Announcement

Collapse
No announcement yet.

الساحرة نسرين بلوط ( مي زيادة ) الأديبة اللبنانية - بقلم : الطيب دخان

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الساحرة نسرين بلوط ( مي زيادة ) الأديبة اللبنانية - بقلم : الطيب دخان

    مي زيادة تبعث من جديد
    بقلم : الطيب دخان




    الأديبة اللبنانية الساحرة نسرين بلوط سفر دائم في عمق الكلمة وإبحار وغوص لاحد له في متاهات الحرف العربي ..كفاح ونظال ومثابرة وجهد قلما نجده عند الكثير ممن إختاروا الذوبان والإحتراق بوهجه...


    الأديبة البنانية الساحرة نسرين بلوط سفر دائم في عمق الكلمة وإبحار وغوص لاحد له في متاهات الحرف العربي ..كفاح ونظال ومثابرة وجهد قلما نجده عند الكثير ممن إختاروا الذوبان والإحتراق بوهجه...
    إشراقة ذهبية تشع بها عيناها لتحملك من جمال الصورة إلى سحر الكلمة وبيانها ....هي المهاجرة التي تأخر بها السن عن مواكبة أدباء المهجر غير أنها فضلت اللحاق بركبهم من خلال تأثرها بكتاباتهم وأدبهم....
    سافرت مثلهم وشاركتهم شعورهم وإحساسهم بالغربة...
    وفي ظل هذه الأسفار وبين أنياب الغربة خطت نسرين أدبها ودونت قصائدها وتركت آثار خطاها اللطيفة المتثاقلة الرقيقة على صفحات الإبداع حتى أن القاريء لمقالاتها وقصائدها يشعر وكأن مي زيادة ولدت وبعثت من جديد..إذ تتجلى وجوه الشبه بينهما في تأثرهما الكبير بكتابات الأديب الفيلسوف جبران خليل جبران....غير أن هذه الزهرة الأخيرة والياسمينة اليافعة نسرين لم تكن معاصرة له وإنما تأثرت بأدبه تأثرا لاحد له إذ نراها تحاكي أسلوبه في الإبداع محاولة تبسيطه وشرحه للقاريء وإيصال فكرته إليه ولكن بأسلوبها وطريقتها الخاصة....أدبها بشعره ونثره وروايته يدخلك في عالم مليء بالمشاعر الفياضة والأحاسيس النبيلة والعاطفة الجياشة الصادقة ...فهي تغرقك في بحار العشق الأبدي المتلاطمة أمواجها فتظل تائها حائرا بين مدها وجزرها مستحما بحرارة شموسها مستلقيا على أفرشة رمالها الناعمة وبينما أنت غارق في غمرات النشوة والمتعة نراها تبسط لك أشرعتها لتحملك إلى جزر لا عهد لك بها لتغوص بك في عمق أعماق بحارها كاشفة لك عن أنفس اللآليء وأندر الأصداف وعجائب لم تكن لتراها أو تسمع بها لو لم تقرأ لنسرين....
    فبعينيها الساحرتين تصور وتنقل لك جمال الطبيعة اللبنانية بتنوع تضاريسها بجبالها وغابات أرزها وزرقة بحرها بغضبها وهدوئها وبإختلاف طوائفها وأحزابها...ففي وجنتيها نلمح أزهار فلها وياسمينها وكل زنبقها ووردها بعطرها ورياحينها العابق أريجها ليغمرنا بعاطر أنسامه الزكية ..دون أن ننسى حمرة الغروب المتجلية في شفتيها البارق مبسمها كأنه البدر يرسل سنى ضوئه ونوره المشع من بين ثناياها إذ يغرق القاريء في جلال متعة كتاباتها ورونق صورتها الموحية لك بطيب قلب هذا المبدع وسعته ورحابته المطلقة دون ترفع ولا كبرياء ولا غرور فهي الشامخة في أدبها المتواضعة النبيلة في أخلاقها الدائنة بالحب والود لكل ماهو عربي دون أن تفضل بلدا على بلد ولا قطر على قطر وبدون مجاملة ولا تحفظ يستطيع من يقرأ لها ويتابع كتاباتها أن يصفها بسفيرة الأدب اللبناني وعصفورة السلام فكم تمنينا أن يبعث جبران خليل جبران ليقرأ رسائلها ويتذوق طعم أدب مي زيادة هذا الزمان من جديد.....
    الطيب دخان




Working...
X