Announcement

Collapse
No announcement yet.

الراحل هلال الراهب (1933- 2012) - الاغتراب - ضراح من جماجم

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الراحل هلال الراهب (1933- 2012) - الاغتراب - ضراح من جماجم

    الراحل هلال الراهب (1933- 2012)

    الاغتراب - ضراح من جماجم
    أكثر من روائي...هلال الراهب بين الرومانسية والواقع وإلى الموت!!

    علي الحسن

    منذ الطفولة سيجد هلال الراهب نفسه محوطاً بحياة لها خصوصيتها عما يعيشه أقرانه إذ يضطر يافعاً ليرافق أخاً له مريضاً ويعتني به وفي شبابه سيعيش الراهب حياة غير مستقرة عسكرياً ثم دارساً للطب البشري في تركيا لمدة محدودة يضطر خلالها وإثر تطورات في البلد للعودة سريعاً ليصبح فيما بعد دبلوماسياً وسفيراً لسورية بلده في أكثر من عاصمة عربية وأجنبية.
    الراهب هلال الذي عاش يافعاً شظف العيش وضيق ذات اليد في أسرة شأنها في ذلك شأن الأسر السورية في الأرياف لم يفقد البوصلة في أن يبقى طامحاً تواقاً ليحفر له اسماً في المشهد الثقافي والأدبي من منطلق أن الأدب مرآة المجتمع التي تعكس آلامه وآماله في هم بدا حاملاً أساسياً لدى هلال الراهب هو العدالة الاجتماعية ومجابهة الظلم والقسوة ومحاربة القبح أياً كان شكله وعلى غير صعيد.
    صاحب رواية الاغتراب التي صدرت عن وزارة الثقافة السورية المولود في مشقيتا البلدة الساحرة التي لا تبعد عن البحر أكثر من عشرين «كم» كان حاداً غير مهادن ولا مجامل وكانت حياته شريطاً ينضح بالأحداث على الصعيد الشخصي والسيري فأراد عبر نتاجه الأدبي القليل أن يصور حجم معاناة مجتمعة عبر شخصيات لاقت الظلم والقسوة والحرمان وكذلك شخصيات نذرت نفسها وعلى طريقتها دفاعاً عن الوطن.
    اللافت أيضاً في نتاج هلال الراهب هو المشهدية في الأعمال الروائية، حيث يحضر الوصف بطريقة مدهشة، وكذلك حالات من الرومانسية والحلم، هذا الحلم يعيشه الراهب هاجساً يومياً ونتاجياً على الصعيد الشخصي والمجتمعي انتصاراً للعدالة وتحقيقاً لأحلام البسطاء في عيش رغيد يحفظ ماء الوجه وكرامة الإنسان.
    وفي مشهد الحياة والروايات ثمة خيبات وانكسارات آلمت هلال الراهب ذلك أن قدراً سيئ الطالع لازم الروائي السوري المجبول على رهافة حس وتطلع لإنسانية إنسان تحقق ما يفترض من لياقة على صعيد الحضور والتعاطي.
    هلال الراهب الذي كان أدخل إلى مشفى العباسيين مطلع الشهر الفائت بسبب تردي حالته الصحية وافته المنية منذ أيام ومثلما كانت السمة الحاضرة في حياته أنه تعرض للظلم على غير صعيد كذلك فإن التجاهل كان حاضراً في مماته ذلك أن نخبة من الكتاب والروائيين والنقاد بدوا أنهم لم يطلعوا على نتاج الراحل فكثيراً ممن سألتهم «الوطن» ليدلوا بشهادات عن الراحل اعتذروا عن الحديث عن هلال الراهب مؤكدين أنهم لم يعرفوا ولم يقرؤوا شيئاً للراحل.
    وصحيح أن جميع من سألتهم «الوطن» أبدوا اعتذارهم وبلباقة إلا أنه أيضاً سؤال يطرح عن روائي سوري لم يقرأ له كتاب وأدباء سوريون ولو كانت رواية واحدة ليصح عليه القول إنه عاش اغتراباً في حياته المديدة (1933- 2012) وكذلك في مماته.

    د. علي القيم: قصرنا معه...
    وأدعو إلى قراءته
    شكل رحيل الأديب الدبلوماسي هلال الراهب خسارة للأدب الروائي في سورية والوطن العربي، هذا الإنسان الذي قدم مجموعة من الروايات الجيدة التي تستحق التقدير والاحترام والوقوف عندها طويلاً ولكنها لم تأخذ حصتها من النقد والمتابعة والتعريف، ويعود السبب إلى أن هلال الراهب لم يكن يجيد تقديم أعماله بصورة تليق بها ولم يدخل في لعبة التسويق والدعاية والعلاقات الأدبية والصحفية.
    فعندما عاد من رحلة طويلة من عمله الدبلوماسي ركن إلى قريته مشقيتا حيث وضع «تحويشة» العمر في فندق ومطعم عساه يأنس إلى ذاته ومحبيه ومعارفه وشخوص رواياته ولكن الأمر لم يكن كما يشتهي، فعاد إلى دمشق ومنزله في حي الشعلان، وقد زرته قبل عدة أشهر في منزله لأطمئن على صحته ورأيت على ما هو عليه من حالة مرض، ورأيته متفائلاً وكانت هناك اتصالات لنشر آخر أجزاء الخماسية الروائية ولكن يبدو أن الوقت لم يسعفه.
    أستطيع القول باختصار: إننا كأدباء وإعلاميين قصرنا نوعاً ما بحق هلال الراهب وكل ما أرجوه أن نعيد قراءة أعماله ووضعها في المكان اللائق بها في مسيرة الأدب والرواية في سورية والوطن العربي.

    د. ماجد أبو ماضي:
    التقاء حياته مع شخصيات رواياته
    الروائي هلال الراهب شهر بروايته «الاغتراب»، الصادرة عن وزارة الثقافة (1982) وهي مكونة من قسمين مجموع صفحاتهما 840 صفحة من القطع الكبير وهي رواية ملحمية تثير كل الإعجاب باللعبة السردية الروائية التي بنى فيها هذه الرواية التي التقى من خلاله (السرد) الماضي بسوداويته ويدير عيونه إلى المستقبل لينظر تلك النظرة التفاؤلية التي تبني هذا المستقبل.
    فقد صور في هذه الرواية الإنسان المناضل والمضحي بكل ما يملك في سبيل القضاء على الإقطاع في ذلك الوقت حيث استنسخ أبطاله من خضم الحياة الواقعية حيث نجد نماذج لهم في الرواية يؤدون فيها أدوارهم وكأنها الأدوار نفسها التي يؤدونها في الحياة العملية التي يعيشون.
    ومن هنا لاقت روايته «الاغتراب» أو خماسيته التي صدر منها ثلاثة أجزاء هي «ضراح من جماجم»، «مراكب الجبال البحرية»، «الموت شغفاً» لاقت كل هذه الروايات إقبالاً واسعاً من الجمهور لأنهم رأوا فيها الصدق والمصداقية ونقل الحقيقة كما أنهم رأوا فيها حلولاً لهذا الواقع من خلال تسليط الضوء على الجانب القبيح فيه وذلك بهدف تجميله وتحسينه انطلاقاً من القول إن تسليط الضوء على القبيح هو جمالية بحد ذاته وبخاصة أنها تنقل روايات رأي وتطلعات ونظرات ورؤى أبناء هذا الواقع.
    نعم لقد استمد المرحوم هلال الراهب أفكار روايته من سمعه من قصص وتجارب حصلت مع من حوله ومن تجربته الشخصية ومعاناته وشقاء الحياة التي عاشها وأضاف إليها شيئاً من خياله ليثير فضول القارئ وليؤزم أحداث الروايات ويعقدها لتصل بنا إلى قمة لا نعرف إلى أين سنتجه ليفكك بعد ذلك الخيوط وليحلل هذه الأحداث لتنحدر رويداً رويداً إلى خواتيم الروايات التي اهتم بها بشكل خاص مثلما اهتم بالعناوين التي تدل على حسن انتقائه لها وبناء المفارقة اللغوية التي توحي وتدل على حنكة اختيار هذه العناوين فكانت هذه الروايات بحق وبخاصة «الاغتراب» انعكاساً لحياته التي بدأها عام 1933 وانتهت عام 2012 لينتقل فيها إلى محطات متعددة ونضال وكفاح طويل من أجل النهوض بالمجتمع فكما كانت هذه الحياة مملوءة بهذا الكفاح وهذا النضال فكذلك تجد رواياته مملوءة بتصوير هذه الحياة وتقوم بوظيفة النهوض بالمجتمع فالتقت حياته مع رواياته للقيام بالمرحلة ذاتها.
    رحم الله المكافح الروائي هلال الراهب وأسكنه فسيح جناته.

    الراحل هلال الراهب
    - ولد في مشقيتا 1933
    - عمل وكيل معلم في وزارة المعارف 1951
    - نال «البكالوريا» 1953
    - درس بكلية الآداب قسم اللغة العربية 1953
    - درس الطب البشري في الستينيات في تركيا لمدة قصيرة عاد على إثرها إلى البلد
    - عمل دبلوماسياً وسفيراً لبلده سورية في أكثر من عاصمة عربية وأجنبية

    له
    - «الاغتراب» رواية عن وزارة الثقافة السورية
    - خماسية صدر منها:
    «ضراح من جماجم»
    «مراكب الجبال البحرية»
    «الموت شغفاً»


Working...
X