Announcement

Collapse
No announcement yet.

قصة ( رحلة ) - بقلم نبيه إسكندر الحسن

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قصة ( رحلة ) - بقلم نبيه إسكندر الحسن

    قصة ( رحلة ) - بقلم نبيه إسكندر الحسن


    رحلة
    تأمّلت الغروب الذي صبغ الشّاطئ بلون البرتقال ، وقفت دهشة أمام منظر بدا لوحة تشكيلية ولا أجمل ، صمتت كناسكة ،وراحت تعجن في مخيلتها ً ألوان الطيف هو الوسيلة لاكتشاف ماهية الطبيعة ، تذكرت عبارات والدها حين قال :
    - الذكاء جوهر الحكمة .
    طاف في مخيّلتها شريط من ذكريات ،فسرت لنفسها : " نعم أنت من علمتني كيف أواجه الحياة ".
    تبين مبلغ الأثر الذي تركته العبارات في نفسها فقالت :
    - نعم ، أنت من طرح في الأرض زهرة قرنفل .
    سرح نظرها في اللوحة التي أعادتها إلى رحلة لها وقع خاص في حياتها,فاستغرقت في تأمل عميق ، يومذاك امتطت ورفيقاتها متن الزورق الذي راح يشقّ عباب الماء باتجاه جزيرة ( أرواد) ، فلم تخش من العاقبة رغم أنها لم تألف البحر من قبل .كان البحر هادئاً ،وحبال الشمس تلون أرياش طيور النّورس وهي تعلو تارةً وتهبط طورا, أجهدت نفسها لأن تلتمس أعماق البحر على أنغام و شوشة أسراب السّمك المنساب هنا وهناك ،وراحت ترقب لوحة بعيدة حيث تلامس الزرقة سطح الماء .سمعت قهقهات الأمواج تدوي في الأعماق ،وسمفونية عروس البحر التي جعلتها تشعر بالنعاس ، لا تدري كيف غطّت بنوم عميق ، راودتها الأحلام, عبرت شاطئ البحر ،رأت نفسها جالسة مع رفيقاتها على الرّمال المذهبة ، سمعت صوتاً يناديها ،جالت ببصرها في أرجاء المكان ، وقع على فتاة رائعة ، فلم تصدق مرآها ، وقفت قبالتها ، تأملتها مليّاً ، حدّثت نفسها :"أتكون " حورية بحر" ?!.
    عرفت الفتاة ما يدور في عقلها:
    ـ نعم ... أين العجب ?!
    ـ أعرف أنّ حوريّة البحر خيال ?
    ـ لا ...لا حقيقة .
    - ماذا ؟
    - نعم .... ألم أسامرك .
    ـ أجل.. لديك أصدقاء تلعبين معهم و تمرحين ?
    ـ نعم .
    ـ هل هن من الحوريات ?
    ابتسمت الحوريّة برقّة و قالت :
    ـ لا...لا إنّهم من الأسماك و الدّلافين وكلّ المخلوقات البحريّة ، أتودّين أن تعرفينهم ?
    ـ بكلّ سرور .
    قبضت على يد الحوريّة ، وغاصتا في أعماق البحر ، رأت الأسماك و الدلافين و اللؤلؤ والمرجان ... أمضت دقائقا جميلة في قاع البحر , ساقتها الحورية إلى الشّاطئ ، بغية أن تتُعرّف على أصدقاء اليابسة :
    - تعالي معي.
    كانت شقيقتها الصغيرة تصغي إلى صرير السرير ، فأدركت أنها تعيش حلما ، تناولت كأسا من الماء البارد ، كانت شديدة الشقاوة حدثت نفسها : " سأتحمل شدة أذن "
    تناولت كأسا من الماء البارد ودلقته على وجه " وعد " التي قذفت الشرشف مرتبكة بعض الشيء .

Working...
X