Announcement

Collapse
No announcement yet.

«هدى ميقاتي ».. شاعرة الحب والمناسبات

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • «هدى ميقاتي ».. شاعرة الحب والمناسبات

    «هدى ميقاتي ».. شاعرة الحب والمناسبات




    هدى ميقاتي : شاعرة وصحفية لبنانية، ولدت في بيروت عام 1954، وتلقت دراستها في مدارس جمعية المقاصد الإسلامية، ثم انتسبت إلى جامعة القديس يوسف (اليسوعية)، حيث درست اللغة العربية وآدابها والترجمة، وتخرجت عام 1974.
    نشرت عدداً من المقالات في الصحف اللبنانية، وعملت سكرتيرة في مجلة (لبنان الحضاري)، واختيرت عضواً في الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب اللبنانيين بين عامي 2006 و 2008 وعضواً في جمعية أصدقاء الكاتب والكتاب، ودوحة البقاع الثقافية.

    أعدت بعض البرامج الإذاعية لإذاعة (قطر)، وأسست «دارقناديل» للتأليف والترجمة والنشر عام 2001، وشاركت في عدد من المهرجانات والمناسبات الثقافية في كل من مصر وسورية والمغرب وتونس والجزائر والكويت ولبنان. ونالت عدة جوائز تقديرية .

    آثارها الأدبية

    1ـ عباءة الموسلين (شعر) دار النهضة - بيروت 1986
    2ـ سنابل النيل (شعر) دار الفكر العربي - بيروت 1989
    3ـ إلا حبيبي (شعر) دار قباء - القاهرة - 2000
    4ـ يللا نغني (أغانٍ للأطفال بالعامية) دار قناديل - بيروت 2003
    5ـ من ناره (شعر) دار قناديل - بيروت 2003
    6ـ تركت عندك كأسي (شعر) دار قناديل - بيروت 2006
    شعرها
    كرست هدى ميقاتي شعرها التقليدي للحب والحبيب، والمناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية والأدبية التي كانت تدعى إليها في لبنان والأقطار العربية الأخرى... ويكاد ديوان (من ناره) يستقطب كل الشعر الذي قالته في الحب والغزل والأشواق.

    يبدو لي أن مصر استأثرت بأكثر من قصيدة في ديوانها (سنابل النيل) ، وقد أشار الأديب والشاعر الراحل فوزي عطوي إلى هذه الناحية في المقدمة القصيرة التي وضعها للديوان فقال: «إنني أنساب مع الشاعرة انسيابها الميمون في حب مصر ، نيلاً ونخيلاً وشعباً أصيلاً، كما أنساب معها في حب لبنان ودنيا العرب»، فقالت في قصيدة «سنابل النيل»:

    سنابل النيل نادتني مواسمها
    خرجت في غمرة الأشواق أقصدها
    لأقطف الأخضر الريان في السحر
    وأمتطي لهفتي هوناً على حذر

    وتعبّر في قصيدتها «أشتات» عن شوقها اللاهف لمرأى النيل، وانشطار قلبها بين بلدها لبنان، وبلدها الآخر مصر:

    واخضر العمر لمرأى شط
    وأحسُّ بنصفي في بلدي
    --- ---
    ك في أحلامي يا نيل
    والآخر في مصر نزيل
    وتختتم الديوان بقصيدتين قالتهما في
    مهرجاني طه حسين الثاني عشر والرابع عشر في مصر.
    تقول في الثانية:

    هتف البيان: أما رنوتَ الـى العلا بالناظريْن ؟
    ذاك الذي أبداً تفردّ عن سواه بنعمتين
    حمل الظلامَ بعينه ، وضياؤه في كل عين
    ومضى جريئاً لم يجاملْ .. لم يفيءْ .. لا بينَ بين...
    لكن ما لفت انتباهي هو تكرارها عدداً كبيراً من القصائد العاطفية المنشورة في ديوان «سنابل النيل» في ديوانها «من ناره» دون أي تغيير أو تبديل أو إضافة أو حذف مثل: قتيل ، ارحل ، دروب ، مدار ، لمن ، مكالمة هاتفية ، سبايا ، شاعرة، طويت الأشرعة ، أشتات ، قدر وغيرها ... ودون أن تبين السبب الذي دفعها الى هذا التكرار! ...


    أهدت ديوانها «من ناره» إلى الذي أحرقها بجذوته ، فأشعل فيها عطر الأنوثة المتمردة وعلمها بالشعر معنى الحياة ... وقد كانت صريحة وجريئة في التعبير عن عواطفها نحوه ، كما تقول في قصيدتها «ارحل»:
    رجوتك ... ها أنا أرجوكَ اتركني .. ولاتسألْ
    وفكرْ بالتي تعطيكَ منها أعذب َ المنهل
    فإني غرسة في الصبح طالتها يدُ المنجل
    وإني كلما خطرتْ رؤاك َ بخاطري أُقتلْ
    وتقول عن حبيبها الذي لاح لجفونها مرة عند الغروب ، إنه اجتبى منها فؤادها بعد أن نشر فيه الطيوب:

    لاح لي بين جفوني
    مرةً عند الغروب ْ
    فاجتبى مني فؤادي
    ناشراً فيه الطيوبْ

    وهي صريحة وصادقة كل الصدق في حبها حين تصف حبيبها بأنه منى روحها ، وبإنه ألحان داوود التي ترتلها ، وأنغام الأوتار التي تعزفها :

    حبيبي يا منى روحي
    ويا ألحان داوود أغنيها
    حبيبي والأسى قلبي
    ويا عطرَ النسيمات ِ العذاب
    على أنغام أوتار الغياب
    أفتش عنك ياغضَّ الإهاب...

    ليس في معاني الشاعرة هدى أي غموض أو لبس أو أو إبهام، فهي واضحة وضوح الشمس لأنها نابعة من أعماق قلبها النابض بالحب والإخلاص، وتجاربها العاطفية الصادقة، وإن كانت هذه المعاني تفتقر إلى شيء من العمق والدقة والتركيز وإعادة الصياغة.

    إذا كانت هدى قد خصصت ديوانها « من ناره» للبوح بعواطفها نحو الآخر، وأفردته للتعبير عن حبها وأشواقها، فإنها خصصت ديوانها «تركت عندك قلبي» لأشتات أشعارها التي قالتها في مختلف المجالات والمناسبات، في لبنان وبعض الأقطار العربية التي كانت تدعى إليها... وقد أحصيت أكثر من ثلاثين قصيدة قالتها في المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية والأدبية مثل :يوم الطفل العالمي، الكويت عاصمة الثقافة العربية 2001، مؤتمر الشعر العربي الأول في فاس 1999، في اتفاق أوسلو، في مقام السيدة زينب بدمشق، في مجزرة قانا، في تحرير الجنوب اللبناني 2002، من وحي أحداث رام الله، في الدفاع عن بغدادإبان الغزو الأمريكي، في ذكرى ثورة يوليو، في استشهاد الشيخ أحمد ياسين، في استشهاد رفيق الحريري، في ذكرى المهدي، في ذكرى عاشوراء في مهرجان زحله 2005، في ذكرى الشاعر الراحل مهدي حمادة، في الدفاع عن الشاعر عاطف ياغي، تحية للأديب محمد ماضي، في تكريم الشعراء: طارق ناصر الدين، زينب الضاوي، فوزي عطوي، سميح حمادة، باسمة بطولي، رفيق روحانا، منذر حجار، والأديبين جورج طربيه ، وشوقي خيرالله!..

    إنني أستغرب كيف كانت تستجيب لكل هذه المناسبات المختلفة ، وتلبي الدعوات إليها ، وتحمل نفسها على الخوض فيها على حساب الصدق والتجويد والمستوى الفني !.
    لقد تفاوت مستوى القصائد التي قيلت في هذه المناسبات بين الجودة والإتقان، وبين الهبوط والإسفاف، وهذا أمر طبيعي عند كل شاعر، فمن النادر أن تأتي قصائده كلها في مستوى واحد....

    من قصائد المناسبات الجيدة التي استأثرت بإعجابي قصيدتها «في قمة الخمسين» التي قالتها في تكريم صديقها الشاعر والأديب فوزي عطوي بمناسبة عيد ميلاده الخمسين:

    رقص الغدير على ضفاف الساقيه
    وبدت عيون الشمس في إشراقها

    ونسائم الأحباب هامت حولنا
    منقول

Working...
X