Announcement

Collapse
No announcement yet.

بلدي وصراع اللغات

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بلدي وصراع اللغات

    السلام عليكم ورحمة الله

    بلدي وصراع اللغات


    إبان الاستقلال رفع علال الفاسي الزعيم المغربي كما أسموه آنذاك ولا زال، لواء وشعار " اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد" بعد أن كانت اللغة الفرنسية هي المستحوذة على دواليب الدولة بعد 50 سنة من الاستعمار الفرنسي للمغرب.
    وكان الشعار بحجة انتماء المغرب للشرق العربي جذورا ودماء متناسيا أن هناك عرقا آخر يستولي على ثلثي البلاد وهو العرق الأمازيغي بأطيافه الكثيرة.
    لا يهم فمن يستولون على السلطة هم من لهم الحق في الرأي والقرارات. وانطلق المغرب في سياسة التعريب بعد عدة سنين من مناداة الزعيم المغربي بذلك( رغم أنه اي علال الفاسي كان يدفع بعشيرته الأقربين للتعليم بفرنسا عوض البقاء في المغرب أو مسايرة التعليم في مدارس البعثة الفرنسية المتواجدة إلى الآن في المغرب والتي تعتبر محرمة على المواطن البسيط فنحن لا نملك الأورو الذي يملكه هؤلاء)
    ماذا كنت اقول آه،
    انطلق المغرب في سياسة التعريب والتي أوصلت التعليم في المغرب إلى الحضيض ولم تفلح في تغيير لغة مؤسسات الدولة فمازالت الفرنسية هي المسيطر الأوحد على مقاليدها. فأصبحنا كالغراب الذي أراد يوما ما تقليد مشية الحمامة فنسي مشيته ولم يفلح في تقليد الحمامة.
    حاليا وبعد أن هزمت اللغة العربية في الحصول على مباركة الدوائر الرسمية من أجل التعامل بها، خرج هناك تيار آخر يطالب باستعمال اللغة الأمازيغية والاعتراف بها كلغة رسمية في البلاد تدرس مثلها مثل العربية والفرنسية على حد سواء ويقبل التعامل بها في المؤسسات وكذا إدخالها في الكتابات الرسمية مثلها مثل اللغة الفرنسية فهي الأجدر لأنها لغة عريقة جدا في المغرب.
    فرفض الطلب لكن ما زال مناضلوا اللغة الأمازيغية يطالبون بحقهم الشرعي في إثبات اللغة الأمازيغية والاعتراف بها بصفة رسمية.
    وبالتالي تبقى اللغة الفرنسية هي المستحوذ الأكبر على دواليب الدولة فإذا لم تكن قد رضعت من " كاترين" أو يكون عرابك" جون" فلا داعي لأن تتقدم لنيل منصب راق أو أقل في بلدي العربي.
    ومؤخرا خرجت لنا شطحات أخرى تطالب الدولة باستعمال (اللهجة العامية) في الدوائر الرسمية بحجة أن المواطن المغربي لا يتعامل في تعاملاته العامة مع الإدارات وفي ممارساته اليومية باللغتين العربية والفرنسية.
    لقد اختلط الحابل بالنابل فماذا نفعل؟ وتحت اي شعار ولواء سنستظل؟ أظن أنه سيأتي يوم تطالب به دوائر أخرى باستعمال الإشارة كلغة رسمية للبلاد بدل لغة الصمت والتي اعتمدناها نحن الشعوب وجبلنا عليها من زمان.

  • #2
    رد: بلدي وصراع اللغات

    أختى الغالية العزيزة عائشة
    كعادتك تأتين بمواضيع قيمة , لكنك اليوم تحدثينا عن مشكلة خطيرة جدا وهى مشكلة انسلاخ الذات والتردد بين
    ثقافات ولغات عديدة البعض منها يطمس الآخر بعد ان اصبح لكل لغة اهل وانصار ومتحدثين بها , لكن الموضوع
    طويل ومعقد أكثر مما نعتقد , فنأتى اولا على الفرنسية , وهى لغة الأستعمار الذام دام فى بلاد المغرب لعقود ,
    ومن خلال نظرتى للمستعمر الفرنسي , وجدت انه فى معظم البلاد التى تواجد فيها عمل على طمس الهوية والشخصية
    التاريخية بضراوة , على عكس مثلا انجلترا التى كان هدفها الاساسي هو استنزاف موارد الدول المحتلة , ومن هنا
    كانت مشكلة اللغة الفرنسة فى بلاد المغرب والجزائر وتونس , وكان يجب ان نتخلص من اللغة الفرنسية فور اعلان
    الاستقلال لكن طبعا ( عقدة الخواجة ) كما نسميها فى مصر هى داء الامة كلها شرقا وغربا , فحتى بعد الاستقلال
    عن المستعمر الذى اذاقنا المر والويلات دائما نتمسح فيه وفى لغته وثقافته , وكما قال ابن خلدون قديما ان الشعوب
    لا تفعل هذا إلا اذا انهزمت فكريا , فتتبنى افكار ولغة العدو المنتصر , والقضاء على مشكلة اللغة الاجنبية صعبة لأنكِ
    كما ذكرتِ التعليم فى بلادنا اصبح عار , واذا اراد الاهل ان يضمنوا لابنائهم تعليم جيد فعليهم فى ظل الواقع المرير ان
    يهربوا من براثن التعليم الحكومى الفاسد المتنبنى العربية كلغة , ويذهب إلى المدارس الاجنبية التى حقا تعطى تعليم راقى
    لكنه يمحي الجذور الاصلية للطالب ويجعل منه مسخ , وانا ارى ان كلامى عن اللغة الاجنبية مسطح ايضا لأنه مبحث من
    الممكن ان يكون فيه دراسات ومجلدات عملاقة , لكن التناحر بين العربية والامازيغية هو ايضا شئ غريب , فبعد 1400 سنة
    على اسلام اهالى المغرب مازلت مشكلة اللغة والعرق قائمة , قد يكون هذا جائز لأن كثيرا ما استقلت المغرب خاصة عن
    الخلافة الإسلامية معلنة دولة إسلامية مستقلة بعيد عن الاجواء العربية الخالصة فى المشرق والوسط , لكن من الممكن جدا
    ان يكون تواجد لغتين وعرقين مختلفان هو وجه من وجوه التميز والاثراء للحياه الثقافية والابداعية هناك . فأكم من دول فيها
    العديد من العرقيات واللغات والديانات والمذاهب المخلتفة ويعيش الكل فى سلام وانسجام , لكن هنا وبسبب احيانا الكبر والصراع
    على الصدارة وجدت نوع من الخنق فى كل من الطرفين وارادة لاثبات الذات من حيث جعل لغته وثقافته هى الرسمية والاولى ,
    وانا ارى من وجهة نظرى البعيدة عن الوضع فى المغرب وكوني عربي الهوية , هو اجعال العربية اللغة الاولى فى الدواوين والمدارس,
    وهذا لعدة اسباب اراها , اولا انها لغة القرآن وتعلم كتاب الله واجب على كل مسلم , فانتم مسلمون وقريبا من العربية فيجب تفعيلها من
    الناحية الديانية , اما الناحية الاخرى ان اللغة العربية فهى لغة باقى الجيران والبلدان المحيطة بكم وجعلت منا أمة واحدة لدهور طويلة
    ووجدت علاقات الدم والمصاهرة والأخوة التى من الصعب الابتعاد عنها , وثاثا وهى مقاربة لوجهة النظر الفائتة ان وحدة اللغة مع دول
    عديدة محيطة خلق نوع من الكتلة والأممية التى من شأنها يوما ان تعلي وتناهض باقى الأمم , فالعربية هنا تقرب المغرب ودول عديدة
    بعضها البعض من ناحية الاثراء الثقافى والاقتصادى والحياتى .
    اما عن اللغة الدارجة فى المغرب فأنا ارى ان تلك الفكرة سلبية جدا ومن ينادون بها هم من دعاة التخريب والاستسهال , لأن دائما
    اللغات يكون لها مرجعية واللغة العامية تتغير تغير سريع ومستمر ويدخل عليها الفاظ غريبة , فاذا تبنى هذه الفكرة فما يكتب الآن سيصير
    بعد سنة لغة غريبة غارقة فى المحلية , وقد وجد فى مصر دائما من ينادوا بهذه الفكرة ومن فترات طويلة حتى ايام الاحتلال .
    عائشة العزيزة اعرف ان كلامى كان غير علمى لكنه ما اراه وأنتظر التفاعل لتباين وجهات النظر
    اه يا دهر هات ما شئت و انظر عزمات الرجال كيف تكون
    ما تعسفت فى بلاءك الا هان بالصبر منه ما لا يهون






    sigpic

    Comment


    • #3
      رد: بلدي وصراع اللغات

      أختي الكريمة عائشة

      لطالما تأتين بالنفيس من المواضيع التي تلامس العمق العربي وجذور مشاكله أرى :

      أن مسألة الصراع في المغرب هذا أتونه في أمور كثيرة أقف عند ابرزها :

      1ـ العصبية للجنس " القوم " والتي تتغلغلت في عمق المجتمع نتيجة الجهل التي تفرضه السلطات والتعسف ببحق الأقليات ومنهم الأمازيغ الذي يتعايشون مع العرب من عمق التاريخ ولم يحصل أن ظهرت هذه البوادر كماظهرت في العقود الأخيرة ، مردّ ذلك صراع أن أكون أو لاأكون ، فعلى السطات الالتفات لحقوق المواطنة واعطاء كل ذي حق حقه وسعته وموقعه الحقيقي .

      2 ـ التعليم الذي يسيطر عليه حفنة من المستعربين الذين جلّ همهم طمس الهوية الإسلامية عن المجتمع المغربي ولاأقول العربية لأن الهدف أبعد رزع الفتن بين فسيفساء المغاربة أياً كان جنسهم ليسنى لهم جعل المغرب يغرق في أتون التفرقة وبالتالي الجهل ليكون المغرب مسرحاً للغرب وثقافته وهذا الذي يحصل اليوم " طمس الهوية الإسلامية المغربية "

      3ـ مسألة الصراع بين الجزائر والمغرب أثرت لحد كبير في تأجيج هذا الصراع بين مغرب متشدد بحقه في الصحراء وبين جزائر المتشدد بحقه فيها وتشرذم الأمازيغ بين هذا وذاك والصراع الخفي بين الثقافة الغربية والأمازيغية والذي خلفه صراع ايدولوجيتين سياسيتين بين متشدد للعروبة " الجزائر " وبين مغالي في الحداثة الغربية " المغرب " جعل هذا الصراع ينتد لما نراه اليوم في المغرب .

      4 ـ ثم تجمهر العرب وراء مشكلة الصحراء بين مؤيد للجزائر وبين مؤيد للمغرب دون تسوية سياسية منطقية منذ افتعال هذه المشكلة لليوم مغذاه ومفاده أن العرب لا يلتقون وأنهم ممزقون كنظام سياسي عام ومشتتون وهذا الذي يسمح لمثل هذه الصراعات بالتأجج كنار تحرق بجسد الأمة .

      عائشة كم شكري لكِ كبير على هذا الطرح الجريء والهادف
      وكم انا سعيد بكِ لهذا التميّز
      تحياتي لك ِ

      Comment


      • #4
        رد: بلدي وصراع اللغات

        السلام عليكم ورحمة الله

        شكرا لك يا قرة عيني كريم وشكرا لك أخي معتز على اهتمامكم بموضوع الساعة في بلدي وجازاكم الله خيرا على الإضافة المميزة لكليكما عزيزي.
        وامتناني الكبير لمن قام بتثبيت هذا الموضوع.



        وساضيف على موضوعي، فربما هذه الإضافة سقطت سهوا أو ربما تعمدا حتى يعاد فتح النقاش في هذه المعضلة الجديدة التي أرخت ستائرها علينا وأصبح كل فصيل وكل جمعية وكل حزب يغني على ليلاه كما يقال، إنها لعبة السياسة التي لن نفهمها نحن الشعوب وإن فهمناها فما العمل؟؟؟

        إسبانيا وبعض الدول الأجنبية كهولندا مثلا فهمت ( الفولة كما يقال) وتوصلت إلى الضرورة الملحة للتواصل مع كل الأجناس والأعراق للتقليل من المشاكل التي تعاني منها جراء اختلاف الألسن، فجندت فرقا لدراسة اللغة الأمازيغية لتسهيل التقارب الفكري بين الدولة المضيفة وبين المهاجر الذي أصبحت له جذورا هناك، وذلك نظرا أن المهاجر الأمازيغي يشكل نسبة كبيرة جدا في بلدان المهجر.

        هذه العملية التي قامت بها تندرج ضمن:

        أولا: احترام المهاجر الأجنبي والذي أصبح تواجده بنسب عالية نتيجة الهجرة التي انطلقت بعد الاستقلال واصبح بالتالي مواطنا رسميا يجب التعامل معه في سياق المواطنة وإدراجه ضمن قوانين البلد الأم فباتت له حقوقا مدنية وقانونية ودستورية مثله مثل باقي السكان الأصليين بل استطاع أن يحصل على مراكز مهمة داخل منظومة ذاك البلد.

        ثانيا: تسهيل التواصل بين مختلف الأجناس والعمل على التقارب الحضاري والثقافي وتذويب كل المشاكل والعمل على الحد منها من أجل الارتقاء بالإدارة وتقريبها من المواطن كيفما كان عرقه وتوجهاته وهذا كله من أجل خدمة الصالح العام والذي يخدم بصفة مباشرة مصالح الدولة.

        فإذا كانت الدول الأجنبية قد توصلت إلى حل اللغز الذي بات يتقوى خاصة في السنوات الأخيرة وعرفت بأن التقارب اللغوي هو الحلقة الأقوى لفهم متطلبات الشعوب رغم غرابة لغاتهم فكيف بالمجتمع المغربي الذي تعتبر اللغة العربية و الأمازيغية واللغة الفرنسية لبلد مترامي الأطراف متداخلة فيما بينها مازال يتخبط بين القبول والرفض.

        أم يجب علينا دائما أن ننتظر تحرك الآخر حتى نستمد منه المشروعية وننفذ ما سبق وأن قام به ولسنين عدة، أو أن المقولة الاستعمارية التي تجعل وصاية الرجل (الأبيض الشمالي المتقدم) على الآخر (الجنوبي المتخلف) ما زالت في عقليتنا رغم اسقلالنا الكامل ومنذ عقود.


        مـــــــــــاذا أقـــــــــول ؟


        عن أي استقلال كامل أتحدث!!!!!!!؟؟؟؟

        Comment


        • #5
          رد: بلدي وصراع اللغات

          الأخت العزيزة عائشة

          لقد قال عبد الرحمان ابن خلدون في مقدّمته :" المغلوب دائما يقتدي بالغالب "

          و الإقتداء بالغالب لا يكون على مستوى النظام السياسي أو المنظومة التعليمية

          أو الإقتصادية أو الفكرية بل يكون ايضا على مستوى اللغات . و إذا عرفنا ما

          للغة من أهمية بالغة في تحديد الفكر و التوجهات عرفنا السبب الحقيقي الذي يجعل

          من الدول الغربية تنفقل مئال المليارات من أجل نشر لغتها الرئيسية . و تستخدم

          هذه اللغة كوسيلة للهيمنة الإقتصادية و السياسية على البلدان المستعمرة و شبه

          المستعمرة و التابعة . و سواء اللغة العربية أو اللغة الأمازيغية في ظل الهيمنة

          الإستعمارية لن يكون لهما تأثير و اهمية خاصة و أن الأنظمة تسعى لتفيذ

          المخططات الإستعمارية الغربية و تطبيقها حرفيا بما يجعلنا كشعوب و أقليات

          نعيش التبعية للغرب .

          أختي العزيزة ، الصهاينة عندما استقروا على أرض فلسطين و احتلوها قرروا

          بالرغن من أنهم أتوا من أماكن مختلفة و متنوعة اللغات أن يجعلوا بالرغم من

          تنوع لغاتهم من اللغة العبرية اللغة الرسمية . كما قرروا أن يجعلوها لغة العلوم

          عندهم و قاموا بالترجمة و نجحوا في ذلك و الدليل أننا في وططننا العربي نجد أن

          بعض الأنظمة العربية تفرض على الطلبة تعلم اللغة العبرية كلغة إجبارية و كلنا

          يعلم أن اللغة العبرية هي لغة ميتة لكنهم أحيوها و جذبوها من التاريخ و أثروها

          بمصطلحات جديدة تتماشى و تواكب التطورات العلمية الحديثة . و الصهاينة لم

          يقوموا بهذه العملية إلا لإدراكهم أهمية اللغة في تحديد الفكر و الوعي و لمعرفتهم

          بأن وحدة اللغة تمثل قوة تفوق قوّة الأسلحة و الجيوش . و لكننا لن نعمل على

          الحفاظ على لغتنا القومية التي توحدنا و تكون لنا درعا متينا أمام ما يخترقنا من

          أخطار خارجية كلها تعبر عن أطماعها و تسعى لتذويبنا و تلاشينا.

          أختي العزيزة ، إذا كانت اللغة العربية بالرغم من أنها لغة القرآن و بالرغم من

          أهميتها و ثرائها و استعمالها من طرف الملايين و بالرغم من كثرة النصوص

          التي تكتب بها وقع تهميشها من طرف الأنظمة و من طرف الإستعمار لغايات

          ذكرتها و نعرفها جميعا فكيف يمكننا أن نتحدث عن اللغة الأمازيغية و ما هو

          مستقبلها ؟ و ما هي أهمية نشرها و الحفاظ عليها .


          شكرا لك على هذا الموضوع

          تحياتي و ودّي
          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          Comment

          Working...
          X