Announcement

Collapse
No announcement yet.

فصارت النفس قتلاً

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فصارت النفس قتلاً

    فصارت النفس قتلاً

    في فضاءات شاسعة ، راحت كلماتي تسبح مع الصدى والرنين تعلن العصيان والتمرد ونبذ كل المتقلبات التي همست بأحزاني أن أهجر الحقيقة وأذوب في رهصات الصراع بين سطوعها وظلامات الفضاءات المستعصية .. لأنّ الحقيقة أضحت في الظلام شبحاً لا تبقي ولا تذر .. حاولت نبذها وقهرها وإذلالها لكنها بقيت هي الحقيقة تلاحقني وتطاردني أن أرى ذاتي في مرآتها قبل أن يراني الآخرون في مرآة ذواتهم ... كنت أحلم في ردهات الزمان وابحث عن مكان أحطّ به رحالي على أساس يبقي في نتاج الحقيقة ثمرات تنهض الهمّة وتبارك القداسة وتمجد الإصرار والمثابرة .. رحال عابرة مع نسمات الرياح مائلة .. لاتعرف مقاومة ولا صدّ من ممانعة ولا تصدح بما تؤمر من الواجب فتصير لقمة المجد قدوة تقلب الماضي في صفحات اليوم لمستقبل يغدو برحالهم زواد السفينة وقبطانها .. وشطآن أمانها ..!!
    أصارع نفسي على بحر من الهوى تغوص فيه الذات وحبها للأشياء فلا سلمت ولا سلم من معها .. هذه مسلمات عالمنا اليوم يغدو كما أغدو صريع الذات وحبها .. فلا تقدمت وكنت الذي أحلم ولا رجعت فكنت الذي يتمثل ... صراع خفيّ على ورق شجر التوت المصفر في خريفه الآيل للشتاء .
    ذهبت في قراطيس العلم ابحث عن مفردات للحقيقة وجدتني أضيع انا والحقيقة والحقيقيون المسمون تحت زيف المعالم وزخرف الكلمات بالحقيقيون ... !!
    تهت بالشفافية أنوط بها وأتمسح بها واتوسل أن تقبلني .. رفضت لأنها لم تقتنع أني من عالم آخر قادم ... نبذتني لأن عالمها ليس دنيا الغربة التي نحيا وعرى الوثاق مفصومة الجانب عن سلاسة الإدعاء .. !!!
    في تلك الفضاءات الشاسعة تركت :
    حقيبتي
    وقلمي
    ودفاتري
    وأبقيت مدادي هنا أبحث عن دفاتر عابرة من عالم آخر تأخذ بمدادي إلى الحقيقة ..!!
    أبحث عن الثقافة كحقيقة متمثلة في أشخاص يسلوكونها أشكل وهم معناً للحقيقة .
    سراباً .. فيه أحلم لكن لا بد من السراب هو أن يكون العالم الآخر فيأخذني إلى يقظتي وينشلني من ضياعي وضياع فكري إلى من ترضى عنه الحقيقة ..!!
    أخاف الكلمة وأخاف مصرعها واخاف سطوتها وأعشق منها الزيف ... لا زهوّها في عالم يحتاجها ناصعة بيضاء كبياض الياسمين وجماله وعبقه ...!!!
    ربما لاأفهم ماكتبت ... خدعني قلمي كما كل مرة .. لكنه بوحاً .. أخذتني به خربطاتي في مسالك بعيدة غايتها مستحيلة وسيلتها مستحيلة ايجابيتها مستحيلة ...!!! لأن النفس صارت قتلاً ..؟؟

  • #2
    رد: فصارت النفس قتلاً

    أستاذ معتز

    بوحك رائع جدا و قد وجدت نفسي أبحث معك بين حروفك عن الذات و الحقيقة الضائعة
    فما أصعب البحث عن الحقيقة التي نكرس حياتنا لها بلا زيف أو رياء
    كانت كلماتك تعبيراً مفعماً بصدق النفس و حيرتها و صراعها
    كل الشكر لك على بوحك الشفاف الراقي الذي أخذنا معك لتلك الرحلة النفسية

    Comment


    • #3
      رد: فصارت النفس قتلاً

      الحقيقة دائما تذوب في نفوسنا لأننا نريد أن نصدق كذا ولا نصدق كذا
      فما نصدقه هو الحقيقة حتى لو كان خاطئا
      وما لانصدقه هو البعد عن الحقيقة حتى لو كان هو الحقيقة
      وكم من مرة خلنا أننا أمسكنا بالحقيقة وتمر الايام ونكتشف العكس تماما بعدما نكون ضيعنا أحلاما كنا نحتضنها أوضيعنا أياما كنا نتمناها
      ونعود نبحث ونرى أن كل شيء قد انتهى لنعود ونبحث عن الحقيقة من جديد
      الحقيقة داخل انفسنا مخبوءة هناك نحن نصدقها أو لانصدقها كما نشاء وكما يحلو لنا لنجرب أن نجلس في خلوة ونقلب صفحات دون أي مؤثرات نحكم العقل مرة والقلب مرة
      ما أسهل أن نصل الى صلب الحقيقة
      الشفافية الكاملة هي ضرب من الخيال لان زمن الانبياء ولى ولكن للشفافية درجات
      الخاصة منها غير موجود ومن درجات خيالات الشفافية قماش بسمك الثوب حتى لشيخ طاعن يؤم بالناس لكن علينا أن نعيش واقعنا كما هو لاكما نحلم لأننا إن وعينا من الحلم هي الطامة الكبرى لنصحو على حقيقة غير ما في احلامنا
      وفي الصراعات تضيع الحقائق ما بين ارهاصات النفس وبين المتحدثين والمتشدقين والمتشدق انسان يشعرك انه معك قلبا وقالبا وينقل لك الحدث لمصلحة أو غاية في نفسه لاتكون أنت هدفه بل هو هدف نفسه وبالتالي يلعب على عدة محاور ليسير في سياسة فرق تسد
      ليس أحن علينا من امهاتنا لتحذرنا من خطر قادم أو ابناءنا دون هذه الحقيقة لاتصدق حقائق
      دمت بخير معتز

      Comment


      • #4
        رد: فصارت النفس قتلاً

        الأخ معتز

        قرأت مرات عديدة هذا البوح واعمقت في جنباته وسطوره ... لكم عزيزي تصارعنا النفس والذات من مصائب ثورات العالم اليوم في كلّ شيء ولا تستغرب أن تضيع الحقيقة مادامت العالمية اليوم حكر النفوذ والمال والسيطرة والمصالح .. أخذني كلامك إلى أبواب مغلقة من الظلامية في دروب الضياع الفكري لذواتنا وكم من نقاش بيننا لم نصل به إلى قناعات مشتركة أنّ العالم اليوم أسير وحبيس اللامبادئ وإصرارك على مبادئ جامحة بين ظهرانينا .. مازلت أخالفك أنّ المبادئ في متجمدها ولن يذوب جليدها مادمنا نحن .. كما نحن ... فلربما أجيالنا القادمة بعد عشرات الأجيال من يفعلون ... أغرس ولنغرس سوية عسى الأمر يكون في الجيل العاشر القادم .. وهات المخلصين المتجردين لذلك .... عسى ربنا منه المخرج ؟

        شكراً لك .

        Comment

        Working...
        X