Tweet
نافذة - شام... بحبر الياسمين وشقائق النعمان
ابتسام أديب الشام تبحث عن ياسمينها.. وصديقي العزيز يتحسّر عليها، وعلى ورود تناثرت، وأمان ضاع.
لا تحزن يا صديقي على شامك وذبول ياسمينها، لا تبك على زمن قصص الحب التي كانت تعرّش على مفارق حاراتها، لا تندب زمن عبد الحليم والعشق العربي الذي كان يحتلّ قلوبنا.
أنّات سوريّة الحزينة وهمسات الشام الدامعة المخنوقة من هول الغدر والتآمر على تاريخها الإنساني والحضاري ستخبئه بين ضلوعها التي اتسعت للعالم كلّه.
الشام يا عزيزي ستبقى قوّية شامخة توزّع عطرها الجوري وياسمينها الأبيض.
جامعها الأموي سيجنّد حمائمه وشيوخه ومصلّيه ليعلم الجهلة ما الإسلام الحقيقي، ومن معاوية بن أبي سفيان الذي فتح العالم بالحب، والفلك، والرياضيات، والهندسة، والطب، والموسيقا، وجنوده من مسلمين ومسيحيين الذين آمنو بالله والشام.
الشام ما زالت تحرس بيت نزار قباني وبحرته وشجرتي الياسمين والنارنج وأولى خربشات خطتها يده وهي تحكي قصة عشقه للشام.
هناك في غربي الشام بطلها العظيم يوسف العظمة ينتظر أبطال اليوم الذين تعلموا منه حبّ الوطن والدفاع عنه إلى آخر نقطة دم ليكونوا حرّاساً للشام وأهل الشام من أي أذى أو اعتداء.
الشام أبيّة عنيدة تلملم جراحها وتداوي نزيفها لأن أبناءها هم من يهرعون إليها يكفكفون دمعتها ويمسحون جباههم بترابها المقدّس ويروونه بدمائهم الطاهرة ليزهر شقائق نعمانها قرب ياسمينها مرسال المحبّين وعنوان قصائد نزار قباني الأبدي الذي أصبح عنواناً للشام وحبّ الشام.
لا تحزن يا صديقي! تعال لنكون أقوياء في هذا الزمن الصعب، تعال نكتب على ورقة ملوّنة مخصصة لرسائل الحب كلمات تشي بما تحمله قلوبنا من لوعة وأسى واشتياق إلى تلك الأيام، ونجعل دمعة تنزل من عيوننا على الورقة المكتوبة ونرسم في أسفلها قلبين يخترقهما سهم كيوبيد ونقطة وراء أخرى نلونهما بالقلم الأحمر، ولا ننسى أن نكتب في آخر الصفحة... ملاحظة: وأنا أكتب رسالتي إلى معشوقتي الشام كنت أسمع فيروز تغنّي في آخر حفلة لها في معرض دمشق الدولي
شآم أهلوك أحبابي وموعدنا أواخر صيف هذا الكرم يعتصر
تعال يا صديقي لنشرب نخب الشام كأساً من عصير العنب ونقول للعالم:
هذه هي الشام.. التي أوصى بها اللـه ورسوله
الشام بلد الأمن والأمان
بلد الحب والياسمين
بلد البطولات والانتصارات
بلد لا يعرف الانهزام
بلد يعرف كيف يحب وكيف ينتصر
الشام لن تبحث عن ياسمينها.. الياسمين عرّش في قلبها وقلمها ودينها
الشام لن تكتب إلا بحبر الياسمين وشقائق النعمان.