Announcement

Collapse
No announcement yet.

زيارة الرئيس الأسد لرومانيا ستضع الأساس لمرحلة جديدة في العلاقات

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • زيارة الرئيس الأسد لرومانيا ستضع الأساس لمرحلة جديدة في العلاقات

    علاقات تاريخية وفرص واعدة لشراكة إستراتيجية بين سورية ورومانيا
    السفير ساندوفيتش: زيارة الرئيس الأسد لرومانيا
    ستضع الأساس لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية


    دمشق-سانا
    على مدى أكثر من خمسة عقود ترسخت العلاقات السورية الرومانية على أساس من الصداقة العميقة والاحترام المتبادل ما يؤسس لشراكة إستراتيجية حقيقية وتعاون مثمر على المستويين الثنائي والإقليمي.
    وتكتسب زيارة السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته إلى رومانيا أهمية خاصة من كونها تأتي في وقت تعمل فيه سورية على نسج علاقات صداقة مع جوارها في إطار رؤيتها الإستراتيجية لإيجاد فضاء من التعاون الإقليمي بين البحار الخمسة "المتوسط والأحمر والخليج وقزوين والأسود" وإقامة شبكة تعاون للتنمية والبنية التحتية تسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة من العالم وتحقق التنمية والازدهار لشعوبها.
    ورومانيا إلى جانب علاقاتها التاريخية المتميزة مع سورية على مدى عقود تشكل بحكم موقعها على الساحل الغربي للبحر الأسود إلى جانب كل من سورية وتركيا وبلغاريا عنصرا مهما في الخريطة الإقليمية التي توليها دمشق أهمية كبيرة بالنظر إلى الآفاق المستقبلية الواعدة لهذه الدول في قيام شبكات البنية التحتية لإمدادات الطاقة من نفط وغاز وكهرباء والتي تشكل عصب الحياة الاقتصادية في العالم وتضطلع بدور حاسم في صياغة السياسات الدولية مستقبلا.
    ويرى السفير الروماني بدمشق دان ساندوفيتش في لقاء مع سانا أن زيارة الرئيس الأسد إلى رومانيا سوف تفتح مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية فيقول: أنا متأكد من أن الزيارة سوف تضع الأساس لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين معربا عن اعتقاده بأن رؤية سورية بشأن إقامة فضاء من التعاون والتنمية بين البحار الخمسة سوف يرحب بها وتحتضن من قبل رومانيا ولاسيما أن الرئيس ترايان باسيسكو أكد مرات عدة ضرورة أن توسع رومانيا علاقاتها مع الدول العربية والعودة إلى الشركاء التقليديين في الشرق الأوسط وتوسيع التعاون في هذا الفضاء الإقليمي.
    وعلى المستوى الثنائي العلاقة السورية الرومانية متميزة تاريخيا وساهمت الشركات الرومانية في تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية الحيوية في سورية كمصفاة بانياس ومشاريع لتجميع الغاز ومشاريع في إنتاج الفوسفات وغيرها وتأمل دمشق بإعادة الحيوية والدفء إليها وخصوصا في ظل وجود جالية سورية ناشطة في رومانيا يزيد عددها على عشرة آلاف شخص وجالية رومانية في سورية يتجاوز عددها الأربعة آلاف شخص وما يمكن أن تشكله هذه الجالية من حامل لحركة التبادل التجاري بين البلدين.
    بالمقابل تتوجه رومانيا إلى إحياء علاقاتها مع شركائها التقليديين في الشرق الأوسط بعد أن فرضت التطورات بداية التسعينيات على بخارست الانشغال بوضعها الداخلي وإعادة هيكلة اقتصادها تمهيدا للانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي وجاءت زيارة الرئيس باسيسكو إلى دمشق عام 2008 خطوة أولى في طريق استعادة العلاقات التقليدية التي ربطت البلدين على مدى عقود وفتح افاق جديدة للتعاون الثنائي.
    وهنا يؤكد السفير ساندوفيتش أن سورية شريك مهم جدا لرومانيا وهي أحد أهم الشركاء الاقتصاديين في الشرق الأوسط منذ عقود ويسعدنا أن نرى هذه الشراكة تتعزز في السنوات الأخيرة وخصوصا بعد زيارة الرئيس باسيسكو.
    ويضيف: نعمل بشكل جدي على إحياء هذه العلاقات التقليدية مع شركائنا ولاسيما سورية وقمنا بتطوير مشاريع مشتركة وعلينا أن نتابع هذا التوجه عبر توسيع مجالات التعاون وإيجاد مجالات جديدة تتناسب والمتغيرات والتحولات الاقتصادية التي شهدها بلدانا كالتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات.
    وشهدت العلاقات الثنائية دينامية جديدة منذ عام 2007 حيث عمل الجانبان في إطار ورشة عمل مكثفة لإعادة مسار العلاقات إلى وضعه الطبيعي حيث وقع البلدان اتفاقية التسوية المالية التي أنهت المسائل المالية العالقة بين البلدين كما تم توقيع اتفاقيات تعاون في مجال التشاور السياسي وتشجيع وحماية الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي وإعفاء البعثات الدبلوماسية من ضريبة القيمة المضافة واتفاقيات في مجال الزراعة والنقل البحري والإعلام.
    وتعكس سلسلة اللقاءات الاقتصادية المهمة التي عقدها البلدان منذ عام 2008 لبحث فرص التعاون الممكنة وإزالة العقبات التي تعترض سبيل العلاقات الاقتصادية حرص الجانبين على استعادة زخم العلاقات التقليدية التي ربطت البلدين حيث عقد منتدى الأعمال السوري الروماني بدمشق 2009 كما شهد العام الجاري حركة لقاءات مكثفة تمثلت بانعقاد أعمال اللجنة السورية الرومانية المشتركة في أيار الماضي وإطلاق مجلس الأعمال السوري الروماني الذي يفتح المجال أمام القطاع الخاص في البلدين للمساهمة في النهوض بالعلاقات الاقتصادية الثنائية.
    وتفتح زيارة الرئيس الأسد إلى بخارست الباب واسعا للتعاون مع رومانيا سواء على المستوى الثنائي أم على المستوى السياسي الإقليمي ولاسيما في قضية الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تعزيز دور أوروبا والاتحاد الأوروبي في هذه القضية وإيجاد مقاربات جديدة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وخصوصا في ظل استمرار إسرائيل برفض متطلبات السلام وانتهاج سياسات عدوانية بحق الشعب العربي في الأراضي الفلسطينية والجولان المحتل وجنوب لبنان.
    ويقول السفير الروماني ان السنتين الماضيتين كانتا فترة تحضير لإطلاق فصل جديد في العلاقات والآن حان الوقت لتطبيق الاتفاقيات والاستفادة من الباب الذي تفتحه زيارة الرئيس الأسد إلى رومانيا حيث سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات العدل والثقافة والنقل والسياحة وغيرها إضافة إلى اتفاقيات في طور الانتهاء سيتم توقيعها بعد الزيارة.
    وتتمتع كل من سورية ورومانيا بموقع استراتيجي يجعل من فرص التعاون واعدة في مجالات النقل البري والبحري والجوي وفي مجالات إمدادات الطاقة حيث يجري الإعداد لافتتاح خط ملاحي سريع بين ميناء اللاذقية على المتوسط وميناء كونستانتسا الروماني على البحر الأسود بهدف تسهيل وتنشيط حركة التبادل التجاري والسياحي بين البلدين كما يدرس الجانبان تطبيق الإعفاءات من الرسوم على النقل البري.
    هذا الخط الملاحي بحسب السفير الروماني ينبغي أن يوضع في الخدمة لأنه يوفر على رجال الأعمال من البلدين رسوما إضافية يتم دفعها جراء الدخول عبر مرافئ أخرى مشيرا إلى انه يجري حاليا بحث القضايا الفنية والتقنية المتعلقة بحجم البضائع التي سينقلها في المرحلة الأولى مليون طن في الاتجاهين ووسائل نقلها ليكون ذا جدوى اقتصادية أما في مجال الطاقة فيوضح السفير ساندوفيتش أن بلاده ترغب بتصدير الكهرباء إلى سورية عن طريق الكبل البحري تحت البحر الأسود عبر تركيا وان المشروع الآن في طور مواءمة الشبكات في كل من سورية وتركيا المهتمة بالموضوع.
    ويدرس الجانبان إمكانية افتتاح مراكز تجارية في كل من بخارست ودمشق للترويج لمنتجات البلدين بحيث تكون سورية بوابة للمنتجات الرومانية إلى الدول العربية ورومانيا بوابة للمنتجات السورية إلى البلقان وأوروبا.
    وهنا يقول السفير الروماني.. نحن مهتمون بسورية لأنها تشكل بوابة للمنتجات الرومانية إلى الشرق الأوسط والخليج وبحكم الاتفاقيات التي تربطها بالدول العربية توفر على المنتجات الرومانية التي يعاد تصديرها من سورية رسوما إضافية وهذه ميزة جيدة وكذلك رومانيا يمكن أن تكون بوابة للمنتجات السورية إلى الأسواق الأوروبية بحكم عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
    وتولي الشركات الرومانية اهتماما بتوسيع نشاطاتها في قطاعات الصناعات النفطية والفوسفات وصناعة المواد الكيماوية والبتروكيماوية والغاز والمشعات الفولاذية والمفروشات وأنظمة المراقبة والاتصالات وخدمات الأتمتة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات السياحية فيما تعمل في رومانيا نحو 4500 شركة سورية وتنشط في المجالات التجارية والاقتصادية.
    ويعد قطاعا الطاقة والسياحة من أبرز القطاعات الواعدة في مجال التعاون الثنائي ولاسيما أن البلدين يمتلكان مواقع سياحية هامة تشكل عامل جذب للاستثمارات المشتركة وكذلك قطاع الطاقة وإمدادات شبكات البنية التحتية بين الحوض الشرقي للمتوسط ومنطقة البلقان وأوروبا.
    ويرى السفير ساندوفيتش أن البلدين يتمتعان بإمكانات سياحية عظيمة وميزات إضافية تجعل من البلدين مقاصد سياحية جاذبة أهمها عنصر الأمان والاستقرار وحسن الضيافة التي يتميز بها الشعبان السوري والروماني مشيرا إلى انه سيتم خلال الزيارة توقيع برنامج تنفيذي للتعاون السياحي الذي يوءمل منه أن يفتح الباب أمام السياح الرومان للقدوم إلى سورية وكذلك السياح السوريون إلى رومانيا كما يوفر لمكاتب السياحة الفرصة لتطوير نشاطات سياحية مشتركة.
    لكنه أضاف ان على البلدين إيجاد الحلول القانونية لمسألة تأشيرات الدخول ولاسيما مع دخول رومانيا نظام شنغن العام المقبل وذلك من خلال تنظيم هذا الأمر عبر وكالات سفر منظمة تعمل بشكل جدي.
    وعلى المستوى الإنساني يقول السفير ساندوفيتش ان العلاقات بين الشعبين السوري والروماني كانت وطيدة دائما سواء على المستوى الثقافي أم الاجتماعي أم على مستوى التعليم فقد تخرج في الجامعات الرومانية نحو 20 ألف سوري كما أن سورية تحتضن جالية رومانية هي من أهم الجاليات الرومانية في العالم تقدر بنحو 4200 شخص كما توجد جالية سورية ناشطة جدا في رومانيا وتعمل لمصلحة تعزيز العلاقات بين البلدين.
    ويضيف ان التعاون الثقافي متميز وتفكر الحكومة الرومانية بإقامة معهد ثقافي روماني بدمشق وتم في بداية العام افتتاح مدرسة رومانية بدمشق بدعم من وزارة الثقافة السورية حيث خصصت صفين دراسيين للمدرسة في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة وتقدم 60 شخصا للدراسة فيها من أبناء الجالية الرومانية ومن السوريين.
    وتصدر رومانيا إلى سورية الأدوات والمعدات الصناعية الثقيلة والمحركات الكهربائية وآلات الحفر والمحولات والخشب والأنابيب والمواشي والجوز فيما تصدر سورية إلى رومانيا الخضراوات والقطن والمصنوعات السكرية والألبسة والأقمشة والسجاد والأحذية وشهد حجم التبادل التجاري بحسب السفير ساندوفيتش ارتفاعا عام 2009 بنسبة 20 بالمئة وبلغ نحو 150 مليون دولار كما زاد حجم التبادل التجاري في الأشهر الثمانية من العام الجاري بنسبة 20 بالمئة مقارنة بعام 2009.
    ورومانيا التي تبلغ مساحتها 4ر238 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها 5ر21 مليون نسمة تقع على الساحل الغربي للبحر الأسود وتشكل حلقة وصل بين أوروبا وآسيا وتتميز بتنوع طبيعتها ومناخها وتغطي الغابات 13 بالمئة من مساحتها.. مناخها انتقالي بين المعتدل والقاري بارد شتاء وحار صيفا. السياحة متطورة في رومانيا وتحتل بحسب الإحصاءات الدولية المرتبة الرابعة عالميا من حيث نمو الطلب على السياحة حيث بلغ 8 بالمئة عام 2008 وفي عام 2006 سجلت رومانيا 20 مليون ليلة فندقية وجذب قطاع السياحة في عام 2005 استثمارات تقدر ب 400 مليون يورو ويعتمد الاقتصاد الروماني على الخدمات بنسبة 55 بالمئة والصناعة بنسبة 35 بالمئة فيما تشكل الزراعة 10 بالمئة منه.. رومانيا عضو في الإتحاد الأوروبي منذ عام 2007 وفي الناتو منذ عام 2004 .
    عبد الرحيم أحمد

Working...
X