Announcement

Collapse
No announcement yet.

مهنة العشق وسقوط القناع ؟!

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مهنة العشق وسقوط القناع ؟!



    مهنة العشق
    وسقوط القناع ؟!


    العشق قد يكون من الفنون والعادات والمهن المهجورة ، مثله مثل مهنة اصلاح الرحى، وطواحين الماء «وحدوات» الخيل وصناعة المحراث الخشبي..

    العشق مهنة يدوية وبدائية وروحية، ويمكن تحديثها وتجديد أدائها ومعالمها.. يمكن للراغب بالعشق مشاهدة حطام العشق والآثار الباقية الدالة عليه ويمكنه التحدث عن اوابد العشق والقلاع والممالك التي نسب اليها أو دار في ارجائها التوق ، وتأججت نيران الحنين والاندهاش.. ويمكن الاقلاع من الصفر ، وهنا تكون ميزة النفس في اوجها وتكون معزوفات الوجد في مستهلها .. العشق«وردية» أولى وصباحية، وفيما يأتي يبدأ المشوار..‏

    العشق ليس مهنة بالمعنى الدارج والخدمي ، بل هو فن وحذق وصدق ونبل مشاعر وهو الحرائق المباغتة ، التي تأتي على عشب الحواس اليابس ، فتحرقه لينبت في ضلالة اللهيب شغب الاخضرار، وهو اكثر من فن ،لأنه متعدد المواهب والمساعي .. مثله مثل خفر السواحل المتشاركة مع الجبال وغربة السفن والمسافرين وألاعيب مهربي الاشواق.‏

    العشق فن الاخضرار والسلامة النفسية.. قد يظن الراسبون في امتحان الحب الشفهية والكتابية ان العاشق لا يترفع في مهنته ، ولايحصل على تعويضات ولا يمنح مكافآت على الشوق الاضافي او الانتظار اليومي، ولايعطى فرصا استثنائية لمعاودة دراسة مقررات الوجد وتعاليم الوجدان.. العاشق الجيد لا يعتبر الكسلانين في مادة السلوك والنظافة يقلم اظافر خيالاته ، ويمر على صالون العشق من اجل ترتيب مايجب ترتيبه.. لاتعويضات ارقى من تعويضات العشاق والعاشقات :عاشقة بسيطة مثل دمعة نبع كافأت حبيبها ، بعد سنة صدق ، بكلمة احبك همسا.. وفيما بعد انتظر اكثر وتعززت أشواقه ، فعوضته عن كثرة انتظاره واشتياقه بـ مرحبا حنونة مثل مطر ربيعي والى اليوم لم تتعب أنامله ولم تنعس الـ مرحبا في روح يديه.. لكن وقت العشاق الحاليين اصابه خلل وتشارك معه وقت غير عشقي ، ما دفع به الى التلكؤ والاعتكاف، فصار وقتا مهجورا ومنسياومزورا؟؟‏

    مهنة العاشق مؤبدة ولايحتمل فيها التقاعد ، او الاستقالة . المتقاعدون صنف بشري آخر غير العشاق .. والمستقيلون يمكن اعتبارهم آذنة او حراسا موسميين عند عتبات وأبواب وشبابيك العشق ، ويمكن التمديد لهؤلاء لفترات لاحقة لكنها لاتفي بالغرض..‏
    ريم الليلكية احدى العاشقات المبدعات التي تعلمت العشق عن امها السيدة الانيقة والمترفة عشقاً.. تزوجت من استاذ المدرسة بعد طول حب والكثير من محفوظات اللهفة ودروس الامنيات وموسيقا الرغبات ، وبعد وبعد..وتسريح جدائل ليل وتهذيب دفاتر النهار وحفظ مشوار اللقاء عن ظهر عشق وروح وقلب.. تضافرت جهود العشق وتزوج العاشق والعاشقة ، وانجبا حبا وحس تعايش وتوقاً وحين افلس الاستاذ وفشل في صون دروس الشوق الاضافية منعت ريم عنه المكافآت العشقية..والمرة تلو المرة حرمته من الحسن الاضافي.. وحين تواطأ مع فشله الغرامي راقفت على فصله من مهنة العشق وصار اسمه وتوصيفه العاشق سابقا وحبيب ريم فيما مضى وزوج الاميرة المستقيل ..‏
    وهي قالت : المطرود من رحمة العشق..‏
    وقت سقوط العشق وقت بشع وهو الوقت الممكن حاليا.. قد تتسع لنا احتمالات الآتي ان نعثر على وقت مستقطع لصالح أشواقنا المؤجلة ، وقد نتمكن بعض التمكن من القبص على نثريات عشقية غير تالفة او لعلنا نتقدم بطلبات عاجلة ..‏
    حالات البهاء في اجازة مؤقتة او حالة استراحة ضرورية وقد سعت العاشقة ريم ان تتجاوز منحدرات خيبتها باتجاه أعلى الامل .. وقد وقد.. وحاولت الجارة الاولى والجارات التاليات والصديقات إعطاءها اجازة بلا أشواق ، فرفضت ، واعتبرت مرحلة الاجازة العشقية وقتا للتأملات الجانبية التي ينساها القلب في زحمة الاشتياق ..‏
    ووجدت نفسها منشغلة بترتيب اوراق القلب وارشيف كل قبلة وكل ضحكة وكل ابتسامة.. واضافت ترميمات جيدة على مسراتها وكحل عينيها وتسريحات جدائلها..‏
    وفتحت الباب باتجاه احتياطي التفاؤل لعلمها الاكيد ان اليأس قناعة بائسة..‏
    ودخلت الى احدى القاعات القريبة من مدرسة الوجدان ،وتعلمت العديد من دروس الظرافة الاضافية.. وراق لها الركض في دروب العمر المتروكة ..أحيت وقتا اخر غير الآن .. وقت العشق وقت مهرب ومعفي من رسوم المصادرات الغرامية.. والعاشقون فنانون من غير سجل دوام يومي يسجلون في صفحاته أسماءهم وساعات دوامهم ومجيئهم وانصرافهم.. للعاشق دفتر واحد هو الوجد.. وله مراقب دوام واحد هو الحب..‏
    والحبيبة ليست اكثر او أقل من كامل الوجد..‏
    تعطي الحبيبة للقلب وجهة النبض مرة واحدة ، ثم لا يخطئ ..،والذين تسقط قلوبهم في منتصف الحب او في مبتداه او منتهاه يكونون قد اخطؤوا وجهة النبض التي حددها الحب.‏
Working...
X