Announcement

Collapse
No announcement yet.

نضال بشارة - تحتفل فرقة حمص لإحياء التراث بعيدها الفضي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • نضال بشارة - تحتفل فرقة حمص لإحياء التراث بعيدها الفضي

    فرقة حمص لإحياء التراث تحتفل بعيدها الفضي


    نضال بشارة

    احتفلت مؤخراً فرقة «حمص لإحياء التراث» بالعيد الفضي لتأسيسها ، وكان لبلدية فيروزة مبادرة طيبة في تكريم الفرقة بهذه المناسبة ، وأقامت للفرقة حفلاً ساهراً شاركت الفرقة ذاتها في إحيائه ببرنامج فني منوع ، ولعلّ هذه المبادرة تستحق التقدير كي تتشجع أطراف أخرى على القيام بمثل هذه المبادرة التي ساهمت في رعايتها لجنة العمل الخيري الفيروزية الأمريكية .
    وقد ألقى رئيس البلدية كلمة تضمّنت المحطات الرئيسية في مسيرة الفرقة الفنية ، كما أشار في كلمته إلى مشاعر المغتربين من فيروزة في المهجر الأمريكي الذين يزورون سورية كل عام ويرغبون في التعرف على أوجه الإبداع فيها . وتحدّث الفنان عيسى فياض رئيس الفرقة عن معاني التكريم وأهميته في مواصلة المسيرة الإبداعية للفرقة وتطوير إنجازاتها . وفي هذه المناسبة تحاول الأسطر الآتية تسليط الضوء على مسيرة الفرقة التي هي إحدى الفرق الفنية التي تزخر بها مدينة حمص ، وتلتزم بتقديم الأعمال الموسيقية والغنائية العربية الأصيلة لأجل إحياء التراث ضمن إطار جديد يتّسم بالجودة ومحاولة تطويره على قاعدة الأصالة والهوية الشرقية . وقد تأسست الفرقة قبل ربع قرن بجهود جماعية مؤلفة من الفنانين ( عيسى فياض ، سمير عازار ، جورج فرحات ، مالك بطيخ ) وتسلّم الفنان فياض إدارتها والذي يرى أن الحوافز التي دفعت بالفرقة لتقديم التراث لاعتقادهم أن التراث شخصية وهوية أمّتنا ، وبالتالي كان لا بد من الحفاظ على تلك الهوية ، وتعريف الناس بها ، جيلاً بعد جيل ، لاسيما أن الزمن كفيل بالقضاء على جزء كبير منها إن لم توثّق وتدوّن ، فمن واجب الفرقة أن تحافظ على ما تبقى من تراثنا وتدوّنه وتسجّله ليكون مرجعاً وأساساً ومنهلاً ، وكي لا نفقد حلقات هامة في سلسلة التطور والحضارة . وعن أسلوب تقديم الفرقة للتراث يقول الفنان فياض : عندما نقدّم التراث يجب علينا أن نحافظ عليه كما هو ليكون أقرب إلى الأصل فهو نتاج للغير لا يجوز المساس به ، وهو يشكّل مرجعية تاريخية توثيقية ، يجب أن لا تشوّه ، لكننا نسعى إلى تقديمه ربما بأسلوبية حديثة من حيث الغناء الجماعي وتناوبه مع الإفرادي والعزف الأكاديمي المعتمد على التدوين والإعداد المنهجي للقطع والبرامج ، دون أن نمس الجوهر والخصوصية ، فإحياء التراث وتقديمه عملية توثيقية شأنها شأن تحقيق وتوثيق العديد من النتاجات الأدبية ، فهل نحقق ديوان شاعر جاهلي ما ، بلغة عصرنا ، أم بلغة ذاك العصر ؟ إذاً عملية إحياء التراث تختلف عن التقديم ، فالإحياء هو جمع وأرشفة وتوثيق لما أمكن معرفته وجمعه ، أمّا التقديم فهو شيء آخر ، إذ يعتمد على انتقاء ما هو ممتع وجميل من ذاك التراث وإسماعه للجمهور ليتذوقه ، ويستمتع به ، أمّا المعايير التي نعتمدها فترتكز على الخبرة الذاتية والحرفنة التي تتشكل من خلال الثقافة والاحتكاك والتجارب وليس هناك من قنونة لتلك الأمور . ‏

    من الإحياء إلى المغناة ‏
    وقد قدّمت «فرقة حمص» خلال مشوارها الفني أعمالاً موسيقية وغنائية في مجال إحياء التراث ، رصدت فيها المدارس الموسيقية الكبرى وما انبثق عنها من رواد عظام قادوا نهضتنا الموسيقية الحديثة من أمثال ( سيد درويش ، داود حسني ، زكريا أحمد ، محمد القصبجي ، رياض السنباطي ، محمد عبد الوهاب ) كما قدمت الفرقة أعمالاً لبعض الرواد الموسيقيين السوريين من أمثال ( أبو خليل القباني، عمر البطش ، رفيق شكري ، عبد الغني الشيخ ، كميل شمبير ، بهجت حسان ) وكذلك قدمت أعمالاً لبعض الرواد من حمص من أمثال ( الشيخ أمين الجندي ، محمد خالد الشلبي ، نجيب زين الدين ، أبو الخير الجندي ) كما قدمت الفرقة محاولات موسيقية جديدة في مجال التأليف الآلي والغنائي أهمها «مغناة ديك الجن» و«مغناة جبران خليل جبران»، والمغناة عبارة عن أوبرا موسيقية خالية من الدراما التمثيلية تتضمن أشكالاً وأنماطاً مختلفة من الموسيقا الآلية والغنائية وفق خط درامي روت الأولى حكاية الشاعر «ديك الجن» في حين قدمت الثانية فلسفة «جبران ». ولفرقة حمص مشاركات عديدة في أكثر من مهرجان ، منها : مهرجان السنة الموسيقية الأوروبية في أثينا العام 1985 مهرجان التراث الموسيقي في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق العام 1990 ، ومشاركة في أغلب دورات مهرجان «الثقافي الفني» ومهرجان «الثقافة الموسيقية » في حمص ، وحفلات منفردة في بيروت . ‏
Working...
X