Announcement

Collapse
No announcement yet.

هل يحل للمسلم التعامل بالدولار؟ * حلمي الاسمر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • هل يحل للمسلم التعامل بالدولار؟ * حلمي الاسمر

    كنا نحسب إن إدارة أوباما ستختلف ولو قليلا في مجال تبعيتها المطلقة لإسرائيل ، لكن هذه الإدارة خيبت ظنوننا بالكامل ، وقضت على آخر أمل لنا في أوباما وإدارته ، بعد أن وقفت بالكامل مع إسرائيل في قصة قرصنتها لأسطول الحرية ، هذا الأمر يدفعنا للبحث وبكل السبل عن طريق رد موجع على هذا الموقف ، ولا يوجد أفضل من تنفيذ نصيحة من رجل أمريكي قح ، قال ذات يوم أن العرب أغبياء لأنهم يستطيعون خلال يوم واحد أو بعض يوم تحجيم أمريكا وربما تدمير اقتصادها بخطوة واحدة فقط وهي: مقاطعة الدولار ، فهم لا يحتاجون إلى أسلحة أو صواريخ ولا إلى قنابل نووية ، فقط ما يلزم قرار عربي أو إسلامي (وهذا هو الأفضل) بمقاطعة هذه العملة ، وستنهار أمريكا أمامهم،

    أنا لست اقتصاديا ، ولكنني أجريت عملية بحث سريعة لفهم مغزى مثل هذه الخطوة ، وتبين لي أن هناك دعوات سابقة لاتخاذ هذه الخطوة ، وممن دعا إلى هذه المقاطعة "مهاتير محمد" رئيس الوزراء الماليزي السابق ، الذي أطلق هذه الدعوة بعد الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل في غزوها الأخير للبنان ، وقال حينها "عندما يقل الطلب على الدولار الأمريكي ، فإن أمريكا ستضعف وبالتالي ستقل مقدرتها على التصرف كالأسد في المسرح العالمي". إلا أنه قال حينذاك أنه من الصعب تنفيذ الاقتراح بوقف التعامل بالدولار الأمريكي في التجارة الدولية: حيث إن الكثير من الدول تعتمد عليه ، كما أنها تخاف من إيذاء الولايات المتحدة. وقال "محمد" أيضا أن منظمة المؤتمر الإسلامي أيضًا لا تملك الشجاعة في مواجهة الولايات المتحدة: لأن أعضاءها منقسمون في موقفهم بين المؤيدين والمعارضين. وأضاف: "لا أمل في أن تقوم منظمة المؤتمر الإسلامي بفعل أي شيء ، فقط عندما يقوم العالم الغربي بعمل شيء ربما قد تتبع المنظمة نفس الأسلوب ، ولكن الذي تغير اليوم ، أن العالم الغربي تحرك أخيرا ، وبمبادرة من ناشطين يمثلون تقريبا معظم شعوب العالم ، وبدعم تركي مبارك ، حين تجرأوا وكسروا حاجز الصمت بأسطول الحرية ، وهو تحرك أحدث زلزالا عز نظيره في التاريخ الحديث ، وبوسع الشعوب العربية والإسلامية أن تفعل شيئا مشابها ، إنها مبادرة صغيرة وغير مكلفة: تخلصوا من الدولارات التي بحوزتكم ، واستبدلوها بأي عملة حية ، اعتبروا هذه العملة الخضراء رجسا من عمل الشيطان ، ويا فقهاء ومفتيي الإسلام أفتوا بحرمة حيازة الدولار ، لأن أي قوة لهذه العملة تصب في خدمة إسرائيل ، أفتونا في حكم من يدعم إسرائيل؟ فتاوى كثيرة صدرت بشأن مقاطعة البضائع الإسرائيلية وبضائع الدول التي تدعم إسرائيل وتناصرها ، أو تتعرض للرموز الدينية الإسلامية ، ولكن أحدا لم يفت لنا بحل أو حرمة التعامل بالدولار ، الذي يبعث الدم في عروق الشيكل ، فلم لم نسمع رأيا حتى الآن بهذا الشأن؟

    إنه عمل بسيط وغير مكلف وشعبي ، ولا يستطيع أن يتهم من يقوم به بأنه إرهابي أو عنصري ، أو أنه خارج عن القانون ، وأنا شخصيا سأبدأ بنفسي واتخلص من "ثروتي" من الدولارات ، حيث أنني أحمل في جيبي خمسا وعشرين دولارا ، سأستبدلها بعد أن أنهي المقال بأي عملة كانت ، فلم لا تفعلونها أنتم أيضا؟؟
Working...
X