Announcement

Collapse
No announcement yet.

و عاد وحيداً

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • و عاد وحيداً







    تأملته لفترة ربما كانت قصيرة لكنها بالنسبة إليها دهراً .. حاولت أن تغرق في أفكاره لتقتنص ذلك القرار الذي تنتظره بشغف ... لا زال صامتا .. يفكر بعمق .. بدأ التوتر يعتريها و يكسو ملامحها .. ماذا ينتظر الأمر بسيط .. ربما هو بسيط بالنسبة لها .. . لكنها و لتعترف أنه شديد التعقيد بالنسبة له ... هو يريد أن يسافر ليحقق أحلامه .. يريد أن يجد آفاقا أوسع بعد أن ضاقت عليه سبل الحياة و لا يجد فرصا مناسباً .. يريد المنزل الكبير و السيارة الفارهة و الرصيد المكدس في البنوك .. هي تريده هو .. لا تريد غيره ..تراجع أرجوك .. الأمر بسيط سنعمل معاً .. سنتكاتف يد بيد يظلنا الحب و يلفحنا الأمل .. سنتدبر أمورنا .... ستكون الحياة في البداية شاقة ثم ستلين مع الوقت .. أرجوك لابد أن تسمعني جيداً .. الحب سيجعلنا أقوى سنستمتع بسنوات عمرنا و بأطفالنا يكبرون أمامنا وسنستمتع بنتاج كفاحنا و بثمرات كدّنا ... تكلم .. أشعر إني أنتظر سنوات على منافذ عقلك و سنوات على أبواب ثغرك كي أعرف القرار .. هذا القرار الذي سيغير مصيرنا ... و تكلم أخيراً .. سأسافر هو قراري و لا يوجد بديل .. ثارت في وجهه ,, أنك تعلم ما معنى قرارك هذا .... هو الفراق لن أستطيع أنتظارك .. أنك تتخلى عني ,, عن أحلامنا .. حاولت أن تستجدي عواطفه و أن تذكره بتاريخهم الرائع معاً... إلا أنه تمسك بقراره وودعته على أرض المطار .. عيناها تقبلانه للمرة الأخيرة .. دموعها تتتساقط كندى الفجر على محياها الوردي .. و عادت وحيدة ..



    سنوات و سنوات مرت و هو يحصد النجاح تلو النجاح و يكدس الأموال في البنوك و يشتري العقارات و السيارات ... عشرون عاماً لا يمل و لا يكل و لا يشبع


    ثم ... قرر العودة .. لم ينتبه إلى كل هذه السنوات .. مرت كالبرق ... عاد و هو يظن أنه سيجدها في أنتظاره بنفس اللهفة بنفس مشاعرها الفياضة بنفس دموعها الرقيقة ... يشعر بأشتياق شديد إليها ... إلى دفئها و حنانها و ضحكاتها التي كانت تزغرد لها الدنيا.


    بحث عنها حتى وجدها أخيراً ... نعم هى .. تجلس في حديقة صغيرة .. تضحك بسعادة .. و رجل وسيم يجلس بجانبها يطبع قبلة على رأسها ... من هذا الرجل أستشاط غضباً ثم من هؤلاء الأولاد الذين يحيطون بهما ... لهم نفس الشبه .. هم قطعة منه و منها ... تنبه للحقيقة .. و شعر بغصة في حلقه فأبتلعها في مرارة ... ثم عاد وحيدا ً

  • #2
    رد: و عاد وحيداً

    الأخت العزيزة همس الورد

    إن الحياة اختيار و منهج يسطره الإنسان و يسير

    وفقه و الهجرة في ظل الأوضاع الراهنة أصبحت

    ملاذا للكثير من شبابنا لأن فرص العيش قد ضاقت

    عليهم و لم يجدوا سبيلا للحياة داخل أوطانهم .

    و الحب لوحده لا يكفي لتكوين اسرة لها حاجياتها

    المادية الضرورية. لكن في المقابل قد يكون هذا

    الشاب قد أخطأ لأنه لم يعتمّ إلا بالمال و أهمل في

    داخله الجانب الإنساني و تفرد بالقرار و لم يهتمّ

    بتوسلات حبيبته و لم يعط لنفسي الفرصة للتفكير

    و البحث عن سبل أخرى و حلول للعيش و الكسب

    داخل وطنه .

    إن هذه القصة تجعل القارئ يتعاطف مع الفتاة

    و لكنني أتعاطف مع الشاب الذي أهمل السعادة

    و لم ينفعه ماله في تحقيق الاستقرار الذي يريد

    و في الفوز بحياة يعمّها الحب و الدفء العائلي

    في حين أن الفتاة أسست أسرة جديدة و أنجبت

    ابناء و لم تكن وفية لحبيبها و لذاتها .

    تحياتي العطرة
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    Comment


    • #3
      رد: و عاد وحيداً

      أستاذ الهادي

      كل الشكر لك على تحليلك للقصة
      و أنا أيضا أتعاطف مع الأثنين
      لكن الفتاة لا نستطيع أن نقول عنها غير وفية
      لقد أفترقا و نسيها هو في سعيه الدائم لتحقيق مستقبل أفضل
      هل تظن أنه بمقدورها الأنتظار كل هذه السنوات
      لقد فضل السفر و المال على الحب و الدفىء الأسرى
      هى من تمسكت به و هو من تخلى عنها

      ثم أن هذه أولى محاولاتي في كتابة القصة
      و هي قصة كثيرا ما تحدث في الحياه

      شكرا لك أستاذ الهادي
      دائما مرورك يسعدني و يشرف موضوعي
      لك مني كل تقدير

      Comment


      • #4
        رد: و عاد وحيداً

        قصتك جميلة اختى همس
        وهى صورة من واقع نحياه فى ظل التردد بين المال والحب
        فى وطن أصبح الحب فيه حرام لأنه دائما ما يواجه ضيق اليد ,
        فالمال والحلم بمستقبل أفضل ليس عيبا او مكروها لكن فى اوضاعنا
        الراهنة وجب على الشاب او الفتاه التنازل عن احداهما ليستمته بالآخر
        والحق ان كلاهما يكمل الآخر , قصتك رائعة وسلسة جدا تجذب القارئ
        بدون اى افتعال منكِ , والحق انى مثلك اتعاطف مع الاثنين .
        اختى همس دمتِ مبدعة
        اه يا دهر هات ما شئت و انظر عزمات الرجال كيف تكون
        ما تعسفت فى بلاءك الا هان بالصبر منه ما لا يهون






        sigpic

        Comment


        • #5
          رد: و عاد وحيداً

          أخي الرائع كريم

          أشكرك على كلماتك و على رفعك معنوياتي هههههههههه
          كدة ممكن أكتب قصص تاني و أريح قسم الأبداعات
          و الحقيقة أن ما رويته في القصة يحدث كثيرا حتى أستفزني لأن أكتب
          أصبح المال و الحب شيئان قلما أن يجتمعا
          فكان التنازل عن أحدهما في سبيل الحصول على الآخر
          و كلا من الشاب و الفتاه ضحايا للظروف التي تفرض نفسها على المجتمع

          كل الشكر و التقدير لك كريم
          على تحليلك للقصة و كلامك و تشجيعك لي

          Comment


          • #6
            رد: و عاد وحيداً

            السلام عليكم ورحمة الله

            عندما يتحدث الهمس يجب على الكل أن ينصت بهدوء وانتباه، يتحدث فيلامس كلامه المكنون منا ويعانق الروح والوجدان، نتمنى لو أن الهمس ما انتهى من حديث وما نزل عن المنصة رغم أن همساته تضل مرافقة لنا طول الوقت.
            بعد اشتياق وحنين لأرض الوطن: الوطن الأم، الوطن الأرض، الوطن الحبيبة.

            استقل الطائرة، ساعات فقط وانطلق صوت المضيفة بصوتها الهادئ الملائكي ينبه السادة المسافرين بأن الرحلة قد اقتربت من الانتهاء دقائق فقط وتنزل الطائرة أرض المطار.

            طار قلبه من بين أضلعه يسبقه إلى حيث كان الصبا، كان الأصدقاء، كانت الدراسة، العائلة والحبيبة.

            سجد على الأرض وقبل ترابها الزكي المعطر برائحة البطولة وكفاح الأجداد والآباء.

            أحس بنغز في قلبه فقط شعر أنه ما قدم لأرض أجداده شيئا، تركها وانصرف عنها ولم يلتفت لتأوهاتها وصراخها وتوسلاتها بأنها تحتاج من يبنيها تحتاج أبناءها وسواعدهم تحتاج حبهم لتحيى وتستمر.

            تذكر دموع والدته وعناقها الأخير وكيف جثى على رجليها مقبلا إياها يتمنى منها الدعاء.

            وتذكر حبيبة الأمس تلك التي ساندته في دراسته وجعلته يعتلي أفضل الدرجات تلك التي راهنت عليه وآمنت به وصدقت مقولته بأن لها في القلب و الروح موضعا ومكانة.

            عاد "للحارة" فلم يجد البيت القديم كل شيء تغير بنيت مكانه عمارات وأسواق ممتازة، أين الساحة الكبيرة التي كان يجتمع فيها الرفاق؟ أين " الحوش "الذي كانت النسوة تجتمع فيه ليبدأن سمرهن؟ أين الشجرة الكبيرة التي كانت ملجأ للأطفال والعصافير على حد سواء؟

            مازال المكان يعبق برائحة البن والخبز المحمص، تلك الرائحة التي كانت تعطر الفضاء بعد كل صلاة عصر.

            استعمر المكان مستعمر آخر من اسمنت وحديد مسلح بارد صامت موت يخيم على المكان.

            تساقطت الدموع من عينيه واستدار مبتعدا عن المكان وإذا بيد تعيده للحياة، صديقه القديم وعناق حار كأنه يشتم فيه الطفولة والشباب.

            أطفال صغار وصوت ناعم يرحب به، يعرف هذا الصوت، هذه النبرات و التي كم تغنى على نوتاتها وكم أحب همساتها استدار نحو الصوت وإذا بذاك الملاك الطاهر وتلك الابتسامة التي كانت تشل كل حركاته وسكناته. لم يعد بريقها موجها إليه.

            سلم واعتذر ولأول مرة ينظر لنفسه بتفحص في مرآة سيارته الفارهة لقد غزا الشيب رأسه وبعض من تجاعيد اتخذت مكانا لها.

            وكأنه استفاق من حلم على كابوس
            وعاد أدراجه وحيدا

            [aldl]http://www.ansani2.com/up//uploads/images/ansanid331efba39.jpg[/aldl]

            Comment


            • #7
              رد: و عاد وحيداً

              محاولة جيدة لكتابة قصة ياهمس

              فقد قرأتها وأحسست فيها بنبض الشاعرة التي تؤثر في النفوس بكلماتها الخلابة

              ولكن عزيزتي أنا فقط أندهش هل هذا الشاب كان متصورا أنه سيعود لوطنه بعد عشرون عاماً ليجد حبيبته تنتظره ؟!

              فمهما كان الإنتظار فلكل شئ حدود

              ومهما كان الحب فلا بد له من قيود

              انا لست مشفقة على هذا الشاب ليس لسفره وتحقيق ما يحلم بهِ مثله مثل شباب كثيرون في تلك الأونة

              ولكن عندما سافر وأصبح لديه ما يجعله يتزوج فلِما ترك حبيبته تلك الفترة الطويلة جداً دون أن يفكر ويقوم بتتويج قصة حبه بالزواج!!!!!!!

              شكراً على القصة وفي إنتظار قصة جديدة وياريت تكون على زمن انتشر فيه الفساد وضعفت فيه كلمة الحق واصبح البقاء للأقوى وليس للحق

              تحياتي لكِ

              Comment

              Working...
              X