تصاعدت حدة العمليات العسكرية في سوريا أمس لتنتقل من مرحلة الاشتباكات إلى «الحرب»، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، حيث قتل 56 محتجاً ومنشقاً على الأقل فيما بلغ القتلى في صفوف القوات الموالية للنظام 27 جندياً وضابطاً، بينما أفادت تقارير أن قوات النظام دفنت 113 من جثث جنوده في ساحة المعركة قبل أيام نظراً لحدة المواجهات.

وفيما تنتشر بقايا دبابات مدمرة في دير الزور التي انسحبت منها قوات النظام تحت ضغط المواجهات.. قصفت طائرات مروحية مدينة الباب في حلب التي قتل فيها سبعة أشخاص تحت التعذيب.

وأفادت لجان حقوقية وناشطون إن 56 شخصاً لقوا حتفهم على يد القوات الموالية للنظام في يوم جديد من التحدي بين المحتجين والمنشقين من جهة والنظام من جهة أخرى. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 16 من القوات النظامية قتلوا أمس في «اشتباكات حصلت عند كتيبة الصواريخ في بلدة دارة عزة بريف حلب بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية ومع حاجز للقوات النظامية في محيط بلدة الاتارب وحاجز للقوات النظامية في قرية كفر حلب». فيما قتل بقية الجنود في دير الزور وادلب وحمص وريف دمشق.

هذه حرب

ورأى مدير المرصد السوري في حديث لوكالة «فرانس برس» ان «هذه حرب»، تعليقا على عدد القتلى الذين يسقطون كل يوم ويتجاوز المئة، مشيرا الى ان الاسبوع الجاري هو «من اكثر الاسابيع دموية» منذ بدء الثورة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف مارس 2011 وادت الى مقتل اكثر من 15 الف شخص.

واضاف ان «معنويات عناصر الجيش النظامي في المناطق التي تشهد اشتباكات منهارة تماما». واردف: «لدينا معلومات بانه في احدى المناطق التي شهدت معارك عنيفة مؤخرا قام الجيش بدفن 113 من جثث جنوده ولم يسلمهم الى ذويهم لعدم القدرة على سحب الجثث بسبب شدة المعارك».

قصف الدير

إلى ذلك، قال نشطاء معارضون إن دبابات للقوات النظامية ونيران مدفعية قصفت مدينة دير الزور مما أسفر عن سقوط 20 قتيلا على الأقل في اليوم الثاني من القصف الشرس للمدينة المنتجة للنفط. وقال مصدر في مستشفى دير الزور لـ«رويترز»: «أزالت قوات النظام متاريسها من داخل دير الزور بعد أن تكبدت خسائر فادحة من المعارضين.

انسحبت من مناطق سكنية وتقصف الآن المدينة من مشارفها. معظم الضحايا من المدنيين». وبث ناشطون مقاطع فيديو وصور تظهر أجزاء متطايرة من دبابات للقوات النظامية استهدفها المنشقون.

أسر 11 جندي

وفي السياق، قامت «كتيبة النور من الكتائب الثائرة المقاتلة» بمهاجمة مخزن للسلاح في منطقة النبك في ريف دمشق الموالية للنظام حيث اسرت 11 من الجنود النظاميين، واعلنت «قتل واسر كل من كانوا في الموقع، بالاضافة الى الاستيلاء على السلاح والانسحاب من دون اصابات»، بحسب المرصد.

وسقط جندي من الجيش الحر إثر اشتباكات مع القوات النظامية في منطقة جبل الاكراد بريف اللاذقية.

قتلى التعذيب

وفي محافظة حلب، قتل 13 شخصاً على الأقل من بينهم سبعة تحت التعذيب. وذكرت لجان التنسيق إن ثلاثة طلاب من جامعة حلب كانوا بين قتلى التعذيب حيث تم اعتقالهم بتهمة «إسعاف جرحى التظاهرات».

وقتل سائق حافلة صغيرة اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين في حي الخالدية، كما قتل رجل وزوجته في ريف حلب اثر سقوط قذائف على بلدة عندان التي تحاول القوات النظامية اقتحامها منذ ايام. كما قصفت مروحيات عسكرية مناطق في مدينة الباب، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام المروحيات في ريف حلب الشمالي الشرقي.

أبرز قائد

من جهة اخرى، ذكر المرصد في بيانه ان ثلاثة مقاتلين معارضين قتلوا في محافظة حمص اثر اشتباكات على اطراف حي بابا عمرو الذي يتعرض مع حيي الخالدية وجورة الشياح الى قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن وجيش النظام التي تحاول استعادة السيطرة عليها.

ومن بين القتلى ادريس سويد الذي يعتبر القائد الميداني الأبرز للثوار في حمص وريفها وكان يقود معركة تحرير بابا عمرو عندما قتل إثر اشتباك قرب حاجز عسكري قريب من بابا عمرو.

وفي محافظة درعا، قتل مواطن في بلدة الجيزة، كما وردت انباء عن اسقاط طائرة مروحية في منطقة تل شهاب على الحدود السورية الاردنية التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين، بحسب المرصد.

وفي ادلب قتل ثمانية أشخاص برصاص قوات النظام من بينهم سبعة في مجزرة بمدينة أريحا، في حين اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ان بلدة حاس بريف ادلب تتعرض لهجوم بالطيران المروحي، بالاضافة الى «معلومات أولية مؤكدة عن ارتال ضخمة من الدبابات قادمة من جهة الغرب».

وقتل أول من أمس 116 شخصا في اعمال عنف في سوريا، بينهم 77 مدنيا و10 جنود حاولوا الانشقاق و28 جنديا نظاميا في مواجهات في حلب ودير الزور وادلب وحماة وحمص واللاذقية وريف دمشق ليرتفع بذلك عدد القتلى في يومين إلى نحو 200 شخص.

تسلل



ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء إن قوات الحدود السورية «تصدت لمجموعة إرهابية» تسللت من تركيا وقتلت عددا منهم.

وأضافت الوكالة أن الواقعة حدثت قرب موقع حدودي سوري في محافظة اللاذقية، لكنها لم تذكر المزيد من التفاصيل. ويبلغ طول الحدود بين تركيا وسوريا نحو 600 كيلومتر.

وتستضيف تركيا مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض إضافة الى لاجئين على حدودها الجنوبية الشرقية مع سوريا ولكنها تنفي امداد مقاتلي المعارضة بالأسلحة.



أكثر...