Announcement

Collapse
No announcement yet.

هل هي دمقراطية السينما في تونس ((السينما الالمانية بقفصة ))

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • هل هي دمقراطية السينما في تونس ((السينما الالمانية بقفصة ))

    السينما الالمانية... بقفصة
    هل هي دمقراطية السينما في تونس
    الجزيرة الوثائقية


    كمال الرياحي. تونس
    تمثل أيام السينما العالمية ظاهرة صحية في المشهد الثقافي السينمائي التونسي. فقد بدأت التجربة بإطلاق مجموعة من الأسابيع الخاصة بالاحتفال بسينما بلد ما فأصبح من المتداول أن نتابع أيام السينما الإيرانية بتونس أو أسبوع السينما الأوروبية أو أيام السينما الصينية أو اليابانية, كما وقع الاحتفاء بالأحداث الكبرى في العالم كأسبوع السينما الألمانية التي تناولت انهيار جدار برلين وغيرها من التظاهرات التي نشّطت حركة التلقي السينمائي في تونس وإن كان الإقبال عليها مازال بعد لم يرتق إلى طموحات باعثي تلك التظاهرات.
    الجديد هذه الأيام هو خروج مثل هذه التظاهرات إلى داخل الجمهورية فلم تعد تلك العادة حكرا على قاعات تونس العاصمة وضواحيها لتعيش مدينة قفصة بالجنوب الغربي التونسي أسبوعا مع السينما الألمانية ضمن تظاهرة " أسبوع الفيلم الألماني" والتي تحتضنه دار الثقافة ابن منظور. وتأتي هذه التظاهرة ضمن الاحتفالات بالسنة الوطنية للسينما والسمعي البصري والسنة الدولية للشباب. وترعى هذا الأسبوع كل من وزارة الثقافة واللجان المحلية بالتعاون مع معهد غوته الألماني وقد افتتح الأسبوع بعرض فيلم "حياة الآخرين" للمخرج لفلوريان هنكل وهو فيلم من بطولة أولريك ايمهي ومارتينا جاديك وسيباستيان كاتش وأولريك توكر يتناول موضوعا مثيرا اشتهرت به الدول الشيوعية سابقا والشمولية دائما وهو التجسس على المثقفين ويتطرق الفيلم إلى هذا الموضوع في برلين الشرقية سنة 1984
    الفيلم كما تشير بعض المراجع من إنتاج 2006 حصل على جائزة الأوسكار 2007 لإفضل فيلم بلغة أجنبية، كما رُشح لجائزة الغولدن غلوب 2007 لأفضل فيلم بلغة أجنبية وحصل على عدة جوائز ألمانية. تدور أحداث الفيلم في الفترة ما قبل سقوط سور برلين في ألمانيا قبل التوحيد حيث كانت تعيش ألمانيا الشرقية الاشتراكية بكل صورها وتفرض على الناس العيش في هذا النظام ولو رغما عنهم. في ظل هذه الظروف بدا بعض المفكرين الناقدين للاشتراكية بالدفاع ضد أفكارهم سرا عن طريق المنشورات أو المسرحيات المتضمنة للمفاهيم المعادية للاشتراكية تلميحا. وكان بعضهم يسافر هاربا إلى ألمانيا الغربية فرارا من النظام وقسوته. في المقابل كانت حكومة ألمانيا الشرقية الاشتراكية تستجوب المفكرين وتخضعهم لعمليات تجسس كاملة في المنزل والعمل. تبدأ أحداث الفيلم بتحقيق قوي مع أحد أصدقاء من هربوا إلى ألمانيا الغربية يقوم بالتحقيق دكتور في الجامعة العسكرية والذي يدرس بدوره أساليب التجسس والاستخبارات. يتم تكليف هذا القائد بمراقبة مفكر يغلب الظن على اشتراكه في عمليات تحريض ضد الأفكار الاشتراكية ويبدأ هذا القائد بالتجسس عليه وكتابة تقارير عن الكاتب قد تودي به في السجن غير أنه يبدأ وبعد طول مراقبة وتجسس بالاقتناع بما يفعل الكاتب وبما يعتقد ويبدأ بإخفاء أخباره عن القيادة وتدليس التقارير المقدمة عنه حتى تصل القصة لذروتها عندما يقوم بإخفاء أداة الجريمة التي كان سيتم إلقاء القبض على المفكر بسببها وهي الآلة الكاتبة التي كان يكتب بها منشوراته. يتعرض هذا القائد بعد ما ضلل حكومته للفصل من العمل والتحول لعمل غير سري أو مسؤول وهو ساعي بريد. ويظل على هذا الحال أعواما حتى يقع سور برلين وتعلن الوحدة الألمانية. بينما يظل هو ساعيا للبريد. ويكتشف الكاتب بالصدفة أنه كان مراقبا ويذهل من عدم إلقاء القبض عليه برغم ما كان يفعل ضد الحكومة ثم يبدأ بالبحث في الملفات والتقارير التي وضعت في الأرشيف للعامة بعد الوحدة ويكتشف أن القائد المسؤول عن مراقبته هو من أخفى دليل إدانته وأنه من دافع عنه بتغيير محتوى التقارير المكتوبة عنه. يذهب الكاتب للبحث عن القائد فيجده يعمل ساعيا للبريد فيتردد عن كيفية شكره فلا يجد غير أن يؤلف كتابا به إهداء باسمه ويحكي فيه بطولته وهذا بعد أن توقف عن الكتابة منذ سقوط سور برلين.
    أما الفيلم الثاني الذي عرض فهو فيلم أربع دقائق" تأليف وإخراج كريس كراوس، ومن إنتاج مايك كوردس (2006) فيلم في 112 دقيقة، تمثيل: مونيكا بليبترو، حنا هيرسبرنج، سفن بيبيج، ريتشي موللر.
    وقد سبق وعرض هذا الفيلم في تظاهرة " سينما السلام" في تونس يروي حكاية السيّدة كرويغر( مونيكا بلابتروي)- التي كانت تعطي دروسًا في تعليم البيانو لبعض المساجين ولحارس الأمن موتزي (سفين بيبغ). تتّجه أحداث الفيلم صوب وجهة جديدة مع دخول السجينة جيني فون ليبن (حانا هيرتسشبرونغ)، فتاة موهوبة في العزف لكنّها تعاني من العدوانيّة وتمتلك قدرات تدميريّة عنيفة جرّاء عمليات تنكيل عانت منها في سنّ المراهقة، حيث تم زجّها في السجن بتهمة قتل أحدهم. كرويغر التي تتحفّظ وتمتعض من وصول جيني، تكتشف سريعًا مواهبها وطاقاتها الكبيرة في العزف، حيث تقترح عليها تدريبها وتحضيرها لدخول مسابقة العزف على البيانو. كراوس الذي يُعتبر واحدًا من أفضل صنّاع الأفلام في ألمانيا (وهو فيلمه الثاني) ينجح في الدّمج والموازنة بين شخصيّتين مختلفتين بخلفيّتين شاذّتين: فتاة لها تاريخ عنيف وقاسٍ وامرأة تعيش داخل ذكريات تراجيديّة عاشتها فترة الحرب العالميّة الثانيّة مع امرأة كانت تحبّها (وهي امرأة سحاقيّة)، فينتهي بهما الحال إلى هارمونيا من نوع خاصّ وسط أجواء التحضير للعرض الموسيقيّ.

    حياة الآخرين
    يحاول كراوس من خلال هذه العلاقة المركّبة الكشف عن قضايا وصراعات داخليّة على النطاق الواسع، قضايا معجونة بذاكرة الحرب. فالسيّدة كرويغر مثلاً تكشف من خلال بعض تصريحاتها عن العنصريّة التي تعاني منها ألمانيا، وعن خوفها الدائم (وهي ابنة الثمانين) من فقدان النظام الذي تعوّدت عليه في ظلّ الحياة العصريّة، وبهذا يكشف الفيلم أيضًا عن صراع الجيل القديم الذي يمثّل الماضي، وعن الصعوبات التي يواجهها في التأقلم مع الحياة الحديثة. يمكننا أن نقول إن كراوس ينجح كمخرج في التصوير الدمجيّ بين قضايا الحرب وجرائمها والعنصريّة والانتحار والتنكيل، بمعنى قدرته على التوفيق بين المستوى الفرديّ والمستوى الجماعيّ من خلال أحداث الفيلم. ويكاد الفيلم يخلو من العاطفة أو من تسليط الضوء على الجانب العاطفيّ للشخصيّات، كما يتمثّل في جملة جيني "أمن المفروض أن أبكي؟" عندما تحكي لها السيدة كرويغر حكايتها."
    كما ستشهد التظاهرة عرض فيلم شيري بولسمس هانامي لدرويس دوري وفيلم ييلا لكريستيان بيتزو ومن أهم أفلام الأسبوع سيكون الجمهور على موعد مع فيلم"من الجهة الأخرى" لفتيح أكين والذي سبق وأن عرض في أيام قرطاج السينمائي في نسختها لسنة 2008 وفتيح أيكن مخرج ألماني من أصل تركي وهو فيلم اجتماعي درامي بروي قصة انحراف أم من أجل تحقيق حلمها المتمثل في مواصلة دراسة ابنتها في الجامعة التركية.
    كما ستشهد قاعة ابن منظور عرض فيلم "وبعد السياج" لهانز كريستيان شميدت قبل أن يختتم الأسبوع السينمائي الألماني بعرض فيلم وقع هوذا لتوماس غروب وايريك سانتشيز لانس من انتاج سنة 2003 وهو فيلم يروي قصة 250 طفلا من العالم جمعهم حب الموسيقى والرقص.من خلال التحضير لعرض موسيقي راقص غيّر حيواتهم.
    هذه مناسبة جيدة لدمقرطة السينما في تونس وكسر مركزية النشاط السينمائي داخل العاصمة والمدن الكبرى والساحلية تحديدا.في انتظار توسيع دائرة هذه النشاطات في الشمال الغربي وأقصى الجنوب وهي المناطق المحرومة من الثقافة السينمائية التي تعبر حاجة ماسة لتطوّر الشعوب ورقيها.

Working...
X