة : جلجامش! يا ويلتي، فلنهرب، ونختبيء‏
        صوت الشاعر : "ينشد" بنى أسوار اوروك، وحرم إي - أنا المقدس..‏
        صوت الشاعر الأخر: لم يترك جلجامش إبناً طليقاً لأبيه‏
        لم يترك جلجامش عذراء..‏
        أصوات مختلطة : جلجامش.. جلجامش.. جلجامش‏
        اظلام، تخفت الأصوات، طبول، يضاء الشاعر‏
        الشاعر : "ينشد" جلجامش اوروك‏
        صوت الأول : "هامساً" شاعر اوروك‏
        صوت الثاني : بل كذاب أوروك‏
        صوت الأول : "هامساً" الجميع في اوروك يصغون إليه، ويتغنون بشعره‏
        صوت الثاني : مكرهين..‏
        صوت الأول : "هامساً" صه‏
        صوت الثاني : إنهم يعرفون من هو الشاعر الحقيقي لأورك‏
        صوت الأول : دعنا نصغي‏
        الشاعر : "ينشد" هو الذي رأى كل شيء، فغنِ بذكره يا بلادي وهو الذي عرف جميع الأشياء، وأفاد من عبرها وهو الحكيم العارف بكل شيء‏
        صوت الثاني : "مهمهماً" هم م م م‏
        صوت الأول : أعرف ما ستقوله، إصغِ‏
        الشاعر : "ينشد" لقد أبصر الأسرار وكشف عن الخفايا المكتومة وجاء بأنباء ما قبل الطوفان.‏
        لقد سلك طرقاً بعيدة متقلباً ما بين التعب والراحة فنقش في نصب من الحجر كل ما عاناه وخبره.‏
        صوت الثاني : "مهمهماً" هم م م م‏
        صوت الأول : "هامساً" صه‏
        الشاعر : "ينشد" بنى أسوار اوروك المحصنة وحرم إي - أنّا المقدس والمعبد الطاهر‏
        صوت الثاني : كذب‏
        صوت الأول : "هامساً" لا ترفع صوتك‏
        صوت الثاني : نحن من بناها‏
        صوت الأول : "هامساً" أعرف‏
        صوت الثاني : وتعرف كيف بنيناها‏
        الشاعر : "ينشد" أُعلُ فوق أسوار اوروك‏
        وامشِ عليها متأملاً‏
        تفحص أسس قواعدها وآجر بنائها‏
        أفليس بناؤها بالآجر المفخور؟‏
        "يرفع صوته منتشياً" أُعلُ..‏
        صوت الثاني : علونا الأسوار وستعلوها‏
        صوت الأول : يا للألهة‏
        صوت الثاني : علوناها عندما علونا بها آجرة بعد آجرة، وستعلوها ثانية، دفاعاً عن جلجامش، واوروك جلجامش‏
        صوت الأول : لا ياصديقي، لا تقل هذا، مهما يكن، فأوروك أوروكنا‏
        صوت الثاني : "بمرارة" نعم، أوروكنا، فنحن لا نملك فيها حتى زريبة، نعيش بين جدرانها‏
        الشاعر : "ينشد" إبحث عن اللوح المحفوظ في صندوق الألواح النحاسي وافتح مغلاقه المصنوع من البرنز‏
        واكشف عن فتحته السرية‏
        تناول لوح حجر اللازورد وأجهر بتلاوته‏
        وستجد كم عانى جلجامش من العناء والتعب‏
        صوت الثاني : "ساخراً بمرارة" نعم، لقد عانى جلجامش، عانى كثيراً، أنظر‏
        بضاء جلجامش، يدور‏
        صائحاً، ملوحاً بسوطه‏
        جلجامش : أسرعوا، دقّ طبل العمل، واستيقظت اوروك كلها، أسرعوا إلى العمل، هيا، ولتعلُ اوروك، لتعلُ أسوار اوروك، قصور اوروك، أمجاد اوروك، هيا، أسرعوا.‏
        الشاعر : "ينشد" إنه البطل، سليل اوروك‏
        إنه المقدم في الطليعة‏
        وهو كذلك في الخلف ليحمي إخوته وأقرانه‏
        إنه المظلة العظمى، حامي أتباعه من الرجال‏
        صوت الثاني : صدقت أيها الكذاب‏
        صوت الأول : "هامساً" إمسك لسانك‏
        صوت الثاني : لقد صدق، جلجامش يحمي أتباعه، الذين يحمونه من شعب اوروك‏
        صوت الأول : كفى.. كفى‏
        صوت الثاني : آه شاعر شعب اوروك "يصيح" أين أنت؟‏
        صوت الأول : شاعرك هذا، كما تعرف، يتعفن في السجن، إن لم يكن قد إنتهى‏
        الشاعر : "ينشد" جلجامش المكتمل في الجلال‏
        إنه هو الذي فتح مجازات الجبال‏
        وحفر الآبار في مجازات الجبال‏
        وعبر البحر المحيط إلى حيث مطلع الشمس‏
        من ذا الذي يضارعه في الملوكية؟‏
        من غير جلجامش من يستطيع أن يقول، أنا الملك؟‏
        صوت الثاني : الملك، جلجامش، آه شاعر اوروك، حتى لو إنتهيت، ومضيت إلى العالم الأسفل، فإن كلماتك في هذا الجلجامش، لن تنتهي، وستبقى ما بقي العالم.‏
        إظلام، يضاء الشاعر‏
        الآخر، بين القضبان‏
        الشاعر : "ينشد" جلجامش اوروك‏
        هيئة جسمه مخيفة كالثور الوحشي‏
        وفتك سلاحه لا يصده شيء‏
        وعلى ضربات الطبل تستيقظ رعيته‏
        ضربات طبل، يضاء‏
        جلجامش، يدور بسوطه‏
        جلجامش : طبل العمل يدق، أسرعوا إلى العمل، أسرعوا إلى العمل، ليعلوا مجد اوروك، أسرعوا، أسرعوا، أسرعوا‏
        الشاعر : "ينشد" لازم أبطال اوروك حجارتهم فاقمين مكفهرين‏
        لم يترك جلجامش إبناً طليقاً لأبيه‏
        ولم يترك جلجامش عذراء طليقة لأمها‏
        جلجامش : أسرعوا إلى العمل، الطبل يدق، أسرعوا، أسرعوا، أسرعوا‏
        الشاعر : "ينشد" أهذا هو راعي اوروك المسورة؟‏
        أهو راعينا القوي، الكامل الجمال والحكمة؟‏
        لم يترك جلجامش عذراء..‏
        لم يترك جلجامش..‏
        لم يترك‏
        ظلام، يخفت صوت‏
        الشاعر، صوت طبول‏
        صوت رجل : جلجامش‏
        صوت امرأة : جلجامش! بنيتي، تعالي، جلجامش‏
        صوت فتاة : جلجامش! ياويلتي، فلنهرب، ونختبيء‏
        أصوات مختلطة : جلجامش، جلجامش، جلجامش‏
        صوت فتاة : الجند يداهمون البيت، لا مناص، فلأهرب‏
        تضاء فتاة شابة،‏
        شالتي، تقبل خائفة‏
        شالتي : ياويلتي، سيدركني هذان الجنديان اللعينان "تتوقف لاهثة" ما العمل! سيأخذانني إلى جلجامش إذا وقعت في أيديهما "تتلفت خائفة" ها هما قادمان "تتجه نحو اليسار" فلأختبيء هناك ريثما يبتعدان‏
        الفتاة تسرع بالأختباء.‏
        يدخل الجنديان لاهثين‏
        الأول : لنرتح قليلاً "يلهث" تقطعت أنفاسي‏
        الثاني : كدنا نمسكها "يتلفت حوله" هذه اللعينة‏
        الأول : "لاهثاً" لا بد أن نمسكها وإلا فالويل لنا‏
        الثاني : "يدور باحثاً عن الفتاة" فلنبحث عنها هنا، لا أظنها ابتعدت كثيراً‏
        الأول : "يتلفت حوله لاهثاً" عجباً، أين اختفت؟‏
        الثاني : الذنب ذنبك، أنت لم تمسكها جيداً، حين إقتحمنا البيت‏
        الأول : ماذا أفعل؟ لقد أفلتت مني، كما تفلت السمكة من الصياد‏
        الثاني : الصياد الجيد لا تفلت منه سمكة، مهما كانت "يتوقف" تعال‏
        الأول : سأمسكها "يقبل نحوه" سأمسكها، ولن تفلت مني ثانية.‏
        الثاني : إصغِ..‏
        الأول : "ينظر إليه"....‏
        الثاني : "يشير إلى اليسار" إذهب أنت من هناك "يشير إلى اليمين" وسأذهب أنا من هنا "يتجه نحو اليمين" لعلنا نجدها‏
        الأول : "يتجه نحو اليسار" ستجدها‏
        الثاني : "يصيح" إفتح عينيك‏
        الأول : سأفتحهما، سأفتحهما جيداً، وإلا سملهما لي .. جلجامش‏
        الجنديان يخرجان مسرعين،‏
        الفتاة تطل خائفة‏
        شالتي : "متضرعة" أيها الآله شمش، أغثني، لاأريد أن أقع بين يدي جلجامش، كما وقعت أختي بين يديه "تكاد تبكي" أيها الإله، أغثني، أغثني، أغثني.‏
        صوت الشاعر : "ينشد" سيأتي المخلص منحدراً من التلال‏
        إنه أقوى من في البلاد، وذو بأس شديد‏
        وهو غريم جلجامش‏
        ويضاهيه في قوة اللب والبأس‏
        وعلى يديه، ستنال اوروك الراحة والسلام‏
        صوت الثاني : إسمع‏
        صوت الأول : سمعت‏
        صوت الثاني : سيأتي المخلص‏
        صوت الأول : كلام شاعر‏
        صوت الثاني : لا‏
        صوت الأول : جلجامش هو اوروك، واوروك هي جلجامش، إسمع..‏
        صوت جلجامش : طبل العمل يدق، فلتعلُ اوروك‏
        شالتي : "تتلفت خائفة" فلأ هرب قبل أن يعود الجنديان" تتقدم متلفتة" باب المدينة قريب، سأختبيء على مقربة منه، وأتسلل إلى البرية مع الفجر "تتلفت خائفة" يا للآلهة، أسمع وقع أقدام "تنصت لحظة" إنهما الجنديان "تسرع نحو الخارج" فلأهرب وإلا..‏
        الفتاة تخرج مسرعة،‏
        يدخل الجنديان لاهثين‏
        الثاني : "يتوقف لاهثاً" لا أثر للفتاة‏
        الأول : مهلاً " يتجه نحو الجهة التي خرجت منها شالتي" أظنني رأيت شبح فتاة تمرق من هنا‏
        الثاني : شبح..!‏
        الأول : نعم‏
        الثاني : يبدو أنك تعبت "يهم بالجلوس" وإذا لم أجلس، وأرتح قليلاً، فقد أرى ما رأيت.‏
        الأول : تعال "يتجه إلى الخارج" وإلا أراك جلجامش، ملكة العالم الأسفل، الآلهة ايرشيجال‏
        الثاني : لا "يهب لاحقاً بالأول" لا أريد أن أرى ايرشيجال، إنني مازلت شاباً‏
        الجنديان يخرجان مسرعين،‏
        تخفت أصوات الطبول‏
        إظــــلام‏

        إذا الشعب يوما أراد الحياة
        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

        Comment


        • #34
          رد: أدب الطفل

          المشــهد الثانــي
          كوخ، المرأة العجوز تعد طعام العشاء‏

          المرأة : خيم الظلام، ولم يعد، ماذا دهاه؟ "تنظر عبر النافذة" قلت له مراراً، أن يعود قبل الغروب "تبتعد عن النافذة" لقد كبر، ووهنت قواه "صمت" أنا أيضاً كبرت، مع أني أصغر منه بـ.. ثغاء أغنام.. ها هو قد عاد "تسرع في إعداد الطعام" لا بد أنه متعب الآن، وجائع "تلقي نظرة على السفرة" هذا الطعام سيدفئه، ويعيد إليه قواه‏
          يفتح الباب الخلفي،‏
          ويدخل الرجل العجوز‏
          الرجل : ما أشدّ البرد، أكاد أتجمد‏
          المرأة : إغلق الباب، وتعال قرب النار‏
          الرجل : "يغلق الباب" ماذا جرى؟ .." يقترب من النار" الجو لم يكن هكذا في الماضي.‏
          المرأة : في الماضي لم تكن عجوزاً‏
          الرجل : وما زلتُ، الرجل لا يكبر‏
          المرأة : نعم "مازحة" وحتى لحيتك الثلج‏
          الرجل : "يقهقه ضاحكاً"....‏
          المرأة : قلت لك مراراً ألا تتأخر، لقد قلقت عليك‏
          الرجل : لا تلوميني، إنها عنزتك المدللة، لقد شردت اليوم أيضاً‏
          المرأة : هذه الحمقاء، سيأكلها الذئب يوماً، أو يختطفها رجلك الوحش "تنظر إليه مازحة" المنحدر من التلال‏
          الرجل : ذكرتِني، لقد رأيته اليوم أيضاً، قرب مسقى الماء، عند الغروب‏
          المرأة : عند الغروب! في وضح النهار، أنت تكاد لاترى‏
          الرجل : "محتجاً" أنا!‏
          المرأة : مثلي، ومثل أي عجوز "مبتسمة" حتى لو كان رجلاً‏
          الرجل : لن تصدقي بوجوده حتى تريه، ومن يدري، فقد ترينه قريباً‏
          المرأة : لن أراه، فليس له وجود إلا في مخيلتك‏
          الرجل : لقد رأيته أكثر من مرة، صدقيني، إنه رجل عجيب، أقوى من في البلاد، يجوب التلال، يرعى الكلأ مع حيوان البر، ويسقى معها، عند مورد الماء "يصمت لحظة" لقد رأيت جلجامس، لا شك أنه قوي، لكن هذا الرجل، يبدو أقوى منه "يصمت ثانية" ما الفائدة؟ إنه وحش، يعيش مع الوحوش‏
          المرأة : مثل هذا الوحش، إن كان موجوداً، لن تروضه سوى إمرأة‏
          الرجل : ياللأسف "ينظر إليها مازحاً" هنا لاتوجد إمرأة‏
          المرأة : تعال، أيها العجوز "تغالب إبتسامتها" تعال أجلس، وكل‏
          الرجل : "يجلس ضاحكاً" واحدة بواحدة‏
          المرأة : لقد كنت، في شبابك، أكثر وحشية من هذا الوحش "تجلس قبالته وتبدأ تتناول الطعام" وقد روضتك‏
          الرجل : "يأكل" عندما كنتِ.. امرأة‏
          المرأة : "تضربه مازحة" آه منك‏
          الرجل : "يأكل ضاحكاً" طعامك لذيذ اليوم‏
          المرأة : ليت أمار هنا.. "تغالب بكاءها" إنه يحب هذا الطعام‏
          الرجل : "يأكل صامتاً"...‏
          المرأة : "تمسح دموعها" لمحت، بعد الظهر، جنديين يحومان في الجوار‏
          الرجل : إلتقيت بهما، قرب المقهى، عندما كنت أبحث عن عنزتك‏
          المرأة : لم تخبرني بأنك رأيتهما‏
          الرجل : أردت أن أخبرك، فأشغلتني باللحية الثلج، والمرأة، و...‏
          المرأة : ليتك سألتهما عن امار، فقد يعرفان عنه شيئاً‏
          الرجل : وماذا يمكن أن يعرفا عنه؟ إنهما مجرد جنديين بسيطين، إن امار يعمل مع مئات، بل الآف الشباب والرجال، في بناء السور‏
          المرأة : يا لحظي السييء "تغالب بكاءها" إنني لم أره مرة واحدة، منذ أن أخذوه‏
          الرجل : السور يكاد ينجز، وقد ينتهي العمل فيه خلال أسابيع‏
          المرأة : وقبل أن نرى امار، يبدأ العمل ببناء معبد، أو قصر جديد لجلجامش‏
          الرجل : لا عليك، سأذهب قريباً إلى أوروك، وسأحاول أن أرى امار‏
          المرأة : لنذهب معاً، أنا أيضاً أريد أن أراه‏
          الرجل : تذهبين معي إلى... ؟ هذا مستحيل، اوروك مدينة واسعة‏
          المرأة : "ترفع كسرة الخبز لكنها لا تضعها في فمها"....‏
          الرجل : سأذهب أنا أولاً ، وقد آخذك معي، في المرة القادمة، إذا عرفت مكانه‏
          المرأة : "تعيد كسرة الخبز إلى مكانها"....‏
          الرجل : كلي‏
          المرأة : شبعت‏
          الرجل : لم تأكلي شيئاً يذكر‏
          المرأة : "بصوت تخنقه الدموع" شبعت‏
          الرجل : "بصوت مهادن" كلي‏
          المرأة : "تأكل صامتة"....‏
          الرجل : لم أحدثك عما كان الجنديان يبحثان عنه‏
          المرأة : "تنظر إليه صامتة"...‏
          الرجل : تصوري، كانا يبحثان عن فتاة، يقولان إنها هربت منهما في اوروك، ويعتقدان أنها تسللت إلى هذه المنطقة‏
          المرأة : يا لجلجامش، إنه كما يقال عنه، لم يترك إبناً طليقاً لأبيه، ولم يترك عذراء طليقة لأمها.‏
          الباب يطرق، فيكفان‏
          عن تناول الطعام‏
          المرأة : "خائفة" الباب‏
          الرجل: سمعته، لا تخافي‏
          المرأة : لعله أحد الجنديين "الباب يطرق ثانية" إسمع‏
          الرجل : هذه، على ما أظن، ليست طرقة جندي‏
          المرأة : لا تقل إنه... الرجل الوحش‏
          الرجل : و لاهذا "الباب يطرق مرة أخرى " هذه طرقة.. خائف‏
          المرأة : سأنظر من بالباب‏
          الرجل : "يعترضها" مهلاً، إبقي أنتِ، سأنظر أنا‏
          المرأة : إحترس‏
          الرجل : لا تخافي "يتجه نحو الباب" إبقي في مكانك، سأفتح الباب‏
          الرجل يفتح الباب،‏
          تندفع شالتي داخلة‏
          شالتي : أيها العم "تتشبث به" أرجوك، خبئني‏
          الرجل : أخبئك!‏
          شالتي : أرجوك، أرجوك‏
          الرجل : "يتراجع متردداً"....‏
          شالتي : "تقف حائرة، خائفة" لا أحد لي‏
          المرأة : بنيتي...‏
          شالتي : "تتطلع إليها بأمل"...‏
          المرأة : تعالي، يا بنيتي، تعالي‏
          شالتي : "تتقدم منها ببطء" هناك جنديان يطاردانني‏
          الرجل : "ينظر إلى زوجته"...‏
          المرأة : لا تخافي‏
          شالتي : "تقترب منها" سيأخذانني مثلما أخذوا أختي قبل أشهر‏
          المرأة : "تحضنها" إطمئني، أنت هنا في أمان‏
          الرجل : أيتها المرأة‏
          المرأة : أنظر، إنها طفلة‏
          الرجل : الجنديان اللذان يطاردانها هما من جند الملك... جلجامش‏
          شالتي : أيتها العمة...‏
          المرأة : مهلاً "تقترب من زوجها" إنها في خطر، لا نستطيع أن نتركها لهما‏
          الرجل : لكن قد يقتلاننا إذا..‏
          المرأة : أنظر..‏
          الرجل : هذا خطأ‏
          المرأة : إنها في عمر امار‏
          الرجل : "يطرق صامتاً"....‏
          المرأة : "تقترب من الفتاة" والآن تعالي، كلي‏
          شالتي : "تنظر إلى الطعام"...‏
          المرأة : أنتِ جائعة، يابنيتي‏
          شالتي : نعم، لم آكل شيئاً، منذ البارحة‏
          المرأة : تعالي إذن، وكلي حتى تشبعي‏
          شالتي : "تتطلع إلى الرجل"....‏
          الرجل : أجلسي، يا بنيتي، أجلسي وكلي‏
          شالتي : "تجلس وتأكل بنهم"...‏
          المرأة : "تنظر إليها دامعة العينين" امار "تهز رأسها متمتمة" ترى ماذا يأكل الآن؟‏
          الرجل : "متردداً" ستبقى عندنا... حتى الغد‏
          المرأة : "تنظر إليه"....‏
          الرجل : الجو بارد اليوم "لشالتي" ستبقين الليلة هنا، وفي الغد...‏
          شالتي : "تكف عن تناول الطعام"....‏
          المرأة : كلي، يابنيتي‏
          الرجل : "لشالتي" أنتِ ترين، نحن عجوزان، وقد أخذوا ابننا امار، منذ أشهر، إن جند جلجامش لن يرحمونا إذا وجدوك...‏
          الباب يطرق بشدة،‏
          شالتي تهب مرعوبة‏
          شالتي : يا ويلتي، الجنديان‏
          الرجل : هذا ما كنت أخشاه، ما العمل؟ إنتهينا‏
          المرأة : لا عليك، سأخبئها بين الأغنام "تهمس للفتاة" تعالي‏
          شالتي : "تسرع إليها" إذا أخذاني سأنتهي مثلما إنتهت أختي‏
          المرأة : صه "تمسك يدها" تعالي معي "عند باب الزريبة" لا تفتح الباب"‏
          الرجل : "قلقاً" أسرعي‏
          المرأة : تدخل بالفتاة إلى الزريبة"...‏
          الرجل : لم يكن ينقصنا إلا هذا "الباب يطرق ثانية" أسرعي وإلا كسرا الباب‏
          المرأة : "تخرج" ها أنذا "تغلق باب الزريبة" تمهل، أنا سأفتح الباب‏
          الرجل : "متردداً" لا، لا‏
          المرأة : إبتعد أنت، وتمالك نفسك‏
          الرجل : "يبتعد متردداً" دعيني أفتح...‏
          المرأة : "مقاطعة" أنا سأفتح "تتلفت" كل شيء طبيعي "الباب يطرق مرة أخرى.. سأفتح الباب الآن، إنتبه "تتجه نحو الباب وترفع صوتها" مهلاً، مهلاً، إنني قادمة‏
          المرأة تفتح الباب، الجنديان يدخلان متلفتين‏
          المرأة : مرحباً، مرحباً بكما، يا ولديّ‏
          الثاني : مرحباً بك‏
          الأول : إبتعدي‏
          المرأة : "تبتعد" تفضلا، ياولديّ، تفضلا‏
          الأول : "ينظر إلى الرجل"...‏
          المرأة : إنه زوجي‏
          الرجل : لقد إلتقينا قرب المسقى، عند الغروب‏
          الثاني : آه، صحيح، إلتقينا‏
          الأول : "يشير إلى الزريبة" أسمع حركة هناك‏
          الرجل : تلك أغنامي‏
          الثاني : أغنامك!‏
          المرأة : نعجتان، وخروف، وعنزة‏
          الأول : "ساخراً" أغنامه‏
          المرأة : نحن، كما تريان، ياولديّ، فقراء‏
          الثاني : "ينظر إلى الطعام"....‏
          المرأة : "تراه" لكن طعامنا، لو تعلمان، لذيذ "تشير للجنديين" تفضلا‏
          الثاني : "يشيح عن الطعام... نحن نبحث عن فتاة‏
          المرأة : فتاة! في هذه البرية؟‏
          الأول : إنها من اوروك‏
          الثاني : الحمقاء، هربت من جلجامش‏
          الأول : "يتجه نحو الزريبة" لنفتش تلك الغرفة‏
          الرجل : "يهم بأعتراضه" تلك زريبة...‏
          المرأة : "تقاطعه" ليفتشها، ليفتش الزريبة "للأول" تفضل، فتشها‏
          الأول : "للثاني" تعال معي، تحرك‏
          الثاني : إنني متعب، فتشها أنت‏
          الأول : سأفتشها "يتجه نحو الزريبة" علينا أن نجد تلك الفتاة، إن جلجامش لن يرحمنا، إذا افلتت منا‏
          الثاني : حسن "يحدق الي الطعام" فتش عنها، فقد تجدها بين الأغنام‏
          المرأة : "للثاني" تفضل، يا ولدي‏
          الثاني : "لايرد"....‏
          الأول : "يفتح باب الزريبة، ويقف متأففاً" اف، يا للرائحة، إنها تقتل حماراً‏
          الثاني : أدخل، وفتشها‏
          الأول : لا أظنها هنا "يغلق الباب بشدة" إن فتاة مثلها، تموت إذا بقيت في الداخل لحظة‏
          الرجل : "ينظر إلى الأول صامتاً"...‏
          الأول : "ينتقل بنظره بين الرجل والمرأة" إسمعا مني، الأمر جد خطير، إذا ساعدتما تلك الفتاة، وأخفيتماها، تنتهيان...‏
          الثاني : إنها فتاة جلجامش‏
          الأول : "يحدق إلي الرجل" تنتهي أنت، وعجوزك، ونعجتاك، وخروفك، و....‏
          الثاني : وعنزتك‏
          الأول : نعم، وعنزتك، إذا أخفيتماها‏
          الرجل : "لا يجيب"....‏
          المرأة : "تقترب منهما.... ياولديّ، أجلسا، وكُلا، فلا بد أنكما جائعان‏
          الثاني :"يحدق على الطعام"..‏
          الأول : "للثاني" .. هيا، تحرك "يتجه نحو الباب".. لعلنا نراها مختبئة قرب المسقى.‏
          الثاني : "يلحق به على مضض، هيا‏
          الجنديان يخرجان، الرجل والمرأة يقفان متواجهين‏
          المرأة : ياويلتنا‏
          الرجل : "ينظر إليها"...‏
          المرأة : سينهياننا‏
          الرجل : إذا وجداها‏
          المرأة : تعني...؟‏
          الرجل : لن يجداها، ما دامت معنا‏
          المرأة : تدمع عيناها تأثراً وفرحاً"...‏
          الرجل : ناديها‏
          المرأة : نادها أنت، سأحضر المزيد من الطعام‏
          الرجل : هيا إذن، أسرعي‏
          المرأة : "تنصرف لتحضير الطعام" حالاً‏
          الرجل : "يتجه نحو الزريبة" سأناديها، لا بد أنها تكاد تختنق الآن"‏
          يفتح الباب "بنيتي" لحظة صمت" بنيتي‏
          شالتي : "من الداخل" نعم‏
          الرجل : تعالي، ذهبا‏
          شالتي : "تطل برأسها خائفة"....‏
          المرأة : تعالي، يابنيتي، لقدت ولّيا‏
          شالتي : "تخرج من الزريبة" معذرة، لقد عرضتكما للخطر‏
          المرأة : دعك من هذا "ترتب الطعام" تعالي كُلي‏
          شالتي : أشكرك، أكلت‏
          الرجل : "يغلق باب الزريبة" لم تشبعي بعد، هيا، أجلسي، هيا‏
          شالتي : "تقف مترددة"....‏
          المرأة : هيا، أجلسي، يابنيتي، وأكملي طعامك‏
          شالتي : "تجلس وتأكل" طعامك لذيذ‏
          المرأة : كلي هنيئاً‏
          شالتي : "وهي تأكل" قبل أشهر "تغالب دموعها" أخذوا أختي "تكاد تبكي" إنها تكبرني بسنة واحدة فقط‏
          المرأة : حقاً، جلجامش لم يُبقِ عذراء طليقة لأمها‏
          شالتي : "تكاد تبكي" أعادوها... أعادوا أختي... بعد ثلاثة أيام "تبكي" أعادوها جثة هامدة‏
          المرأة : كلي، يابنيتي، كلي‏
          شالتي : شبعت "تمسح دموعها" طعامك لذيذ، مثل طعام أمي "تغالب دموعها ثانية" أمي المسكينة، لابد أنهم أخذوها بعد أن هربت‏
          المرأة : لا عليك "تحضنها" أنا أمك، وستبقين عندنا، حتى يزول الخطر عنك‏
          شالتي : "تنظر إلى الرجل"...‏
          الرجل : إطمئني، لن نتركك لهم، مهما كلف الأمر‏
          المرأة : أنا وزوجي عجوزان، وقد أخذوا إبننا امار، فأهدتنا الآلهة إبنة شابة.. وجميلة... ستبقين هنا... "مازحة" كي تعيلينا‏
          "شالتي تحضن المرأة العجوز، وتتنهد بارتياح"‏
          ستار‏


          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          Comment


          • #35
            رد: أدب الطفل

            الفصل الثاني المشهد الأول
            عند المسقى، أشجار متفرقة على الجانبين‏
            الرجل : "يدخل متلفتاً" ترى أين مضت هذه المرة؟ ياللعنزة المجنونة، إنها تسير إلى حتفها بظلفها "يتوقف" فلأذبحها قبل أن يأكلها. الذئب أو يختطفها.. " يبتسم" ستجن عجوزتي إذا ذبحتها "يرتفع صوت ثغاء" إنها هي، المجنونة "يتجه صوب مصدر الصوت" فلأسرع إليها، وأعود بها إلى البيت.‏
            الرجل يخرج، يدخل انكيدو حاملاً العنزة‏
            انكيدو : "يتوقف متلفتاً، ثم يخاطب العنزة متسائلاً" ماع؟ "العنزة تبقى صامتة "ماع؟ " العنزة تبقى صامتة فيصيح" ماع.. ماع.. ماع "يتلفت حوله، ثم يعود من حيث أتى"‏
            انكيدو يخرج، تدخل‏
            شالتي متوجسة، خائفة‏
            شالتي : "تتلفت مذهولة" عجباً، لا أحد هنا، لقد سمعت صوتاً، صوتاً غريباً، جاء من هذا المكان، صوتاً أشبه بالثغاء، لكنه ليس ثغاء العنزة، إنني أعرف ثغاءها، حتى لو كانت بين مئة عنزة "تصمت" أهي تهيئات؟ من يدري "تتلفت خائفة" لعله الخوف، يالي من جبانة "تسير متشجعة" لست طفلة لأخاف من مثل هذا المكان "تتوقف" أسمع وقع أقدام "تتراجع خائفة" يا إلهي، أحدهم قادم "تتراجع خائفة" إنهما الجنديان على الأغلب "تتجه صوب إحدى الأشجار" فلأختبيء قبل أن يفاجئاني، ويلقيا القبض عليّ، ويأخذاني إلى جلجامش.‏
            "شالتي تختبيء وراء الشجرة، يدخل الرجل‏
            الرجل : ليس من أثر لها "يتوقف متأففاً" هذه العنزة ستقتلني "يرفع رأسه إلى الأعلى..‏
            أيها الإله شمش!‏
            شالتي : "تطل برأسها"....‏
            الرجل : خلصني منها‏
            شالتي : "تغالب ضحكتها"....‏
            الرجل : سلّطِ عليها ذئباً جائعاً أو..‏
            شالتي : "تضع كفيها حول فمها" يا أبا امار‏
            الرجل : "يتمتم مذهولاً" من!‏
            شالتي : حذار، لا ترفع صوتك..‏
            الرجل : "يهز رأسه"....‏
            شالتي : فقد تسمعك أم امار‏
            الرجل : "يلتفت إليها مبتسماً" تعالي‏
            شالتي : إطمئن، يا أبتي " تـقبل عليه، لن أخبر أمي بما سمعته منك‏
            الرجل : أما أنا فسأخبرها..‏
            شالتي : بأنك طلبت من الأله شمش..‏
            الرجل : لا، بل بأنك جئت وحدك إلى هنا‏
            شالتي : أبتي...‏
            الرجل : إنني أخاف عليك‏
            شالتي : ليس هنا ما يدعو إلى الخوف‏
            الرجل : يبدو أنك أنت أيضاً لا تصدقين بوجود هذا الرجل‏
            شالتي : حتى لو كان موجوداً، فلا أظن أنني أخافه، أنني لا أخاف سوى.. جلجامش‏
            الرجل : هذا الرجل، يابنيتي، ند لجلجامش، وربما يفوقه قوة وبأساً‏
            شالتي : ليته موجود إذن، فقد يخلصني، ويخلص أوروك، من جلجامش وشروره‏
            الرجل : دعينا من هذا الآن، لقد حان وقت الغداء، هيا نعد إلى البيت‏
            شالتي : إسبقني، يا أبتي، سألحق بك بعد قليل‏
            الرجل : بنيتي...‏
            شالتي : لن أتأخر، سأقطف بعض الأزهار، و...‏
            الرجل : لا تهتمي بأمر العنزة "يتجه إلى الخارج" إنها تعود إلى البيت مهما ابتعدت‏
            شالتي : أعرف "مازحة" فالأله شمش يرعاها‏
            الرجل : "وهو يخرج" آه منك‏
            شالتي : "تقطف زهرة" هذه زهرة نرجس "تتأمل الزهرة" آه ما أجملها "ترشق الزهرة في شعرها" وستكون أجمل في شعري‏
            "تقترب من الماء وتتطلع فيه" يالصفاء هذا الماء، إنه مرآة، وأية مرآة "تتأمل نفسها" حقاً، إنني مثلما تقول أمي، جميلة كالنرجسة "يتكدر وجهها" أختي أيضاً كانت جميلة، وقد جنى عليها جمالها، وأدى بها إلى العالم الأسفل "تصمت متأملة ما حولها.. آه ما أجمل الحياة لولا جلجامش، وأمثال جلجامش.‏
            "يدخل انكيدو، حاملاً‏
            العنزة، ويقف مبهوراً "‏
            انكيدو : "متمتماً" ماع‏
            شالتي : "تلتفت مرعوبة" من!‏
            انكيدو : "يحدق إليها صامتاً"....‏
            شالتي : يا إلهي "تتراجع" من أنت!‏
            انكيدو : "يتقدم منها، رافعاً يده، كأنه يقول لها، لا تخافي"....‏
            شالتي : "تستمر في تراجعها "لاتقترب مني "تصيح" توقف‏
            انكيدو : "يتوقف متردداً مذهولاً"....‏
            شالتي : أيعقل أنه هو؟ "تتوقف محملقة إليه" نعم، هو، هو نفسه، يا إلهي، إنه كما وصفه أبو امار، ضخم، قوي، يكسو جسمه الشعر الكث، وشعر رأسه كشعر المرأة، و...‏
            انكيدو : "يقترب منها، ويمد يده إلى شعرها"....‏
            شالتي : "خائفة" لا تقترب مني‏
            انكيدو : "يتوقف محملقاً إلى شعرها"....‏
            شالتي : يبدو أنه هاديء، مسالم "تنظر إليه" لعله أُعجب بزهرة النرجس‏
            "تأخذ الزهرة من شعرها وتقدمها له" تفضل‏
            انكيدو : "يبقى جامداً"....‏
            شالتي : خذها، هذه زهرة، زهرة نرجس، إنها هدية لك، أنظر "تشم الزهرة.. آه ما أطيب رائحتها "تقدم الزهرة له" خذها، هيا، خذها‏
            انكيدو : "يمد يده ويأخذ الزهرة"....‏
            شالتي : شمها "ترفع يدها إلى أنفها" شم هذه الزهرة، إنَّ رائحتها طيبة‏
            انكيدو : "يقترب منها والزهرة في يده"....‏
            شالتي : "تبدو خائفة، لكنها لاتتراجع"....‏
            انكيدو : "يمد يده بالزهرة، ويرشقها في شعر شالتي"...‏
            شالتي : "تبتسم" أشكرك‏
            انكيدو : يتراجع قليلاً محتضناً العنزة"....‏
            شالتي : "تشير إلى العنزة.. إنها لي‏
            انكيدو : "ينظر إليها متسائلاً"....‏
            شالتي : هذه العنزة "تشير إليها" لي‏
            انكيدو : "يشير إلى العنزة" ماع؟‏
            شالتي : نعم "تهز رأسها" هذه الـ...ماع "تشير إلى نفسها" لي‏
            انكيدو : "يشير إلى شالتي.. ماع.. ماع‏
            شالتي : "تمد يديها إلى انكيدو" أرجوك، أعطني هذه الـ... ماع‏
            انكيدو : "يقدم لها العنزة" ماع‏
            شالتي : "تأخذ العنزة" أشكرك‏
            انكيدو : "يتأملها"....‏
            شالتي : "تتراجع ملوحة له"....‏
            انكيدو : "يتردد لحظة، ثم يتراجع ملوحاً لها"....‏
            شالتي : "تتوقف صامتة"....‏
            انكيدو : "يخرج وهو مازال يلوح لها"....‏
            شالتي : هذا هو الرجل الوحش إذن؟ إنه رجل، نعم رجل، وليس بوحش "تبتسم" لن تصدقني أم امار، إذا قلت لها، إنني رأيته "الجنديان يطلان من بين الأشجار" ستقول لي، بنيتي "تغالب ضحكتها" إن العدوى إنتقلت إليك من عجوزي، أبي امار‏
            "الجنديان يتقدمان نحوها‏
            من جهتين مختلفتين "‏
            شالتي : "تلتفت مولولة" ياويلتي‏
            الأول : "يحاول محاصرتها.. أخيراً وقعت في أيدينا "للثاني" إنتبه إليها‏
            الثاني : "يحاول محاصرتها من الجهة الأخرى" إطمئن، لن تفلت منّا هذه المرة‏
            الأول : لقد أتعبتنا كثيراً، وكدت تتسببين في هلاكنا‏
            شالتي : "متراجعة" أُتركاني‏
            الثاني : "يقترب منها" أيتها الحمقاء، سنأخذك إلى جلجامش‏
            شالتي : لا أريد، أُتركاني‏
            الأول : "يقترب منها هو الآخر.. جلجامش حلم كل فتاة في اوروك‏
            شالتي : بل هو كابوس "متوسلة" أُتركاني أمضي، أتركاني‏
            الثاني : "ينقض عليها" سنأخذك إلى الحلم رغماً عنك‏
            شالتي : "تصرخ" النجدة‏
            الأول : "ينقض عليها هو الآخر" سنأخذك إلى جلجامش وإلا عشنا في كابوس دائم‏
            شالتي : "تصرخ ثانية" النجدة.. النجدة‏
            الثاني : "يمسكها بعنف" كفى‏
            الأول : لا تقسُ عليها "يمسكها من شعرها" ليتني جلجامش ولو لحظة واحدة‏
            شالتي : "تصيح بأعلى صوتها" النجدة.. النجدة.. النجدة‏
            انكيدو يندفع داخلاً، الجنديان يقفان مذهولين‏
            الثاني : "يتمتم مرعوباً" أيها الأله شمش‏
            الأول : "مذهولاً" ما هذا؟‏
            الثاني : شمش وحده يعرف‏
            الأول : أهو إنسان؟‏
            الثاني : إنسان!‏
            شالتي : "تحاول الأفلات منهما" أتركاني‏
            الثاني : أيتها المجنونة، إهدئي‏

            شالتي : "تفلت منهما، وتقف حائرة بينهما وبين انكيدو"....‏
            الأول : تعالي‏
            شالتي : كلا‏
            الأول : لا تكوني مجنونة، تعالي‏
            شالتي : لا، دعني وشأني‏
            الأول : "للثاني" علينا ألا ندعها تفلت، وإلا لن نمسكها ثانية‏
            الثاني : أنت محق "هامساً" أهجم عليها، وامسكها‏
            الأول : أنا! "ينظر إلى انكيدو" أهجم أنت‏
            الثاني : أهجم، وسأهجم بعدك‏
            الأول : اهجم، لا تخف‏
            الثاني : لا، لا "ينظر إلى انكيدو" أهجم أنت أولاً، وأنا أتبعك‏
            الأول : نهجم سوية‏
            الثاني : سوية، حسن، تهيأ‏
            الأول : إنني متهيئ، هيا‏
            الثاني : "يهجم على شالتي" هيا‏
            الأول : "يهجم في الوقت نفسه" لنمسك بها، ونهرب بسرعة‏
            شالتي : "تصرخ وقد أمسكا بها" النجدة‏
            انكيدو : "يهجم عليهما صارخاً" ..آ.آ.آ.‏
            الأول : "يترك شالتي، ويتراجع مرعوباً"...‏
            الثاني : "يترك شالتي، ويتراجع متعثراً، ثم يسقط على الأرض"...‏
            انكيدو : "يقترب من الثاني مزمجراً"....‏
            الثاني : "يزحف متراجعاً.. لا، لا "للأول" ساعدني وإلا قتلني‏
            الأول : إنهض، واهرب‏
            الثاني : لا أستطيع "يصيح" إفعل شيئاً‏
            الأول : "يقترب من انكيدو خائفاً "دعه.. دعه‏
            انكيدو : "يطوح بيديه مزمجراً.. آ آ آ‏
            الأول : لا فائدة، سيقتله إذا لم... "يرفع هراوة من الأرض، ويضرب انكيدو على رأسه، فتنكسر الهراوة"....‏
            انكيدو : "يلتفت إلى الأول، ويتقدم منه غاضباً مزمجراً.. آ آ آ‏
            الأول : "يتراجع والهراوة المكسورة في يده، ثم يلوذ بالفرار"...‏

            الثاني : "ينهض خلال هذه المدة، ويلوذ بالفرار هو الآخر"...‏
            الجنديان يخرجان هاربين،‏
            انكيدو وشالتي وحدهما‏
            انكيدو : "ينظر إلى شالتي"...‏
            شالتي : "تحدق إلى رأسه متمتمة" لابد أنه جرح "تبتسم له" أشكرك‏
            انكيدو : "ينظر إليها حائراً"....‏
            شالتي : لقد أنقذتني‏
            انكيدو : "يتململ حائراً"....‏
            شالتي : "تقترب منه محدقة إلى رأسه" كانا سيأخذانني إلى جلجامش "يرتفع ثغاء العنزة من الخارج" إنه وحش، جلجامش هذا‏
            انكيدو : "يلتفت نحو مصدر الصوت" ماع‏
            شالتي : دعك منها، أنت جريح‏
            انكيدو : ماع "يتجه إلى الخارج" ماع.. ماع‏
            شالتي : الجندي اللعين، كاد يحطم رأسه‏
            انكيدو : "يعود حاملاً العنزة" ماع.. ماع‏
            شالتي : هذه اللعينة، لا تكف عن الهرب، سيأكلها الذئب يوماً، ويخلص أبا امار منها‏
            انكيدو : "يقترب منها، ويقدم لها العنزة" ماع‏
            شالتي : دعك من ماع "تمد يدها إلى رأسه" إسمح لي أن أرى...‏
            انكيدو : "يتراجع حائراً"....‏
            شالتي : "تقترب منه" لحظة..‏
            انكيدو : "يتوقف"...‏
            شالتي : "تمد يدها وتتحسس رأسه.. آه، كما خمنت، أنت جريح، ولا بد أن أعالجك‏
            انكيدو : "ينظر إليها حائراً"...‏
            شالتي : سآخذك إلى الكوخ، وأعالج جرحك، إن العجوزين سيرحبان بك‏
            "ترتفع أصوات حيوانات برية" تعال نذهب‏
            انكيدو : "يرفع رأسه متلفتاً"...‏
            شالتي : "تمد يدها إليه" تعال‏
            انكيدو : "يرفع يده مشيراً إلى الحيوانات"...‏
            شالتي : دعك منها "ترتفع أصوات الحيوانات ثانية" تعال، إنها حيوانات برية‏
            انكيدو : "يتراجع متردداً حائراً"....‏
            شالتي : أنت إنسان، ويجب أن تعيش مثل الإنسان‏
            انكيدو : "يهم بالخروج"....‏
            شالتي : توقف‏
            انكيدو : "يتوقف"....‏
            شالتي : لا تذهب "تسرع إليه" أريد أن تبقى معنا‏
            انكيدو : "ينظر إليها حائراً"....‏
            شالتي : إسمي.. تشير إلى نفسها" شالتي‏
            انكيدو : "ينظر إليها متسائلاً"....‏
            شالتي : لا عليك "تمد يدها إليه" إعطني يدك، سآخذك معي إلى البيت، وأعلمك كلّ شيء هيا، إعطني يدك‏
            انكيدو : "يمد يده إليها"....‏
            شالتي : تمسك يده مبتسمة" والآن سنذهب "تشير إلى نفسها" أنا "تشير إليه" وأنت "تشير إلى العنزة" والـ.. ماع.. إلى البيت.‏
            شالتي تخرج بانكيدو ويده في يدها‏
            إظلام‏

            إذا الشعب يوما أراد الحياة
            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

            Comment


            • #36
              رد: أدب الطفل

              المشهد الثاني
              الكوخ، المرأة العجوز‏
              تعد طعام العشاء‏
              المرأة : الوقت يمر بسرعة، والطعام لم ينضج بعد، هذا وقت عودتهم، ليتهم يتأخرون قليلاً، لقد غفوتُ فترة، بعد الظهر، إنها الشيخوخة، لا، لا بل هي شالتي، فقد أخذت على عاتقها القيام بمعظم أعباء البيت، حتى أصابني الخمول والكسل، ليت لي إبنة مثلها "تبتسم" آه ما أجملها، وأرقها، و.. "تنتبه" إنه هو، فلأسرع في إعداد الطعام‏
              المرأة تعمل، يفتح الباب، يدخل الرجل‏
              الرجل : "يُريها الكمأ" جئتك بكمأ‏
              المرأة : "تنظر إليه مبتسمة... ياله من كمأ‏
              الرجل : لقد إصطدتك بمثله، أتذكرين؟‏
              المرأة : يا رجل، لقد شخنا‏
              الرجل : قلبانا وذكرياتنا لا تشيخان‏
              المرأة : تحدث عن نفسك "تمد يدها" هاته‏
              الرجل : وقتها لم تقولي "يحاكيها" هاته‏
              المرأة : وقتها كنت ربيعاً‏
              الرجل : وأنت كنت زهرة‏
              المرأة : "تنظر إليه مبتسمة"....‏
              الرجل : ومازلتِ‏
              المرأة : "تضحك" زهرة يغطيها الثلج "تمد يدها ثانية" هات "تأخذ الكمأ" إنه كمأ جيد "تنظر إليه" أنت خبير بالكمأ‏
              الرجل : والصيد بالكمأ‏
              المرأة : "تضربه مازحة"....‏
              الرجل : إطمئني، لن تسألك أمك، هذه المرة، من أعطاك هذا الكمأ؟‏
              المرأة : "تضحك" يا لأمي الحبيبة‏
              الرجل : لعلها قرصت أذنك‏
              المرأة : أمي لم تقرص أذني، كانت تحبني جداً "تتذكر" سألتني، من أعطاك هذا الكمأ؟ فقلت لها، إنه منك، فأبتسمت، وقالت، يبدو أننا سنفرح قريباً.‏
              الرجل : وقد فرحنا‏
              المرأة : إسمع، إذا بقينا نفرح هكذا، فلن نتعشى‏
              الرجل : رحماك، أكاد أموت جوعاً، دعيني أساعدك‏
              المرأة : كلا، أنا أعد الكمأ‏
              الرجل : حسن، ليتك تقلينه مع البيض‏
              المرأة : آه كشفت نفسك...‏
              الرجل : "ينظر إليها مترقباً"...‏
              المرأة : هذا الكمأ ليس من أجلي‏
              الرجل : من أجلك، ومن أجل نرجسة تحبينها‏
              المرأة : كل الحب "تنظف الكمأ" وقد أثبتت أنها إمرأة "ترمقه بنظرة خاطفة "لقد روضت رجلك... الوحش‏
              الرجل : لم يعد.. الوحش، إنه الآن أنكيدو‏
              المرأة : مهما يكن، فالفضل يعود إلى.. المرأة‏
              الرجل : من يرى انكيدو الآن، لن يصدق أنه، كان قبل أشهر، يعيش مع وحوش البراري‏
              المرأة : يالها من إمرأة ذكية، حاذقة، لقد علمته كيف يأكل مثلنا، ويلبس مثلنا، ويتصرف...‏
              الرجل : والأهم، علمته كيف يتكلم‏
              المرأة : يا للانكيدو "تضحك" إنه يكاد يتكلم مثل الأطفال الصغار‏
              الرجل : ويخطيء مثلهم "يرفع ملعقة ضاحكاً" معلقة‏
              المرأة : "تغالب دموعها" معلقة‏
              الرجل : "يضع الملعقة محرجاً"....‏
              المرأة : الخطأ نفسه‏
              الرجل : "يهز رأسه"....‏
              المرأة : "تبكي" لن أراه ثانية‏
              الرجل : سترينه. نعم سترينه "يلتفت" شالتي قادمة، إمسحي عينيك‏
              المرأة : "تمسح عينيها" لا عليك، إنني بخير، إفتح لها الباب‏
              الرجل : الباب مفتوح‏
              يُدفع الباب، وتدخل‏
              شالتي حاملة أزهاراً‏
              شالتي : "تشم" أشم رائحة، وأية رائحة "تشم بعمق" آه أيتها الألهة‏
              المرأة : لا تتعجلي، وتخمني على هواك، إنها رائحة الأزهار التي تحملينها‏
              الرجل : نعم، أزهارك، أُنظري يشير إلى ما حوله" لقد ملأت البيت أزهاراً.‏
              شالتي : أبتي، إنني أشم رائحة.. كمأ..‏
              الرجل : كمأ!‏
              شالتي : سيقلى مع البيض‏
              الرجل : "للمرأة" إسلقيه‏
              شالتي : أُمي‏
              المرأة : سأسلقه‏
              شالتي : "تقبلها"....‏
              المرأة : ثم أقليه مع البيض‏
              شالتي : "للرجل" أرأيت؟‏
              الرجل : لكن انكيدو قد لا يحبه مقلياً مع البيض‏
              شالتي : أترك الأمر لي، يا أبتي، سيحبه‏
              المرأة : سيحبه، نعم، ما دامت شالتي تقدمه له "تنظر إلى الرجل" أنسيت؟‏
              الرجل : وكيف أنسى؟‏
              المرأة : "للرجل" إذهب، ونادِ على الرجلِ‏
              شالتي : انكيدو‏
              المرأة : نادِ عليه، ليأتينا بقليل من الماء‏
              الرجل : سيأتي الآن، إنني أسمعه يدخل الأغنام إلى الزريبة‏
              شالتي : هاتي الجردل، سآتي أنا بالماء‏
              المرأة : كلا، هذه مهمة.. "تصمت لحظة" ليتني أعرف، على وجه اليقين، من أسماه انكيدو‏
              الرجل :"مازحاً" الألهة اورورو‏
              المرأة : اورورو‏
              شالتي : جاءتني في المنام، وقالت لي، إسمعي يا شالتي، إن من صنعته من طين البرية، ليكون غريماً لجلجامش، ومضاهياً له في قوة اللب، والعزم، إسمه... انكيدو‏
              المرأة : من يدري، فأنا لم تزرني اورورو، مع أني "تنظر إلى الرجل" روضت...‏
              الرجل : "يبتسم" لست انكيدو‏
              المرأة : بنيتي، لقد علمت هذا الانكيدو أشياء كثيرة، لكنك نسيت شيئاً، شيئاً مهماً‏
              شالتي : "تنظر إليها مبتسمة"....‏
              المرأة : أطلبي منه أن يغتسل جيداً‏
              شالتي : إنه يغتسل ثلاث مرات في اليوم‏
              المرأة : أطلبي منه أن يغتسل خمس مرات‏
              الرجل : سيغتسل عشر مرات، إذا طلبت منه شالتي ذلك‏
              المرأة : أعرف‏
              شالتي : "تضحك" إنني معلمته‏
              المرأة : وهو متعلق بمعلمته‏
              شالتي : أمي‏
              المرأة : وأي تعلق‏
              شالتي : "مبتسمة" آه "تلتفت إلى باب الزريبة" انكيدو قادم‏
              يدخل انكيدو، هيئته‏
              تغيرت، وكذلك تصرفاته‏
              انكيدو : "يقف محرجاً"....‏
              شالتي : انكيدو "تهمس له" مساءُ...‏
              انكيدو : آه، نعم "كمن يتذكر درساً" مساء... الخير‏
              المرأة : "تبتسم" مساء النور‏
              الرجل : أهلاً انكيدو‏
              المرأة : أرجو أن تكون قد أدخلت الأغنام جميعها‏
              انكيدو : جميعها.. نعم.. جميعها.. ونظفت... الـ.. المكان.. أيضاً‏
              المرأة : "تنظر إلى شالتي" تنظف الـ... المكان‏
              شالتي : "لانكيدو" نظفت الزريبة.. نظفت الـ...‏
              انكيدو : نعم.. نظفت الـ.. الزريبة‏
              الرجل : لعلك لم تنس الـ.. ماع.. في الخارج‏
              انكيدو : ليس أسمها الـ..ماع.. بل..‏
              الرجل : بل..‏
              انكيدو : النعزة‏
              المرأة : "تغالب ضحكها"....‏
              شالتي : انكيدو‏
              انكيدو : العنزة.. نعم.. العنزة‏
              شالتي : أرأيت، يا أبتي! العنزة‏
              انكيدو : لم أنسها.. العنزة.. أدخلتها قبل الجميع إلى الـ..الزريبة‏
              المرأة : ونظفتها؟ الزريبة‏
              انكيدو : كلها‏
              المرأة : كلها "لشالتي" كلها‏
              انكيدو : "يتلفت حائراً"...‏
              شالتي : انكيدو‏
              انكيدو : نعم‏
              شالتي : بعد قليل، سنأكل، سنتناول طعام العشاء..‏
              انكيدو : آه "يطبطب على بطنه" فارغة‏
              شالتي : قبل أن تأكل، وتملأ.. "تطبطب على بطنها" أريدك أن تذهب إلى النهر...‏
              انكيدو : "ينظر إليها متسائلاً"...‏
              شالتي : تأتي بقليل من الماءو...‏
              انكيدو : "يهز رأسه" ماء‏
              شالتي : و.. تغتسل‏
              انكيدو : "يفرك يديه" أغتسل‏
              شالتي : لا "تشير إلى جسمه كله" تغتسل‏
              انكيدو : "يشير إلى جسمه" أغتسل‏
              شالتي : وبسرعة‏
              انكيدو : "يتجه نحو الباب" بسرعة‏
              شالتي : مهلاً، يا انكيدو‏
              انكيدو : يتوقف....‏
              شالتي : لم تأخذ.. الجردل‏
              انكيدو : الجردل "يفكر" الجردل؟‏
              الرجل : "ينظر إليه مترقباً"....‏
              المرأة : "تنظر إليه مترقبة"....‏
              شالتي : الماء.. الجر.. دل‏
              انكيدو : "بانتصار" الجردل" يسرع إلى زاوية الكوخ، ويرفع الجردل" الجردل‏
              شالتي : "مبتسمة" الماء.. بسرعة‏
              انكيدو : "يتجه نحو الباب" بسرعة.. بسرعة‏
              "انكيدو يخرج مسرعاً،‏
              الرجل والمرأة يضحكان "‏
              شالتي : دعيني أساعدك‏
              المرأة : لا، يابنيتي، يكفيك انكيدو‏
              شالتي : لم يعد انكيدو بحاجة إليّ الآن‏
              المرأة : "تنظر إليها مبتسمة" بل سيبقى بحاجة إليك‏
              الرجل : "مبتسماً... لقد روضته‏
              المرأة : إنها إمرأة‏
              الرجل : زهرة، زهرة في كل شيء‏
              شالتي : أشكرك، يا أبتي‏
              المرأة : هكذا! كسبك بكلمتين‏
              شالتي : "تحضنها" أمي‏
              المرأة : "تقبلها" بنيتي الحبيبة‏

              شالتي : أشكركما نيابة عن انكيدو، فلولاكما لبقي وحشاً بين الوحوش‏
              المرأة : عفواً، يابنيتي، الفضل الأول لك، فأنت علمته الكثير‏
              الرجل : بنيتي، هناك شيء يقلقني، يتعلق بانكيدو‏
              شالتي : أبتي‏
              الرجل : إنه يندد دائماً بجلجامش، ويتوعده، ويتطلع إلى مجابهته، وقهره‏
              المرأة : لا، هذا خطأ، خطأ قاتل، فمهما كان انكيدو قوياً، فأن جلجامش، وحش، جبار، قاس، لا يرحم أحداً‏
              شالتي : أنني معكما، لكن صدقاني، إنني لا أحرضه ضد جلجامش‏
              المرأة : لعل ما يثير هذه المشاعر في داخله، حديثك الدائم عن أختك، وامار، وفتيان اوروك، ومطاردة الجند لك‏
              شالتي : انكيدو عاش حياته مع الوحوش، ولا بد أن يعلم ما يدور حوله‏
              الرجل : نعم، هذا حق، لكنه كالطفل، وعلينا أن نعلمه بالتدريج وإلا..‏
              "يصمت متلفتاً"...‏
              شالتي : "تتلفت قلقة"...‏
              الرجل : أسمع حركة حول البيت‏
              شالتي : "تجمد قلقة" يا إلهي‏
              المرأة :" لاتخافي ، لعله انكيدو‏
              شالتي : لا، ليس انكيدو، إنني أعرف وقع خطواته‏
              الرجل : ربما حطابون عابرون "يتجه نحو الباب" إبقيا في مكانيكما، سأرى من...‏
              "يُدفع الباب، ويندفع‏
              الجنديان إلى الداخل"‏
              المرأة : "تصرخ" آ آ آ‏
              الأول : "شاهراً سيفه" أسكتي وإلا...‏
              المرأة : تسكت خائفة"...‏
              الرجل : نحن عجوزان مسالمان، نرجوكما...‏
              الثاني : صه‏
              الرجل : "يسكت خائفاً"...‏
              الأول : الكوخ مطوق بالجند‏
              المرأة : "تتمتم خائفة" ياويلتي‏
              الأول : سنأخذ الفتاة، هذا ما نريده، وأي صوت، أو حركة، تدفعان الثمن غالياً‏
              الرجل : "يندفع نحو شالتي" كلا، لن أسمح لكما..‏
              الثاني : "يعترضه" أيها الخرف "يضربه بعقب سيفه" خذ‏
              الرجل : "يتهاوى على الأرض" آي‏
              المرأة : "تسرع إليه مولولة" يا إلهي، قتلته‏
              شالتي : أيها القاتل "تندفع نحو الجندي" إنه رجل مسن‏
              الأول : "يمسك بشالتي" تعالي معنا، وإلا قتلنا هذين العجوزين‏
              شالتي : لا، لا تمساهما، إنهما بريئان "مستلمة" سآتي معكما‏
              المرأة : بنيتي‏
              الأول : "يدفع الفتاة" هيا‏
              المرأة : "تهم باللحاق بشالتي" بنيتي، بنيتي‏
              الثاني : "يدفعها" إبتعدي‏
              المرأة : "تتهاوى على الأرض" آي‏
              الأول : "للثاني" فلنمضِ "يدفع شالتي أمامه" هيا‏
              "الأول والثاني يخرجان‏
              بشالتي، ويغلقان الباب"‏
              الرجل : "ينهض ويندفع نحو الباب"...‏
              المرأة : مهلاً‏
              الرجل : "يتوقف قرب الباب"...‏
              المرأة : "تكاد تبكي" لا فائدة‏
              الرجل : "يجثو منهنهاً"....‏
              المرأة : "تزحف نحوه"كفى، نحن عجوزان، ولا نستطيع أن نفعل شيئاً‏
              "تصمت لحظة" أنسيت؟ لقد سبق وأن أخذوا امار‏
              الرجل : إنها بمثابة إبنتنا‏
              المرأة : بل هي إبنتنا، لكن ماذا نستطيع أن نفعل؟‏
              الرجل : "ينصت" إصغي‏
              المرأة : "تصغي"...‏
              الرجل : "ينهض متحاملاً على نفسه" إنه انكيدو‏
              المرأة : "تنهض متحاملة على نفسها" نعم، إنه هو، انكيدو‏
              الرجل : يا للمسكين، سيجن‏
              المرأة : علينا أن نهدئه، ونمنعه من اللحاق...‏
              يفتح الباب، ويدخل انكيدو، يقطر ماء‏
              المرأة : "تغالب بكاءها" انكيدو‏
              انكيدو : "يتلفت ملتاعاً" شالتي‏
              الرجل : تعال، يا انكيدو‏
              انكيدو : "ينظر إليه" شالتي‏
              الرجل : بنيّ "يقترب منه " أحياناً تحدث أمور نتمنى ألا تحدث‏
              انكيدو : "ينظر إليه صامتاً"....‏
              الرجل : أخذوا إبني، منذ أشهر، أخذوا امار، وهذا ما كنت لا أتمناه‏
              انكيدو : أخذوا.. شالتي‏
              المرأة : "تهز رأسها مغالبة البكاء"....‏
              انكيدو : جنود.. خيول.. "يشير إلى الخارج" ذهبوا "غاضباً" جلجامش‏
              المرأة : "تتراجع نحو الباب" لا‏
              انكيدو : "يتجه نحو الباب غاضباً" جلجامش‏
              المرأة : " لا يا انكيدو‏
              انكيدو : أقتله...‏
              المرأة : إسمعني، يا بني‏
              انكيدو : أخذوا شالتي "يصيح" أقتله‏
              المراة : إهدأ "تمسك يده" إهدأ يا بنيّ، سنذهب معاً، ونبحث عن شالتي... وامار‏
              انكيدو : شالتي.. امار‏
              المراة : سنذهب معاً، ونستردهما، لكن ليس الآن‏
              الرجل : "يقترب من انكيدو" نعم، سنذهب، سنذهب في الوقت المناسب، وسنجد شالتي.. وامار‏
              انكيدو : "يقف وسط الكوخ متوعداً" جلجامش.. جلجامش.. جلجامش‏
              الرجل والمرأة يقفان صامتين، قرب انكيدو‏
              ستار‏

              إذا الشعب يوما أراد الحياة
              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

              Comment


              • #37
                رد: أدب الطفل

                الفصل الثالث المشهد الأول
                غرفة في قصر جلجامش، ننسون وحدها‏
                ننسون : "عند النافذة" الربيع في كل مكان، ليت الحياة كلها ربيع، لكن ما العمل؟ والآلهة قد إستأثرت بالربيع، وتركت لنا، نحن البشر، الخريف وما بعده "تصمت لحظة" آه مما بعد الخريف "تبتعد عن النافذة" لأبعد عني هذه الأفكار، فبعد غد يحتفل ابني، جلجامش ملك اوروك، بإنجاز السور، وياله من سور، إنه كما قال عنه شاعر اوروك "تنشد" أنظر إلى السور الخارجي، تجد أفاريزه تتألق كالنحاس، وأنعم النظر إلى سوره الداخلي الذي لا يماثله شيء.‏
                واستلم أسكفته الحجرية الموجودة منذ القدم "تصمت لحظة" آه بني، من ذا الذي يضارعك في الملوكية! ومن غيرك سمي ساعة ولادته.. جلجامش؟ آه جلجامش‏
                "تدخل شالتي، وهي‏
                تتلفت خلفها خائفة "‏
                شالتي : مولاتي‏
                ننسون : "تهز رأسها مبتسمة"....‏
                شالتي : "تتوقف ناظرة خلفها"....‏
                ننسون : لا فائدة، لن تطمئن، حتى لو بقيت عندي مدى العمر‏
                شالتي : "تقترب من ننسون" مولاتي... مولاتي‏
                ننسون : أخيراً، يا شالتي‏
                شالتي : إستيقظ سيدي، جلجامش‏
                ننسون : "مازحة" إستيقظ!‏
                شالتي : "تهز رأسها خائفة"....‏
                ننسون : "مازحة" جلجامش يستيقظ كل يوم‏
                شالتي : "خائفة" مولاتي‏
                ننسون : "تربت على ذراعها" دعي عنك الخوف، أنت هنا منذ أكثر من شهر‏
                شالتي : لو لم تأخذيني، يا مولاتي، حين جاءوا بي، وتلحقيني في خدمتك، لمت مثل...‏
                ننسون : "تقاطعها" شالتي‏
                شالتي : عفواً، مولاتي‏
                ننسون : "تمازحها" صحيح أن جلجامش أسد...‏
                شالتي : أنا...‏
                ننسون : وأنت غزالة...‏
                شالتي : أنا خائفة...‏
                ننسون : "تضحك" إطمئني، لن أدعه يلمسك‏
                شالتي : ها هو قادم، يا مولاتي‏
                ننسون : أهلاً به‏
                شالتي : إنه مقطب‏
                ننسون : ليقطب، إنني ننسون، أمه‏
                شالتي : مولاتي‏
                ننسون : إبقي هنا، ولا تخافي، ولنرَ ما الذي يقلق أسد اوروك، جلجامش؟‏
                "جلجامش يدخل مقطباً،‏
                شالتي ترمقه خائفة"‏
                جلجامش : صباح الخير، يا أمي‏
                ننسون : صباح النور‏
                جلجامش : "يحدق الي شالتي"...‏
                شالتي : تنحني خائفة" صباح الخير، مولاي‏
                جلجامش : إستيقظت كالعادة مبكرة، ربما قبل أن تستيقظ الشمس‏
                ننسون : ماذا أفعل، يا بني؟ الأمر ليس بيدي، إنه الخريف‏
                جلجامش : لا يا أمي، أنظري "يشير عبر النافذة" اوروك ربيع "يقترب منها" وأنت ربيع اوروك الدائم‏
                ننسون : لأني أمك‏
                جلجامش : "بشيء من القلق" أمي‏
                شالتي : "تقترب من ننسون"....‏
                ننسون : "مبتسمة" نعم‏
                جلجامش : "يهز رأسه، ثم يرمق شالتي"...‏
                ننسون : نعم، يا بني‏
                جلجامش : أريد غزالتي‏
                شالتي : "تتمتم خائفة" مولاتي‏
                ننسون : "تربت على ذراعها" لا تخافي ، إنه يمزح‏
                جلجامش : إنني جائع‏
                ننسون : أعتقد أن الفطور جاهز‏
                شالتي : نعم، يا مولاتي، جاهز، الفطور‏
                جلجامش : أريد غزالة‏
                ننسون : الغزلان كثيرة في اوروك‏
                جلجامش : أريد غزالة تعرفينها‏
                ننسون : هذه الغزالة تعود لننسون، وما يعود لننسون لا يلمسه أحد في اوروك‏
                جلجامش : حتى جلجامش؟‏
                ننسون : حتى جلجامش‏
                جلجامش : إن اوروك، بكل ما فيها، تعود لي‏
                ننسون : عدا ما يعود لننسون‏
                جلجامش : أمي..‏
                ننسون : جلجامش‏
                جلجامش :جلجامش وكل ما يملك جلجامش، ملك لك وحدك‏
                ننسون :لا أريد من كل ما ذكرته سوى... جلجامش‏
                جلجامش : "يقف عند النافذة صامتاً"....‏
                ننسون : بني‏
                جلجامش : أمي‏
                ننسون : ماذا بك؟‏
                جلجامش : "يرمق شالتي"....‏
                ننسون : "لشالتي" أكملي تجهيز الفطور‏
                شالتي : الفطور جاهز يا..‏
                ننسون : "تقاطعها" إذهبي الآن، وسأناديك بعد قليل‏
                شالتي : أمر مولاتي‏
                شالتي تخرج، ننسون تقترب من جلجامش"‏
                ننسون : جلجامش‏
                جلجامش : "ينظر إليها صامتاً"...‏
                ننسون : أنت تقلقني، يابني، ما الأمر؟‏
                جلجامش : لا تقلقي، يا أمي، إنني بخير‏
                ننسون : طبعاً أنت بخير، ولا أحد بخير في اوروك أكثر منك‏
                جلجامش : "ينظر إليها صامتاً"...‏
                ننسون : لقد بنيت حرم إي - أنا المقدس، وفتحت مجازات الجبال، وحفرت الآبار في تلك المجازات، وها هو سور اوروك العظيم، قد تم انجازه على يديك، ومن غيرك، في اوروك كلها، يستطيع أن يقول، أنا الملك‏
                جلجامش : أمي...‏
                ننسون : كل شيء هنا ملك يديك، ورهن إشارتك، وأنت فوق ذلك، قوي، وجميل، وحكيم، و...‏
                جلجامش : الليلة... رأيته... في منامي‏
                ننسون : آه‏
                جلجامش : رأيتني، ككل مرة، أسير مختالاً بين الأبطال، فظهرت كواكب السماء، وقد سقط أحدها إليّ، وكأنه شهاب السماء آنو، أردت أن أرفعه، لكنه ثقل عليّ، وأردت أن أزحزحه، فلم أستطع‏
                ننسون : بني...‏
                جلجامش : والأنكى، يا أمي، أن أهل اوروك تجمعوا حوله، وتدافع الناس عليه، والتف حوله الأبطال، وقبل أصحابي قدميه‏
                ننسون : جلجامش...‏
                جلجامش : ومع ذلك، أحببته وانحنيت عليه، ورفعته إليك، وأنت باركته، وجعلته نظيراً لي‏
                ننسون : أنت تعرفني، يا جلجامش، بصيرةً، عارفة بكل شيء، فأسمعني‏
                جلجامش : إنني أسمعك، يا أمي‏
                ننسون : إن نظيرك، كوكب السماء، الذي سقط إليك، وكأنه شهاب السماء آنو، إنما هو صاحب قوي، ذو عزم شديد، يمينك، ويلازمك، ولا يتخلى عنك مدى العمر‏
                جلجامش : "كمن يتذكر" انكيدو‏
                ننسون : انكيدو!‏
                جلجامش : انكيدو... انكيدو‏
                ننسون : جلجامش‏
                جلجامش : يخيل إليّ، أن أحدهم، همس لي بهذا الأسم‏
                ننسون : في الحلم؟‏
                جلجامش : نعم "متردداً.. ربما "يهز رأسه" لا أدري‏
                ننسون : ليكن الأله شمش معك، يا بني‏
                جلجامش : مهما يكن، فأني أشعر، بأنه يتقدم نحوي، خطوة بعد خطوة، وأنه في النهاية، سيجابهني "يصمت لحظة" ليأتِ، إنني انتظره، وسأجابهه، وأثبت له وللآخرين، أنني... جلجامش‏
                شالتي : "تدخل مترددة" مولاتي‏
                ننسون : نعم‏
                شالتي : "تقف حائرة"....‏
                ننسون : تكلمي، يا شالتي‏
                شالتي : خيل إليّ أنك ناديتني‏
                ننسون : "تبتسم" حقاً!‏
                شالتي : مولاتي "تقترب منها" حان وقت فطورك‏
                ننسون : "تضحك" أنت محقة، إنني جائعة فعلاً "لجلجامش" هيا نفطر‏
                جلجامش : تفضلي أنت، يا أمي، لا أشتهي الآن شيئاً‏
                ننسون : هذه ليست عادتك، تعال، سيعجبك الفطور "تبتسم" لقد أعدته شالتي‏
                جلجامش : "يحدق إلي شالتي"....‏
                شالتي : "تتمتم خائفة" مولاتي‏
                ننسون : "تضحك" لا تخافي، إنه يمزح معك "تمسك بيد جلجامش" هيا، وإلا برد الفطور‏
                يدخل الحارس مسرعاً،‏
                وينحني لننسون وجلجامش‏
                الحارس : "لجلجامش" مولاي‏
                ننسون : خيراً؟ نحن لم نفطر بعد‏
                الحارس : "لننسون" عفواً مولاتي، الأمر مُلحّْ‏
                جلجامش : ما الأمر؟‏
                الحارس : القائد بالباب‏
                ننسون : "تنظر إلى جلجامش"...‏
                جلجامش : "يبتعد قليلاً" لا بد أنه اكا، ملك كيش‏
                ننسون : "تقترب منه" مرة أخرى‏
                جلجامش : هذا الأحمق، أرسل إليّ، قبل فترة قصيرة، سفارة أخرى، تحمل إنذاراً، بأن أخضع له، وأعترف بسيادة كيش على اوروك‏
                ننسون : أرجيء هذا الآن، لنفطر أولاً‏
                جلجامش : إسبقيني، يا أمي، سألحق بك بعد قليل‏
                ننسون : لا تتأخر "يتجه نحو الباب" لن آكل حتى تأتي "لشالتي" هيا‏
                شالتي : "تلحق بها" أمر مولاتي "تخرجان"‏
                جلجامش : إذهب، وادع القائد‏
                الحارس : "ينحني" أمر مولاي "يخرج"‏
                جلجامش يقف عند‏
                النافذة، يدخل القائد‏
                القائد : "ينحني" عفو مولاي "يرفع رأسه" أعرف أن الوقت غير مناسب، لكن الأمر خطير‏
                جلجامش : اكا؟‏
                القائد : نعم، يا مولاي، اكا‏
                جلجامش : هذا ما خمنته‏
                القائد : إنه، يا مولاي، يُعد العدة للهجوم على اوروك‏
                جلجامش : ستكون هنا نهايته، لقد أكملنا بناء السورين، السور الخارجي، والسور الداخلي، وما دام قد إختار الحرب، فلتكن الحرب‏
                القائد : مولاي، أنت تعرف مجلس شيوخ المدينة، إن أعضاءه الشيوخ قد يفضلون الرضوخ والاستسلام لإرادة اكا، ملك كيش‏
                جلجامش : أعرف هذا، وقد وضعته في اعتباري، وفي هذه الحالة، سأعرض الأمر على مجلس رجال المدينة المحاربين، وسيختارون عدم التفريط بأستقلال اوروك وحريتها، وسيختارون ما اخترته، سيختارون الدفاع عن اوروك‏
                القائد : مولاي، أنا وكل جند اوروك معك، تقدمْنا دفاعاً عن أوروك، وشعب اوروك، ومستقبل اوروك‏
                جلجامش : باركتك الآلهة، والآن علينا أن ندعو مجلس الشيوخ للإجتماع هذا اليوم‏
                القائد : الأمر لك، يا مولاي‏
                جلجامش : تفضل أنت‏
                القائد : أمر مولاي "يخرج"‏
                جلجامش : "في الوسط" اكا، إنني أنتظرك، تعال وسترى بأم عينيك، اوروك، وجلجامش اوروك‏
                يقف جلجامش جامداً،‏
                يخفت الضوء بالتدريج‏
                اظـــلام‏

                إذا الشعب يوما أراد الحياة
                فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                Comment


                • #38
                  رد: أدب الطفل

                  المشــــــهد الثانــــي
                  ساحة وسط اوروك،‏
                  سابلة، الجد وحفيدته‏
                  الحفيدة : أسرع، يا جدي، أسرع‏
                  الجد : "يمسك ظهره" آه ظهري "يتوقف" لو كان لي عمرك، لأسرعت كالغزال، وسبقتك‏
                  الحفيدة : "تعود إليه مبتسمة" أعطيك بضعة سنين من عمري إذا أردت‏
                  الجد : لا أريد من عمرك "يغالب إبتسامته" لدي عجوزي، سآخذ من عمرها‏
                  الحفيدة : "تضحك" ها ها ها‏
                  الجد : "يستنشق الهواء ملء رئتيه" آه الربيع "يمسك ذراعها" بنيتي تمتعي بشبابك، فالشباب لا يأتي في العمر إلا مرة واحدة‏
                  الحفيدة : "تميل عليه هامسة" جلجامش لا يدعني أتمتع.‏
                  الجد : "يقاطعها" كلا، جلجامش بنى...‏
                  الحفيدة : "تنشد" لم يترك جلجامش إبناً طليقاً لأبيه، لم يترك جلجامش عذراء طليقة...‏
                  الجد : هراء، إنه بطل، وشجاع، و..‏
                  الحفيدة : "تسير مبتعدة" سيأتيه انكيدو‏
                  الجد : "يسير في إثرها" خرافة، انكيدو لا وجود له‏
                  الحفيدة : انكيدو موجود يا جدي، وسترى‏
                  "تخرج الحفيدة، يتبعها‏
                  الجد، يدخل شابان "‏
                  الأول : يا للآله شمش، يقال أن اكا، ملك كيش، يزحف بجيش جرار، على اوروك‏
                  الثاني : هذا أكيد، وليس يقال "يتوقف" لقد قلتها مراراً، إن تدربنا على السلاح، والأسراع في إنجاز السور، ليس بلا سبب‏
                  الأول : ما يحيرني، ونحن في هذه الظروف، هو انكيدو، وهذا اللغط الغريب حوله‏
                  الثاني : دعك من انكيدو "يستأنف سيره" هيا‏
                  الأول : "يسير في اثره" يخيل إليّ، أن هذا الوحش، إن كان موجوداً، إنما هو صنيعة اكا‏
                  الثاني : ليكن انكيدو من يكون، فالنصر لجلجامش‏
                  الأول : هذا ما نتمناه، فلا اوروك بدون جلجامش‏
                  "يخرج الشابان، يدخل‏
                  جنديان، شاكي السلاح "‏
                  الأول : مهلاً، يا امار، مهلاً‏
                  امار : "يتوقف" ماذا دهاك؟ "يبتسم" يبدو أن التدريب على السلاح قد أنهك قواك‏
                  الأول : إنني من لحم ودم "يتأمله" ما أروعك، يا امار، في ملابس المقاتل هذه‏
                  امار : الملابس جديدة وجميلة "يبتسم" لو رأتني أمي في هذا الزي لغامت عيناها‏
                  الأول : عجباً، يفترض أن تفرح أمك في هذه الحالة‏
                  امار : هذه هي عادة أمي عندما تفرح‏
                  الأول : يا للإله شمش، ماذا تفعل إذن، عندما تحزن؟‏
                  امار : تمطر دموعاً "يستأنف سيره" هيا‏
                  الأول : "يلحق به" أتمنى لعيني أمك أن تظلا غائمتين طول العمر‏
                  امار : "يضحك" أشكرك‏
                  "يخرج الجنديان، يدخل‏
                  كاهنان، عجوز وشاب "‏
                  الشاب : يقال، يا سيدي، أن مجلس الشيوخ، رفض الحرب أمس، وفضل الرضوخ لأرادة اكا، ملك كيش‏
                  العجوز : هذا متوقع من أعضاء المجلس، يا بني، إنهم شيوخ‏
                  الشاب : عفواً، سيدي، أنت لست شاباً‏
                  العجوز : إن الإله شمش مع جلجامش "وهو يخرج" وأنا كاهن الإله شمش‏
                  الشاب : "وهو يخرج خلفه" المجد للأله شمش‏
                  السابلة يتملكهم الأضطراب،‏
                  ويخلون وسط الساحة‏
                  الفتاة : ماما، لاتسرعي‏
                  الأم : بنيتي، أنظري، الناس يسرعون‏
                  الفتاة : لا شأن لنا بهم "تتوقف" دعينا نتمتع بالربيع و...‏
                  الأم : "تتلفت" بنيتي‏
                  الرجل الأول : هذا جلجامش‏
                  الرجل الثاني : جلجامش؟ "ينظر" نعم، إنه جلجامش‏
                  الفتاة : "تتمتم" جلجامش‏
                  الأم : "تتوقف" يا ويلتي‏
                  الرجل الثاني : " وهو يبتعد" هيا، فلنبتعد‏
                  الرجل الأول : "يلحق به" أنت محق، هيا‏
                  الأم : "تسرع إلى إبنتها" بنيتي "تمسك بيدها" تعالي قبل أن يراك‏
                  الفتاة : "تقاوم أمها" فليرني‏
                  الأم : "مرعوبة" بنيتي‏
                  الفتاة : لاتخافي، يا أمي، إن الملكة الأم معه‏
                  الأم : "تسحبها بقوة" أيتها الحمقاء، تعالي "وهي تخرج" إنه جلجامش‏
                  يدخل جلجامش، ومعه‏
                  تدخل ننسون وشالتي‏
                  جلجامش : اليوم يوم، يا أمي‏
                  ننسون : هذا ما يقوله كاهن الأله شمش‏
                  جلجامش : "يبتسم" نعم "يصمت" لكن يبدو أن اليوم يوم بحق‏
                  ننسون : "تنظر إلى جلجامش"...‏
                  جلجامش : شوهد اليوم، رجل غريب، يجوب اوروك، بصحبة رجل وامرأة عجوزين‏
                  شالتي : "تتمتم" انكيدو‏
                  ننسون : "تلتفت إليها" ماذا قلت؟ يا غزالتي‏
                  شالتي : لا شيء، يا مولاتي‏
                  ننسون : خيل إليّ أنك قلتِ..‏
                  شالتي : عفواً، مولاتي، لم أقل شيئاً‏
                  ننسون : لا عليك "لجلجامش" أتظن أنه انكيدو‏
                  جلجامش : ليته انكيدو‏
                  ننسون : جلجامش‏
                  جلجامش : إن اكا، ملك كيش، يزحف بجيشه على اوروك، وقبل أن أخرج إليه بجيشي، أريد أن أفرغ من انكيدو‏
                  شالتي : "تتلفت قلقة"...‏
                  ننسون : "تنظر إلى الخارج" جلجامش‏
                  جلجامش : نعم، أمي‏
                  ننسون : "تشير برأسها إلى الخارج" القائد‏
                  جلجامش : "ينظر إلى الخارج" المسكين، يكاد لاينام‏
                  ننسون : سأدعك له إذن "تسير مبتعدة" تعالي، يا غزالتي‏
                  شالتي : "تتبعها بسرعة" نعم، مولاتي‏
                  جلجامش : سألحق بكما بعد قليل‏
                  ننسون وشالتي تخرجان،‏
                  يدخل القائد مسرعاً‏
                  القائد : عمت صباحاً، يا مولاي‏
                  جلجامش : عمت صباحاً، آمل أن يكون أهل اوروك على ما نريدهم‏
                  القائد : بل وأكثر، يا مولاي، كلهم حماسة، واستعداد للقتال، دفاعاً عن اوروك‏
                  جلجامش : هذا حسن "يتجه إلى الخارج" تعال معي‏
                  القائد : ليتك ترتاح قليلاً، يا مولاي‏
                  جلجامش : لن أرتاح حتى ألقى انكيدو‏
                  القائد : انكيدو؟ "يسرع في إثر جلجامش" مُرنا نأتك به، إن كان موجوداً‏
                  جلجامش : إنه موجود، وسألقاه اليوم‏
                  جلجامش والقائد يخرجان،‏
                  السابلة يتجولون مرتاحين‏
                  الرجل الأول : حمداً للألهة، مضى جلجامش‏
                  الرجل الثاني : لا تتعجل، قد يعود بعد قليل‏
                  الرجل الأول : إنني أراه قلقاً اليوم‏
                  الرجل الثاني : سمعته يتحدث إلى القائد، إنه يبحث عن انكيدو‏
                  الرجل الأول : انكيدو!‏
                  المرأة العجوز : "تتوقف مستندة على عصاها" انكيدو... انكيدو... من انكيدو هذا؟‏
                  الرجل الأول : "يبتعد منزعجاً" من ادراني؟‏
                  المرأة العجوز : يا للجيل الملعون، ماذا قلت ليرد عليّ هكذا؟ "تسير متوكئة على عصاها.. في شبابي، كان للكبير حرمته "تصمت" لا عجب أن يظهر فيهم انكيدو... ترى من انكيدو؟‏
                  العجوز تخرج مدمدمة،‏
                  تدخل الفتاة وأمها‏
                  الفتاة : ماما، تعالي‏
                  الأم : كفى، يا بنيتي، تجولنا كثيراً "تتلفت حولها" لنعد الآن إلى البيت‏
                  الفتاة : الدنيا ربيع، يا ماما، والجميع يتجولون‏
                  الأم : "تتوقف" لقد تعبت‏
                  الفتاة : لنقف هنا، وسط الناس، حتى ترتاحي‏
                  الأم : آه منك‏
                  الفتاة : "تنظر إلى الخارج" ماما‏
                  الأم : "تنظر إليها" نعم‏
                  الفتاة : "تشير برأسها إلى الخارج"...‏
                  الأم : "تنظر مذهولة" يا للآلهة‏
                  الفتاة : "مازالت تنظر إلى الخارج... هذا الرجل، لم أره من قبل، في اوروك‏
                  الأم : "مازالت تنظر مذهولة" أنا أيضاً لم أره‏
                  الفتاة : ترى من يكون؟‏
                  الأم : هذا لا يعنينا، يا بنيتي، هيا نذهب‏
                  الفتاة : ماما "تتشبث بها" أنت لم ترتاحي بعد‏
                  الأم : لن أرتاح إلا إذا ذهبنا إلى البيت‏
                  الفتاة : أنظري، يا ماما، أنظري‏
                  الأم : أنتِ ستقتلينني "تسحبها إلى الخارج" تعالي‏
                  يدخل انكيدو ومعه‏
                  الرجل العجوز وإمرأته‏
                  انكيدو : "يتوقف" اوروك كبيرة... كبيرة... وجميلة‏
                  الرجل : "يشير إلى ما حوله" هذه كلها بناها الملك... جلجامش‏
                  انكيدو : جلجامش...‏
                  الرجل : بنى القصور... والمعابد... والسور... و ...‏
                  انكيدو : جلجامش أخذ... شالتي...‏
                  المرأة : "تهز رأسها مغالبة دموعها" وأخذ إبني‏
                  انكيدو : جلجامش أخذ... امار‏
                  المرأة : "تنشج" امار... حياتي‏
                  انكيدو : سأراه جلجامش "مهدداً" سأراه... سأراه..‏
                  الرجل : انكيدو...‏
                  انكيدو : سأراه‏
                  الرجل : حذرتك، وأحذرك، جلجامش ليس رجلاً عادياً، إنه ملك، ملك اوروك، وفوق ذلك، هو قوي، شجاع، بطل...‏
                  انكيدو : سأراه... وآخذ شالتي... وآخذ امار "يواصل السير" سأراه.. سأراه‏
                  الرجل : يا إلهي، يبدو إننا لن نتوقف اليوم عن السير "لزوجته".... هيا، سيري‏
                  المرأة : آه قدميّ "تسير ببطء" لأسر وأمري للإله شمش‏
                  يدخل الجنديان، ويسيران‏
                  عبر خلفية الساحة‏
                  المرأة : "تتوقف متمتمة" امار‏
                  الرجل : "يلتفت إليها"....‏
                  المرأة : إنه امار‏
                  الرجل : أنت تخرفين، امار ورفاقه عند السور‏
                  المرأة : أنظره "تشير إلى امار" يسير هناك، مع شاب في عمره، إنهما في زي المقاتلين.‏
                  الرجل : "ينظر متمتماً" لقد خرفتْ‏
                  المرأة : "تصيح" امار‏
                  امار : "يتوقف"....‏
                  الرجل : لا تصيحي هكذا، لستِ في البرية‏
                  المرأة : هذا امار، أنظر جيداً‏
                  الرجل : امار ليس...‏
                  المرأة : "تصيح ثانية" امار‏
                  انكيدو : "يتوقف متمتماً" امار‏
                  امار : "يلتفت" إنه صوت أمي‏
                  الجندي الأول : أمك!‏
                  المرأة : "تتقدم إليه مذهولة" امار‏
                  الرجل : يا للإله شمش، أظنها على حق، هذا امار‏
                  انكيدو : امار؟‏
                  الرجل : نعم "يسير في إثر زوجته" بني، امار‏
                  امار : "يندفع إلى أمه ويحضنها" أمي‏
                  المرأة : "تحضنه وتقبله باكية" امار.. امار‏
                  الجندي الأول : "يبتسم" حقاً إنها أمه، أم امار، فها هي عيناها تغيمان فرحاً‏
                  الرجل : "يمد يديه إلى امار" بني‏
                  امار : "يحضن أباه" أبتي‏
                  الرجل : بني "يتأمله" أنت في ثياب المقاتلين‏
                  الجندي الأول : اكا، ياعم، يزحف بجيشه على اوروك‏
                  الرجل : "يحدق إليه صامتاً"...‏
                  امار : هذا صديقي، يا أبي‏
                  الرجل : "يصافحه" أهلاً بني‏
                  امار : شاركنا في بناء السور، وسنشارك في الدفاع عن اوروك‏
                  الرجل : لتبارككم الآلهة جميعاً‏
                  الجندي الأول : شكراً، يا عم‏
                  امار : "يشير إلى أمه" وهذه أمي "مبتسماً" أنظر إليها‏
                  الجندي الأول : عرفتها مباشرة "ينظر إليها" فقد رأيت الغيوم، التي حدثتني عنها‏
                  امار : "يضحك"...‏
                  المرأة : غيوم! أية غيوم؟‏
                  امار : "يحضنها ضاحكاً" دعك منه، إنه يمزح‏
                  المرأة : "تضربه مازحة" أيها القاسي، لم تزرنا طوال هذه المدة‏
                  امار : كان من المؤمل أن أزوركم، بعد انجاز السور، لولا ملك كيش، اكا‏
                  المرأة : اللعنة على اكا‏
                  امار : "ينظر إلى انكيدو"...‏
                  الرجل : بني، فاتني أن أعرفك "يشير إلى انكيدو" بصديقنا... انكيدو‏
                  امار : انكيدو!‏
                  الجندي الأول : انكيدو!‏
                  المرأة : نعم، يا بني، انكيدو‏
                  ينتبه بعض السابلة،‏
                  ويتوقفون محدقين إلى انكيدو‏
                  الرجل الأول : انكيدو؟‏
                  الرجل الثاني : انكيدو؟‏
                  المرأة الأولى : حقاً، إنه كما وصفوه‏
                  الرجل الأول : انكيدو... نعم.. انكيدو... انكيدو‏
                  انكيدو : "يتلفت حوله"....‏
                  الرجل الثاني : انكيدو.. انكيدو‏
                  المرأة الثانية : انكيدو.. انكيدو‏
                  انكيدو : "يهز رأسه مؤكداً" انكيدو... انكيدو.. انكيدو‏
                  الرجل الأول : يبدو لي، أنه حقاً، ند للملك، جلجامش‏
                  انكيدو : أريد جلجامش... أريده‏
                  المرأة الأولى : "تصيح متراجعة" جلجامش‏
                  الرجل الأول : "متراجعاً" جلجامش... جلجامش... جلجامش‏
                  يدخل جلجامش والقائد،‏
                  انكيدو يواجه جلجامش‏
                  جلجامش : "يتوقف" أخيراً‏
                  القائد : "ويده فوق مقبض سيفه" مولاي‏
                  جلجامش : كلا..‏
                  القائد : أرجوك، يا مولاي‏
                  جلجامش : مهما يحدث فلا تتدخل‏
                  القائد : "على مضض" أمر مولاي‏
                  جلجامش : لقد حانت لحظة الحسم‏
                  جلجامش وانكيدو يتقدم‏
                  أحدهما من الآخر‏
                  جلجامش : "يتوقف" انكيدو‏
                  انكيدو : جلجامش‏
                  جلجامش : أنت حقاً كما وصفوك لي‏
                  انكيدو : وأنت.. أيضاً‏
                  جلجامش : تبدو بحق نداً لي..‏
                  انكيدو : "يحدق إليه صامتاً"....‏
                  جلجامش : وهذا ما لم أعتقد، قبل الآن، أني يمكن أن أحتمله‏
                  انكيدو : أريد... شالتي‏
                  جلجامش : شالتي!‏
                  انكيدو : أريدها‏
                  جلجامش : أنت تعرفها إذن؟ آه‏
                  انكيدو : أريدها.. شالتي... وسآخذها‏
                  جلجامش : ليس قبل أن نتصارع‏
                  انكيدو : نتصارع‏
                  جلجامش : أنا جلجامش‏
                  انكيدو : وأنا.. انكيدو‏
                  جلجامش : "يرفع يديه متهيئاً للصراع.. لنتصارع‏
                  انكيدو : "يرفع يديه هو الآخر" نتصارع‏
                  جلجامش : "يحاول صرعه عبثاً" أنت حقاً.. قوي.. لكني.. سأصرعك‏
                  انكيدو : "يحاول هو الآخر صرعه دون جدوى" أنت أيضاً.. قوي.. لن تصرعني.. سأصرعك‏
                  جلجامش : محال يا... انكيدو‏
                  انكيدو : لا.. لا محال.. يا جلجامش‏
                  يستمران في المصارعة،‏
                  تدخل ننسون وشالتي‏
                  ننسون : يا إلهي الرحيم شمش، ماذا يجري هنا؟‏
                  شالتي : "مذهولة" انكيدو!‏
                  ننسون : انكيدو؟‏
                  شالتي : مولاتي، سيقتل أحدهما الآخر "تندفع نحو انكيدو" انكيدو‏
                  ننسون : مهلاً، مهلاً، يا شالتي‏
                  شالتي : "تتوقف" مولاتي‏
                  ننسون : لن يصغيا لك، أو لغيرك، إنهما متكافئان "تصمت لحظة" ادعي الأله شمش أن يبقيا متكافئين‏
                  شالتي : "تتمتم متضرعة" شمش‏
                  الصراع يستمر متكافئاً‏
                  بين جلجامش وانكيدو‏
                  جلجامش : انكيدو‏
                  انكيدو : أريد.. شالتي‏
                  جلجامش : أنت من.. اوروك‏
                  انكيدو : أريد... شالتي‏
                  جلجامش : اوروك.. في خطر‏
                  انكيدو : سآخذها... شالتي‏
                  جلجامش : اكا.. ملك كيش.. يزحف بجيشه على... اوروك‏
                  انكيدو : جلجامش...‏
                  جلجامش : نعم... يا انكيدو‏
                  انكيدو : أنت قوي.. شجاع.. لكن.. لم تترك إبناً.. طليقاً.. لأبيه‏
                  جلجامش : إنهم أبناء اوروك.. جعلتهم يبنون اوروك.... وأنا أدربهم الآن.. ليدافعوا عما بنوه‏
                  انكيدو : جلجامش...‏
                  جلجامش : لن يغلب.. أحدنا.. الآخر‏
                  انكيدو : أريد... شالتي‏
                  جلجامش : شالتي حرة.. ولها أن تختار..‏
                  انكيدو : وأريد.. اوروك..‏
                  جلجامش : اوروك!‏
                  انكيدو : كما تريدها.. شالتي.. حرة.. سعيدة‏
                  جلجامش : اوروك.. لن تكون حرة.. سعيدة.. تحت سيطرة ملك كيش.. اكا‏
                  انكيدو : أنت على حق "يصمت لحظة" جلجامش‏
                  جلجامش : نعم، انكيدو‏
                  انكيدو : لنتوقف‏
                  جلجامش : حسن، لنتوقف‏
                  جلجامش وانكيدو يتوقفان،‏
                  الجميع يلتفون حولهما‏
                  شالتي : "لننسون" عن إذنك، يا مولاتي‏
                  ننسون : "تدفعها باسمة" إذهبي، يا غزالتي، إذهبي‏
                  شالتي : "تندفع نحو انكيدو" انكيدو... انكيدو‏
                  انكيدو : فرحاً" شالتي‏
                  شالتي : "تتأمله" أنت مرهق، مصفر، والعرق يتصبب منك "تمسك منديلها" دعني أمسح العرق عن وجهك‏
                  انكيدو : "يستسلم لها صامتاً"....‏
                  المرأة : امار "تشير إلى شالتي" أنظر‏
                  امار : "ينظر إلى شالتي"....‏
                  المرأة : هذه هي شالتي، التي حدثتك عنها قبل قليل‏
                  امار : يبدو أن انكيدو متعلق بها‏
                  الرجل : تعالوا نذهب إليها‏
                  الرجل والمرأة وامار‏
                  يلتفون حول شالتي‏
                  المرأة : شالتي‏
                  شالتي : "تلتفت"... أمي‏
                  المرأة : "تشير إلى امار" هذا ابني، امار‏
                  شالتي : امار! يا إلهي، كم تمنيت أن أراك "تغمز للأم" إنه صورة منك‏
                  الرجل : "مازحاً" ولهذا فأنا أحبه‏
                  الجميع : "يضحكون"...‏
                  المرأة : شالتي، سنعود جميعاً إلى البيت قبيل المساء‏
                  انكيدو : تعالي معنا... شالتي‏
                  شالتي : ليتني أستطيع "تنظر إلى ننسون" مولاتي‏
                  ننسون : أنت يا غزالتي حرة، هذا ما قاله جلجامش‏
                  شالتي : شكراً، يا مولاتي "تلتفت إلى انكيدو والآخرين" سآتي معكم‏
                  انكيدو : شكراً "لننسون" شكراً، شكراً‏
                  ننسون : أنت تستحقها، هذه الغزالة‏
                  جلجامش : انكيدو‏
                  انكيدو : جلجامش "يتقدم منه" اوروك لن تكون تحت سيطرة اكا.. ولا غيره‏
                  جلجامش وانكيدو يتعانقان‏
                  وسط الفرح والتهليل‏
                  ستار‏

                  إذا الشعب يوما أراد الحياة
                  فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                  و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                  و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                  Comment


                  • #39
                    رد: أدب الطفل

                    حكمـــة الهدهد

                    - حنان درويـش -

                    قصص قصيرة للأطفال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1999
                    حكمـــة الهـدهـد
                    أجمــــل الهدايــــا
                    لماذا هربت الحقيبة
                    الطمّاع
                    عيد ميلاد
                    الثعلب البخيل
                    ما صنعه الحداد
                    الفلاّح النشـــيط
                    أعذب الألحان
                    لعــبة مســـلية
                    الدجاجة الشجاعة
                    أضمومة ورد
                    رنده تصبح كاتبة
                    الفأر يحلّ المشكلة
                    وفاء كلب

                    إذا الشعب يوما أراد الحياة
                    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                    Comment


                    • #40
                      رد: أدب الطفل

                      حكمـــة الهـدهـد
                      دعا الهدهد طيور الغابة منذ الصباح الباكر إلى اجتماع طارئ، وبدا وكأنّ أمراً خطيراً قد وقع، أو هو على وشك الوقوع... فمثل هذه الدعوات لا تحدث إلاّ في حالات نادره.‏
                      سارعت الطيور تمسح عن عيونها آثار النوم، ومضت في طريقها نحو الساحة الكبيرة، محاولة أن تخمّن سبب هذه الدعوة المفاجئة، وعندما اكتمل الحضور، انبرى الهدهد يتكلّم:‏
                      - أنتم تعلمون أيّها الأعزّاء أنّ هذه الغابة هي موطننا وموطن آبائنا وأجدادنا، وستكون لأولادنا وأحفادنا من بعدنا.. لكنّ الأمور بدأت تسوء منذ أن استطاعت بندقيّة الصياد الوصول إلى هنا، فأصبحت تشكّل خطراً على وجودنا.‏
                      - كيف؟.. قل لنا..‏
                      تساءل العصفور الصغير.‏
                      - في كلّ يوم يتجوّل الصيادون في الغابة متربصين، ولعلّكم لا حظتم مثلي كيف أخذ عددنا يتناقص، خصوصاً تلك الأنواع الهامّة لهم.‏
                      مثل ماذا؟‏
                      تساءل الببغاء‏
                      - مثل الكنار والهزار والكروان ذات الأصوات الرائعة..‏
                      ومثل الحمام والدجاج والبط والإوز والشحرور والسمّان ذات اللحم المفيد، والبيض المغذي، ومثلك أيّها الببغاء... فأنت أفضل تسلية لهم في البيوت، نظراً لحركاتك الجميلة وتقليدك لأصواتهم.‏
                      وقف الطاووس مختالاً، فارداً ريشه الملوّن.. الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأسود..‏
                      قال:‏
                      - لابد وأنّك نسيتني أيّها الهدهد، فلم يَردْ اسمي على لسانك، مع أنني أجمل الطيور التي يحبّ الإنسان الحصول عليها، ليزيّن بها حدائقه.‏
                      - لا لم أنسك، وكنتُ على وشك أن أذكرك... فشكلك من أجمل الأشكال.. ولكنْ حذار من الغرور.‏
                      قال الحجل بدهاء:‏
                      - معك حق فيما قلته أيّها الهدهد.. حذار من الغرور. نظر الطاووس نحو الحجل بغضب شديد، اتجّه إليه وهو يؤنّبه:‏
                      - إنّك لا تقلّ خبثاً عن الثعلب الماكر، ولذا لن أعيرك أيّ اهتمام.‏
                      حاول الحجل أنْ يردَّ له الإهانة، لكنّ الهدهد هدّأ من حاله قائلاً له:‏
                      - دعونا الآن من خلافاتكم... فأنتم إخوة ويجب أن لا تنشغلوا عن المشكلة الكبيرة التي تواجهنا جميعاً.‏
                      قال الشحرور:‏
                      - أيها الصديق معك حق.. لقد لامست كبد الحقيقة.. قل لنا ماذا نفعل؟‏
                      رفع الهدهد وجهه، فاهتزّت ريشاته المغروسة في رأسه... قال:‏
                      - لقد دعوتكم لنتبادل الرأي في هذا الموضوع.. فليذهب كلّ منكم إلى عشّه الآن، ويأتني غداً في مثل هذا الوقت بالتحديد، وقد حمل إليّ حلاً نستطيع به حماية أنفسنا من بنادق الصيادين.‏

                      إذا الشعب يوما أراد الحياة
                      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                      Comment


                      • #41
                        رد: أدب الطفل

                        أجمــــل الهدايــــا
                        أقامت مدرسة (الأمل) حفلاً فنّياً جميلاً بمناسبة عيد الأمّ، افتتحته المديرة بكلمة ترحيبيّة قالت فيها:‏
                        [أبنائي وبناتي الأعزّاء.. في الحادي والعشرين من شهر آذار من كلّ عام، نحتفل بعيد الأم. وأنتم تعرفون قيمة الأمّ ودورها في تربية الأجيال، وفضلها الكبير على النشئ، فهي التي تمسك العالم بيمينها، وتهزّ السرير بيسارها، وهي من يضحّي بسعادته من أجل أن يُسعد أبناؤها ويعيشوا حياة كريمة...]‏
                        حين انتهت المديرة صفّق لها التلاميذ.. صاروا ينشدون ويغنّون ويرقصون مبتهجين بهذا اليوم الجميل.]‏
                        عندما عادت (ميسون) إلى المنزل حدّثت أمها عن الحفل الجميل، بعد أن قدّمت لها هديّة قائلة:‏
                        - كل عام وأنتِ بخير يا أمّي.‏
                        - كل عام وأنتِ بخير ياابنتي.‏
                        أجابتها الأم، ثم طلبت منها أن تساعدها في إعداد طعام الغداء ريثما يعود أبوها من العمل.‏
                        تلكّأت ميسون قائلاً:‏
                        - مهلاً يا أمي.. أريد أن ألعب قليلاً.‏
                        في المساء.. نادت الأم على ميسون فلم تلتفت. كرّرت النداء، فتصنّعت عدم السمع، قائلة في نفسها:‏
                        - إنّ أُمّي تريد تكليفي بعمل من أعمال المنزل، ولذا لن أجيب."‏
                        جاءت الأمّ إلى ابنتها... وقفت قبالتها قائلة:‏
                        - عند الظهيرة طلبت منك مساعدتي فرفضت لأنّك كنت تلعبين... والآن أناديكِ فلا تردّين، إن محبة الأم بطاعتها، وعدم مخالفة أوامرها. وهذه هي أجمل الهدايا التي تقدّم إليها...‏

                        إذا الشعب يوما أراد الحياة
                        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                        Comment


                        • #42
                          رد: أدب الطفل

                          لماذا هربت الحقيبة
                          أمضى مازن عطلة صيفيّة ممتعة، فزار البحر برفقة أبويه وأخويه مستمتعاً بالسباحة، وذهب إلى الحدائق والبساتين يلاحق الفراشات والعصافير. أمّا كرته المطاطيّة، فكانت رفيقته إلى الساحات والأندية، وكلّ الأمكنة التي يلعب فيها مع رفاقه وأصدقائه الذين يهوون كرة القدم. فهو يحبُّ الرياضة أكثر من أيّة هواية أخرى... لذلك فقد طلب من والده أن يشتري له عند قدوم العام الدراسي حقيبة مدرسيّة عليها رسوم الرياضيين الذين يراهم في المباريات الرياضية العربيّة والعالميّة.‏
                          ذهب مازن وأبوه إلى السوق، وبدءا يفتّشان عن الحقيبة المطلوبة. في الدكّان الأول لم يجداها.. في الدّكان الثاني لم يجداها... وكذلك في بقية الحوانيت والمجمعات.. فمازن كان يريد حقيبة ذات ألوان زاهية، ومواصفات معينة.. وأخيراً، وبعد جهد جهيد، وبعد أن مضى نصف النهار في البحث التقى بضالّته المنشودة، ورأى حقيبته عند بائع جوّال.‏
                          - إنّها هي.. هي من افتشّ عنها.‏
                          صاح مازن والفرحة ترقص فوق وجهه، متابعاً كلامه:‏
                          - سأتباهى بها على كلّ زملائي في المدرسة.‏

                          - المهم أن تحافظ عليها، وعلى جميع أشيائك الأخرى.‏
                          - لابأس.. لا بأس.‏
                          اشترى الأب لابنه كلّ ما يلزمه من حاجيات مدرسيّة.. كتب، دفاتر، أقلام تلوين، قلم حبر، قلم رصاص، ممحاة، مبراة، ولم يعد ينقصه شيء أبداً‏
                          فرحت الحقيبة بأصحابها الجدد.. قالت لهم:‏
                          - سنبقى أصدقاء طوال العام. ونمضي معاً أياماً جميلة.‏
                          - إن شاء اللَّه.. إن شاء اللَّه.‏
                          أجاب قلم الرصاص، ولم يكن يدري عن مصيره المنتظر شيئاً على الإطلاق.. فلم يمض اليوم الأوّل على افتتاح المدرسة، حتى كان مازن قد استهلك قلمه تماماً، من جراء بريه الدائم له.‏
                          بعد عدة أيام، وبينما التلاميذ يرسمون على دفاترهم شكلاً معيّناً طلبت المعلمة تنفيذه، جلس مازن في مقعده واجماً، شارداً.‏
                          سألت المعلمة:‏
                          - لماذا لاترسم يا مازن؟..‏
                          - لأنني لا أملك دفتر رسم.. لقد مزّقه أخي الصغير.‏
                          في درس الإملاء ارتبك مازن وبكى، لأنه أضاع ممحاته، ولم يستطع أن يصحّح الكلمات التي أخطأ بكتابتها.‏
                          مسطرة مازن كُسرت، ولم يعد بمقدوره أن يحدّد الأشكال الهندسية، أو يرسم خطوطاً مستقيمة.. وكذلك المبراة، فتّش عنها كثيراً بلا جدوى.. حتّى الدفاتر اختفت، ثم لحقت بها مجموعة الكتب.‏
                          حزنت الحقيبة الزاهية ذات الصور والرسوم لفقدان أحبّتها الذين راحوا من بين يديها واحداً بعد الآخر.‏
                          أخذت تندب وتنوح:‏
                          - أين أنت أيّتها الأقلام الملّونة؟. فكم أسعدتني ألوانك الصفراء والخضراء والحمراء. أين أنتَ يا دفتر الرسم الجميل؟.. فكم تباهيت بصحبتك. أين أنتَ ياكتاب القراءة؟، فكم راقت لي مواضيعك القيّمة، وقصصك الممتعة، ودروسك ذات الفائدة.‏
                          أين أنتم يا أصدقائي.. إنني غريبة بدونكم، أعاني الحزن والوحدة.. ليس هذا فقط، وإنما هناك شعور بالخوف يتملّكني.‏

                          ذات يوم اتّخذت الحقيبة قراراً مهماً، توصّلت إليه بعد تفكير طويل.. فقد صمّمت على الهروب قبل أن يغدو مصيرها كمصير الكتب، والدفاتر، وبقية الحاجيات التي أهملها مازن، ولم يحافظ عليها.‏

                          إذا الشعب يوما أراد الحياة
                          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                          Comment


                          • #43
                            رد: أدب الطفل

                            الطمّاع
                            تدلّت أغصان شجرة الكرز خارج سياج البستان. رآها رجل يمر من هناك كلّ يوم قاصداً مكان عمله، فوقف يتأمّل، ويتمنّى لو يستطيع أن يقطف منها.‏
                            لمحه صاحب البستان، فاقترب منه قائلاً:‏
                            - كُلْ ما تشاء أيّهاالرجل، فأنا قد سمحت للعابرين بقطف ما يتدلّى خارج السور.‏
                            سُرّ الرجل بموقف البستاني، وصار كلّ صباح يقف عند الشجرة، ويأكل منها.. إلى أن جاء يوم خاطب فيه نفسه:‏
                            - لماذا لا أحمل لزوجتي وأولادي شيئاً من هذه الثمار.. فكم حدّثتهم عنها، وكمْ تمنّوا أن آتيهم بها.. إنّهم يحبّون الكرز كثيراً.‏
                            قفز الرجل عن السور، وصعد إلى أعلى الشجرة، وقطف سلّة صغيرة. في يوم لاحق فعل فعلته ذاتها، وقطف سلة أكبر... وتكررت محاولاته دون أن يدري صاحب البستان بأمره.‏
                            ذات مرة، وبعد أن ملأ صندوقاً كبيراً من الثمار اليانعة الناضجة، وهمّ بمغادرة البستان، قافزاً من فوق السور، فاجأه كلب الحراسة بهجوم مباغت، وبدأ يمزق له ثيابه، ويعضّه في مختلف أنحاء جسمه.

                            إذا الشعب يوما أراد الحياة
                            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                            Comment


                            • #44
                              رد: أدب الطفل

                              عيد ميلاد
                              فكّر النبع الصغير أن يحتفل بعيد ميلاده الأول، فقد مضى عام على ولادته، وكان ذلك منذ صيف فائت، حيث دفعت به الأرض إلى الوجود، بعد أن خزّنت الأمطار في جوفها طيلة الشتاء.. وعندما آن الأوان قرّرت أن تخرجه إلى النور عذباً رقراقاً، يروي العطش، ويسقي السهول الواسعة.‏
                              دعا النبع إلى الإحتفال أغلب أصدقائه.. الفراشة. العصفور. النحلة. الوردة. الطفل الصغير. فرح الجميع بدعوة النبع، وسعدوا بذلك اللقاء الحميم.‏
                              وبعد أن شرب كلّ منهم قطرة ماء، قررّوا أن يقدّموا الهدايا لصديقهم.‏
                              رقصت الفراشة:‏
                              "إليك يا صديقي ألواني اللطيفة التي أخذتها من ألوان الأرض."‏
                              زقزق العصفور:‏
                              " سأغني أغنيتي التي علّمتني إيّاها الأرض"‏
                              حامت النحلة:‏
                              "وز.. وز.. أعطيك نقطة عسل منحتها لي براعم الأرض."‏
                              أمالت الوردة رأسها:‏
                              "أما أنا.. فأزين صدرك بوريقات ناعمة أهدتني إيّاها أمي الأرض."‏
                              فرح الطفل صديق النبع بذلك الإحتفال، وفكر مليّاً بالهديّة التي سيقدّمها. وبعد قليل، أتى بريشة وألوان وورقة بيضاء، وراح يرسم..‏
                              رسم النبع، والفراشة، والعصفور، والنحلة والوردة، وكذلك الأرض المحيطة. كما رسم نفسه، والفلاح الذي يزرع بالقرب منهم.. وكم كانت جميلة تلك اللوحة!.. وكم كانت بديعة وزاهية!..‏
                              حيث بدت وكأنّها حقيقة، عُلِّقت على شجرة الجوز المنتصبة هناك، ليراها الجميع في ذهابهم ورجوعهم.‏
                              كان النبع بمنتهى السعادة، وهو يعيش فرحته بعيد ميلاده الأول. شكر أصدقاءه على حضورهم، وعلى هداياهم، ثم تابع مسيره كي يهب حبّه للأرض، صاحبة الفضل عليه، وعلى الجميع.‏

                              إذا الشعب يوما أراد الحياة
                              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                              Comment


                              • #45
                                رد: أدب الطفل

                                الثعلب البخيل
                                كان الثعلب يذهب كل ليلة إلى كرم من كروم القرية، ويقطف ما يحلو له من العناقيد الحمراء والصفراء والسوداء، ذات المذاق اللذيذ، ثم يأتي بها إلى بيته فيضعها في حفرة قد هيّأها لتخبئة أشيائه الخاصّة.‏
                                وبعد أن ينتهي من مهمته تلك، يتجه إلى جاره الثعلب العجوز، فيقضي الليل بزيارته، وسماع حكاياته وقصصه المسلّية. ذات يوم... مرض العجوز، فوصف له الطبيب دواء خاصاً قائلاً له:‏
                                - عليك بأكل العنب.. إنّه الدواء الشافي لك.‏
                                طلب الثعلب المريض من جاره أن يقطف له عنقوداً من الكرم المجاور:‏
                                إن العنب دوائي، ولا يشفيني إلاّه.. فماذا لو تكّرمت عليّ بشيء منه.‏
                                ارتبك الثعلب، حاول التهرب من تلبية رغبة الجار، متذرّعاً بحجج غير مقنعة:‏
                                - إن ناطور الكرم شديد الحراسة، وعينه لا تغفل عن داليات العنب.. فهل تريدني أن أخاطر بحياتي من أجل عنقود؟‏
                                ذات يوم حدث للثعلب البخيل ما حدث لسواه. لقد داهمه مرض شديد ألزمه الفراش، ولم يعد باستطاعته الحركة.. وعندما زاره الطبيب، فحصه بدقة، ثم قال:‏
                                - دواؤك الشافي هو العنب.‏
                                ابتسم الثعلب رغم مرضه، حدّث نفسه:‏
                                - الأمر سهل بالنسبة لي.. العنب كثير، وحفرتي ممتلئة بكميات كبيرة منه.‏
                                وعندما نزع الغطاء عن الحفرة ليأخذ عنقوداً ممّا خبّأه، عقدت الدهشة لسانه، واستولى عليه ذهول.. لقد فوجئ بأن العنب قد فسد بأكمله.‏

                                إذا الشعب يوما أراد الحياة
                                فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                                و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                                و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                                Comment

                                Working...
                                X