في شباط الماضي، وفي مقالة نشرتها صحيفة «الوطن» بعنوان «الأزمة السورية وخليج الخنازير»، تحدثنا عن الأزمة الكوبية والصدَام الذي كان حاصلاً بين كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي نتيجة للصراع الذي كان دائراً في كوبا، حتى تمكن كل من خروتشوف وكيندي من نزع فتيل الأزمة التي كادت تؤدي إلى حدوث أول صدام نووي من نوعه بين القطبين الكبيرين.على المنوال ذاته تقريباً، ينتظر العالم بكثيرٍ من الترقب ما ستسفر عنه القمة القادمة التي ستعقد بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، في ظل التوترات المتصاعدة التي تضرب المنطقة كلها، والتي قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة هي أقرب ما تكون لحربٍ عالميةٍ ثالثة.بكل المقاييس تبدو الظروف اليوم مختلفة كلياً عما سبق، المواجهة السابقة كانت بين قطبين يعي كل منهما حجمه ويحترم كل منهما قدرات الآخر رغم العداء الدائم بينهما. أما اليوم فيبدو أن أحد أبرز مسببات الأزمة وتشعباتها هو انتهاء زمن القطب الواحد، وولادة قطبٍ جديدٍ في العالم يسعى إلى فرض نفسه كلاعبٍ أساسي لا يمكن تجاوزه بعد سنوات من التفرد الأميركي بالقرار الدولي.

أكثر...