Announcement

Collapse
No announcement yet.

وطن نخيل قصة فريد محمد معوض

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • وطن نخيل قصة فريد محمد معوض

    وطن النخيل
    قصة / فريد محمد معوض
    عبر "فلاح" الجسر العالي فوق دجلة ، ورأى النهر حزينا ، مضت عيناه في اتجاه الماء الساري في قلب النهر ، لمح شيئاً بعيداً يلمع ويرفرف ، دقق النظر أكثر ، كان شراعاً أبيض يعكس أشعة الشمس القاسية ، وكان الشراع في قلب قارب مكسور بجوار الشاطيء ، انتقلت عيناه إلى الشاطيء فلمح سيقان النخيل على الأرض .. قيل أن الحرب ضربتها مثلما ضرب أشجارا أخرى .
    حينما أوشك على عبور الجسر ، صار قريبا من الشاطيء وصار بوسعه أن يرى سيقان النخل الكثيرة المبعثرة ، جاءته فكرة .. أن يعد النخل الذي استهدفه العدو ، قال بشكل عفوي :
    - نخلة مكسورة .. اثنتان .. ثلاث .. أربع نخلات مكسورة
    كان كلما ارتفع العدد ارتفعت دقات قلبه ، وامتلأ صدره بالحزن .. راح نخل كثير.. آه يا وطن النخيل .
    ارتكن على سور الجسر قليلا ، واعتصره الحزن ، جاءته فكرة العد من جديد، ولكن بطريقة مختلفة حينها تهلل وجهه ورفع رأسه وقال :
    - نخلة سليمة .. اثنتان .. ثلاث نخلات سليمات .. أربع .. خمس نخلات
    واكتسى وجهه بنضارة الخضرة ، وارتفعت رأسه بشموخ النخلة ، وواصل :
    - واحد وتسعون .. اثنتان وتسعون .. ثلاثة وتسعون
    وتقافز عاليا فوق الجسر يردد :
    - نخل كثير .. لم ينته النخل بعد .. لدينا الكثير والكثير
    وامتلأ زهوا وإصرارا وواصل عبور الجسر .
    تمت
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com
Working...
X