Announcement

Collapse
No announcement yet.

فالنتاين وشقائق النعمان!!!!

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فالنتاين وشقائق النعمان!!!!

    فالنتاين وشقائق النعمان

    خيري منصور


    أمام العرب الذين يحتفلون بعيد الحب فرصة لا يظفر بها سواهم، وهي أن يتبادلوا أزهار شقائق النعمان الحمراء، والتي تغمر سفوح الجبال والقيعان، وهي حسب تراثهم الشعبي دم شهدائهم الذي يروي التراب، وقد شهد عالم الكراهية في عيد الحب “فالنتاين” العام الماضي الحمير والمواشي وهي تعلك الورد في شوارع غزة بعد أن منع زارعوه من تصديره، ولا نظن أن الحيوانات تحب الورد، لأنه مر وثمة من البشر من يفضلون البصل على الياسمين لأنه يؤكل، بينما تبقى الأزهار مجرد زينة إلى أن تذبل وتموت، وبالتالي تهاجر من أثمن المزهريات إلى سلال القمامة.



    والعالم الذي يتهيأ الآن للاحتفال بعيد الحب غارق حتى أذنيه في مستنقع الكراهية، وقد يكون النبأ عن هذا العيد مجرد جملة معترضة في كتاب رمادي، لأن الشاشات والصحف احترفت منذ عقدين إبلاغ الناس من خلال مشاهد متكررة عن أن زمنهم ليس زمناً للحب وأن الورد الصناعي طرد الورد الحقيقي، فهو أبقى منه لأنه لا يذبل ولا يموت، وذلك لسبب واحد فقط هو أنه ليس حياً على الإطلاق .

    كم أرملة في هذا الوطن العربي تحتفل بعيد الحب على طريقتها، وكم ليلى يهددها الذئب في سريرها؟ وكم هو عدد الأيتام في غزة والعراق وبقية العائلة؟

    كتب جابرييل ماركيز رواية شهيرة عن الحب في زمن الكوليرا، لكن الحب في زمن القنابل العنقودية والفراغية والرصاص الحارق لم يكتب عنه حتى الآن إلا جنرالات في مذكراتهم، بعد أن أحصوا أيامهم بعدد ضحاياهم، إن الحب قيمة كونية وسماوية كبرى وهو لا يزول رغم هذا الزحف الوحشي للكراهية وجيوشها وأساطيلها، والعنوان الأكثر تداولاً في أيامنا هو لماذا تكره الشعوب بعضها وأحياناً نفسها؟ لأن المناخ المعولم مسمم، ولأن الإدبار عن الحياة أصبح البديل عن الاقبال عليها، ويبدو أن هناك أزمنة تصبح فيها الحياة رخيصة، ويشح فيها تعلق الاحياء بالحياة، لأن الموت أرحم، وأدعى الى الرجاء، وقد يكون زمننا هذا من تلك الأزمنة التي وصفها مؤرخ روماني بأنها قصديرية نسبة الى أزمنة أخرى من ذهب أو فضة أو نحاس .

    إن العالم يحتاج إلى يوم يختطف من هذه التقاويم المرتهنة من أجل تمجيد الحياة، فلا حب بلا حرية، ولا حرية بلا إنسان يعي مكانته الآدمية على هذا الكوكب، وإن المرء ليتساءل باندهاش عن معنى يوم الحب عند جنود قطعوا بحاراً لكي يموتوا أو ينتحروا بعيداً عن عائلاتهم وعن كل من يحبون . ما الذي يمكن لعربي أو عربية في غزة أو بغداد وأخواتهما أن يقدما لبعضهما في يوم الحب الممنوع والمختطف؟

    إنها شقائق النعمان التي غمرت أوطاناً ذبحت في عز الظهيرة وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، وهي أوطان فقدت كما قال محمود درويش بما هو أقل من حادث سير .

    عن أي حب يثرثرون؟ إذا كانت شرايين العالم قد تصلبت على هذا النحو الذي ينذر بسكتة كونية؟

    فالناس يسافرون وأيديهم على قلوبهم من فرط الحذر والخوف، فقد تتشابه الاسماء في زمن يسقط فيه الإنسان سهواً، ويسجن عن طريق الخطأ، وعليه أن يخلع جلده ولحمه وعظمه كي يظهر النخاع أمام الكاميرات .

    يوم واحد للحب، وأيام لا حصر لها لأعدائه، بدءاً من الكراهية والريبة والإقصاء وما يقوله علماء النفس في هذا المجال يستمد صدقيته يومياً من كل ما تقع عليه العين وتسمعه الأذن، وهو أن الافراط في الكلام عن أي شيء يعني فقدانه، والكلام عن الحب في الأغاني والأفلام والبرامج الرومانسية لا يعادله إلا تفاقم الكراهية في الواقع، بقي أن نقول للعرب في يوم فالنتاين أو فلسطين . . لديكم ما يكفي ويفيض من شقائق النعمان .

    * نقلا عن "الخليج " الإماراتية

  • #2
    رد: فالنتاين وشقائق النعمان!!!!

    لا يحتاج الحب لعيد كي يستمر ولا لوردة حمراء أو من أي لون
    أرى أن الحب هو ممارسة يومية وطبيعية ولا ينبغي أن نؤطرها كي لا نجعلها كدرس رياضيات أو علم المنطق
    ما أوردتيه لنا يا أخت rudaina هو بدافع الحب
    ونرد بالحب والمودة والاحترام
    أنا لا أقول أن لا نحب ونعشق ولكن أرى الحب أسمى من أن نضعه في مزهريتك التي تحدثت عنها
    ان نحترم الأخرين فهذا حب
    أن نصدق القول والفعل فهذا حب
    يموتون في غزة بدافع الحب , حب أطفالهم ووطنهم وحريتهم
    كذلك في العراق وجنوب لبنان وبقية العائلة

    إنه الحب أكبر من المزهريات وشقائق النعمان وورود العالم كلها
    لتكن كل الأيام للحب ولا ليوم كراهية واحد حتى لو أجبرونا عليه

    Comment

    Working...
    X