Announcement

Collapse
No announcement yet.

حوار حول القصة .؟! مع القاص (( نبيل صبح ))

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • حوار حول القصة .؟! مع القاص (( نبيل صبح ))

    حوار حول القصة
    نبيل صبح
    (( إن الأفكار المجردة لا توجد منفصلة عن طبيعة تشكلها ))



    * صدر لك ثلاثة كتب (شعر- قصة قصيرة- كاريكاتير) فما صفتك شاعر أم قاص أم فنان؟
    - لست أياً منهم تماما. أرى كل هذه وسائل تعبير يمكن أن يستخدمها الإنسان (الطبيعي) شرط الاستعداد الفطري، والطبيعي نقيض (العادي). وأنفر من كلمة (شاعر) لأنها مبتذلة لأقصى حد.
    * قرأت لك مجموعتك القصصية (القضية لم تحسم بعد) أين تجد نفسك في فن القصة؟
    - أراني في (النثر) أكثر تمكّنا حيث أحاور نفسي عبر الخارج لكن (القصة) تمتاز بإمكانية طرح مواضيع مشتركة حيث أحاور الخارج عبر النص، لذا أحب أن أطرح نفسي كقاص.
    *لم تأت قصصك في سياق أسلوبي واحد، فهل لتباين سنوات الإنجاز دوره؟
    - نعم لكنه ليس السبب الجوهري، أرى أن الأفكار المجردة لا توجد منفصلة عن طبيعة تَشَكُّلها، عدا عن أن القصة التي تطرح إشكالية (داخلية) تختلف صيغتها عن تلك التي تطرح إشكالية (خارجية) عبر حدث اجتماعي (مع العلم أنّه ليس هنالك حدوداً تُمايِزُ الداخلي عن الخارجي إلا بطبيعة الحدث الافتراضي المطروح) حيث يشارك المتلقي بإنجاز معادلة الفعل والانعكاس.
    * كيف تلَقّى القراء المجموعة القصصية؟
    -لم (أُعلَن) كفاية ِلأحدِّد ذلك لعدم تكافؤ الفرص في مجال التوزيع (على قلة النسخ المطبوعة) وليس هناك (قراء) حقا، وللدقة أقول: المتلقي هنا لا يعطي مجالاً ويَفْتَقِدُ وعيَ مسؤوليته في المعادلة، عدا عن أن غشاوة (النمط) الذي يسود كموجة لا يدع مجالا للفردية وكل ذلك على أرضية سلبية المتلقي واستعداده للانضواء ضمن نطاق (الجَمْع) فهو ببنيته النفسية مازال إمّا خاضعاً لمن يهيمن عليه أو محطِّماً لمن لم (تشَرِّعه) الموجة السائدة، وهذه ليست مشكلته كقارئ وحسب بل كانسان. في السبعينات والثمانينات كانت الثقافة ضحية الادلجة أعقبتها ردة فعل لا تقل سوءا.
    * فوجئت بأشياء لم أتوقع إمكانية نشرها وهذا يعني انك لم تعانِ من عقبة (الرقابة)؟
    - هناك قصص كان مستحيلا نشرها إثْرَ إنجازها وهذا أثَّرَ على جِدَّتِها وهَدَر بعضَ قيمتها أما الآن فأرى أن العائق الأسوأ ليس الرقابة الرسمية بل الوسط الأدبي نفسه هو الذي يقمعك ويحاصرك وينبذك خارج موجته وشلله.
    *هلاَّ تحدثت قليلاً عن المجموعة القصصية؟
    - أفتَقِد إلى نقد جدي وعميق للنصوص ولم أتلَقَّ سوى ملاحظات سطحية. أولا أشكر من لَفَتَ نظري إلى بعض الأخطاء اللغوية فمازلنا نتعثر أحيانا ومازلت اعتمد السليقة أكثر من النحو لكن السليقة تأثرت بالمألوف أما الملاحظات الأخرى فأنا اعرف جوانب ضعفي أكثر مما أفادني الآخرون، وهناك ملاحظات تعَسّفيَّة، مثلا قيل أنها نصوص تنوء تحت وطأة (الوعي) وأن الفكرة (واضحة). أنا مقتنع بأنه كلما تمكن القاص في ممارسته استطاع أكثر تضمين الفكرة في الطرح لكن هل يتناسب الأدب طرداً وبشكل حتمي مع الهذيان وضبابية الأفكار؟.. إنها نزعة لا تقل (ستالينية) في إعلانها عن عدائها للستالينية، وهناك من قال أنها نصوص غير جريئة.. لا أعرف إنْ كان ينتظر أن أُحارب نيابةً عنه، الكتابة فعل بذاته لكن ليس سويا أن يكون تعويضا عن الفعل بوجوهه الأخرى، هناك قباني ومستغانمي وجمهورهما العريض الذي يدل على حاجته إلى من يتكلم نيابة عنه لأنه (يخجل) وبالتالي هناك من يحقق له متعة التعويض بمنطق (العادة السرية).
    * أنت تتهجم ؟
    - أنا اصف الواقع، باحثاً في طبيعة البنية النفسية، لا أرى المشكلة أخيرا في سلطة سياسية (مع التسليم بدورها الفاعل ولهيمنتها على الوسائل المؤثرة)... فهي في النهاية عارِض بالنسبة لكينونة المجتمع، فأية سلطة هي مظهر من مظاهره، هناك مثل إنكليزي: (كل شعب يستأهل حكومته) ويلتقي مع مثل عربي: (كما تكونوا يُوَلّى عليكم) .. يجب البحث في جوهر المشكلة، تلاحظين قصص (الحمار- السهل الممتنع- .. والعود أحْمَدُ- المتفَرِّج) هنا العائق الأكبر، فأزمتنا أزمة (حضارة) في العمق لا أزمة (عقل عربي) أو (لغة) أو (دين) فهذه وجوه انفعالية (للتخلف) والعائق في محاولة التجاوز يتمثل في ثالوث يكاد يتحول قدرا محتوما: أولا الآلية الفاسدة للدولة (بمفهومها الواسع).. ليس الأمر مجرد استبدال أشخاص . ثانيا الارتكاس العدواني لطاقة الجمهور الذي يتم توظيفه تحت ستار الدين، ونرى مثال ذلك في الجزائر والعراق. ثالثا هيمنة راس المال الأمريكي المتَصَهْيِن الذي يسعى لِإلحاق العالَم في دَوّامته، وما بين الداخل والخارج علاقة استجرار متبادل ، ومن العجز أن أكون مضطرا للاختيار -مثلا- بين صدّام وأمريكا.
    * نعود إلى القصة .
    - باستثناء بضع قصص واقعية منها ما حدث فعلا كـ(رحلة السندباد في بلاد الآباد) والتي لاقت تقبّلاً أكبر لسهولتها، وأنا اعتبرها أقل أهمية، هناك قصص ذات طابع ذهني- تجريدي، الشخوص فيها ليست نماذج حقيقية كحَمّود وعَبّود والمختار بل شخوص افتراضيّة تمثل موقعاً في الحركة ، وربما هذا يفسر ملاحظة أحدهم حول عدم وجود شخوص أُنثوية في القصص، أما القصص ذات اللغة الشعرية فهي اقرب إلى نفسي.. أريد من عملي القصصي أن يكون جزءا من وعي اجتماعي تحليلي، لا أن يكون حالة تقيؤ وآلام ذاتية متضخمة.
    * هل يمكن أن نقول أن قصصك واقعية ؟
    - هذا مفهوم غير محدد ، فالخيال العلمي واقعي بمعنى ما، لقد قرأت في إحدى الجرائد أنني أتحدث عن هموم المواطن وكان ذلك أشبه بالمزحة ف (النضال المطلبي) آخر هَمّي، أتصور نفسي واقفا على باب (العَطاء).
    * هل هناك مشاريع نشر جديدة؟
    - هناك تراكمات أفكار ومسودات مهمَلة بسبب عدم الاستقرار المادي وعدم توفر فرصة عمل مناسبة.
    * لكمال العرض نورد إحدى قصصك وهي بعنوان (السحابة):
    [ نظرت السحابة إلى امتدادها وقالت: "ما الذي يجرني على حمل هذا العبء... لما لا أرمي عن كاهلي هذه الأحمال وأرتاح". رمتْ حملها دون غايتها... فتلاشت ].
    ـــــــــــــــــــ
    حوار حول القصة .؟! مع القاص (( نبيل صبح ))
Working...
X