Announcement

Collapse
No announcement yet.

الفنان عيسى فياض - قائد ( فرقة حمص لإحياء التراث ) ( حاوره: عبد الحكيم مرزوق )

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الفنان عيسى فياض - قائد ( فرقة حمص لإحياء التراث ) ( حاوره: عبد الحكيم مرزوق )


    مجلة السنونو ( العدد الخامس ) - ضيوف السنونو وجها لوجه


    حوار مع الفنان عيسى فياض قائد فرقة إحياء التراث بحمص
    ( حاوره: عبد الحكيم مرزوق )



    منذ أكثر من عشرين عاماً يعمل الفنان عيسى فياض ضمن فرقة إحياء التراث بحمص كقائد للفرقة الموسيقية ولمجموعة المنشدين ومنظم لحفلاتها وبرامجها الفنية المختلفة، وقد حصدت الفرقة خلال تاريخها الإعجاب والتقدير من جميع الجهات المعنية في المدينة نظراً للبرامج الفنية الغنية التي تقدمها في المهرجانات والاحتفالات التي تنظم من قبل فرع نقابة الفنانين أو من قبل الفعاليات الثقافية المهتمة بالأمور الثقافية والفنية، بالإضافة إلى مشاركتها الفنية على مستوى القطر العربي السوري بشكل خاص وعلى المستوى العربي والعالمي بشكل عام حيث شاركت الفرقة في مجموعة من المهرجانات على المستوى المحلي والعربي والعالمي منها مهرجان السنة الموسيقية والذي أقيم في أثينا عام 1985، والمهرجان الدولي الخامس للموسيقى العربية الأندلسية الذي أقامه معهد ثربانتس (المركز الثقافي الإسباني) عام 2002، كما شاركت الفرقة في مهرجان الحوار السوري الأوروبي الذي أقامته المفوضية الأوروبية في تموز من عام 2002 بالإضافة إلى مشاركات كثيرة للفرقة في العديد من الأنشطة والفعاليات الفنية.

    حول موضوعة التراث وقضايا أخرى تتعلق بنشاط فرقة إحياء التراث كان لنا لقاء مع الفنان عيسى فياض الذي توجهنا له بالسؤال التالي:
    · هل هناك خطة موضوعة لعملكم في مسألة إحياء التراث؟

    ـ إلى جانب توثيق وإحياء التراث، فإن عملنا ينصب في المرحلة القادمة على الاهتمام بالأعمال الجديدة لأننا نعتقد أنها ربما لم تستكمل بعد عملية إحياء التراث بعد تسليط الضوء على أعلام الموسيقى والغناء في الوطن العربي.

    ما هي ملامح أعمالكم القادمة؟
    ـ العمل الإبداعي يفترض ألا يكون له محددات، لأنها تقيده، ومن الممكن أن نأخذ أعلاماً في الشعر والأدب وغيره، كما فعلنا ببرنامج ديك الجن وجبران، ويمكن أن نتناول الموضوعات الغنائية والموسيقية.. الفكرة الإبداعية ربما تبدأ بومضة أو فكرة.
    هناك آفاق للعمل الفني الذي يولد الأفكار الجديدة.. وخطتنا الجديدة تعتمد على متابعة الخط الذي نسير عليه بإحياء التراث بالإضافة إلى إنجاز أعمال جديدة تعكس ذاتنا وشخصيتنا المستمدة من أفق موسيقانا.

    · أنت تقول أن التطوير يجب أن ينبع من صلب التراث، في حين أن هناك من يرى أن التراث انتهت صلاحيته ويجب علينا أن نتجاوزه.. ما هو رأيك بهذا؟
    ـ التراث يبقى ملكاً للأجيال القادمة ولا يعني أن الإبداع الفني يتوقف عند التراث، وأي عمل فني حديث الآن سيصبح بعد خمسين عاماً من التراث. المهم أن لا نخرج عن هويتنا الموسيقية ونبقى ضمن أعمالنا مجددين، فموسيقانا العربية لها خصائص تميزها عن غيرها من موسيقى الشعوب الأخرى، فمثلاً موضوع عنصر الطرب في موسيقانا قد لا يكون موجوداً في موسيقى الشعوب الأخرى وهذه ميزة من ميزات موسيقانا لا يجوز أن نتخلى عنها ويمكن أن لا ننجز لحناً كله طرب ويمكن أن نضع ضمن اللحن شيئاً من الطرب، وكذلك القفلة الموسيقية التي تحدث النشوة عند المستمع ويقول الآه تأثراً لسماعها.. هذه القفلة غير موجودة في موسيقى الآخرين، ولدي إطلاع على الموسيقى التركية والفارسية واليونانية التي تأثرنا بها وتأثرت بنا.. ليس في كل تلك الموسيقى قفلة موسيقية، فإذاً القفلة شخصية من شخصيات موسيقانا العربيــة لا يمكن التخلي عنها.. نحن نأخذ خصائص موسيقانا ونؤكدها ونبني عليها، وهذا لا يعني أن نتوقف عند التراث ونعيده بشكل دائم لأننا بذلك نكون في طريقنا إلى الموات.

    * هناك من يقول أنك تعمل في الجانب الموسيقي على حساب الجوانب الأخرى. بمعنى آخر أن الفرقة الموسيقية وفرقة الإنشاد بحاجة إلى مزيد من التطوير والعمل ودعمها بالعناصر الجديدة أكثر من العمل الذي تصرفه على الجوانب الفنية الأخرى؟

    ـ أتمنى أن أستطيع أن أطور بالفرقة الموسيقية من حيث العازفين والمغنين، ولكن هناك عقبتان هامتان أولاهما عدم وجود كوادر على مستوى فني متطور ونحن نستبشر خيراً بوجود المعهد العالمي للموسيقى بدمشق الذي بدأ بتخرج كوادر فنية مهمة على مستوى العزف الموسيقي ترفد المحافظات والفرق الفنية بعازفين جيدين على مستوى أكاديمي هام وبالتالي فكرة التطوير تأتي عندما تتهيأ لدينا الكوادر، ونحن الآن نعمل ضمن أفق من الهواة الذين يمتلكون الخبرة الذاتية، درسوا واجتهدوا بشكل شخصي هؤلاء هم الذين يشكلون فرقنا الموسيقية ونحاول جمعهم وضمهم إلى فرقنا الفنية، والأفق الذي نطمح له يحتاج إلى كوادر هامة وإلى معاهد موسيقية نقوم بتهيئتها وإعدادها ليكون لدينا كوادر على آلات موسيقية ومتعددة تغني الفرقة الموسيقية.
    العقبة الأخرى التي نواجهها هي في الحركة والدعم لهذه الفرق حيث أن معظم هذه الفرق من الهواة وليس لها أي كادر إداري أو مالي وبالتالي فهي تستمر بالعمل والعطاء من خلال حبها للموسيقى والغناء ولمدينتها دون أي حافز آخر..
    وإذا أردنا الحديث عن التطوير فإن هذا يتطلب مؤسسات كبرى ترعى الحركة الموسيقية وتدعمها لتنشئ مثل هذه الفرق وتهيئ الدعم المادي والمكان وكافة المتطلبات، أما نحن فإننا نعمل على أفقنا الخاص والشخصي وبالتالي فرقتنا الموسيقية ضمن حدود طبيعية معتدلة، وتبقى برامجنا ضمن الأفق الذي نستطيع تحقيقه.
    كيف يمكن تطوير واقع الأندية والفرق الفنية؟

    ـ أنا أرى أن هناك بعض الأنشطة تلعب دوراً في هذا المجال ولكنها تبدو لوحدها عاجزة عن تحقيق المطلوب، فمثلاً عنصر المهرجانات تبدو أهميته على درجة كبيرة في تطوير النشاط الموسيقي والفني والثقافي على الأقل، فهي تلعب أدواراً تحريضية للفرق والأندية وللأفراد الذين يهتمون بالموسيقى وينشطون بشكل سنوي ودوري ففي كل عام مهرجان.

    هناك عمل فني في كل عام أي حركة ونشاط فني مستمر، وعندما لا تكون هناك مهرجانات فهذا يعني أن كل إنسان سيعمل على راحته ومزاجه فعندما يريد (الفنان) تقديم عمل فني سيقدم هذا العمل أولا يقدمه.. وجود المهرجانات الفنية ووجود الجمهور المتابع والصحافة، والإذاعة والتلفزيون التي تتابع الفعاليات الفنية كلها عوامل للفرق وللأفراد للاجتهاد والنشاط، ولكن هذا لوحده غير كاف لتطوير الحركة الموسيقية، لذلك لابد من وجود المعاهد الموسيقية التي تخرج كوادر أكاديمية متعلمة ودارسة ترفد الحركة الموسيقية بعازفين، ومؤلفين موسيقيين، والأهم من ذلك هو استمرارية هذه الفرق، والدعم الذي يقدم لها.. الفرق الفنية بحاجة لمؤسسات وهيئات وأفراد يضعون لها الخطط التي تكفل بقاءها واستمرارها وتستطيع أن تتطور وتواكب الحديث.
    · من يدعم فرقة إحياء التراث؟ هل تعمل لوحدها؟
    ـ فرقة إحياء التراث استطاعت خلال السنوات السابقة والأعمال التي قدمتها أن تنشئ لها دعماً معنوياً مستمداً من سكان هذه المدينة ومن الناس المتابعين لأعمال الفرقة وأنشطتها وهم يلعبون دوراً هاماً في الدعم المعنوي لتبقى موجودة ومستمرة وتقدم الأعمال الفنية لهم، وأحياناً تدعم من قبل المهرجانات الموجودة بحمص، أو من قبل مهرجانات ذات أفق أبعد من المحافظة حيث نشارك في بعض الأحيان في مهرجانات دولية في دمشق أو في حلب أو خارج القطر، المهرجانات الدولية تقدم دعماً لأنها تكون مبنية على الاتفاق المادي بعكس المهرجانات المحلية التي تبنى على أنها نشاط ثقافي بشكل عام، ولكن الذي يجعل الفرقة تستمر هو عناصر الفرقة والمنتسبون لها وإيمانهم العميق بأهمية الموسيقى وحبهم لها مما يجعلهم يضحون بأوقاتهم ويتدربون دون أي مقابل.
    · تبدو فرقة إحياء التراث مرتبطة بالفنان عيسى فياض... هل هناك مقر للفرقة؟ وهل تفكرون بإنشاء مقر للفرقة؟
    ـ نتمنى أن يكون للفرقة مقر خاص بها، وكما قلت فإن الفرقة مرتبطة بشخص عيسى فياض، وليس لها مقر وليس لها هيكلية مالية، وهناك التزام أدبي مع مجموعة الأشخاص الذين يشكلون الفرقة الموسيقية والغنائية، وليس لدينا طلبات انتساب مكتوبة بل هي طلبات شفهية من أعضاء الفرقة يؤكدون فيها انتسابهم للفرقة والمشاركة بأنشطتها، ونحن نتدرب في أماكن مختلفة، والتدريبات كانت تجري في الفترة الأخيرة في منزلي، وهذا ربما لا يكون متاحاً بشكل دائم، ومن المفترض أن تقوم الجهات المعنية بتأمين مكان دائم للفرقة كي تقوم بتدريباتها ولو لمرة واحدة في الأسبوع لأن ذلك كاف للاستمرار.
    · من الواضح أن معظم أعضاء الفرقة يعملون في مهن مختلفة، فمثلاً أنت مهندس مدني وتهوى الموسيقى وتفرد لها حيزاً كبيراً من وقتك ربما يكون ذلك على حساب المهنة الأساس؟
    ـ المسألة عادية عند من درس اختصاص مهنته الأساسية ولديه حب الموسيقى ويمارسها، والشيء غير الطبيعي أن يستطيع الإنسان التوفيق بين الجهتين، خاصة وأن الإنسان يجب أن يعيش، وبالتالي يجب أن يكون لديه مهنة أساسية توفر له ذلك العيش..
    بالنسبة لي الهندسة مهنتي الأساسية وأمارس الموسيقى كهاوٍ إنما بعمق يكاد يكون أكثر من الاحتراف، وهذا شيء متعب وكنت أتمنى أن أكون متفرغاً كلياً للموسيقى، ولكنني لا أستطيع بسبب تأمين أسباب معيشتي من مورد آخر لأنني أرى أنني إذا أردت أن أحترف الموسيقى وأعيش من ورائها فيجب أن أمارسها في أماكن لا أرى أن دوري أو وظيفتي الثقافية تجعلني أن أقيم حفلاً موسيقياً داخل مطعم أو مقصف وقد يكون أن هناك مطرباً يجب أن يغني داخل مطعم أو مقصف، ولكل مكان خصوصيته، لا أرى رسالتي الثقافية أن أغني في مطعم لأن دور الفن أعمق بكثير من موضوع الغناء من أجل المتعة فقط لأن المتعة أحد جوانب الموسيقى.. الموسيقى فيها رقي وحضارة وثقافة، لا أستطيع أن أمارس الموسيقى إذا احترفت بالشكل الذي أنا عليه الآن.
    · ماذا تقول باسم فرقة إحياء التراث؟

    ـ أتمنى من الجمهور المزيد من الدعم المعنوي، ومن المسؤولين والقائمين على الثقافة في مدينتنا بالدرجة الأولى أن ينظروا للموسيقى ليس من باب الترف والمتعة وعلى أنها مجرد نشاط موسيقي، بل من خلال نظرة ذات عمق يؤثر على المستوى الثقافي لمدينتنا وبالتالي يؤثر على المستوى الإنساني وعلى رقي الإنسان والوطن، ومن هذا ينطلقون لدعم الموسيقى والنشاط الموسيقي بشكل جدي.

Working...
X