Announcement

Collapse
No announcement yet.

اسر مستورة ولكن000حلمي الاسمر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • اسر مستورة ولكن000حلمي الاسمر

    يتسللن خلسة من وراء ظهور أزواجهن ويعملن في البيوت ، لتقديم معونة ولو كانت بسيطة إلى ميزانية البيت ، العمل ليس عيبا ولم يكن كذلك في أي وقت ، الجارح في الصورة الحالية ، ان هناك سيدات مستورات لم يعتدن البهدلة أصبحن مضطرات لخوض تجارب غير مألوفة ، الجانب الأكثر إيلاما هو أن بعض الأزواج يعرفون أن زوجاتهم يعملن في البيوت ، ولكنهم يتظاهرون بأنهم لا يعرفون ، لأنهم يخرجون صباحا للبحث عن عمل ولكنهم يعودون آخر النهار بيدين فارغتين ، ويعلمون أنهم لا يستطيعون تقديم شيء للأسرة ، فيما تستطيع الزوجات ، فـ"يغرشون" ويبلعونها طلبا للستر ، ويعلم الله مدى الانكسار الذي يشعر به هؤلاء ، وهم يَبْدون عاجزين عن الوفاء بالمتطلبات الأساسية لأسرهم ، فيما تنجح النساء فيما يخفق فيه الرجال،.

    هذه ليست ظاهرة جديدة بالضبط ، لكن مساحتها اتسعت ، وكنا نألف أن تعمل المطلقات والأرامل في البيوت ، سعيا على رزق الأيتام والأولاد القُصر ، لكن أن تعمل النساء مع وجود الأولاد الكبار والأزواج العاطلين عن العمل ، فهذا أمر جديد وأحد مفرزات الحالة الاقتصادية العَسًرة ، في المقابل ثمة اقتصاد آخر بدأ يظهر في بعض المجتمعات المحلية ، وهو المباهاة بأن لدى الزوج أكثر من زوجة تعمل فيما هو "شيخ عرب" يدير أعمال زوجاته ، وربما يُدخل البنات الكبيرات في هذا السياق،.

    ما لا أريد أن أتحدث به هنا ، ولكنه يلح علي بقسوة وبقوة ، أن عمل الزوجات في البيوت ، غدا ظاهرة كبيرة ، ولها تبعات غير مريحة ، وقد تكون غطاء لارتكاب ما يندى له الجبين ، خاصة وأن مجمل المشهد يهيىء الظروف المواتية للفحش والمعصية ، وقد يستثمرها بعض ضعاف النفوس لتمرير أجنداتهم المتسخة والعياذ بالله ، وقد تبين لي من بعض ممن تقصوا هذه الظاهرة أنها تجر مفاسد كبيرة ، أجارنا الله منها ، ولكن ما الحيلة والأوضاع القاسية التي يمر بها الناس تجبرهم على تجرع الكأس المر ، طلبا للستر الذي يكون أحيانا طريقا للفضيحة،.

    كم تغيرنا ، وكم تغيرت قيمنا وعاداتنا ، وهذا غيض من فيض سنوات العسرة التي نمر بها ، ولا يُعرف مدى استمرارها ، وهو ما يدعونا للاستنفار الاجتماعي والأمني ، لمواجهة هذه المستحدثات والتحديات ، ومحاولة البحث الجاد والمستميت عن مخارج جادة لما نحن فيه من ضيق اقتصادي.

    ولعل أهم ما يمكن أن نفعله على مستوى الدولة إعادة الاعتبار لصندوق الزكاة ، وسن تشريع حول إلزامية الزكاة ، فهي الكفيلة بالسيطرة على حالة الفقر التي تجتاح حياتنا ، ولنتذكر هنا أن بعض الدراسات الاقتصادية تؤكد أن الزكاة كفيلة بالقضاء على الفقر ، فيما لو تمت جبايتها بشكل ملزم وقانوني ، مع مراعاة التشريعات الضريبة الخاصة بهذا الأمر ، إننا نعتقد أن الكرة في ملعبنا جميعا ، إن نحن أردنا السيطرة على الفقر ، ومنع استحقاقاته الأمنية والاجتماعية ، وهذه دعوة بأعلى الصوت لاستنفار قوى المجتمع للضغط باتجاه إعادة بحث مسألة إلزامية الزكاة ، إن أردنا أن نستر عري مجتمعنا ، ونتقي أي استحقاقات أخلاقية واجتماعية وأمنية ، قد تهدد استقرارنا وتفتح ثغرات في جبهتنا الداخلية،.

    [email protected]
Working...
X