فيما يشبه الطوفان، ووسط إجراءات أمنية مشددة شارك فيها نحو 400 ألف فرد من قوات الشرطة والجيش، تدفق ملايين المصريين أمس للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي تجرى بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي واللواء أحمد شفيق. وبينما اصطف الناخبون في طوابير طويلة امتدت لكيلومترات حتى قبيل فتح اللجان، لم يثنهم الحر عن التوجه للاقتراع، في وقت أكدت اللجنة العليا للانتخابات أن العملية الانتخابية تسير بسلاسة وأن عمليات الفرز ستبدأ اليوم عقب إغلاق الصناديق.

ودعي الى الاقتراع أكثر من 50 مليون ناخب في أكثر من 13 ألف مركز انتخابي موزعة على 27 محافظة، بالتزامن مع وجود حوالي 400 ألف من قوات الأمن والجيش لتأمين العملية الانتخابية.
ومنذ صباح أمس الباكر، اصطف الناخبون أمام مقار اللجان الانتخابية من مختلف انحاء البلاد للادلاء بأصواتهم في جولة الاعادة التي تجرى تحت اشراف قضائي كامل.

وحرص الناخبون على المشاركة فى ظل أجواء سياسية غير مسبوقة، بينما حرصت أغلب اللجان على تخصيص طابور خاص لكبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
من جانبه، يأمل رجب 23 عاما، وهو حارس مبنى في حي راق في العاصمة ان تؤدي الانتخابات الرئاسية الى الاستقرار. ويؤكد الشاب الذي يرتبط رزقه بالسياحة اذ تفتح المجال امامه لبعض اعمال السمسرة العقارية، أنه صوت لشفيق من اجل ان تسير الامور في البلد.

بدوره، قال سائق التاكسي حسام سعد 39 عاما، من حي روض الفرج في القاهرة انه صوت لمرسي مؤكدا انه لو نجح شفيق البلد «ستشتعل وحترجع الثورة من جديد».


تقارير عن مخالفات

من جهة أخرى، ذكر عدد من القوى السياسية أنه تم ضبط عدد من ضباط القوات المسلحة وقوات الأمن المركزي يقترعون في الانتخابات. وأشارت حملة المرشح محمد مرسي إلى عدد من التجاوزات، أبرزها قيام تصويت مجند يدعى أحمد مهدي في اللجنة رقم 58 قرية دملو في مركز بنها بمحافظة القليوبية، رغم اعتراض مندوبي مرسي داخل اللجنة على تصويته، إضافة إلى رصد عدد من أسماء المتوفين في كشوف الناخبين في لجنة رقم 20 في محافظة الإسماعيلية، مشيرة إلى قيام وزارة الداخلية بشحن أتوبيسات كبيرة من معسكرات الأمن المركزي في محافظة الإسكندرية وهي تعج بأفراد بالزي المدني والذهاب بهم نحو لجان التصويت.


من جانبه، نفى أمين عام اللجنة العليا حاتم بجاتو هذه التقارير. وقال إنه تلقى شكوى خاصة بقيام مجندين بلجنة في منطقة الموسكي بالتصويت في الانتخابات، لكن عندما تم الكشف عن أرقام بطاقة الرقم القومي لكل منهما تبيّن أنهما لا ينتميان إلى الداخلية أو القوات المسلحة، لكن أحدهما يعمل مهندسًا ميكانيكيًا والآخر متعطل عن العمل، مطالبًا الجميع بعدم التشكيك في ذمة القضاء المصري الذي يراقب العملية الانتخابية.

من جانبه، قال رئيس اللجنة القضائية العُليا المشرفة على الانتخابات المستشار فاروق سلطان إنه تلقى ما يفيد بأن جميع اللجان على مستوى الجمهورية أدت عملها بنسبة 100 في المئة. وأوضح سلطان أن الغالبية العظمى من لجان الانتخابات بدأت أعمالها في الموعد المقرر لها.

وأوضح أن عمليات الفرز ستجرى اعتبارا من مساء اليوم الأحد بداخل اللجان الفرعية بمعرفة القضاة، موضحا أن إعلان النتيجة النهائية في موعد غايته نهاية الأسبوع الجاري خلال مؤتمر صحافي. ويشارك في الإشراف على العملية الانتخابية ما يزيد عن 14 ألف قاض من مختلف الهيئات القضائية من بينهم حوالي 1200 قاضية من هيئتي قضايا الدولة والنيابة الإدارية.

وكان مرسي وشفيق فازا في الجولة الاولى من الانتخابات التي جرت في 23 و24 مايو الماضيين اذ حصل الاول على 24.7 في المئة من اصوات الذين شاركوا والثاني على 23.6 في المئة.

ويراقب الانتخابات اكثر من تسعة آلاف مراقب محلي واكثر من 200 مراقب من ثلاث منظمات دولية علاوة على مراقبين من الجامعة العربية والاتحاد الافريقي.

صحة مبارك مستقرة

أعلن وزير الداخلية محمد ابراهيم ان صحة الرئيس السابق حسني مبارك مستقرة وتتحسن ولا حاجة لنقله خارج السجن الذي يمضي فيه عقوبته.

واكد الوزير في تصريحات للصحافيين ان صحة مبارك مستقرة وتتحسن بشكل تدريجي، مؤكدا ان الموافقة على نقل علاء وجمال بجوار والدهما لرعايته. واضاف الوزير أنه لا توجد أي نية لنقله خارج المستشفى وهو يعامل مثله مثل اي سجين، لكنه اكد انه حال تدهور حالته الصحية «سيتم نقله فورا الى اي مستشفى عسكري اذا قرر الاطباء المعالجون ذلك بناء على توصيات طبية



أكثر...