Announcement

Collapse
No announcement yet.

إرهاصات لزوميات المعري - محاضرة للدكتور عبد الإله نبهان - اتحاد كتاب حمص

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • إرهاصات لزوميات المعري - محاضرة للدكتور عبد الإله نبهان - اتحاد كتاب حمص

    إرهاصات اللزوميات عند المعري
    محاضرة في اتحادكتاب حمص
    للدكتور : عبد الإله نبهان
    متابعة : نجاح حلاس
    7/3/2010 : التاريخ -
    بدعوة من فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص وضمننشاطه الثقافي ألقى الدكتور عبد الإله نبهان محاضرة بعنوان «إرهاصات اللزوميات عندالمعري » ذكر في بدايتها أن المعري أطلق على ديوانه الشعري الذي نظمه بعد اعتزالهعام 400 للهجرة اسم لزوم مالايلزم لأنه التزم فيه مالايُلزم الشاعر أن يلتزمه0والالتزام في البديع صبغ جمالي ذكره ابن المعتز في كتابه «البديع» وسماه ابن أبيالاصبع المصري ب«باب الالتزام » وهذا الصبغ البديعي عرفه الشعراء والنقاد قبلالمعري حتى أن المعري نفسه أشار الى وجود ذلك في شعر من جاء قبله من الشعراء أمثالكثيّر عزة في قصيدته التائية التي يقول فيها : خليلي هذا ربع عزة فاعقلا قلو صيكماثم ابكيا حيث حلت ومسا تراباً كان قدمسَّ جلدها وبيتاً وظلاً حيث باتت وظلّت ولاتيأسا أن يمحو الله عنكما ذنوباً إذا صليتما حيث صلّت وهي قصيدة بلغت ثلاثة وأربعينبيتاً في ديوانه التزم في قوافيها حرفين هما اللام والتاء ولم يخرج عن ذلك سوى بيتواحد هو : فوا عجباً للقلب كيف اعترافه وللنفس لما وطّنت فاطمأنّت وأشار المحاضر أن «كثّيراً» لم يكن أول من اصطنع هذا الفن فأوائله عرفت في الشعر الجاهلي ووردت عفواًفي شعر الأعشى والنابغة وطرفة وعمرو بن معديكرب. وبعد ذلك انتقل المحاضر الى الحديثعن سيرة أبي العلاء المعري الذي ارتحل إلى بغداد ودخلها سنة ثمان وتسعين وثلاثمائةومكث فيها الى رمضان سنة أربعمئة والتقى بعلمائها وأدبائها وخصوصاً مجلس عبد السلامالبصري ومجمع الشريف المرتضى..... ولم يترك بغداد إلا لسببين هما الفقر ومرض أمهوقد ذكر ذلك في شعره : أثارني عنكم أمران : والدة لم ألقها وثراء عاد مسفوتاًوعندما وصل الى المعرة بلغه نعي أمه التي كان يتشوق للقائها فاعتزل الناس ولزم بيتهوبلده قال: «لزمت مسكني منذ سنة أربعمئة واجتهدت أن أتوفر على تسبيح الله وتحميدهإلا أن اضطر الى غير ذلك فأمليت أشياء وهي على ضروب مختلفة ، فمنها ماهو في الزهدوالعظات وتحميد الله سبحانه من المنظوم المنثور «ويذكر المحاضر أنه ألف في هذهالفترة كتابه المعروف ب«الفصول والغايات » وهو كتاب موضوع على حروف المعجم ما خلاالألف لأن فواصله مبنية على أن يكون ماقبل الحرف المعتمد فيها ألفاً ومن المحال أنيجمع بين ألفين .... ولكن تجيء الهمزة وقبلها ألف مثال« كساء» وكذلك الشراب والشبابفي الباء ثم على هذا االترتيب ... ويتابع المحاضر أن المعري في هذه المرحلة ، مرحلةبداية العزلة قد رفض الشعر وانصرفت نفسه عنه ولم يعد إليه إلا بعد أن حدد لهمضموناً معيناً يتفق وما ورد في قوله السابق عن تخصيص كلامه في تحميد الله وتسبيحهوفي هذا الزهد والوعظ .... وبّين المحاضر أن المراد بالفصل الجزء المبني على حرف منحروف المعجم والمراد بالغايات : القوافي لأن القافية غاية البيت أي منتهاه ... فالمعري الذي فرض على نفسه العزلة بعد أن فرض عليه العمى وفرض على نفسه النثر بعدأن رفض الشعر نلاحظ أنه فرض على نفسه قيوداً في هذا النثر فقد قيد نفسه بأن يكوننثره في تحميد الله والمواعظ وقيد نثره غالباً بالسجع وأخيراً ألزم نفسه في كل مقطعمن فصل بغاية .. والكتاب ضخم في عدة مجلدات وقد وصل إلينا منه نحو 470 صفحة ولميشتمل إلا على ستة حروف هي الباء والتاء والثاء والجيم والحاء والخاء مع العلم أنهسقط منها ما سقط . وأردف المحاضر قائلاً : لن أعرض لما أثير من مجادلات بشأن هذاالكتاب فقد اتهمه بعضهم أنه اراد بكتابه وفصوله معارضة القرآن الكريم ورد عليهمآخرون ، وأبو العلاء أشد ذكاء من أن يضع نفسه في مثل هذا الموضع ورجح ما قالهالعلامة محمد سليم الجندي بشأن هذا الكتاب : «والذي أعتقده أن أبا العلاء أراد أنيعرض مثالاً واسعاً من سعة علمه واطلاعه وأن يبين صورة من عبقريته وقدرة على التصرفبالألفاظ والمعاني ». أما النقلة الثانية لأبي العلاء وكما أشار الدكتور نبهانفستكون في الطريق نفسه ولكن ستكون شعراً ونثراً أو لنقل نثراً وشعراً على حروفالمعجم جميعها وهكذا صنف كتابه « ملقى السبيل» وهو كتاب وعظ يشتمل على نثر ونظم علىحروف المعجم مع كل قافية فصل نثر وأبيات شعر ...... ويرجح أن كتاب « ملقى السبيل » قد ألف بعد الفصول والغايات وقبل البدء بنظم اللزوميات . وأشار المحاضر في معرضحديثه أن المعري الذي كلف نفسه ماكلفها في الفصول والغايات وملقى السبيل فإنه رأىأن يخطو الخطوة الاخيرة نحو الالتزام بلزم ما لايلزم في ديوانه الذي خطط له منذالبداية قال: وقد تكلف في هذا التكليف ثلاث كلف : الأولى : أنه ينتظم حروف المعجمعن آخرها والثانية : أن يجىء روي بالحركات الثلاثة وبالسكون بعد ذلك . والثالثة : أنه لزم مع كل روي فيه شيء لايلزم من ياء أو تاء أو غيرها من الحروف. وسماه ب لزومما لا يلزم . وختم محاضرته مبيناً أن أبا العلاء المعري فيما فرضه على نفسه من عزلةوعلى نثره من قيد في المضمون وفي الشكل ( الغاية ) في الفصول والغايات ثم في « ملقىالسبيل » جعل قيوده على المضمون في النثر والشعر وكان ذلك بمنزلة التقدمة والتمهيدلما في اللزوميات حيث برع المعري أيما براعة في ابتكار القيود والكلف التي فرضهاعلى شعره ولم ينس أن ينبىء عن علمه بالعروض والقوافي وما يجوز فيها وما لايجوز . *
    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    إرهاصات لزوميات المعري - محاضرة للدكتور عبد الإله نبهان - اتحاد كتاب حمص- نجاح حلاس
Working...
X