Announcement

Collapse
No announcement yet.

المربيات.. هل هن أحضان التهلكة لأطفالنا ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المربيات.. هل هن أحضان التهلكة لأطفالنا ؟





    في الأدبيات الاجتماعية تعرف المجتمعات العربية بأنها مجتمعات تقليدية محافظة، ومبعث التقليدية فيها الأسرة ودورها في تربية الناشئة، إذ كثيرا ما يحمل الأطفال بصمات التربية التي يتلقونها، فإن كانت التربية سليمة يكون الطفل صالحا وإن كان العكس فإن الطفل سيكون عرضة للضياع ومشروعا فاشلا لرجل المستقبل.

    ومع تطور العصر، وخروج المرأة للعمل، لم يعد من الممكن للأم أن تربي طفلها، وتلجأ أغلب الأسر الموسرة إلى الاستعانة بالمربيات سواء من نفس البلد، أو من الأجانب مثلما يحدث في المجتمعات الخليجية، التي كثيرا ما تشهد فضائح وجرائم يكون السبب فيها العاملات الأجنبيات.
    وقد أصبحت ظاهرة المربيات الأجنبيات من أهم المشكلات التي تواجه مجتمعنا، لما لها من آثار سيئة على تربية الأطفال، وقد كشفت الكثير من الدراسات مدى خطورة المربيات الأجنبيات على تربية وثقافة الطفل العربية والإسلامية ، وذكرت دراسة سعودية على سبيل المثال، أن 59% من المربيات والخادمات الأجنبيات قد يقعن في إقامة علاقة عاطفية وجنسية قبل الزواج وأن 69% منهن لا تزيد أعمارهن على العشرين وجميعهن من أوساط يسودها الفقر والجهل والتخلف وأن 75% منهن غير مسلمات وأن 5.97%من المربيات يمارسن الطقوس أمام الأطفال.
    وأكدت الدراسة أن المربيات الأجنبيات يؤثرن سلبا على الأسرة والطفل لأنه يبقى مع المربية مدة أطول من بقائه مع أمه فيتكلم بأسلوبها الركيك ويستعمل الرموز بدلا من الكلمات مما يؤثر في حصيلته اللغوية، ومما يزيد الأمر خطورة أن هؤلاء المربيات ينقلن عاداتهن وتقاليدهن وثقافة مجتمعاتهن التي تغاير القيم والثقافة الإسلامية فيؤثرن في الصغار مما يؤدي إلى تفشي العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة وتشيع الرذيلة والمفاهيم الخاطئة، فضلا عن هذا الأسلوب في التربية قد يقتل عن الطفل الإحساس بالأمومة على الأخص.
    ويقود إسناد تربية الأبناء إلى المربيات جوانب سلبية، إذ أن الصبي الذي تساعد في رعايته مربية قد يصبح "زير نساء" عند البلوغ، وذلك حسب دراسة نشرها مؤخرا مختص بريطاني في شؤون علوم التربية.
    ويقول د. دينيس فريدمان، زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين في كتابه الجديد "الهبة غير المرغوبة: لماذا نفعل أشياء نقوم بها"، إن قيام امرأتين برعاية المولود الصبي قد يرسخ في دماغه الصغير، فكرة أن هناك العديد من الإناث لتلبية احتياجاته، مما قد "يولد مفهوم المرأة الأخرى."
    ويستكشف فريدمان، في كتابه كيفية أن حب الأم لذريتها قد يحدد سلوكيات الأطفال عند سن البلوغ، فالفتيات يتأثرن برعاية المربيات، وهو ما يخلق بين هؤلاء الصغيرات حالة من "فراغ في الحاجة"، قد يحاولن تعويضه في حياتهن لاحقاً بإتباع سلوكيات غير سوية أو الدخول في علاقات جنسية مع رجال متزوجين، ربما تربوا بدورهم على أيدي مربيات.
    إلا أن الأطروحة المتعلقة بالبنين في دراسته هي التي كانت أكثر إثارة للجدل، فبوجود شخصيتين تمثلان الأمومة، كما يقول فريدمان "يخلق انقساماً في عقل (الصبي) بين الأم التي يعرفها كأمه البيولوجية، وتلك التي تشاركه حياته لحظة بلحظة، تلك التي تغسله يومياً وتأخذه في نزهة للحديقة ويشعر معها بتوافق تام."
    ويتطابق ما قاله فريدمان، ما أشارت إليه دراسة قام بها علماء في جامعة أستراليا الوطنية إلى أن عدم اهتمام الوالدين بأطفالهما قد يسبب مشكلات لاحقاً، مهما كان مستوى المعيشة للعائلة.
    وأكدت الدراسة أن غياب الوالدين عن البيت طوال النهار، وترك الأطفال للمربيات أو الوجود غير الكافي؛ يؤدي إلى اكتساب الطفل سلوكاً سلبياً، مقارنة مع الأطفال الذين يقضون وقتاً كافياً مع آبائهم وأمهاتهم.
    وطرح الباحثون مجموعة من الأسئلة على أولياء الأطفال، في الدراسة التي نشرت في مجلة ساينس أليرت، تناولت كيفية استجابة الأطفال في ظروف غير عادية، ومدى إصرارهم على ممارسة ومواصلة بعض النشاطات، وكذا الحالات التي أظهروا فيها الغضب.
    ووجد العلماء أن الرعاية في الحضانة أو الملحقات المتخصصة يمكن أن تقلل من احتمالات تولد سلوك سلبي لدى الأطفال في سن مبكرة من خلال الاهتمام بالأطفال، كل على حدة، على أن يكونوا ضمن مجموعات صغيرة.
    في سياق متصل، ذكر باحثون في جامعة إلينوي الأميركية أن تزايد عدد الأمهات العاملات في الولايات المتحدة أدى إلى ارتفاع دور الحضانة بشكل كبير في العقدين الأخيرين. وتقول الدراسة التي أجريت العام الماضي:"إن هذه الظاهرة نتجت عنها مشكلات صحية عدة عند الأطفال، منها البدانة".
    وتقول الباحثة جوهي كيم وزميلتها كارين بيترسون:"إن طرق الرعاية الحديثة أفرزت سلوكاً غذائياً مختلفاً". وكان تركيز الباحثتين على تأثير الرعاية في تغذية الطفل ونموه.
    وخلصت الدراسة إلى أن الرعاية في سن مبكرة من عمر الطفل لها تأثير مباشر في سلوكه الغذائي ووزنه، وذلك بعد فحص بيانات شملت عينة كافية من الرضّع في الولايات المتحدة. وقالت كيم إن «طرق الرعاية غير الأبوية، بما في ذلك دور الحضانة والاستعانة بالأقارب ومؤسسات توفير الرعاية، تزيد من احتمالات اختلال وزن الطفل بسبب أنماط التغذية غير الصحية».
    وأشارت الباحثتان على موقع جامعة الينوي إلى أن ظاهرة زيادة الوزن، والوزن المفرط كانت أقل حدة بكثير عند الرضع الذين تلقوا رعاية أمهاتهم وآبائهم. وقالت كيم:"إن الأطفال في بعض دور الحضانة يبدؤون في تناول الأطعمة الصلبة قبل الشهر الرابع، وهذا شيء غير مقبول من الناحية العلمية، لأن الطفل في هذه السن لا يستطيع هضم هذا النوع من الطعام. وربما يكون ذلك من الأسباب الرئيسة في زيادة أوزان الأطفال".
    وتضيف الدراسة أن الرضع الذين يحصلون على غذاء مناسب في بداية حياتهم، وينالون قدراً كافياً من حليب الأم، تكون أجسامهم أكثر توازناً ونمواً طبيعياً، وهذا لا يتم إلا في جو عائلي وحضور شبه دائم للأم في المنزل. ووجدت الدراسة أن الرضع الذين يتلقون الرعاية من أقاربهم زادت أوزانهم على المعدل بنحو 160 غراماً.
    وأكد باحثون أن عمل الأمهات يؤثر بشكل مباشر في تربية الأطفال، خصوصاً الرضع، إذ تضطر الأم العاملة إلى مضاعفة جهدها في تربية الأطفال، خصوصاً في تلك الفترة الحساسة. ويكون البديل إما دور الحضانة أو رياض الأطفال، أو أن تقوم بإرسال الطفل إلى أحد أقاربها أو جاراتها، مما يؤثر في نشأته، وبالتالي في التربية، وقد يؤدي إرسال الأطفال إلى الحضانات إلى تنمية عزلة الطفل عن المجتمع. ويشترط الخبراء ضرورة أن تكون دور الرعاية مؤهلة بكوادر متخصصة في التعامل مع الأطفال.
    يرى مختصون في التربية أن ترك الأطفال دون سن الثالثة في الحضانات عوضاً عن رعاية الأبوين يعرّضهم لأمراض نفسية على المدى البعيد، تظهر عند البلوغ.
    وأشارت أخصائية الأطفال، الألمانية جيرتراود شليسنجر كيبة إلى أنه تم بالفعل رصد العديد من هذه الأمراض، الممتدة بين مشاعر الحرمان والخوف والكآبة والشعور بالنقص وغيرها. وأكدت أن أمراض البلوغ النفسية المتأخرة، الناجمة عن ترك الأطفال لتربية الغير «تشبه في أعراضها الأمراض التي أصابت جيل الأطفال الذي شهد الحرب العالمية الثانية».
    وقالت الباحثة:"إن ملايين الأطفال الألمان إبان الحرب العالمية الثانية تركوا في الحضانات ولدى الأقارب مثل الجد والجدة، من دون أن يستطيعوا إدراك الأسباب".
    وأضافت:"نحن متأكدون أن ترك رعاية الأطفال للغير، سواء للأقارب أو لدور الحضانة، يحدث شرخاً بعيد المدى في نفسية الطفل".
    وأشارت دراسة ألمانية إلى أن تخلي الوالدين عن تربية الأطفال في عمر مبكر؛ يؤدي إلى مخاوف مرضية تظهر عند البلوغ.
    ومعروف أن نظام ألمانيا الشرقية السابقة كان يوفر دور الحضانة للأطفال قبل بلوغهم عمر السنة، بحسب مبدأ توفير مواقع العمل للجميع. وحذر الأطباء الألمان من أن الأطفال لا يستوعبون تركهم من قبل الوالدين بسهولة، ويترك ذلك تأثيرات نفسية عليهم. ويمثل الفقدان المفاجئ للوالدين بالنسبة للطفل تهديداً مباشرًا وخطراً لشعوره بالأمن والاسـتقرار.
    اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
    ولاتؤاخذني بما يقولون
    واغفر لي مالا يعلمون
Working...
X