Announcement

Collapse
No announcement yet.

منيب المصري: زيارة العرب إلى القدس ليست تطبيعاً

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • منيب المصري: زيارة العرب إلى القدس ليست تطبيعاً

    أعطى رئيس التجمع الوطني الفلسطيني رجل الأعمال البارز والوزير السابق منيب المصري «البيان» بعض التفاصيل عن سير عملية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي ينخرط فيها بشكل طوعي من منطلق الغيرة على المصلحة الوطنية.. وشدّد على أن ترتيب البيت الفلسطيني «أولوية كبيرة لمواجهة الاحتلال الذي عمل بارتياح كبير في ضوء حالة الصراع الداخلي».

    وبعدما قال المصري لـ «البيان» إنه بات هناك شعور راسخ لدى «فتح» و«حماس» بأن الشعب فقد صبره وأن هناك «همّاً كبيراً يجب التفرغ له هو الاحتلال».. بدا المصري متفائلاً بانطلاقة قريبة لقطار المصالحة، وأعطى، وهو المنغمس في تفاصيل هذا الاستحقاق، ملامح خريطة الطريق المفترضة لتحقيق هذا الانجاز.

    وتحدث المصري، ذو الـ 77 عاماً، عن القدس بشغف، وحذّر من مخططات التهويد المتسارعة والتي استفادت من التهاء الفلسطينيين في معاركهم الجانبية. كما تحدث عن المشاريع التنموية التي يقوم بها إلى جانب شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو) التي يرأس مجلس إدارتها في المدينة المقدسة، استثمارياً أو خيرياً، لدعم صمود أهلها.. وفي هذا السياق، بدا المصري متحمّساً لزيارة العرب والمسلمين المدينة رافضاً اعتبار الأمر تطبيعاً.. فهم برأيه يزورون مقدساتهم وأهلهم ويدعمون صمود المدينة وأهلها.

    كما تحدث المصري لـ «البيان» عن علاقته بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبوعمّار)، وعن عروض قيادة الحكومة التي رفضها، وعن رؤيته لعملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

    وفي ما يلي تفاصيل الحوار التي جرى بين «البيان» وعاشق فلسطين. رجل الأعمال الذي لايحب البيزنس، والسياسي المتطوّع في جهود البحث عن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، والجندي في معركة عروبة القدس:

    تفيد التقارير بأن ربع أهل فلسطين فقراء.. ما هو المطلوب من رجال الأعمال الفلسطينيين؟

    نحن نريد من رجال الأعمال الفلسطينيين توجيه ثروتهم في الاستثمار في داخل وطنهم.. والتوجه إلى القدس لشراء البيوت التي يضطر أصحابها لبيعها إلى الجهات اليهودية.

    هناك إمكانيات هائلة، ورغم الاحتلال الصعب الذي مضى عليه نحو 60 عاما فإن الاستثمار في فلسطين مجد.. صحيح أن عوائده لا تصل إلى 20 و 25 في المئة لكنه يعود على المستثمرين بخمسة أو سبعة في المئة سنويا. والمهم في الأمر أن هناك عملا وربحا وعمل خير كثير، والعمل مبارك. وأنا أطلب من رجال الأعمال الفلسطينيين في الشتات توجيه استثماراتهم إلى فلسطين بالعموم أو إلى القرى والبلدات التي ينحدرون منها. المطلوب من الفلسطينيين العودة باستثماراتهم وكذلك من الأخوة العرب.

    رأس المال جبان، هل تعتقد الاستثمار سهل في ظل احتلال وحالة توتر دائم؟

    أعترف بأن الأمر صعب كثيرا، ولكن بالجد والعزيمة يمكن تحقيق النجاح.

    في العام 1994 عندما عدنا إلى فلسطين أسسنا نحو 200 رجل أعمال فلسطيني وعربي شركة باديكو القابضة وتخصصنا في الإعمار والتنمية، وطرقنا أبواب مجالات عدة ولم ننافس الأشغال والقطاعات الموجودة.. عملنا في القطاعات الصعبة: الإعمار، الاتصالات، المدن الصناعية. الآن تحت لواء باديكو التي أتشرف برئاسة مجلس إدارتها هناك 30 شركة في قطاعات مختلفة. وخلال 18 سنة من العمل أستطيع القول إن رأس المال المستثمر عاد.. فضلا عن توفير فرص عمل لنحو 500 ألف فلسطيني.

    هل تستثمرون في القدس؟

    في هذا الإطار أقول: يا ليتنا فقراء وحافظنا على الأرض، ولا أن نكون أغنياء وأرضنا سليبة، فالإنسان بلا وطن لا شيء.

    القدس تهود وهي تحتاج إلى فزعة جماعية، من أهل القدس، ومن الفلسطينيين في الداخل والشتات لأن هذه المدينة المقدسة مهددة بالتهويد بشكل عنيف وهي تصرخ.. فكل شهر هناك مشروع استيطاني.

    الظروف صعبة، ولكن وطنياً المطلوب هو الاستثمار، ولو واحد في المئة، في فلسطين.

    إسرائيل تخصص مئات الملايين وربما المليارات وأحيانا بتمويل من الولايات المتحدة والأثرياء اليهود الأميركيين.. فلماذا لا تقوم السلطة ورجال الأعمال الفلسطينيين بتمويل مشاريع إسكانية لمواجهة هذا المد الاستيطاني؟

    لا بد من التفريق بين الاستثمار وعمل الخير.. نحن نقدم الكثير من المساعدات لأهل القدس.

    أقصد مشاريع إسكانية بأسعار تنافسية؟

    يوجد هناك في القدس مشروع من 170 وحدة سكنية، وهناك مشروع في غزة، وفي رام الله.

    لا أحد يسمع بهذه المشاريع؟

    نحن لا نحب الدعاية.. ولكننا نعمل الكثير، وهناك رجال أعمال فلسطينيون ينشئون مدنا سكنية ولكن الإمكانيات متواضعة. وهناك الكثير من المشاريع المدعومة عربياً.. فالشيخ زايد، رحمه الله، تبرع لإقامة حي سكني في غزة.

    صحيح، ما يتم إنجازه قليل مقارنة بما يقوم به اليهود.. إلى جانب الدعم من الخارج.. ونحن نناشد الدول العربية بأن تدعم الفلسطينيين كمقابل للدعم الذي تقدمه جهات غربية لدولة الاحتلال. والشعب الفلسطيني شعب مقاوم وصامد في أوجه أصعب احتلال عرفه التاريخ.

    ولكن هناك تقارير عن فساد موجود.. والأموال العربية الراغبة في العمل تخشى ألا تصل إلى مستحقيها؟

    الفساد موجود في كل مكان. ونحن نقر بأنه لا يجب أن يكون لدينا في فلسطين مثل هذه الآفة، ونحن نعمل بكل جهد ممكن للقضاء على الفساد، وهذا إن وجد فهو يعني عدم الانتماء وتغييباً للضمير، ويقف وراؤه المتسلقون.

    الحكومة الفلسطينية تحاول بكل ما أوتيت وقف هذه الممارسات المعيبة. ونحن نأمل أن تتمكن الحكومة المقبلة من وقف هذا الشيء.

    السياحة إلى القدس

    هل أنت مع السياحة العربية الإسلامية إلى القدس؟

    نعم، ونطلب من كل المسلمين زيارة القدس.

    ألا يعتبر ذلك تطبيعاً؟

    لا، فزائر القدس يزور أهله ووطنه وهو يشتري من دكان عربي، وينزل في فندق عربي.. هذا ليس تطبيعاً.

    زائر القدس لا يتوجه إلى إسرائيل بل يتوجه إلى أهله، وهذا الأمر فيه دعم لأهله وشعبه، أيّاً كان جنسية الزائر.

    هل هناك فنادق عربية؟

    نعم، أخيرا اشترت شركة باديكو فندقا من فئة 5 نجوم في القدس الشرقية كان مستثمرون إسرائيليون يريدون الاستحواذ عليه.

    هذا يذكرني بحقبة الخمسينيات عندما كنا في الجامعة، حيث كنت أنفعل وأتعارك مع أي فلسطيني من أهل المناطق المحتلة لعام 1948 كان يحمل جواز سفر إسرائيليا أما الآن فأنا أشكره لأنه صمد.. فلولا هؤلاء لفقدنا كل الأرض.

    أنا أطلب من كل عربي قادر على زيارة القدس أن يأتي لزيارة هذه المدينة، ليساعد أهلها على الصمود .. ويجب على الفلسطينيين والعرب أن يتضافروا في سبيل دعم صمود المدينة وأهلها.

    وأنا منغمس جداً مع الغيورين على القدس في البحث عن وسائل دعم الصمود في هذه المدينة الغالية والبحث عن مشاريع فيها.

    هل تعطينا لمحة عن بعض هذه المشاريع؟

    قبل يومين أرسلت رسالة إلى رئيس لجنة القدس محمد اشتية استعرضت فيها مجموعة من المقترحات.

    شراء المستوطنات!؟

    كان هناك كلام وتسريبات عن عرض لشراء مستوطنات، هل هذا صحيح؟

    لا، إذا تخلينا عن الإشاعات وتفرغنا للعمل والمصداقية فهذا أفضل ما نُقدمه لشعبنا. فالشباب الفلسطيني سئم المبالغات.

    رفض رئاسة الحكومة

    كان اسمكم مطروحا قبل سنين لرئاسة الحكومة الفلسطينية.. لماذا رفضت؟

    أنا في السبعين من العمر، وتبوأت قبل 40 عاماً حقيبة وزارة الأشغال في المملكة الأردنية الهاشمية، وفي العام 1994 عندما عدت إلى الوطن بعد توقيع اتفاق السلام تسلمت حقيبة التعمير.. أما الآن فأنا لست في معرض تولي مسؤولية الحكومة وأبلغت القيادة أنني على استعداد لتقديم خبرتي إلى الشباب.

    نحن بحاجة إلى دعم الشباب.. أتطلع إلى وصول امرأة إلى رئاسة الوزراء.. وإلى الرئاسة.

    الراحل ياسر عرفات طلب منّي ثلاث مرات أن أقود الحكومة. ولكني قلت ولا أزال: الشباب لهم الأولوية ولن أبخل بالخبرة والاستشارة.

    كان لك دور في المصالحة الفلسطينية بعد أحداث 2006 الحزينة وانفصال غزة عن الضفة؟

    نعم، وهذا الأمر لم ينقطع.. حتى اليوم نبذل كل ما نستطيع لتحقيقه.

    في العام 2006 وضعنا في القطاع الخاص وثيقة وطنية أوصلناها إلى الأسرى الذي تبنّوها تحت اسم وثيقة الوفاق.. وحتى الآن لنا جهد لا بأس به في سبيل تحقيق المصالحة.

    على من يمكن إلقاء اللوم في تأخر المصالحة؟

    الحق على الطليان! المسؤولية على الطرفين: «فتح» و«حماس».. ولكن أعتقد أن الأمور الجارية الأن جدية.

    أنا الآن أرأس التجمع الوطني الفلسطيني الذي يتكون من مستقلين هدفهم أن يكونوا فريقاً عاملاً مشاركاً له قراره المستقل الذي يؤثر على القرار السياسي.

    وما هو الدور الآن؟

    دورنا كبير جداً.. هناك أربعة أعضاء من تجمعنا داخل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.

    هذا الأمر شغلي الشاغل حاليا، 12 ساعة من 18 ساعة أعملها يومياً أكرسها لدعم هذا الجهد.. إلى جانب دعم الصمود في القدس.

    هل تتوقّعون نجاح جهود المصالحة الحالية؟

    100 في المئة .. وكنت في الآونة الأخيرة في إطار حركة مكوكية بين دمشق والقاهرة وعمّان ورام الله ونابلس وغزة .. وكان هناك اجتماع قريب في بيتي وكان الاتفاق على ضرورة إنجاح الانتخابات الموعودة.. وأعطت الفصائل المشاركة الثقة في جهود تجمعنا المستقل. وأنا أعتقد أن ترتيب الفلسطيني أولوية كبيرة لمواجهة الاحتلال الذي عمل بارتياح كبير في ضوء حالة الصراع الداخلي.

    وهناك شعور راسخ لدى «فتح» و «حماس» أن الشعب يقول: كفى وكفى وكفى. والفلسطينيون استوعبوا أن لديهم هماً كبيراً يجب التفرغ له هو الاحتلال.

    وأعتقد أننا سنرى قريبا حكومة التوافق برئاسة الأخ أبومازن.. والانتخابات ستسير معها بالتزامن.

    هل ترى أن هناك تأثيراً لما يعتقد أنه ربيع فلسطيني يعتمل؟

    هذا قسم من الصورة.. فالشعب سيحاسب الطرفين إن فشلت الجهود.

    ماذا عن استحقاقات المصالحة، كالانتخابات، وإعادة تشكيل المجلس الوطني؟

    الانتخابات قريبة جداً. كنت قبل أيام في غزة مع اللجنة المركزية للانتخابات والتقينا الأخ اسماعيل هنية وكان معنا د. حنا ناصر و د. رامي الحمدلله وتلقينا ردود فعل جيدة، والقطار على السكة.. وإن شاء الله نرى قريبا انتخابات بلدية وتشريعية ورئاسية وتلك الخاصة بالمجلس الوطني.

    على اعتبار أنّكم أعضاء في المجلس الوطني منذ تأسيسه.. ما هي ملامح التغيير الذي يطال تركيبته ومكوّناته؟

    نحن الآن نجتهد في الإطار القيادي المؤقت لوضع محدّدات تفعيل مؤسسات منظمة التحرير من كل الفصائل التي كانت داخل منظمة التحرير والتي لم تكن منضوية، مثل: حماس والجهاد. ولجنة الإطار القيادي مؤلفة من 15 شخصاً، بينهم أربعة من تجمعنا.

    تعثّر السلام

    يتردد أن هناك احتمالات لاندلاع انتفاضة ثالثة، هل هذا الأمر ممكن؟

    طبعا، إذا استمر الخلاف والانقسام، وإذا استمرت إسرائيل مراوغاتها في سياستها الاستعمارية، فنحن اليوم نقترب من السنة 19 من التفاوض، والرئيس قال لا مفاوضات قبل وقف الاستيطان بالكامل.

    بعد 18 عاما من أوسلو.. هل تعتقد أن النتيجة كانت مرضية؟

    حققنا القليل صحيح.. ولكن الثمرة الكبيرة هي عودة بين 250 و300 ألف شخص.. فضلا عن إقامة المؤسسات وإطلاق ورشة المشاريع والتعمير، على جانب المفاوضات مع إسرائيل، كان هناك ضياع للجهد والوقت، كان يجب وقف عملية التسوية قبل وقت طويل عندما ظهرت المماطلة والتسويف. وعلينا الآن أن نعيد الاعتبارات وأن يكون هناك تقييم سنوي.

    أخطاء القيادة

    هل يمكن لوم الراحل أبوعمّار على عدم إنجاز اتفاق سلام كامل؟

    لا، هو الرمز. والقائد والبطل لا يحاكم، صحيح أنه كان هناك أخطاء، وأنا أغفرها له، ولكن كان هناك إنجاز ويجب الآن أن نبني على ما حققه.

    هو أعاد للشعب الفلسطيني الكثير من الحقوق، وصمد حتى النفس الأخير ورفض التنازل.. ولا أعتقد أن أي قائد للشعب الفلسطيني يستطيع أن يقدم للسلام ما قدمه أبو عمار.

    أما بالنسبة لأوسلو فالتاريخ هو الحكم. وكان يجب أن تكون هناك استفاقة لمواجهة المماطلة الإسرائيلية قبل وقت طويلة.. سبع أو عشر سنوات. وعلينا الآن أن نبني على الإيجابيات التي تحققت في إطار عملية التسوية.. ونطوي صفحة الانقسام حتى نتفرغ لمعركة صمود القدس.



    محظوظ وأحب الخير



    بدأت «البيان» حوارها مع ضيفها بتهنئته بالتكريم الذي حازه من مجلة «أريبيان بيزنس» كونه أحد اربعة تم تكريهم من بين قائمة الـ 500 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم العربي، فرد بتواضع جم: «لا أحب تسميتي برجل أعمال، فأنا قبل كل شيء أحب عمل الخير ولا أفهم كثيرا في البزنس ولكنني محظوظ . أعمل كثيرا، وأحب بلدي كثيرا، وأحب الخير لكل العرب».



    الماء والهواء



    كرّر منيب المصري خلال الحوار مع «البيان» مراراً القول: «بدون فلسطين لا أستطيع العيش». وأضاف المصري: «رغم أننا نعيش بنكد صباحا ومساء بسبب الاحتلال. ولكن لا خيار أمامنا.. يجب أن نعمل حتى نحرر بلدنا، فلسطين تستاهل أن تكون بلدا جميلا وحراً».

    8

    أعاد ضيف «البيان» اعتذاره عن عدم قبول تولي مناصب قيادية في السلطة الفلسطينية إلى اعتلال صحّته. وتحدّث عن وجود ثماني شبكات تنظم عمل قلبه.

    لكن المصري اعتبر هذه الشبكات الثماني فداء لياسر عرفات ولفلسطين. وقال: «أبوعمّار هو بطلي وملهمي.. وكان صديقي».



    200

    بعد دبي توجّه منيب المصري إلى اسطنبول في مهمة متشعّبة: اقتصادية سياسية، ولكن عمادها تنسيق المواقف تجاه القدس، ومنها الشق السياحي. وقال المصري لـ «البيان» في هذا الصدد: «تركيا تستقطب 30 مليون سائح، فلو أرسلوا لنا 200 ألف سائح إلى القدس ستتمكن هذه المدينة المقدسة من الوقوف على رجليها».



    أكثر...
Working...
X