Announcement

Collapse
No announcement yet.

من بوح الصمت

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • من بوح الصمت

    من بوح الصمت


    لن يروادني السؤال ماذا تريد مني ؟ لا لن أرجوك أن تبقى ولك ماتريد إذا رغبت بالرحيل فارحل وإذا رغبت في البقاء فلن أعدك بشيء ولن أعدك بأنني سأنصبك ملكاً على قلبي ومشاعري ولن أنصهر فيك لأخرج من ضلعك ذكراً كما تشتهي سأبقى كما عرفتني هذا أنا رجلاًعلى جدار الصامدون .

    فالهاربون من أحلامهم لن اسمح أن تتوجع ذاكرتي بهم بعد الآن فقد كادت أن تبهت فيها صور أجمل اللحظات التي جمعتها في مساءات حميمة معهم ولاأريد لشارع الذكريات أن يفقد رائحة الأحبة التي تركناها عابقة بأغصان الأشجار التي كانت تظللنا على طول اللقاءات وقد امتزجت برائحة أزهارها كما امتزجت برائحة عرائش الياسمين المتدلية من فوق أسوار البيوت التي تتلصص نوافذها على وشوشات المحبين والذين يبحثون عن ومضة تمنحهم المودة والتواصل.

    لا .. ياصديقي : لن أقايض عذاباتي بوعود في مهب الريح ولن أعدك بشيء إلا أنني سألتقيك مرات أخرى في مساءات الصدق والوفاء وربما أكتب لك كلمات مفعمة بالشوق والأمل .. لكن بعد رحيل الألم والروح معاً يكون اللقاء .‏

    هذا جلّ ما أستطيعه لك يامن تركتني في زمن منسي مضمخ بأحزاني وقهري هل شعرت بالخوف يوماً أن يتسرب الصقيع الى حديقة الذكريات فتموت أزهار الأمل ويرفض البلبل أن يغني في صباحات فقدت نداوتها ودفئها..؟ونحن لانزال نبحث ماذا يريد كل منا الآخر ..؟ وهل يصح أن نعمل تسويات في مشاعرنا وعواطفنا...؟فيتلاشى إخلاصنا في دروب ضيقة ومتاهات لانهاية لها من العمل الآثم .‏


    هل سألت نفسك يوماً ماذا أريد أنا؟ ،....أم أنّ هذا غير مهم المهم .... ماذا تريد؟


    وكيف ومتى تريد؟ وقبل أن ننسى أو نتناسى ما نريد أو مايدغدغ رغباتنا أريد أن أبوح لك بأنني لم أعد ذاك الخاضع لحبك واحترامك وأسير مشاعري المخلصة نحوك و التي سلمتك مفاتيح بوابات حياتها وكانت لاتزال تبرق كشعاع الرغبة لترميها فيما بعد صدئة لاتصلح لشيء ذاك المحب كاالذي كان ينتظر خلف النافذة لتمر قرب باب البيت فتشتعل الغرفة بوهج مشاعرها.

    هل تساءلنا يوماً منفردين أو مجتمعين أننا سنخجل ذات زمن من فضح عري مشاعرنا وزيفها ونحن نتاجر بأسمى ما منح الخالق للإنسان ؟ نعرض أحاسيسنا وعواطفنا بسعر بخس .‏

    كيف نرى أنفسنا ونحن مجردون من النفاق والأقنعة البراقة لا لن أنسى ذلك اليوم الذي كان فيه صراخي يملأ أركاني الأنيقة وأنا أودع أعز أحبائي لأرحل وحيداً وراء حلمي المتبدد في فتح أبواب كانت موصدة وكلمة السر لفتحها ذابت في حلق ذلك العجوز الذي يعظني بين الحين والآخر في مسكنه قرب بيتي والذي خرج من قميص الليل واختفى موتاً قبل شروق الأمل لم أعد أذكر إن كان ذلك حلمي أنا أم كان وهم سراب شدني بريق زيفه...؟ ام كنت أنا فعلاً من راود ذلك الحلم..؟ لذا أسأل نفسي يومها قبل الرحيل إن كنت حقيقة امتلكت خبرة كافية وموهبة بل جرأة تساعدني في السير وراء ذلك الحلم فقد تزاحمت في رأسي أسئلة كثيرة حاولت اعتصار دماغي كي أتخيل لها إجابات مناسبة لكن مفاتيحها سقطت جميعها على الأرض محدثة دوياً كاد يثقب أذني في حين وقفت قلقاً محتاراً أسأل خوفي كيف ستكون ذاكرتي في الأيام القادمة؟ وربما كيف ستكون في أماكن أخرى إذا عدت ولم أجد منزلي في مكانه خفت أن تخلو دماغي من أية صورة وأفقد حماستي فأقف عارياً من كل الإجابات الشجاعة فاعتاد مأساتي أو أدمن فكرة الهروب ،


    وأني لن أرى أحبتي ثانية فأصبح كمن يصرخ في الفراغ ليستيقظ حلمي

    ولن أغيب بعد أبداً فيمسحني التاريخ وتتخطفني بواعث الندم .. فلقد تركت صدر أمي يوماً ورحلت عنه فكيف لن أترك من عبث بالذكرى والحلم والأماني معاً.‏

  • #2
    رد: من بوح الصمت

    أستاذ معتز

    قرأت بوحك مرارا و كانت صياغتك و تصويرك للأحداث المتسارعة مدهشاً
    أعجبتني الصياغة الأدبية و هذا الحديث النفسي العميق الذي يخرج من نفس شفافة صادقة
    كل الشكر لك على إبداعاتك الراقية

    لك تقديري

    Comment


    • #3
      رد: من بوح الصمت


      اخى المعتز
      طاب لي المكوث هنا
      بوح راقي ولغة نقية جميلة


      دمت بكل الخير
      تحيتي وتقديري
      اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
      ولاتؤاخذني بما يقولون
      واغفر لي مالا يعلمون

      Comment

      Working...
      X