Announcement

Collapse
No announcement yet.

قصة ( الصور ) - بقلم : عفراء نبيه إسكندر الحسن

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قصة ( الصور ) - بقلم : عفراء نبيه إسكندر الحسن

    قصة ( الصور ) - بقلم : نبيه إسكندر الحسن

    الصور
    كانت زوجه تعدّ الأيّام اشتاقت إلى أهلها و صديقاتها ، حدّثت نفسها : " يا لتلك الأيّام " .
    وقفت في الشّرفة تراقب الشّارع الطّويل ، ساعات قليلة سيعود زوجها من الجامعة ، لقد وضعت الأغراض في الحقائب منذ ليلة أمس ، عادت إلى المطبخ بغية أن تعدّ فنجان قهوة ، فجأة سمعت صوت مكابح السّيّارة ، أحسّت سروراً عارماً ، دخل زوجها ، وقف أمامها تغمره الفرحة ، ناولته الفنجان ، تناوله بيد مرتجفة ، سألته :
    - متى السّفر ؟
    - الآن .
    - متى نصل إلى الوطن ؟
    - في اليوم التّالي .
    لقد أضناها الشّوق إلى نهر العاصي ، تذكّرت تلك الأيّام الجميلة الّتي كانت تقضيها تحت الأشجار الوارفة ، و الفراشات تلعب هنا و هناك ، شعّ الألق من عينيها و حرّكّت البسمة شفتيها ، كادت الدّموع تنحدر من عينيها لولا أنّها تداركت الأمر ، نظرت في وجه زوجها و دهشت لمنظره ، كان مشغولاً في بعض الأمور فسألها :
    - أين ألبوم الصّور؟
    نظر إلى الساعة في معصمه ، كانت العقارب تزحف ببطء فقال :
    - هيّا بنا ...
    أسرع ينقل الحقائب ، دلف إلى جوف السّيّارة و انطلق يشقّ عباب الهواء و الدّواليب تنهش الإسفلت ، كانت تنظر من خلال النّافذة ترقب كثبان الرّمل و بدت أشجار النّخيل تسير إلى الوراء فذكّرته بأعمدة تدمر الّتي تصير أكثر احمراراً عند الغروب . من شدّة الشّوق استسلم جفنا زوجه للكرى ، و من خلال زفراتها أدرك أنّها تعيش حلماً . ضحك من أعماقه و قال :
    - سأتركها تحلم .
Working...
X